بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام / المجلد التاسع / القسم الثانی: الاحتجاج بحدیث الغدیر علی امامة علی علیه السلام

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

احتجاج‌ الامير وعرض‌ الكيفيّة‌ التي‌ خطب‌ فيها الرسول‌ حول‌ الغدير

 فقال‌: ما من‌ الحَيَّيْن‌ إلاّ وقد ذكر فضلاً وقال‌ حقّاً. فأنا أسألكم‌ يامعشر قريش‌ والانصار: بمن‌ أعطاكم‌ الله‌ هذا الفضل‌؟! أبأنفسكم‌ وعشائركم‌ وأهل‌ بيوتاتكم‌ أم‌ بغيركم‌؟

 قالوا: بل‌ أعطانا الله‌ ومنّ علینا بمحمّد صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وعشيرته‌، لابأنفسنا، وعشائرنا، ولا بأهل‌ بيوتاتنا!

 قال‌: صدقتم‌ يا معشر قريش‌ والانصار! ألستم‌ تعلمون‌ أنّ الذي‌ نلتم‌ من‌ خير الدنيا والآخرة‌ منّا أهل‌ البيت‌ خاصّة‌ دون‌ غيرهم‌؟ وأنّ ابن‌ عميّ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ قال‌: إنّي‌ وأهل‌ بيتي‌ كنّا نوراً يسعي‌ بين‌ يدي‌الله‌ تعإلی‌ قبل‌ أن‌ يخلق‌ الله‌ آدم‌ علیه‌ السلام‌ بأربعة‌ عشر ألف‌ سنة‌. فلمّا خلق‌ الله‌ آدم‌، وضع‌ ذلك‌ النور في‌ صُلْبه‌ وأهبطه‌ إلی‌ الارض‌. ثمّ حمله‌ في‌ السفينة‌ في‌ صُلْب‌ نوح‌ علیه‌ السلام‌ ثمّ قذف‌ به‌ في‌ النار في‌ صُلْب‌ إبراهيم‌ علیه‌ السلام‌. ثمّ لم‌ يزل‌ الله‌ عزّ وجلّ ينقلنا من‌ الاصلاب‌ الكريمة‌ إلی‌ الارحام‌ الطاهرة‌، ومن‌ الارحام‌ الطاهرة‌ إلی‌ الاصلاب‌ الكريمة‌ من‌ الآباء والاُمّهات‌، لم‌يلق‌ واحد منهم‌ علی‌ سفاح‌ قطّ.

 فقال‌ أهل‌ السابقة‌ والقدمة‌ وأهل‌ بَدْر وأهل‌ أُحُد: نعم‌! قد سمعنا ذلك‌ من‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌!

 ثمّ قال‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌: أُنشدكم‌ بالله‌: أتعلمون‌ أنّ الله‌ عزّوجلّ فضّل‌ في‌ كتابه‌، السابق‌ علی‌ المسبوق‌ في‌ غير آية‌. وأ نّي‌ لم‌يسبقني‌ إلی‌ الله‌ عزّوجلّ وإلی‌ رسوله‌ أحدٌ من‌ هذه‌ الاُمّة‌؟ قالوا: اللهُمّ! نعم‌.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌: أتعلمون‌ حيث‌ نزلت‌: وَالسَّـ'بِقُونَ الاْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَـ'جِرِينَ وَالاْنْصَارِ،[1] والآية‌: وَالسَّـ'بِقُونَ السَّـ'بِقُونَ،[2] سئل‌ عنها رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ فقال‌: أنزلها الله‌ في‌ الانبياء وأوصيائهم‌، فأنا أفضل‌ أنبياء الله‌ ورسله‌، و علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ وصيّي‌ أفضل‌ الاوصياء؟! قالوا: اللهمّ! نعم‌.

 قال‌: فأُنشدكم‌ الله‌: أتعلمون‌ حيث‌ نزلت‌ الآية‌: يَـ'´أَيـُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي‌ الاْمْرِ مِنكُمْ.[3] والآية‌: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَو'ةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَو'ةَ وَهُمْ رَ ' كِعُونَ.[4] والآية‌: أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمُ اللَهُ الَّذِينَ جَـ'هَدُوا مِنكُمْ وَلَمْيَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً.[5] قال‌ الناس‌: يارسول‌الله‌! خاصّة‌ في‌ بعض‌ المؤمنين‌ أم‌ عامّة‌ لجميعهم‌؟! فأمر الله‌ عزّوجلّ نبيّه‌ أن‌ يعلّمهم‌ ولاة‌ أمرهم‌، وأن‌ يفسّر لهم‌ من‌ الولاية‌ ما فسّر لهم‌ من‌ صلاتهم‌ وزكاتهم‌ وحجّهم‌. فينصبني‌ للناس‌ بغدير خُمّ، ثمّ خطب‌ وقال‌: إنّ الله‌ أرسلني‌ برسالة‌ ضاق‌ بها صدري‌، وظننت‌ أنّ الناس‌ مكذّبي‌ فأوعدني‌ لاُبلّغها أو ليعذّبني‌. ثمّ أمر، فنودي‌: الصَّلاَةُ جَامِعَةٌ، ثمّ خطب‌ فقال‌:

 أَيـُّهَا النَّاسُ أتَعْلَمُونَ أنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ مَوْلاَي‌َ وَأنَا مَوْلَي‌ المُؤمِنينَ وَأَنا أوْلَي‌ بِهِمْ مِنْ أنْفُسِهِمْ؟ قَالُوا: بَلَي‌ يَا رَسُولَ اللَهِ. قَالَ: قُمْ يَا علی‌ٌّ! فَقُمْتُ. فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی‌ٌّ هَذَا مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ.

 فَقام‌ سلمان‌، فقال‌: يَا رَسُولَ اللَهِ! وَلاَءٌ كَمَاذَا؟ فَقَالَ: وَلاَءٌ كَوَلاَيَتِي‌، مَنْ كُنْتُ أَوْلَي‌ بِهِ مِنْ نَفْسِهِ فَ علی‌ٌّ أَوْلَي‌ بِهِ مِنْ نَفْسِهِ!

 فأنزل‌ الله‌ تعإلی‌ ذكره‌: إلیوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ علیكُمْ نِعْمَتِي‌ وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْءِسْلَـ'مَ دِينًا. [6]

 ولمّا نزلت‌ هذه‌ الآية‌ كبّر النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وقال‌: اللَهُ أكْبَرُ تَمَامُ نُبُوَّتي‌ وَتَمَامُ دِينِ اللَهِ وَلاَيَةُ علی‌ٍّ بَعْدِي‌.

 فقام‌ أبو بكر، وعمر فقالا: يا رسول‌ الله‌! هذه‌ الآيات‌ خاصّة‌ في‌ علی‌ّ؟! فقال‌ النبي‌ّ: بلي‌؛ فيه‌ وفي‌ أوصيائي‌ إلی‌ يوم‌ القيامة‌! قالا: يارسول‌الله‌! بيّنهم‌ لنا.

 فقال‌ النبي‌ّ: علی‌ّ أخي‌ ووزيري‌ ووارثي‌ ووصيّي‌ وخليفتي‌ في‌ أُمَّتِي‌ وولي‌ّ كلّ مؤمن‌ بعدي‌. ثمّ ابني‌ الحسن‌، ثمّ الحسين‌، ثمّ تسعة‌ من‌ ولد ابني‌ الحسين‌ واحد بعد واحد، القرآن‌ معهم‌ وهم‌ مع‌ القرآن‌. لايفارقونه‌، ولايفارقهم‌ حتّي‌ يردوا علی‌َّ الحوض‌.

 فقالوا كلّهم‌: اللهمّ نعم‌: قد سمعنا ذلك‌ وشهدنا كما قلت‌ سواء. وقال‌ بعضهم‌: قد حفظنا جلّ ما قلت‌ ولم‌ نحفظه‌ كلّه‌! وهؤلاء الذين‌ حفظوا أخيارنا وأفاضلنا.

 فقال‌ ] الاءمام‌ [ علی‌ّ علیه‌ السلام‌: صدقتم‌! ليس‌ كلّ الناس‌ يستوون‌ في‌ الحفظ‌. أُنشد الله‌ من‌ حفظ‌ ذلك‌ من‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ لمّا قام‌ فأخبر به‌.

 فقام‌ زَيْدُ بنُ أَرقَم‌، و البَرَاءُ بنُ عازِب‌، و سَلْمَانُ، و أبوذَرّ، و المِقْدَادُ، و عَمَّارُ فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وهو قائم‌ علی‌ المنبر وأنت‌ إلی‌ جنبه‌، وهو يقول‌: أيّها الناس‌! إنّ الله‌ عزّ وجلّ أمرني‌ أن‌ أنصب‌ لكم‌ إمامكم‌ والقائم‌ فيكم‌ بعدي‌، ووصيّي‌، وخليفتي‌، والذي‌ فرض‌ الله‌ عزّ وجلّ علی‌ المؤمنين‌ في‌ الكتاب‌ طاعته‌ فقرنه‌ بطاعته‌ وطاعتي‌. وأمركم‌ بولايته‌، وإنّي‌ راجعت‌ ربّي‌ خشية‌ طعن‌ أهل‌ النفاق‌ وتكذيبهم‌، فأوعدني‌ لابلّغها أو ليعذّبني‌.

