بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام / المجلد الثاني/ القسم الثامن: اخوة امیر المؤمنین لرسول الله صلی الله علیه و آله، الولایة اهم المسائل، ع...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

نَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ لا يُقاسُ بِنَا أَحَدٌ

 و روي‌ في‌ «ذخائر العقبي‌» ص‌ 17 عن‌ أنس‌ بن‌ مالك‌ أنّه‌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَهِ: نَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ لايُقَاسُ بِنَا أَحَدٌ. و في‌ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 253 أنّه‌ قال‌ بعد حديث‌ ابن‌ عمر: قال‌ أحمد بن‌ محمّد الكُرزُريّ البغداديّ: سمعت‌ من‌ عبدالله‌ بن‌ أحمد بن‌ حنبل‌ قال‌: سألتُ من‌ أبي‌ أحمد بن‌ حنبل‌ عن‌ أفضل‌ الصحابة‌، فقال‌: أبوبكر، و عمر، و عثمان‌. ثمّ سكت‌. فقلتُ: أين‌ عليّ بن‌ أبي‌ طالب‌؟ قَالَ: هُوَ مِن‌ أَهْلِ بَيْتٍ لايُقَاسُ بِهِ هَؤُلاَءِ.

 و روي‌ في‌ «كنز العمّال‌» ج‌ 6 ص‌ 218 عن‌ «فردوس‌ الاخبار» للديلميّ أنّه‌ قال‌: قَالَ: نَحْنُ أَهْلُ بَيْتٍ لاَيُقاسُ بِنَا أَحَدٌ.

 و ذكر عبيدالله‌ الحنفيّ هذا الحديث‌ في‌ كتابه‌ «أرجح‌ المطالب‌» ص‌330 عن‌ ابن‌ مَردويه‌ في‌ كتاب‌ «المناقب‌». و قال‌ أيضاً: قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِالسَّلامُ علی الْمِنْبَرِ: نَحْنُ أَهْلُ بَيتِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ لاَيُقَاسُ بِنَا أحَدٌ.

 و جاء في‌ الخطبة‌ الثانية‌ من‌ «نهج‌ البلاغة‌» قوله‌: لاَيُقاسُ بـآلِ مُحَمّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ مِن‌ هَذِهِ الاْمَّةِ أَحَدٌ. [1]

 و روي‌ الخوارزميّ الحنفيّ كذلك‌ بإسناده‌ عن‌ رسول‌ الله‌: أَنَّهُ صَلَّي‌ الله‌ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: خَيْرُ مَنْ يَمْشِي‌ علی الاْرضِ بَعْدي‌ عَلِيٌّ بْنُ أَبي‌ طَالِبٍ. [2]

 فهذه‌ أحاديث‌ ذكرها أبوبكر، و عائشة‌، و عبدالله‌ بن‌ عمر أنفسهم‌ عن‌ رسول‌ الله‌ في‌ فضائل‌ أميرالمؤمنين‌ و أفضليّته‌. و نقلت‌ أيضاً أحاديث‌ أُخري‌ علی لسان‌ عمر و عبدالله‌ بن‌ عمر و غيرهما في‌ أُخوّة‌ الإمام‌ لرسول‌الله‌.

 الرجوع الي الفهرس

 أُخوّة‌ أميرالمؤمنين‌ لرسول‌ الله‌

الروايات‌ الواردة‌ في‌ أُخوّة‌ أمير المؤمنين‌ لرسول‌ الله‌

 يقول‌ محبّ الدين‌ الطبريّ: [3] عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ: آخِي‌ رَسُولُ اللهِ
 صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ ] وَ آلهِ [ وَ سَلَّمَ بَينَ أَصْحَابِهِ فَجاءَ عَلِيٌّ تَدْمَعُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ! آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَ لَمْ تُؤاخِ بَينِي‌ وَ بَينَ أَحَدٍ؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ ] وَ آلهِ [ وَ سَلَّمَ: أَنْتَ أَخِي‌ فِي‌ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

 يقول‌ محبّ الدين‌ الطبريّ بعد نقل‌ هذا الحديث‌: رواه‌ الترمذيّ بسنده‌ المتّصل‌، و قال‌: حديثٌ حَسَنٌ. و أخرجه‌ البَغَويّ أَيضاً في‌ «المصابيح‌» و عدّه‌ من‌ الاحاديث‌ الحِسان‌.