 ] وقال‌ [: أَيـُّهَا النَّاسُ! إنّ الله‌ أمركم‌ في‌ كتابه‌ بالصلاة‌؛ فقد بيّنتُها لكم‌. وأمر بالزكاة‌، والصوم‌، والحجّ؛ فبيّنتهُا لكم‌ وفسّرتها. وأمركم‌ بالولاية‌ وإنّي‌ أُشهدكم‌ أ نّها لهذا خاصّة‌ ـووضع‌ يده‌ علی‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ـ ثمّ لاِبنَيْهِ بعده‌، ثمّ للاوصياء من‌ بعدهم‌ من‌ ولدهم‌، لايفارقون‌ القرآن‌، ولا يفارقهم‌ القرآن‌ حتّي‌ يردوا علی حوضي‌.

 أَيـُّهَا النَّاسُ: قد بيّنتُ لكم‌ مفزعكم‌ بعدي‌ وإمامكم‌ ودليلكم‌ وهاديكم‌، وهو أخي‌ علی‌ّبن‌ أبي‌ طالب‌. وهو فيكم‌ بمنزلتي‌ فيكم‌. فقلّدوه‌ دينكم‌ وأطيعوه‌ في‌ جميع‌ أُموركم‌. فإنّ عنده‌ جميع‌ ما علّمني‌ الله‌ من‌ علمه‌ وحكمته‌. فسلوه‌ وتعلّموا منه‌ ومن‌ أوصيائه‌ بعده‌، ولاتعلّموهم‌ ولاتتقدّموهم‌ ولاتخلّفوا عنهم‌، فإنّهم‌ مع‌ الحقّ والحقّ معهم‌ لايزايلوه‌ ولايزايلهم‌. ثمّ جلسوا.

 قال‌ سُلَيم‌: ثمّ قال‌ علی علیه‌ السلام‌: أَيـُّهَا النَّاسُ! أتعلمون‌ أنّ الله‌ أنزل‌ في‌ كتابه‌: إِنَّـمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. [7]

 فجمعني‌ وفاطمة‌ وابني‌ّ الحسن‌ والحسين‌، ثمّ ألقي‌ علینا كساءً وقال‌: اللهمّ! هؤلاء أهل‌ بيتي‌ ولحمي‌، يؤلمني‌ ما يؤلمهم‌، ويؤذيني‌ ما يؤذيهم‌، ويحرجني‌ ما يحرجهم‌. فَأَذْهِبْ عنهم‌ الرجس‌ وطهّرهم‌ تطهيراً.

 فقالت‌ أُمّ سلمة‌: وأنا يا رسول‌ الله‌؟! فقال‌: أنتِ إلی‌ خير. إنّما نزلت‌ في‌ّ، (وفي‌ ابنتي‌)، وفي‌ أخي‌ علی بن‌ أبي‌طالب‌، وفي‌ ابني‌َّ، وفي‌ تسعة‌ من‌ ولد ابني‌َ الحسين‌ خاصّة‌، ليس‌ معنا فيها لاحد شرك‌.

 فقالوا كلّهم‌: نشهد أنّ أُمّ سلمة‌ حدّثتنا بذلك‌، فسألنا رسول‌الله‌، فحدّثنا كما حدّثتنا أُمّ سلمة‌. ] ثمّ [ قال‌ ] علی‌ّ علیه‌ السلام‌ [: أُنشدكم‌الله‌: أتعلمون‌ أنّ الله‌ أنزل‌: يَـ'´أَيـُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّـ'دِقِينَ. [8]

 فقال‌ سلمان‌: يا رسول‌ الله‌! عامّة‌ هذه‌ أم‌ خاصّة‌؟ فقال‌ النبي‌ّ: أمّا المؤمنون‌ فعامّة‌ المؤمنين‌ أُمروا بذلك‌. وأمّا الصادقون‌ فخاصّة‌ لاخي‌ علی‌ّ وأوصيائي‌ من‌ بعده‌ إلی‌ يوم‌ القيامة‌؟! قالوا: اللهمّ! نعم‌.

 فقال‌ ] علی علیه‌ السلام‌ [: أُنشدكم‌ الله‌: أتعلمون‌ أ نّي‌ قلت‌ لرسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ في‌ غزوة‌ تبوك‌: لم‌ خلّفتني‌؟! فقال‌: إنّ المدينة‌ لاتصلح‌ إلاّ بي‌ أو بك‌، وَأنْتَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ إلاَّ أ نَّهُ لاَنَبِي‌َّ بَعْدي‌. قالوا: اللهمّ! نعم‌.

 فقال‌ ] علی‌ّ علیه‌ السلام‌ [: أُنشدكم‌ الله‌: أتعلمون‌ أنّ الله‌ أنزل‌ في‌ سورة‌ الحجّ: يَـ'´أَيـُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَـ'هِدُوا فِي‌ اللَهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَـ'كُمْ وَمَا جَعَلَ علیكُمْ فِي‌ الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إبرَ ' هِيمَ هُوَ سَمَّـ'كُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي‌ هَـ'ذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا علیكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَآءَ علی‌ النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَو'ةَ وَءَاتُوا الزَّكَو'ةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَهِ هُوَ مَوْلَي'كُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَي‌' وَنِعْمَ النَّصِيرُ. [9]

 فقام‌ سلمان‌ فقال‌: يا رسول‌ الله‌! مَن‌ هؤلاء الذين‌ أنت‌ علیهم‌ شهيد وهم‌ شهداء علی‌ الناس‌، الذين‌ اجتباهم‌ الله‌ ولم‌ يجعل‌ علیهم‌ في‌ الدين‌ من‌ حرج‌ وهم‌ علی‌ ملّة‌ إبراهيم‌؟!

 فقال‌ ] رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ [: عني‌ بذلك‌ ثلاثة‌ عشر رجلاً خاصّة‌ دون‌ هذه‌ الاُمّة‌. أنا وأخي‌ علی‌ّ وأحد عشر من‌ ولدي‌؟! قالوا: اللهمّ! نعم‌.

 فقال‌ ] علی‌ّ علیه‌ السلام‌ [: أُنشدكم‌ الله‌: أتعلمون‌ أنّ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ قام‌ خطيباً لم‌ يخطب‌ بعد ذلك‌، فقال‌: يَا أيـُّهَا النَّاسُ! إنِّـي‌ تَـارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌ أهْلَ بَيْتِي‌، فَتَمسَّكُوا بِهِمَا لَنْتَضِلُّوا، فَإنَّ اللَّطيفَ (الخَبيرَ) أخْبَرَني‌ وَعَهِدَ إلی‌َّ أَ نَّهُمَا لَنْيَفْتَرِقَا حَتَّي‌ يَرِدَا علی‌َّ الحَوْضَ.

 فقام‌ عمر بن‌ الخطّاب‌ شبه‌ المغضب‌ فقال‌: يا رسول‌ الله‌! أكُلّ أهل‌ بيتك‌؟! قال‌ النبي‌ّ: لا. ولكن‌ أوصيائي‌ من‌ أهل‌ بيتي‌: أوّلهم‌ أخي‌ ووزيري‌ ووارثي‌ وخليفتي‌ في‌ أُمّتي‌ وولي‌ّ كلّ مؤمن‌ بعدي‌.

 هو أوّلهم‌، ثمّ ابني‌ الحسن‌، ثمّ ابني‌ الحسين‌، ثمّ تسعة‌ من‌ ولد الحسين‌، واحد بعد واحد حتّي‌ يردوا علی‌َّ الحوض‌. هم‌ شهداء الله‌ في‌ أرضه‌ وحجّته‌ علی‌ خلقه‌ وخزّان‌ علمه‌ ومعادن‌ حكمته‌، من‌ أطاعهم‌ أطاع‌الله‌، ومن‌ عصاهم‌ عصي‌ الله‌؟! فقالوا كلّهم‌: نشهد أنّ رسول‌الله‌ قال‌ ذلك‌.

 ثمّ تمادي‌ ل علی السؤال‌: فما ترك‌ شيئاً إلاّ ناشدهم‌ الله‌ فيه‌ وسألهم‌ عنه‌ حتّي‌ أتي‌ علی‌ آخر مناقبه‌ وما قال‌ له‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ كثيراً. وكانوا في‌ ذلك‌ كلّه‌ يصدّقونه‌ ويشهدون‌ أنّه‌ حقّ. [10]

 الرجوع الي الفهرس

احتجاج‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ بحديث‌ الغدير في‌ رحبة‌ الكوفة‌

 الاحتجاج‌ الرابع‌: مناشدة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ في‌ الرُحْبَة‌. وكانت‌ هذه‌ المناشدة‌ في‌ أوّل‌ خلافته‌ الصوريّة‌. ذلك‌ أنّه‌ جاء في‌ رواية‌ يَ علی‌بن‌ مُرَّة‌ أنّ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ لمّا قدم‌ الكوفة‌ نشد الناس‌. ومعلوم‌ أنّه‌ قدم‌ الكوفة‌ سنة‌ 35ه. ففي‌ أوّل‌ خلافته‌، لمّا بلغه‌ اتّهام‌ الناس‌ له‌ فيما كان‌ يرويه‌ من‌ تقديم‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ إيّاه‌ علی‌ غيره‌، ونوزع‌ في‌ خلافته‌، حضر في‌ مجتمع‌ الناس‌ بالرحبة‌ في‌ الكوفة‌ واستنشدهم‌ بحديث‌ الغدير. وهذا الاحتجاج‌ هامّ جدّاً، وقد ورد في‌ روايات‌ مستفيضة‌، وذكره‌ أعلام‌ وأعاظم‌ الشيعة‌ والعامّة‌ في‌ كتبهم‌، وعدّوه‌ من‌ مسلّمات‌ التأريخ‌.

 وكانت‌ هذه‌ الخطبة‌ بحضور جمع‌ من‌ الصحابة‌ والتابعين‌ وفئات‌ شتّي‌ من‌ الناس‌. وهي‌ خطبة‌ مفصّلة‌، وذُكر فيها أيضاً شي‌ء من‌ الملاحم‌ والاءخبار بالغيب‌.

 روي‌ ابن‌ أبي‌ الحديد عن‌ عثمان‌ بن‌ سعيد، عن‌ شريك‌بن‌ عبدالله‌، قال‌: لمّا بلغ‌ علیاً علیه‌ السلام‌ أنّ الناس‌ يتّهمونه‌ فيما يذكره‌ من‌ تقديم‌ النبيّ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وتفضيله‌ إيّاه‌ علی‌ الناس‌. قال‌: أُنْشِدُ اللَهَ مَنْ بَقِي‌َ مِمَّنْ لَقِي‌َ رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَمِعَ مَقَالَهُ فِي‌ يَوْمِ غَدِيرِ خُمٍّ إلاَّ قَامَ فَشَهِدَ بِمَا سَمِعَ!

 فَقَامَ سِتَّةٌ مِمَّنْ عَنْ يَمِينهِ مِنْ أصْحَابِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسِتَّةٌ مِمَّنْ علی‌ شِمَالِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ أيْضاً فَشَهِدُوا أ نَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ يَقُولُ ذَلِكَ إلیوْمَ وَهُوَ رَافِعٌ بِيَدَي‌ْ علی‌ٍّ علیهِ السَّلاَمُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا علی‌ٌّ مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَن‌ خَذَلَهُ وَأحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ وَأبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ. [11]

 وجاء في‌ «السيرة‌ الحلبية‌» بعد عرض‌ خطبة‌ رسول‌ الله‌ في‌ غدير خُمّ، والاءعلان‌ عن‌ قرب‌ وفاته‌، والشهادة‌ علی‌ التوحيد والمعاد: ثُمَّ حَضَّ علی‌ التَّمَسُّكِ بِكِتَابِ اللَهِ وَوَصَّي‌ بِأهْلِ بَيْتِهِ. أي‌ فَقَالَ: إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابِئاللَهِ وَعِتْرَتي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌، وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي‌ يَرِدَا علی‌َّ الحَوْضَ. وَقَالَ في‌ حَقِّ علی‌ٍّ كَرَّمَ اللَهُ وَجْهَهُ لَمَّا كَرَّرَ علیهِمْ: ألَسْتُ أوْلَي‌ بِكُمْ مِنْ أنْفُسِكُمْ ـثَلاَثاًـ وَهُمْ يُجِيبُونَهُ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ (وَآلِهِ) وَسَلَّمَ بِالتَّصْدِيقِ وَالاعْتِرَافِ، وَرَفَعَ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ يَدَ علی‌ِّ كَرَّمَ وَجْهَهُ وَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی‌ٌّ مَوْلاَهُ، اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَأحِبَّ مَنْ أحَبَّهُ، وَأبْغِضْ مَنْ أبْغَضَهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَأعِنْ مَنْ أعَانَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَأدِرِ الحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ.

 وقال‌ صاحب‌ «السيرة‌ الحلبيّة‌» هنا: وهذا أقوي‌ ما تمسّكت‌ به‌ الشيعة‌ والاءماميّة‌ والرافضة‌ علی‌ أنّ علیاً كرّم‌ الله‌ وجهه‌ أولي‌ بالاءمامة‌ من‌ كلّ أحد. وقالوا: هذا نصّ صريح‌ علی‌ خلافته‌ سمعه‌ ثلاثون‌ صحابيّاً وشهدوا به‌، قالوا: فل علی علیهم‌ من‌ الولاء ما كان‌ له‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ علیهم‌ بدليل‌ قوله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌: ألَسْتُ أوْلَي‌ بِكُمْ. ثمّ قال‌ الحلبيّ أيضاً: هذا حديث‌ صحيح‌ ورد بأسانيد صحاح‌ وحسان‌، ولاالتفات‌ لمن‌ قدح‌ في‌ صحّته‌ كأبي‌ داود، وأبي‌ حاتم‌ الرازيّ. وقول‌ بعضهم‌: إنّ زيادة‌: اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ إلی‌ آخره‌ موضوعة‌، مردود، فقد ورد ذلك‌ من‌ طرق‌ صحّح‌ الذهبيّ كثيراً منها.

 وقد جاء أنّ علیاً كرّم‌ الله‌ وجهه‌ قام‌ خطيباً فحمد الله‌ وأثني‌ علیه‌، ثمّ قال‌: أُنْشِدُكَ اللَهَ مَنْ يَنْشُدُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ إلاَّ قَامَ، وَلاَيَقُومُ رَجُلٌ يَقُولُ: أُنْبِئْتُ أوْ بَلَغَنِي‌ إلاَّ رَجُلٌ سَمِعَتْ أُدْنَاهُ وَوَعي‌ قَلْبُهُ.

 فقام‌ سبعة‌ عشر صحابيّاً (و شهدوا). وفي‌ رواية‌ ثلاثون‌ صحابيّاً. وفي‌ «المعجم‌ الكبير» ستّة‌ عشر. وفي‌ رواية‌ اثنا عشر.

 فقال‌ ] لَهُم‌ أمير المؤمنين‌ [: هاتوا ما سمعتم‌! فذكروا حديث‌ الغدير. ومن‌ جملته‌: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی‌ٌّ مَوْلاَهُ. وفي‌ رواية‌: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا مَوْلاَهُ.

 وعن‌ زيد بن‌ أرقم‌ أنّه‌ قال‌: وكنت‌ ممّن‌ كتم‌ فذهب‌ الله‌ ببصري‌. وكان‌ علی‌ّ كرّم‌ الله‌ وجهه‌ دعا علی‌ من‌ كتم‌. [12]

 الرجوع الي الفهرس

أسماء الصحابة‌ الذين‌ شهدوا بحديث‌ الغدير في‌ الرُّحبة

 ومعلوم‌ أنّ الحديث‌ الذي‌ يستدلّ به‌ صاحب‌ السيرة‌ هو احتجاج‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ في‌ الرُّحْبة‌. وقد أحصي‌ العلاّمة‌ الاميني‌ّ عدد الصحابة‌ الذين‌ شهدوا، بأربعة‌ وعشرين‌ صحابيّاً اعتماداً علی‌ كتب‌ العامّة‌ الموثوقة‌. وهم‌:

 1 ـ أَبُو زَيْنَب‌ بْنُ عَوفٍ الاَنْصَارِيّ.

 2 ـ أَبُو عُمْرَة‌ بْنُ عَمْرِو بْنَ مُحْصِنٍ الاَنصَارِيّ.

 3 ـ أَبُو فُضَالَة‌ الاَنْصَارِيّ. استُشْهِدَ بصفّين‌ مع‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ بدريّ.

 4 ـ أَبُو قُدَامة‌ الاَنْصَارِيّ. الشهيد بصفّين‌ مع‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌.

 5 ـ أَبُو لَيْلَي‌ الاَنْصَارِيّ. يقال‌: اسْتَشهِد بصفّين‌. وفي‌ بعض‌ الالفاظ‌: أَبُو يَ علی‌ الاَنْصَارِيّ، وهو شَدّاد بن‌ أوْس‌ المتوفّي‌ سنة‌ 58ه.

 6 ـ أَبُو هُرَيْرَة‌ الدَّوْسي‌ّ. المتوفّي‌ سنة‌ 57 أو 58 أو 59.

 7 ـ أَبُو الهَيْثَم‌ بْنِ التَّيِّهَان‌. شهد بدراً. واستُشهد بصفّين‌ مع‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌.

 8 ـ ثَابِتُ بْنُ وَدِيعَة‌ الاَنْصَارِيّ الخَزْرَجِيّ المَدَنِيّ.

 9 ـ حُبْشِي‌ بْنُ جُنَادَة‌ السَّلُّولِي‌ّ. شهد مع‌ علی‌ّ مشاهده‌.