 و جاء في‌ رواية‌ أُخري‌ عن‌ الإمام‌ أحمد بن‌ حنبل‌: إِنَّ النَبِيّ صَلَّي‌ اللَه‌ ُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ لَهُ لَمَّا قَالَ: آخَيتَ بَينَ أَصحَابِكَ وَ تَركْتَنِي‌؟ قَالَ: وَ لِمَ تَرَانِي‌ تَرَكْتُكَ؟ إِنَّمَا تَرَكتُكَ لِنَفْسِي‌، أَنْتَ أَخِي‌ وَ أَنَا أَخُوكَ. [4]

 وَ عَن‌ عَلِيٍّ عَلَيهِ السَّلامُ قَالَ: طَلَبَنِي‌ النَّبِيُّ صَلّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ فَوَجَدَنِي‌ فِي‌ حائِطٍ نَائماً فَضَرَبَنِي‌ بِرِجْلِهِ وَ قَالَ: قُمْ فَوَاللَهِ لاَرضِيَكَ أَنتَ أَخِي‌ وَ أَبُو وُلْدِي‌، تُقَاتِلُ علی سُنَّتِي‌، مَنْ مَاتَ علی عَهْدِي‌ فَهُوَ فِي‌ كَنزِ الْجَنَّةِ، وَ مَن‌ مَاتَ علی عَهْدِكَ، فَقَدْ قَضَيَ نَحْبَهُ، وَ مَن‌ مَاتَ علی دِينـِكَ بَعْدَ مَوتِكَ، خَتَمَ اللَهُ لَهُ بِالاْمْنِ وَا لإيمَانِ مَا طَلَعَتْ شَمسٌ أَو غَرَبَت‌. أخرجه‌ أحمد. [5]

 وَ عَنْ جَابِرِبنِ عَبدِاللهِ الانْصَارِيّ قَالَ: علی بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ: لاَإِلهَ إِلاّ اللَهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَهِ، عَلِيٌّ أَخُو رَسُولِ اللَهِ. وَ فِي‌ رِوايَةٍ: مَكْتُوبٌ علی بَابِ الْجَنَّةِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَهِ، عَلِيٌّ أَخُو رَسُولِ اللَهِ، قَبْلَ أَن‌ تُخْلَقَ السَّمَاوَاتُ وَالارضُ بِألْفَي‌ سَنَةٍ أَخرَجَهُمَا أَحْمَدُ فِي‌ المَنَاقِب‌. [6]

 و يقول‌ ابن‌ الاثير: وَ آخَاهُ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ ] وَ آلِهِ [ وَسَلَّمَ مَرَّتَينِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَهِ آخَي‌ بَينَ المُهَاجِرينَ، ثُمَّ آخَي‌ بَينَ الْمُهَاجِرِينَ وَالانصَارِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وَ قَالَ لِعَليٍّ فِي‌ كُلِّ واحِدَةٍ مِنهُمَا: أَنتَ أَخِي‌ فِي‌ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ. [7]

 و روي‌ القندوزيّ الحنفيّ عن‌ أحمد بن‌ حنبل‌ في‌ مسنده‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ مخدوج‌ ابن‌ زيد الهُذليّ أنـّه‌ قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّي‌ اللَهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سَلَّمَ آخَي‌ بَينَ الْمُسلِمينَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عِلِيُّ! أنتَ أَخِي‌ وَ أَنتَ مِنّي‌ بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِنْ مُوسَي‌ إِلاَّ أَنَّهُ لاَنَبِيَّ بَعْدِي‌ ـ إلی‌ أن‌ قَالَ: صَلّي‌ اللهُ عَلَيهِ ] وَ آلِهِ [ وَ سَلَّمَ: ثُمَّ يُنَادِي‌ المُنَادِي‌ مِن‌ عِندِ العَرشِ: نِعْمَ الابُ أَبُوكَ إِبراهِيمُ، وَ نِعْمَ الاخُ أَخُوكَ علی. [8]

 و قال‌ أيضاً: لمّا كان‌ يوم‌ الشوري‌، قال‌ عليّ لاهل‌ الشوري‌: أُنْشِدُكُمُباللَهَ... هَلْ تَعْلَمُونَ... أنَّ رَسُولَ اللَهِ قَالَ ] بَعْدَما رَجَعَ مِنَ السَّمَاءِ لَيْلَةَ أُسْرِي‌َ بِهِ [: فَلَمّا رَجَعْتُ مِن‌ عِندِهِ، نَاديَ مُنادٍ مِن‌ وَراءِ الْحُجُبِ: نِعْمَ الابُ أبُوكَ إِبراهِيمُ، وَ نِعْمَ الاخُ أَخُوكَ عَلِيٌّ، وَاسْتَوصيَ بِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. [9] فقد أنشد الإمام‌ عليه‌ السلام‌ الحاضرين‌ يوم‌ الشوري‌ بالله‌ في‌ فضائله‌ التي‌ كانوا يقرّون‌ بها.