 10 ـ أَبُو أَيُّوب‌ خَالِدٍ الاَنْصَارِيّ. شهد بدراً والمستشهد غازياً بالروم‌ سنة‌50 أو 51 أو 52ه.

 11 ـ خُزَيمَةُ بْنُ ثَابِتٍ الاَنْصَارِي‌ّ ذو الشهادتين‌، بدريّ، استشهد بصفّين‌ مع‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌.

 12 ـ أَبُو شُرَيْحٍ: خُوَيْلِدُ بْنُ عَمْروٍ الْخُزَاعِي‌ّ. المتوفّي‌ سنة‌ 68ه.

 13 ـ زَيْد. أو: يَزِيدُ بْنُ شَرَاحِيلَ الاَنْصَاِرِيّ.

 14 ـ سَهْلُ بْنُ حَنَيفٍ الاَنْصَارِيّ الاَوسِي‌ّ. المتوفّي‌ سنة‌ 38ه، بدريّ.

 15 ـ أَبُو سَعِيد: سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ الخُدرِيّ الاَنْصَارِي‌ّ. المتوفّي‌ سنة‌63 أو 64 أو 65ه.

 16 ـ أَبُو العَبَّاس‌ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ الاَنْصَارِي‌ّ. المتوفّي‌ سنة‌ 91ه.

 17 ـ عَامِرُ بْنُ لَيْلَي‌ الغفاريّ.

 18 ـ عَبْدُ الرَّحْمَن‌ بْنُ عَبْد رَبّ الاَنْصَارِيّ.

 19 ـ عَبْدُ اللَهِ بْنُ ثَابِتٍ الاَنْصَاِري‌ّ. خادم‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌.

 20 ـ عُبَيْدُ بْنُ عَازِبِ الاْنْصَارِي‌ّ. من‌ العشرة‌ الدُّعاة‌ إلی‌ الإسلام‌ (الذين‌ وجّههم‌ عمر مع‌ عمّار بن‌ ياسر إلی‌ الكوفة‌).

 21 ـ أَبُو طَرِيف‌ عَدِيُّ بْنُ حَاتَم‌. المتوفّي‌ سنة‌ 68 ه عن‌ مائةِ عامٍ.

 22 ـ عَقَبَةُ بْنُ عَامِرٍ الجَهَنِي‌ّ. المتوفّي‌ قرب‌ السنة‌ الحادية‌ والستّين‌. كان‌ ممّن‌ يمتّ بمعاوية‌.

 23 ـ نَاجِيَةُ بْنُ عَمْرٍ والخُزَاعِيّ.

 24 ـ نُعْمَانُ بْنُ عجلان‌ الاْنْصَارِي‌ّ. لسان‌ الانصار وشاعرهم‌.

 الرجوع الي الفهرس

عدد الشهود بحديث‌ الغدير في‌ الرحبة

 ثمّ قال‌: هذا ما أوقفنا السير علیه‌ من‌ أعلام‌ الشهود لاميرالمومنين‌ علیه‌ السلام‌ بحديث‌ الغدير يوم‌ مناشدة‌ الرُّحبة‌. وقد نصّ الاءمام‌ أحمد ] بن‌ حنبل‌ [ علی‌ أنّ عدّة‌ الشهود في‌ ذلك‌ إلیوم‌ كانت‌ ثلاثين‌. وأخرجه‌ الحافظ‌ الهيثميّ في‌ مجمعه‌ وصحّحه‌. وتجده‌ في‌ تذكرة‌ سبط‌ بن‌ الجوزيّ، ص‌17، و «تاريخ‌ الخلفاء» للسيوطيّ، ص‌ 65، و «السيرة‌ الحلبيّة‌» ج‌3، ص‌308، وفي‌ لفظ‌ أبي‌ نعيم‌: فَضْل‌ بن‌ دَكين‌ فقام‌ ناس‌ كثيرون‌ وشهدوا.

 وينبغي‌ أن‌ نعلم‌ أنّ تأريخ‌ هذه‌ المناشدة‌ هو السنة‌ 35ه، كان‌ يبعد عن‌ وقت‌ صدور الحديث‌ بما يربو علی‌ خمسة‌ وعشرين‌ عاماً. وفي‌ خلال‌ هذه‌ المدّة‌ كان‌ كثير من‌ الصحابة‌ الحضور يوم‌ الغدير قد قضوا نحبهم‌، وآخرون‌ قُتلوا في‌ المغازي‌، وكثيرون‌ منهم‌ مبثوثين‌ في‌ البلاد. وكانت‌ الكوفة‌ أيضاً بمنتي‌ً عن‌ مجتمع‌ الصحابة‌ «المدينة‌ المنوّرة‌»، ولم‌يك‌ فيها إلاّ شراذم‌ منهم‌ تبعوا الحقّ فهاجروا إلیها في‌ العهد العَلَويّ.

 يضاف‌ إلی‌ ذلك‌، أنّ هذه‌ القصّة‌ من‌ ولائد الاتّفاق‌ من‌ غير أيّة‌ سابقة‌ لها، حتّي‌ تقصدها القاصدون‌، فتكثر الشهود، وتتوفّر الرواة‌. وكان‌ في‌ الحاضرين‌ من‌ يُخفي‌ شهادته‌ حنقاً أو سفهاً كما سيأتي‌ تفصيل‌ ذلك‌.

 (ومع‌ هذه‌ الحواجز كلّها)، فقد بلغ‌ من‌ رواه‌ هذا العدد الجمّ، فكيف‌ به‌ لو تُزاح‌ عنه‌ تلكم‌ الحواجز. فبذلك‌ كلّه‌ نعلم‌ مقدار شهرة‌ الحديث‌ وتواتره‌ في‌ هاتيك‌ العصور المتقادمة‌.

 وأمّا اختلاف‌ عدد الشهود في‌ الاحاديث‌، فيحمل‌ علی‌ أنّ كلاّ من‌ الرواة‌ ذكر من‌ عَرَفَهُ أو التفت‌ إلیه‌ أو من‌ كان‌ إلی‌ جنبه‌ أو أنّه‌ ذكر من‌ كان‌ في‌ جانبي‌ المنبر أو في‌ أحدهما ولم‌ يلتفت‌ إلی‌ غيرهم‌. أو أنّه‌ ذكر من‌ كان‌ بدريّاً، أو أراد من‌ كان‌ من‌ الانصار، أو أنـّه‌ لمّا علت‌ عقيرة‌ القوم‌ بالشهادة‌، وشخصت‌ الابصار والاسماء للتلقّي‌، ووقعت‌ اللجبة‌ [13] كما هو طبع‌ الحال‌ في‌ أمثاله‌ من‌ المجتمعات‌ ذهل‌ بعض‌ عن‌ بعض‌، وآخر عن‌ آخرين‌، فنقل‌ كلٌّ من‌ يضبطه‌ من‌ الرجال‌. [14]

 كان‌ هذا هو عدد الشهود وأسماؤهم‌. وأمّا رواة‌ حديث‌ المناشدة‌ للاجيال‌ القادمة‌، فهم‌ علی‌ ما نقله‌ العلاّمة‌ الامينيّ أربعة‌ من‌ الصحابة‌، وأربعة‌ عشر من‌ التابعين‌، ومجموعهم‌ ثمانية‌ عشر.

 أمّا الصحابة‌ فهم‌:

 1 ـ حَبَّةُ بْنُ جوين‌ العَرَنِيّ أَبُو قُدَامَة‌ البَجَلِيّ. المتوفّي‌ سنة‌ 76 أو 79ه.

 2 ـ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمٍ الاَنْصَارِيّ.

 3 ـ أَبُو الطُّفَيْل‌: عَامِرُ بْنُ وَاثِلَة‌ اللَّيْثِي‌ّ. المتوفّي‌ (سنة‌) 100، أو 102، أو 108، أو 110.

 4 ـ يَ علی‌ بْنُ مُرَّة‌ بْنُ وَهَبٍ الثَّقَفِيّ.

 وأمّا التابعون‌ فهم‌:

 1 ـ أَبُو سُلَيْمَان‌ المُؤَذِّن‌.

 2 ـ أَبُو القَاسِم‌: الاَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَه‌.

 3 ـ زَاذَانُ بْنُ عُمَر الكْنِدِيّ البَزَّار أو البَزَّازُ الكُوفِيّ.

 4 ـ زِرُّ بْنُ جُبَيْشٍ [15] الاَسَدِي‌ّ، أَبُو مَرْيَم‌.

 5 ـ زياد بن‌ أبي‌ زياد.

 6 ـ زيد بن‌ يثيع‌ الهمدانيّ الكوفي‌ّ. من‌ كبار التابعين‌.

 7 ـ سعيد بن‌ أبي‌ حدّان‌. ويقال‌ ذي‌ حدّان‌، الكوفيّ.

 8 ـ سعيد بن‌ وهب‌ الهمدانيّ الكوفي‌ّ. المتوفّي‌ (سنة‌) 76ه.