 و روي‌ ابن‌ الصبّاغ‌ المالكيّ عن‌ ضياء الدين‌ الخوارزميّ عن‌ ابن‌ عبّاس‌ أنـّه‌ قَالَ: لَمّا آخَي‌ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ بَيْنَ أصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرينَ وَالانصارِ وَ هُوَ أَنـّهُ آخَي‌ بَيْنَ أَبِي‌ بَكرٍ وَ عُمَرَ وَآخَي‌ بَينَ عُثمَانَ وَ عَبدِ الرَّحمـنِ بنِ عَوفٍ، وَ آخَي‌ بَينَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيرِ
 وَ آخَي‌ بَينَ أبي‌ذَرٍّ الغِفَاريِّ وَالْمِقدادِ، وَ لَمْ يُواخِ بَينَ عَلِيِّ بنِ أَبي‌ طالِبٍ وَبَينَ أَحدٍ مِنهُمْ، خَرَجَ عَلِيٌّ مُغضِباً حَتَّي‌ أتي‌ جَدْوَلاً مِنَ الارضِ وَ تَوَسَّدَ ذِراعَهُ وَ نَامَ فِيهِ، تَسْفِي‌ الرِّيحُ عَلَيْهِ، فَطَلَبَهُ النَّبِي‌ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ فَوَجَدَهُ علی تِلكَ الصِّفَةَ فَوَكَزَهُ بِرِجلِهِ وَ قَالَ لَهُ: قُم‌ فَما صَلَحْتَ أن‌ تَكُونَ إلاَّ أَبا تُرابٍ، أَغَضِبْتَ حِينَ آخَيتُ بَينَ المُهَاجِرينَ وَالانصارِ وَ لَمْ أُواخِ بَيْنَكَ وَ بَينَ أَحَدٍ مِنهُمْ؟ أَمَا تَرضَي‌ أَنْ تَكُونَ مِنّي‌ بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِن‌ مُوسَي‌ إِلاَّ أنَّهُ لاَ نَبِيّ بَعْدِي‌. أَلاَ مَن‌ أَحَبَّكَ، فَقَد حُفَّ بِالاْمنِ وَا لإيمانِ. وَمَن‌ أَبْغَضَكَ، أَماتَهُ اللَهُ مِيتَةً جَاهِلِيّةً.[10]

 و روي‌ ابن‌ المغازليّ الشافعيّ أيضاً بإسناده‌ عن‌ زيد بن‌ أرقم‌ أنّه‌ قالَ: دَخَلْتُ علی رَسُولِ اللَهِ، قَالَ: إِنِّي‌ مُواخٍ بَيْنَكُمْ كَما آخَي‌ اللَهُ بَيْنَ الْمَلائكَةِ، ثُمَّ قَالَ لِعَليٍّ: أَنْتَ أَخِي‌ وَ رَفِيقِي‌، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيةَ: «إِخْوَاناً علی سُرُرٍ مُتَقَـ'بِلِينَ» ألاْخِلاَّءُ فِي‌ اللَهِ يَنظُرُ بَعْضُهُمْ إلی‌ بَعضٍ. [11]

 و روي‌ أيضاً عن‌ حُذَيفَةَ بن‌ إلیمان‌ أنّه‌ قَالَ: آخَي‌ رَسُولُ اللَهِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالانصَارِ. كانَ يُواخِي‌ بَينَ الرَّجُلِ وَ نَظيرِهِ، ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيِّبنِ أَبي‌طالِبٍ، فَقَالَ: هَذَا أَخي‌. قالَ حُذَيفَةُ: فَرَسُولُ اللَهِ سَيّدُ المُرسَلِينَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَ رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ الَّذِي‌ لَيسَ لَهُ شِبهٌ وَلاَنَظِيرٌ، وَ عَلِيٌّ أَخُوهُ.[12] أي‌: إنّه‌ عليه‌ السلام‌ يشارك‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌ في‌ جميع‌ تلك‌ الصفات‌. و هذا هو ما تستدعيه‌ الاُخوّة‌.

 و كذلك‌ روي‌ عبدالله‌ بن‌ أحمد بن‌ حنبل‌ بإسناده‌ المتّصل‌[13]، والموفّق‌ ابن‌ أحمد الخوارزميّ أيضاً بأسناده‌ المتّصل‌[14]،و الحموينيّ بإسناده‌ المتّصل‌ أيضاً، [15] روي‌ هؤلاء الثلاثة‌ عن‌ زيد بن‌ أبي‌ أوفي‌، وكذلك‌ روي‌ الحموينيّ [16] بسند آخر عن‌ زيد بن‌ أرقم‌ باختلاف‌ يسير في‌ اللفظ‌، روي‌ هؤلاء مانصّه‌: قَالَ: دَخَلْتُ علی رَسُولِ اللهِ مَسْجِدَهُ فَقَالَ: أَينَ فُلانُ بنُ فُلانٍ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِي‌ وُجُوهِ أصْحَابِهِ وَ يَتَفَقَّدُهُمْ وَ يَبعَثُ إلیهِمْ حَتَّي‌ تَوافَقُوا عِندَهُ، فَحَمِدَ اللهَ وَ أثني‌ عَلَيْهِ وَ آخَي‌ بَيْنَهُمْ. وَ ذَكَرَ حَدِيثَ المُواخاةِ بَيْنَهُمْ ـ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيهِ السَّلامُ لَقَدْ ذَهَبَ رُوحِي‌ وانْقَطَعَ ظَهْرِي‌ حِينَ رَأَيتُكَ فَعَلْتَ بِأصْحَابِكَ ما فَعَلْتَ غَيرِي‌، فَإن‌ كانَ هَذَا عَن‌ سَخَطٍ عَلَيَّ فَلَكَ العُتبي‌ وَالْكَرَامَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: وَالَّذِي‌ بَعَثَنِي‌ بالحَقِّ ما أَخَّرْتُكَ إِلاَّ لِنَفسِي‌، وَ أَنتَ مِنّي‌ بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِن‌ مُوسَي‌ غَيْرَ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي‌، وَ أَنتَ أَخِي‌ وَ وارثِي‌. قالَ: وَ مَا أَرِثُ يَا رَسُولَ اللهِ!؟ قَالَ: مَا وَرَّثَ الانْبِياءُ مِنْ قَبلِي‌. قَالَ: وَ ما وَرَّثَ الانبياءُ مِنْ قَبلِكَ؟ قالَ: كِتابَ اللهِ وَ سُنَّةَ نَبِيّهِ. وَ أَنتَ مَعِي‌ فِي‌ قَصْرِي‌ فِي‌ الْجَنَّةِ مَعَ ابنَتي‌ فاطِمَةَ. وَ أَنتَ أخي‌ وَ رَفِيقِي‌، ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللهِ: «إِخْوَاناً علی سُرُرٍ مُتَقَـ'بِلِينَ» المُتَحابُّونَ فِي‌ اللهِ يَنظُرُ بَعْضُهُم‌ إلی‌ بَعْضٍ.

 و روي‌ صاحب‌ كتاب‌ «الفردوس‌» أيضاً بسنده‌ عن‌ أبي‌ذرّ، فقال‌: أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إلی‌ الكَعْبَةِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! هَلُمُّوا أُحَدِّثْكُمْ عَن‌ نَبِيّكُم‌. سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ لِعلی عَلَيهِ السَّلامُ: اللهُمَّ! اغْفِرهُ وَاستَغفِرْ بِهِ
 اللَهُمَّ انصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ وَ أخُو رَسُولِكَ.
[17]