 9 ـ أَبُو عُمَارَة‌ عَبْدُ خَيْر بن‌ يَزِيدٍ الهَمْدَانِيّ الكُوفِيّ المُخَضْرَمِي‌ّ. من‌ كبار التابعين‌.

 10 ـ عَبْدُ الرَّحْمَن‌ بْنُ أَبِي‌ لَيْلَي‌. المتوفّي‌ سنة‌ 82 أو 83 أو 86ه.

 11 ـ عَمْرُو ذِي‌ مُرَّة‌ أَبُو عَبْد اللَهِ الكُوفِيّ الهَمْدَانِي‌ّ. المتوفّي‌ سنة‌ 116ه.

 12 ـ عُمَيْرَةُ بْنُ سَعْدٍ الهَمْدانِيّ الكُوفِيّ.

 13 ـ هَانِي‌ بْنُ هَانِي‌ الهَمْدانِي‌ّ الكُوفِيّ.

 14 ـ حَارِثَةُ بْنُ نَصْرِ. [16]

 الرجوع الي الفهرس

رواية‌ «فرائد السمطين‌» في‌ الاحتجاج‌ بحديث‌ الغدير في‌ الرُّحبة‌

 روي‌ شيخ‌ الإسلام‌ الحمّوئيّ بسنده‌ عن‌ سعيد بن‌ أبي‌ حَدَّان‌، وعمرو ذي‌ مُرّ قالا:

 قَالَ علی: أُنْشِدُ اللَهَ، وَلاَ أُنْشِدُ إلاّ أصْحَابَ رَسُولِ اللَهِ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِاللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ يَوْمَ غَديرِ خُمٍّ. قَالَ: فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً سِتَّةٌ مِنْ قِبَلِ سَعِيدٍ وَسِتَّةٌ مِنْ قِبَلِ عَمْرُوٍ ذي‌ مُرٍّ فَشَهِدُوا: أَ نَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَأحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ، وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ. [17]

 ونقل‌ الحمّوئيّ أيضاً بسند آخر عن‌ سماك‌ بن‌ عبيد بن‌ وليد العَنَسيّ أنّه‌ قال‌: دخلت‌ علی‌ عبد الرحمن‌ بن‌ أبي‌ ليلي‌، فحدّثنيّ أنّه‌ شهد علیاً علیه‌ السلام‌ في‌ الرُّحبة‌ قال‌: أُنشد الله‌ رجلاً سمع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ وسلّم‌ وشهد يوم‌ غدير خمّ إلاّ قام‌! ولا يقوم‌ إلاّ من‌ قد رآه‌. (قال‌) فقام‌ اثنا عشر رجلاً فقالوا: قد رأينا وسمعنا حيث‌ أخذ بِيَدِ علی‌ّ وقال‌: اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ! وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ! وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ! وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ! [18]

 الرجوع الي الفهرس

روايات‌ أحمد بن‌ حنبل‌ في‌ الاحتجاج‌ بحديث‌ الغدير في‌ الرُّحبة‌

 وأخرج‌ أحمد بن‌ حنبل‌ في‌ مسنده‌ عن‌ علی بن‌ حكيم‌ الاودي‌ّ، عن‌ شريك‌، عن‌ أبي‌ إسحاق‌، عن‌ سعيد بن‌ وَهَب‌ وزيد بن‌ يُثيع‌ قالا: نَشَدَ علی‌ٌّ النَّاسَ فِي‌ الرُّحْبَة‌: مَنْ سَمِعَ رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ إلاَّ قَامَ! قَالَ: فَقَامَ مِنْ قِبَلِ سَعيدٍ سِتَّةٌ، وَمِنْ قِبَلِ زَيْدٍ سِتَّةٌ، فَشَهِدُوا أ نَّهُمْ سَمِعُوا رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ (وَآلِهِ) وَسَلَّمَ يَقُولُ لِ علی‌ٍّ رضي‌اللَه‌ عَنْه‌ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: إلیسَ اللَهُ أوْلَي‌ بِالمُؤْمِنِينَ؟ قَالُوا: بَلَي‌! قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی‌ٌّ مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. [19]

 ورواه‌ ابن‌ كثير الدمشقي‌ّ بهذا اللفظ‌ والسند من‌ طريق‌ أحمدبن‌ حَنْبَل‌.[20]

 ورواه‌ أحمد بن‌ حَنْبَل‌ بسند آخر عن‌ عبد الرحمن‌ بن‌ أبي‌ ليلي‌. قَالَ: شَهِدْتُ علیاً رَضِي‌َ اللَهُ عَنْهُ فِي‌ الرُّحْبَةِ يُنْشِدُ النَّاسَ: أُنْشِدُ اللَهَ مَنْ سَمِعَ رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی‌ٌّ مَوْلاَهُ، لَمَّا قَامَ فَشَهِدَ! قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ بَدْرِيَّاً كَأَ نِّي‌ أَنْظُرُ إلی‌ أَحَدِهِمْ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ: أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ: أَلَسْتُ أَوْلَي‌ بِالمؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. وَأَزْواجِي‌ أُمَّهَاتُهُمْ؟! فَقُلْنَا: بَلَي‌ يَا رَسُولَاللَهِ! قَالَ: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی‌ٌّ مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. [21]

 نري‌ في‌ هذه‌ الرواية‌ أنّ الراوي‌ يقول‌: اثنا عشر شاهداً، كلّهم‌ كانوا بدريّين‌، أي‌: أ نّهم‌ كانوا من‌ خاصّة‌ الصحابة‌ الذين‌ لهم‌ شرف‌ المشاركة‌ في‌ غزوة‌ بدر. وكأ نّي‌ الآن‌ أنظر ـوأنا أتحدّث‌ـ إلی‌ أحدهم‌. أي‌: أنّ الرؤية‌ محدّدة‌ أيضاً.

 وروي‌ أحمد بن‌ حنبل‌ أيضاً بسند آخر عن‌ عبدالرحمن‌بن‌ أبي‌ ليلي‌ أنّه‌ شهد علیاً رضي‌الله‌ عنه‌ في‌ الرُّحبة‌ قَالَ: أُنْشِدُ اللَهَ رَجُلاً سَمِعَ رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ وَشَهِدَهُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ إلاَّ قَامَ! وَلاَيَقُومُ إلاّ مَنْ قَدْ رَآهُ. فَقَامَ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً فَقَالُوا: قَدْ رَأيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ حَيْثُ أخَذَ بِيَدِهِ يَقُولُ: اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ. فَقَامَ إلاَّ ثَلاَثَةٌ لَمْيَقُومُوا. فَدَعَا علیهِمْ فَأصَابَتْهُمْ دَعْوَتَهُ. [22]

 ونلحظ‌ في‌ هذه‌ الرواية‌ أنّ ثلاثة‌ من‌ الذين‌ كانوا قد شهدوا الغدير لم‌يقوموا للشهادة‌ وكتموها، فدعا علیهم‌ الاءمام‌ وأصابتهم‌ دعوته‌.

 وروي‌ أحمد بن‌ حنبل‌ أيضاً بسند آخر عن‌ أبي‌ الطفيل‌، قال‌: جمع‌ علی رضي‌ الله‌ عنه‌ الناس‌ في‌ الرحبة‌، ثمّ قال‌ لهم‌: أُنشد الله‌ امرءاً سمع‌ ما قاله‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ في‌ يوم‌ غدير خمّ إلاّ قام‌. فقام‌ ثلاثون‌ رجلاً. وقال‌ فضل‌ بن‌ دَكِين‌ (أبو نعيم‌): قام‌ جمع‌ كثير من‌ الناس‌ وشهدوا، وكان‌ رسول‌الله‌ قد أخذ بِيَدِ علی وهو يقول‌ للناس‌: أَتَعْلَمُونَ أ نِّي‌ أوْلَي‌ بِالمُؤمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِم‌؟ قَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُولَاللَهِ! قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ. وقال‌ أبوالطفيل‌ ناقل‌ هذه‌ الرواية‌: فَخَرَجْتَ وَكَأنَّ فِي‌ نَفْسِي‌ شَيْئَاً. فَلَقِيتُ زَيْدبْن‌ أَرْقَمٍ فَقُلْتُ لَهُ: إنِّي‌ سَمِعْتُ علیاً رَضِي‌َ اللَهُ تَعَإلی‌ عَنْهُ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَمَا تُنْكِرُ؟! قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ. [23]

 ينبغي‌ أن‌ نعلم‌ أنّ زيد بن‌ أرقم‌ كان‌ من‌ المنكرين‌ والكاتمين‌ في‌ ذلك‌ المجلس‌؛ فلهذا كُفّ بصره‌ بدعاء الاءمام‌. وكان‌ يقول‌: هذا دعاء علی‌ّ قد أصابني‌. بَيْدَ أنّه‌ كان‌ يروي‌ حديث‌ الغدير بعد ذلك‌ المجلس‌ كراراً ومراراً في‌ أماكن‌ متفاوتة‌، وذلك‌ للاشخاص‌ الذين‌ نقل‌ لنا التأريخ‌ أسماءهم‌. وقد نقلنا شيئاً من‌ ذلك‌ في‌ أبحاثنا، وسننقل‌ منه‌ إن‌ شاء الله‌.

 وروي‌ الهَيْثَميّ هذا الحديث‌ في‌ «مجمع‌ الزوائد» عن‌ أحمدبن‌ حَنْبل‌ سنداً ومتناً. [24]

 وأخرج‌ النسائي‌ّ في‌ «الخصائص‌» بسنده‌ عن‌ سَعْيد بن‌ وَهَب‌ أنّه‌ قال‌: قَالَ علی كَرَّمَ اللَهُ وَجْهَهُ فِي‌ الرُّحْبَةِ: أُنْشِدُ بِاللَهِ مَنْ سَمِعَ رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ يَقُولُ: إنَّ اللَهَ وَرَسُولَهُ وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ، وَمَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَهَذَا وَلِيُّهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ!

 قال‌ سعيد: قام‌ إلی‌ جنبي‌ ستّة‌. وقال‌ زيدبن‌ مُنيع‌:[25] قام‌ عندي‌ ستّة‌ وشهدوا. وأضاف‌ عمروبن‌ ذي‌ مرّ في‌ روايته‌ قوله‌: أَحِبَّ مَنْ أحَبَّهُ، وَأَبْغِضْ مَنْ أبْغَضَهُ في‌ مناشدة‌ علی‌ّ. وروي‌ هذا الحديث‌ إسرائيل‌، عن‌ إسحاق‌، عن‌ عمروبن‌ ذي‌ مُرّ. [26]

 وكذلك‌ روي‌ النسائي‌ّ (أحمد بن‌ شُعيب‌) عن‌ علی‌ّبن‌ محمّدبن‌ علی‌ّ، عن‌ خَلَف‌بن‌ تميم‌، عن‌ إسرائيل‌، عن‌ أبي‌ إسحاق‌، عن‌ عمروبن‌ ذي‌ مُرّ أنّه‌ قَالَ: شَهِدْتُ علیاً بِالرُّحْبَةِ يُنْشِدُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَأَحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ، وَأَبْغِضْ مَنْ أَبْغَضَهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ،[27] وَتَفَرَّقْ بَيْنَ المُؤْمِنِ وَالكَافِر. [28]

 وأخرج‌ النسائيّ أيضاً بسنده‌ الواحد المتّصل‌ عن‌ عمروبن‌ سعد أنّه‌ سمع‌ علیاً علیه‌ السلام‌ ينشد في‌ الرُّحبة‌: مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی‌ٌّ مَوْلاَهُ، فَقَامَ سِتَّةُ نَفَرٍ فَشَهِدُوا. [29] وروي‌ مضمون‌ الحديث‌ أيضاً بسند آخر عن‌ سعيدبن‌ وهب‌ ويزيدبن‌ يُثيع‌، [30] وبسند آخر عن‌ زيد بن‌ يُثيع‌. [31]

 الرجوع الي الفهرس

روايات‌ ابن‌ الاثير حول‌ الاحتجاج‌ بحديث‌ الغدير في‌ الرُّحبة‌

 ونقل‌ ابن‌ الاثير الجَزَريّ في‌ «أُسد الغابة‌» في‌ ترجمة‌ عبدالرحمن‌بن‌ عبدربّ الانصاري‌ّ أنّ الحافظ‌ ابن‌ عقدة‌ روي‌ بسنده‌ عن‌ الاصبَغ‌بن‌ نُباتَة‌ أنّه‌ قال‌: نَشَدَ علی النَّاسَ فِي‌ الرُّحْبَةِ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا قَالَ إلاَّ قَامَ، وَلاَ يَقُومُ إلاَّ مَنْ سَمِعَ رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ يَقُولُ. فَقَامَ بِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً، فِيهِمْ أَبُوأَيُّوبَ الاَنْصَارِي‌ُّ، وَأَبُو عُمْرَةَ بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحْصِنٍ، وَأَبُوزَيْنَبَ، وَسَهْلُبْنُ حُنَيْفٍ، وَخُزَيْمَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَعَبْدُاللَهِ بْنُ ثَابِتٍ الاَنْصَارِيُّ، وَحُبْشِي‌بْنُ جُنَادَةَ السَّلُّولِي‌ُّ، وَعُبَيْدُبْنُ عَازِبٍ الاَنْصَارِي‌ُّ، وَالنُّعْمَانُبْنُ عَجْلاَنَ الاَنْصَارِي‌ُّ، وثَابِتُبْنُ وَدِيعَةَ الاَنْصَارِيُّ، وَأَبُو فُضَالَةَ الاَنْصَارِيُّ وَعَبْدُالرَّحْمَنِبْنُ عَبْدِرَبِّ الاَنْصَارِي‌ُّ، فَقَالُوا:

 نَشْهَدُ أَنَّا سَمِعْنَا رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ ] وَآلِهِ [ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَلاَ إنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلِيّي‌ِّ، وَأنَا وَليُّ المُؤْمِنِينَ. ألاَ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی‌ُّ مَوْلاَهُ اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَأحِبَّ مَنْ أحَبَّهُ، وَأبْغِضْ مَنْ أبْغَضَهُ، وَأعِنْ مَنْ أعَانَهُ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَي‌.[32]

 وكذلك‌ ذكر ابن‌ الاثير في‌ ترجمة‌ أبي‌ زينب‌ بن‌ عَوف‌ الانصاريّ أنّ الاصبغ‌بن‌ نُباته‌ قال‌: نَشَدَ علی النَّاسَ: مَنْ سَمِعَ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ يَقُولُ يَوْمَ غَدِيِر خُمٍّ مَا قَالَ إلاَّ قَامَ. فَقَامَ بِضْعَةَ عَشَرَ فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ الاَنصَارِي‌ُّ، وَأَبُو زَيْنَبَ، فَقَالُوا: نَشْهَدُ أَ نَّا سَمِعْنَا رَسُولَاللَهِ صَلَّي‌اللَهُ علیهِ وَآلِهِ وَأَخَذَ بِيَدِكَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَرَفَعَهَا، فَقَالَ:

 ألَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أ نِّي‌ قَدْ بَلَّغْتُ وَنَصَحْتُ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أ نَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ! قَالَ: ألاَ إنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلِييِّ وَأنَا وَلِي‌ُّ المُؤمِنِينَ، فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذَا علی‌ٌّ مَوْلاَهُ! اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، وَأحِبَّ مَنْ أَحَبَّهُ، وَأعِنْ مَنْ أعَانَهُ، وَأبْغِضْ مَنْ أبْغَضَهُ. أَخْرَجَهُ أَبُو مُوسَي‌. [33]

 وروي‌ ابن‌ حَجَر العَسْقَلانيّ مضمون‌ هذا الحديث‌ عن‌ طريق‌ ابن‌ عُقْدَة‌ بسندين‌ مختلفين‌ عن‌ الاصبغ‌ بن‌ نُباتَة‌.[34]

 وأخرج‌ ابن‌ الاثير أيضاً في‌ ترجمة‌ أبي‌ قُدامة‌ الانصاري‌ّ بسنده‌ عن‌ أبي‌ الطُفَيل‌ أنّه‌ قال‌: كنّا عند علی رضي‌ الله‌ عنه‌ فقال‌: أُنشد الله‌ تعإلی‌ من‌ شهد يوم‌ غدير خمّ إلاّ قام‌. فقام‌ سبعة‌ عشر رجلاً منهم‌: أبو قُدّامة‌ الانصاري‌ّ، فقالوا: أقبلنا مع‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ من‌ حجّة‌ الوداع‌ حتّي‌ إذا كان‌ الظهر، خرج‌ رسول‌ الله‌ فأمر بشجرات‌ فشدُدن‌ وأُلقي‌ علیهنّ ثوب‌. ثمّ نادي‌ الصلاة‌. فخرجنا، فصلّينا. ثمّ قام‌ رسول‌الله‌، فحمدالله‌ وأثني‌ علیه‌، ثمّ قال‌: أيُّهَا النَّاسُ! أتَعْلَمُونَ أنَّ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ مَوْلاَي‌ وَأنَا مَوْلَي‌ المُؤْمِنِينَ، وَأ نِّي‌ أوْلَي‌ بِكُمْ مِنْ أنْفُسِكُمْ؟ ـيَقُولُ ذَلِكَ مِرَاراًـ قُلْنَا: نَعَم‌ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِكَ، يَقُولُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

 قال‌ العدويّ: أبو قُدامة‌ راوي‌ هذا الحديث‌ هو ابن‌ الحارث‌. شهد غزوة‌ أُحد واستبسل‌ فيها. وبقي‌ حتّي‌ استشهد مع‌ علی علیه‌ السلام‌ بصفّين‌. قد انقرض‌ عقبه‌. قال‌: نسبه‌ كما يلي‌: أبو قَدامة‌بن‌ الحارث‌ من‌ بني‌ عبد مناة‌ من‌ بني‌ عُبَيْد. وقيل‌: هو أبو قُدامة‌ بن‌ سهل‌ بن‌ الحارث‌بن‌ جُعْدَبَة‌بن‌ ثَعْلَبَة‌بن‌ سالم‌بن‌ مالك‌ بن‌ واقف‌. أخرج‌ أبو موسي‌ (حديثه‌ ونسبه‌ هكذا). [35]