 و روي‌ ابن‌ أبي‌ الحديد عن‌ أبي‌ رافع‌ قوله‌: أتَيْتُ أباذرٍّ بِالرَّبَذَةِ أودِّعُهُ فَلَمَّا أرَدْتُ الانصِرافَ قالَ لِي‌ وَلاِناسٍ معي‌: سَتَكُونُ فِتنَةٌ فاتَّقُوا اللهَ وَعَلَيْكَ بالشيخِ عَلِيِّ بنِ أبي‌طالِبٍ فاتَّبِعُوهُ فَإِنِّي‌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ لَهُ: أَنتَ أوَّلَ مَن‌ آمَنَ بِي‌ وَ أَوَّلَ مَن‌ يُصافحني‌ يَومَ القِيامَةِ، وَ أَنتَ الصِّدِّيقُ الاكبَرُ وأَنت‌ الْفارُوقُ الَّذِي‌ يُفَرِّقُ بَينَ الحَقِّ وَالبَاطِلِ، وَأنتَ يَعسُوبُ المؤمِنِينَ وَالمَالُ يَعسُوبُ الكافِرِينَ، وَ أنتَ أخِي‌ وَ وَزيرِي‌ وَ خَيرُ مَنْ أَترُكُ بَعْدِي‌ تَقْضِي‌ دَيْنِي‌ وَ تُنْجِزُ مَوعِدِي‌. [18]

 و روي‌ أيضاً ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» عن‌ حكيم‌ بن‌ جبير أنّه‌ قالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ عَلَيهِ السَّلامُ فَقَالَ فِي‌ أثناءِ خُطبَتِهِ: أَنَا عَبْدُاللَهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ لاَيَقُولُهَا أَحَدٌ قَبْلِي‌ وَلاَ بَعْدِي‌ إلاّ كَذّابٌ. وَرِثتُ نَبِيَّ الرَّحْمَةِ وَ نَكَحْتُ سَيِّدَةَ نِساءِ هَذِهِ الاُمَّةِ، وَ أنا خاتَمُ الْوَصِيِّينَ، وَ قَالَ رَجُلٌ من‌ عَبسٍ: مَنْ لاَ يُحسِنُ أن‌ يَقُولَ مِثْلَ هَذَا؟ فَلَم‌ يَرجِعْ إلی‌ أهْلِهِ حتَّي‌ جُنَّ وَصُرِعَ، فَسَألوُهُمْ هَل‌ رَأَيتُمْ بِهِ قَبْلَ هَذَا، قَالُوا: ما رَأَينَا بِهِ قَبْلَ هَذا عَرَضاً. [19]

 و روي‌ شيخ‌ الإسلام الحموينيّ مثل‌ هذه‌ الرواية‌ عن‌ زيد بن‌ وهب‌ باختلاف‌ يسير في‌ اللفظ‌. [20]

 و روي‌ أحمد بن‌ حنبل‌ أيضاً في‌ مسنده‌ عن‌ عمر بن‌ عبدالله‌ عن‌ أبيه‌
 عن‌ جدّه‌ أنّه‌ قال‌: إِنَّ النَّبِي‌َّ آخَي‌ بَينَ النَّاسِ وَ تَرَكَ عَلِيّاً حَتَّي‌ آخِرهِم‌ لاَيَري‌ لَهُ أخاً، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ! آخَيتَ بَينَ النَّاسِ وَ تَرَكتَنِي‌؟ قَالَ: وَلِمَن‌ تَرانِي‌ تَرَكتُكَ؟ وَ إِنَّمَا تَرَكتُكَ لِنَفسِي‌، أَنْتَ أَخِي‌ وَ أَنَا أَخُوكَ. فإِن‌ فَاخَرَكَ أحَدٌ، فَقُلْ: أنَا عَبدُاللهِ وَ أخُو رَسُولِ اللَهِ، لاَ يَدَّعيها بَعْدِكَ إِلاَّ كَذَّابٌ. [21]

 و روي‌ ابن‌ المغازليّ أبوالحسن‌ الفقيه‌ أيضاً بإسناده‌ عن‌ أنس‌ أنّه‌، بعد نقله‌ قصّة‌ المواخاة‌ بين‌ الصحابة‌، و ذكره‌ تأثّر أميرالمؤمنين‌، عليه‌ السلام‌ لعدم‌ التفات‌ رسول‌ الله‌ إلیه‌، قال‌: قالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ ] و آلِهِ [ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا ذَخَرْتُكَ لِنَفْسِي‌، أَلاَ يَسُرُّكَ أن‌ تَكُونَ أخَا نَبِيِّكَ؟ قَالَ: بَلَي‌ يَا رَسُولَ اللهِ! أَنّي‌ لِي‌ بِذَلِكَ؟ فَأخَذَ بِيَدِهِ وَ أَرقَاهُ المِنبَرَ، فَقَالَ: اللَهُمَّ! هَذَا مِنّي‌ وَ أَنَا مِنهُ. أَلاَ إِنَّهُ مِنِّي‌ بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِن‌ مُوسَي‌. أَلا مَن‌ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَهَذا عَلِيٌ مَوْلاَهُ. قَالَ: فَانصَرَفَ علی عَلَيهِ السَّلامُ قَريرَ العَينِ فَأَتبَعَهُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فَقَالَ: بَخْ بَخْ يَا أَبا الحَسَنِ! أصْبَحتَ مَولاي‌ وَ مَولَي‌ كُلِّ مُسلِمٍ. [22]

 و روي‌ عبدالله‌ بن‌ أحمد بن‌ حنبل‌ بإسناده‌ عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌السلام‌ أنّه‌ قال‌: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ (أودَعا رَسُولُ اللهِ) بَني‌ عبدِالمُطَّلِب‌ فِيهِم‌ رَهْطٌ كُلُّهُمْ يَأكُلُ الجَذَعَةَ وَ يَشرَبُ الْفَرَقَ. قَالَ: فَصَنَعَ لَهُمْ مُدّاً مِنْ طَعَامٍ فَأَكَلُوا حَتَّي‌ شَبِعُوا. قَالَ: وَ بَقِي‌َ الطَّعامُ كَما هُوَ كَأنَّهُ لَم‌ يُمَسَّ، ثُمَّ دَعَا بِغُمَرٍ فَشَرِبُوا حَتّي‌ رَوُوا وَ بَقِي‌َ الشَّرَابُ كَأَنَّهُ لَم‌ يُمَسَّ وَ لَم‌ يُشرَبْ مِنهُ. فَقَالَ: يَا بَنِي‌ عَبدِ المُطَّلِب‌! إِنِّي‌ بُعِثْتُ إلیكُمْ خاصَّةً وَ إلی‌ النّاسِ عامَّةً
 وَقَد رَأَيتُمْ مِنْ هَذِه‌ الآيَةِ مَا رَأيتُم‌، فَأيُّكُمْ يُبَايِعُني‌ علی أن‌ يُكُونَ أَخِي‌ وَصَاحِبِي‌؟ قَالَ: فَلَمْ يَقُمْ إلیهِ أحَدٌ، فَلَمَّا كَانَ فِي‌ الثَّالِثَةِ، ضَرَبَ بِيَدِهِ علی يَدِي‌.
[23]

 و نحن‌ نقلنا حديث‌ العشيرة‌ في‌ الدروس‌ الماضيّة‌ مفصّلاً. [24] و قد وضح‌ لدينا أنّ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ تقلّد يومئذٍ منصب‌ الوزارة‌ والاُخوّة‌، و الخلافة‌، و الولاية‌.

 أجل‌، فهذه‌ الاحاديث‌ التي‌ أتينا بها هنا حول‌ أُخوّة‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ هي‌ غيض‌ مختصر من‌ الاحاديث‌ المرويّة‌ في‌ هذا الباب‌.

 و يذكر المرحوم‌ السيّد هاشم‌ البحرانيّ في‌ كتابه‌ «غاية‌ المرام‌» بشأن‌ مؤاخاة‌ أميرالمؤمنين‌ لرسول‌ الله‌ واحداً و عشرين‌ حديثاً عن‌ طريق‌ العامّة‌ (في‌ ص‌ 478)، و خمسة‌ أحاديث‌ عن‌ طريق‌ الخاصّة‌ (في‌ ص‌ 481) وينقل‌ هذا المؤلّف‌ ثمانية‌ و ثلاثين‌ حديثاً عن‌ طريق‌ العامّة‌ (في‌ ص‌ 482) وأربعة‌ و ثلاثين‌ حديثاً عن‌ طريق‌ الخاصّة‌ (في‌ ص‌ 486) كلّها تتعلّق‌ بأخوّة‌ الإمام‌ لرسول‌ الله‌.