 وروي‌ ابن‌ حَجَر العَسْقَلانيّ هذا الحديث‌ عن‌ طريق‌ ابن‌ عُقدة‌ في‌ كتابه‌: «المُوالاَة‌ في‌ حَديث‌ الغدير». [36]

 وكذلك‌ رواه‌ ابن‌ الاثير في‌ ترجمة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ بسنده‌ عن‌ عبدالرحمن‌بن‌ أبي‌ ليلي‌، وهو نفس‌ الحديث‌ الذي‌ نقلناه‌ عن‌ أحمدبن‌ حَنْبَل‌، وجاء فيه‌ أنّ ابن‌ أبي‌ ليلي‌ كان‌ يقول‌: قام‌ اثنا عشر بدريّاً (وشهدوا) وكأ نّي‌ أنظر إلی‌ أحدهم‌ علیه‌ سراويل‌. وقال‌ في‌ آخر الحديث‌: وذكر البراءبن‌ عازب‌، مثل‌ هذا الحديث‌، وأضاف‌ إلیه‌ قوله‌: فقال‌ عُمَربن‌ الخطّاب‌: يَابْنَ أَبِي‌ طَالِبٍ! أَصْبَحْتَ إلیوْمَ وَلِي‌َّ كُلِّ مُؤْمِنٍ. [37]

 ونقله‌ شيخ‌ الإسلام‌ الحمّوئيّ بنفس‌ العبارة‌ عن‌ أحمدبن‌ حَنْبَل‌ بسنده‌ عن‌ أبي‌ ليلي‌. [38]

 ونقل‌ الملاّ علی المتّقيّ هذا الحديث‌ في‌ «كنز العمّال‌» عن‌ ابن‌ أبي‌ ليلي‌، وقال‌ في‌ ذيله‌: وَكَتَمَ قَوْمٌ، فَمَا فَنَوْا مِنَ الدُّنْيَا إلاَّ عَمُوا وَبَرِصُوا. [39]

 وروي‌ ابن‌ الاثير أيضاً في‌ ترجمة‌ نَاجَية‌ بن‌ عَمْرو عن‌ طريق‌ أبي‌ نعيم‌، وأبي‌ موسي‌ المدائنيّ بسلسلة‌ سندهما عن‌ عمروبن‌ عبدالله‌بن‌ ي علی‌بن‌ مُرّة‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ جدّه‌ ي علی‌ أنّه‌ قال‌: سمعت‌ رسول‌الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ يقول‌: مَنْ كُنتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ.

 فلمّا قدم‌ علی علیه‌ السلام‌ الكوفة‌، نشد الناس‌، فانتشد له‌ بضعة‌ عشر رجلاً فيهم‌ أبو أيُّوب‌ الانصاري‌ّ صاحب‌ منزل‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌الله‌ علیه‌ وآله‌ ونَاجِيَة‌بن‌ عَمْرو الخُزَاعي‌ّ. [40]

 ورواه‌ ابن‌ حجر العَسْقَلانيّ عن‌ كتاب‌ «الموالاة‌» لابن‌ عُقْدَة‌. [41]

 الرجوع الي الفهرس

 روايات‌ أبي‌ نعيم‌ في‌ «حلية‌ الاولياء» حول‌ الاحتجاج‌ بحديث‌ الغدير

وأخرج‌ أبو نُعَيم‌ الاءصفهانيّ بسنده‌ عن‌ عُمَيْرة‌بن‌ سَعْد أنّه‌ قال‌: شهدتُ علیاً علیه‌ السلام‌ علی‌ المنبر ناشداً أصحاب‌ رسول‌الله‌، وفيهم‌ أبو سَعِيد، وأبو هُريرة‌، وأنس‌ بن‌ مالك‌، وهم‌ حول‌ المنبر، فقال‌ علی علیه‌ السلام‌:

 نَشَدْتُكُمْ بِاللَهِ هَلْ سَمِعْتُمْ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ علیهِ وَآلِهِ يَقُولُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ؟! فَقَامُوا كُلُّهُمْ فَقَالُوا: اللَهُمَّ نَعَمْ. وَقَعَدَ رَجُلٌ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أنْ تَقُومُ؟ قَالَ: يَا أميرَ المُؤْمِنِينَ! كَبُرْتُ وَنَسِيتُ.

 فَقَالَ: اللَهُمَّ إنْ كَانَ كَاذِبَاً فَاضْرِبْهُ بِبلاَءٍ حَسَنٍ، قَالَ: فَمَا مَاتَ حَتَّي‌ رَأيْنَا بَيْنَ عَيْنَيهِ نُكْتَةً بَيْضَاءَ، لاَ تُوارِيهَا العِمَامَةُ. [42]

 وهذا الرجل‌ كما جاء في‌ روايات‌ كثيرة‌ هو أنس‌ بن‌ مالك‌. والمقصود من‌ النكتة‌ البيضاء، ظهور البرص‌ في‌ جبهته‌، وكان‌ قبيحاً إلی‌ درجة‌ أنّه‌ لم‌يستطع‌ إنزال‌ عمامة‌ للتستّر علیه‌، ذلك‌ أنّ تلك‌ النكتة‌ البيضاء كانت‌ بين‌ عينيه‌.

 وقال‌ العلاّمة‌ الامينيّ في‌ الت علیقة‌ بعد نقل‌ هذا الحديث‌ عن‌ حِلية‌ أبي‌ نُعَيم‌: لفظة‌ حَسَن‌ (في‌ كلام‌ الاءمام‌: اضربه‌ ببلاء حَسَن‌) من‌ زيادات‌ الرواة‌ أو النسّاخ‌، فإنّ ما أصاب‌ الرجل‌ وهو أنس‌ بمعونة‌ بقيّة‌ الاحاديث‌ من‌ العمي‌ أو البرص‌ كانت‌ نقمة‌ علیه‌، من‌ جرّاء دعواه‌ الكاذبة‌، من‌ النسيان‌ المسبَّب‌ من‌ الكبر، لابلاء حسناً. كيف‌؟ وقد أُريد به‌ الفضيحة‌، وكان‌ هو يلهج‌ بذلك‌. [43]

 ونقل‌ الشيخ‌ سليمان‌ القندوزيّ الحنفيّ عن‌ الحافظ‌ أبي‌ نُعيم‌ الاءصفهانيّ في‌ «حلية‌ الاولياء» عن‌ أبي‌ الطفيل‌ حديثاً مفصّلاً في‌ الاحتجاج‌ بحديث‌ الغدير في‌ يوم‌ الرُّحْبة‌ ومناشدة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌، وذكر فيه‌ سبعة‌ عشر صحابيّاً شهدوا، منهم‌: خُزَيْمة‌ بن‌ ثابت‌، سَهْل‌بن‌ سَعْد، عَدِي‌ّبن‌ حاتم‌، عَقَبة‌ بن‌ عامر، أبو أيّوب‌ الانصاريّ، أبو سعيد الخُدري‌ّ، أبو شُريح‌ الخُزاعي‌ّ، أبو قُدامة‌ الانصاري‌ّ، أبو ليلي‌، وأبو الهَثيم‌بن‌ التيّهان‌. قد شهد هؤلاء الصحابة‌ العِظام‌ من‌ خلال‌ ذكر مواصفات‌ يوم‌ غدير خمّ، ووصيّة‌ النبيّ في‌ الثَقَلين‌: كتاب‌ الله‌ والعترة‌، والولاية‌.[44]

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ الآية‌ 100، من‌ السورة‌ 9: التوبة‌.

[2] ـ الآية‌ 10، من‌ السورة‌ 56: الواقعة‌.

[3] ـ الآية‌ 59، من‌ السورة‌ 4: النساء.

[4] ـ الآية‌ 55، من‌ السورة‌ 5: المائدة‌.

[5] ـ الآية‌ 16، من‌ السورة‌ 9: التوبة‌.

[6] ـ الآية‌ 3، من‌ السورة‌ 5: المائدة‌.

[7] ـ الآية‌ 33، من‌ السورة‌ 33: الاحزاب‌.

[8] ـ الآية‌ 119، من‌ السورة‌ 9: التوبة‌.

[9] ـ الآيتان‌ 77 و 78، من‌ السورة‌ 22: الحجّ.

[10] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 1، الباب‌ 58 من‌ السِّمط‌ الاوّل‌، ص‌ 312 إلی‌ 318؛ و«كتاب‌ سُلَيم‌» ص‌ 111 إلی‌ 124 مع‌ تغيير بعض‌ الالفاظ‌ وإضافة‌ بعض‌ الموادّ؛ و«الغدير» ج‌ 1، ص‌ 162 إلی‌ 166؛ وفي‌ «غاية‌ المرام‌»القسم‌ الاوّل‌، في‌ زمرة‌ أحاديث‌ المنزلة‌: أنت‌ منّي‌ بمنزلة‌ هارون‌ من‌ موسي‌ إلاّ أنّه‌ لا نبي‌ّ بعدي‌، ص‌ 136 و 137، الحديث‌ الحادي‌ والاربعين‌ برواية‌ سليم‌بن‌ قيس‌ الهلإلی؛ وذكره‌ مفصّلاً في‌ «غاية‌ المرام‌» أيضاً، ص‌ 137 و 138؛ في‌ الحديث‌ الثاني‌ والاربعين‌، عقب‌ مناشدة‌ الإمام‌ بعد كلام‌ طلحة‌.

 ـ الرُّحْبَة‌ قرية‌ قريبة‌ من‌ الكوفة‌ علی‌ سبعة‌ فراسخ‌ منها. فيها زراعة‌ جيّدة‌، وتعرف‌ ببطّيخها الاحمر الكثير والكبير الحجم‌ الذي‌ قد يبلغ‌ وزن‌ الواحدة‌ منه‌ عشرين‌ كيلو غراماً. تموّن‌ النجف‌ الاشرف‌ في‌ الصيف‌، وكانت‌ مدينة‌ عامرة‌ ثمّ خرّبت‌. وعندما دخل‌ أميرالمؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ الكوفة‌، احتجّ بهذا الاحتجاج‌ في‌ «الرُّحْبة‌». ويقال‌ لها أحياناً «رُحْبة‌ الكوفة‌» تمييزاً لها عن‌ الرحاب‌ الاُخري‌. وجاء في‌ «مراصد الاطّلاع‌» ج‌ 2، ص‌ 608: الرُّحبة‌ بضمّ الاوّل‌، وسكون‌ الثاني‌، والباء الموحّدة‌، اسم‌ يطلق‌ علی‌ ثلاثة‌ أماكن‌: 1 ـ بقرب‌ القادسيّة‌، علی‌ مرحلة‌ من‌ الكوفة‌ (منزلان‌ وكلّ منزل‌ بريدان‌، وكلّ بريد أربعة‌ فراسخ‌) علی‌ يسار الحجّاج‌ إذا أرادوا مكّة‌، وقد خرّبت‌ حإلیاً. 2 ـ قرية‌ قريبة‌ من‌ صنعاء إلیمن‌ علی‌ ستّة‌ أميال‌ منها. وهي‌ وادٍ ينبت‌ الطلح‌، وفيها بساتين‌ وقري‌. 3 ـ ناحية‌ بين‌ المدينة‌ والشام‌ من‌ وادي‌ القري‌. وفي‌ طرف‌ اللجاة‌، من‌ أعمال‌ صَلْخَد، قرية‌ يقال‌ لها الرُّحْبَة‌.

 ولمّا كانت‌ الرحبة‌ بمعني‌ الموضع‌ المتّسع‌ بلا بناء، فمن‌ الممكن‌ أنّ المراد من‌ الرُّحبة‌الفضاءالواسع‌ المفتوح‌ في‌ مسجد الكوفة‌ أو أمام‌ قصر الإمارة‌. وكان‌ فيه‌ احتجاج‌ الإمام‌. والشاهد علی‌ هذا الاحتمال‌ كلام‌ ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ ج‌ 1، ص‌ 361 من‌ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌»، وقد نقله‌ عن‌ بعض‌ مشايخه‌ البغداديّين‌، قال‌: ناشد علی‌ٌّ علیه‌ السلام‌ في‌ رُحْبة‌ القصر أو قالوا برحبة‌ الجامع‌ بالكوفة‌، أيّكم‌ سمع‌ رسول‌ الله‌ يقول‌: من‌ كنت‌ مولاه‌ ف علی‌ٌّ مولاه‌ـ الحديث‌.

[11] ـ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 1، ص‌ 209، طبعة‌ دار إحياء التراث‌ العربي‌ّ، وطبعة‌ دار إحياء الكتب‌ العربيّة‌، ج‌ 2، ص‌ 288 و 289.

[12] ـ سيرة‌ علی‌ّ بن‌ بُرهان‌ الدين‌ الحلبي‌ّ الشافعي‌ّ، المعروفة‌ بالسيرة‌ الحلبيّة‌ ج‌ 3، ص‌ 308، طبعة‌ مصر، سنة‌ 1352 ه.

[13] الصياح و الضجيج (‌المنجد)

[14] ـ «الغدير» ج‌ 1، ص‌ 184 إلی‌ 186.

[15] ـ بكسر الزاي‌ المعجمة‌ وتشديد الراء المهملة‌. وحُبيش‌ بتقديم‌ الحاء المهملة‌ علی‌ الباء الموحّدة‌، وهو مصغّر.

[16] ـ «الغدير» ج‌ 1، من‌ ص‌ 166 إلی‌ ص‌ 183 بنحو متفرّق‌.

[17] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 1، السِمْط‌ الاوّل‌، الباب‌ العاشر، ص‌ 68. ومعلوم‌ أنّ قوله‌: مَن‌ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَ علی مَوْلاَهُ قد أُسقط‌ في‌ النسخة‌ المذكورة‌.

[18] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 1، السمط‌ الاوّل‌، الباب‌ العاشر، ص‌ 69.

[19] ـ «مسـند أحمد» ج‌ 1، ص‌ 118؛ و «بحـار الانـوار» ج‌ 9، ص‌ 202 عن‌ «أمـإلی‌ الشـيخ‌».

[20] ـ «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 5، ص‌ 210.

[21] ـ «مسند أحمد» ج‌ 1، ص‌ 119؛ و «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 5، ص‌ 211؛ و«مجمع‌ الزوائد» ج‌ 4، ص‌ 105. وجاء فيه‌ ما نصّه‌: كأ نّي‌ أنظر إلی‌ أحدهم‌ علیه‌ سراويل‌. والسراويل‌ لباس‌ يستر النصف‌ الاسفل‌ من‌ الجسم‌. وهذا التعبير أقرب‌ وأفصح‌.

[22] ـ «مسند أحمد» ج‌ 1، ص‌ 119؛ و «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 5، ص‌ 211. وروي‌ المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 9، ص‌ 202 و 203 المناشدة‌ في‌ الرُحْبَة‌ عَن‌ «الامإلی‌» للشيخ‌ الطوسي‌ّ؛ و«بشارة‌ المصطفي‌» عن‌ عميرة‌ بن‌ سعد، عن‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌.

[23] ـ «مسند أحمد» ج‌ 4، ص‌ 370؛ و «البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 5، ص‌ 211 و 212.

[24] ـ «مجمع‌ الزوائد» ج‌ 9، ص‌ 104.

[25] ـ وهو زيد بن‌ يُثيع‌ نفسه‌ المذكور في‌ النسخة‌ المطبوعة‌ للنسائيّ باسم‌ «زيدبن‌ مُنيع‌».

[26] ـ «خصائص‌ مولانا أمير المؤمنين‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌» لاحمد بن‌ شُعَيب‌ النسائي‌ّ المتوفّي‌ سنة‌ 303 ه ص‌ 26، طبعة‌ مطبعة‌ التقدّم‌، القاهرة‌.

[27] ـ يبدو أنّ هنا إسقاطاً

[28]. ـ «خصائص‌ النسائيّ» ص‌ 26 و 27

[29] ـ «خصائص‌ النسائيّ»، ص‌ 22.

[30] ـ «خصائص‌ النسائي‌ّ»، ص‌ 23.

[31]. ـ «خصائص‌ النسائي‌ّ»، ص‌ 23

[32] ـ «أُسد الغابة‌ في‌ معرفة‌ الصحابة‌» ج‌ 3، ص‌ 307.

[33] ـ «أُسد الغابة‌» ج‌ 5، ص‌ 205.

[34] ـ «الإصابة‌» ج‌ 2، ص‌ 408؛ و ج‌ 4، ص‌ 80.

[35] ـ «أُسد الغابة‌» ج‌ 5، ص‌ 275 و 256.

[36] ـ «الإصابة‌» ج‌ 4، ص‌ 159.

[37] ـ «أُسد الغابة‌» ج‌ 4، ص‌ 28.

[38] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 1، السمط‌ الاوّل‌، الباب‌ العاشر، ص‌ 69؛ و«البداية‌ والنهاية‌» ج‌ 5، ص‌ 211.

[39] ـ «كنز العمّال‌» ج‌ 6، ص‌ 397.

[40] ـ «أُسد الغابة‌» ج‌ 5، ص‌ 6.

[41] ـ ـ «الإصابة‌» ج‌ 3، ص‌ 542.

[42] ـ «حلية‌ الاولياء» ج‌ 5، ص‌ 26 و 27؛ و «الغدير» ج‌ 1، ص‌ 180 و 181. ونقل‌ ابن‌ المغازلي‌ّ الشافعيّ مختصراً في‌ كتاب‌ «مناقب‌ علی بن‌ أبي‌ طالب‌» ص‌ 26، الحديث‌ رقم‌ 38.

[43] ـ «الغدير» ج‌ 1، ص‌ 181، الت علیقة‌ (1).

[44] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 38، الطبعة‌ الاُولي‌، إسلامبول‌.

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com