 و نقل‌ ذلك‌ كثير من‌ علماء العامّة‌، مثل‌ الترمذيّ في‌ «الصحيح‌» والبَغَويّ، في‌ «مصابيح‌ السُنَّة‌»، و ابن‌ كثير في‌ «البداية‌ و النهاية‌»، و الملاّ علی المتّقيّ الحنفيّ في‌ «كنز العمّال‌»، عن‌ مؤلّفات‌ عديدة‌ لعلماء الاحناف‌ و الشوافع‌، و كذلك‌ نقل‌ هذا الموضوع‌ ابن‌ الاثير في‌ «أُسدالغابة‌»، و الموفّق‌ بن‌ أحمد الحنفيّ الخوارزميّ في‌ «المناقب‌»، و أحمد بن‌ حنبل‌ في‌ «المسند»، و إبراهيم‌ بن‌ محمّد الحموينيّ الشافعيّ في‌ «فرائد السمطين‌» بطرق‌ عديدة‌، و المناويّ في‌ «كنوز الحقائق‌» إذ طبع‌ في‌ حاشيّة‌ «الجامع‌ الصغير» للسيوطيّ الشافعيّ[25] في‌ «مطالب‌ السئول‌»، وسبط‌ بن‌ الجوزيّ في‌ «التذكرة‌»، و ابن‌ صبّاغ‌ المالكيّ في‌ «الفصول‌ المهمّة‌»، و محبّ الدين‌ الطّبريّ في‌ «ذخائر العقبي‌»، و جمال‌ الدين‌ محمّد بن‌ يوسف‌ الزرنديّ الحنفيّ في‌ «دُرَر السمطين‌»، و غير هؤلاء.

 إنّ الروايات‌ المأثورة‌ بشأن‌ الاُخوّة‌ هنا كلّها مأخوذة‌ من‌ مصادر العامّة‌ و كتبهم‌. و مارواه‌ الخاصّة‌ في‌ كتبهم‌ بشأن‌ هذا الموضوع‌ كثير أيضاً، بَيدَ أنّا لمّا كنّا نرمي‌ إلی‌ النقل‌ عن‌ العامّة‌ غالباً من‌ وحي‌ «وَ الْفَضْلُ مَا شَهِدَتْ بِهِ الاعْدَاءُ»، لذلك‌ اكتفينا بما نقلناه‌ هنا.[26] يقول‌ السيّد إسماعيل‌ الحِميَريّ:

 فَتيً أخَوَاهُ الْمُصَطَفي‌ خَيرُ مُرسَلٍ                     وَ خَيْرٌ شَهِيدٍ ذُوالْجَنَاحَيْنِ جَعْفَرُ[27]

 و يمكن‌ قياس‌ معنويّات‌ الصحابة‌ من‌ خلال‌ عقد الاُخوّة‌ الذي‌ تمّ علی يد النبيّ، و هو صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ ما يَنطِقُ عَنِ الْهَوَي‌، لانّ هذا العقد قد راعي‌ تماماً الجانب‌ الروحيّ، و الانسجام‌ الفكريّ، و حجم‌ الإلفة‌ و الرفقة‌ و البعد النفسي‌ عند الصحابة‌. و لذلك‌ نراه‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ قد آخي‌ [28] بين‌ أبي‌ بكر و عمر، و بين‌ عثمان‌ و عبدالرحمن‌ بن‌ عوف‌، و بين‌ طلحة‌ بن‌ عبيدالله‌ و الزبير بن‌ العوّام‌، و بين‌ أبي‌ذرّ الغفاريّ و المقداد بن‌ عمرو وبين‌ معاوية‌ بن‌ أبي‌ سفيان‌ و حُباب‌ بن‌ يزيد المجاشعيّ[29]. و أمّا مؤاخاته‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ لاميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ ففيها أسرار تتّضح‌ من‌ خلال‌ التأمّل‌ و ا لإمعان‌ في‌ الروايات‌ المأثورة‌ في‌ هذا الحقل‌ و غيره‌ من‌ الحقول‌، إذ تُصحر لنا تلك‌ الروايات‌ كيفيّة‌ تعامله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ مع‌ أميرالمؤمنين‌. و من‌ المقطوع‌ به‌ أنّ هذه‌ الاُخوّة‌ ليست‌ أمراً اعتباريّاً صوريّاً، بل‌ هي‌ تعبّر عن‌ نوع‌ من‌ الاتّصال‌ و الارتباط‌ الحقيقيّ بينهما بدليل‌ أنّ أميرالمؤمنين‌ لمّا سأله‌ عن‌ سبب‌ تركه‌ إيّاه‌ بلا أخ‌، أجابه‌ بأنّه‌ هو أخوه‌ و ليس‌ له‌ أخ‌ غيره‌، و قد ذخره‌ لنفسه‌. فهذا ا لإرتباط‌ الحقيقيّ يدلّ علی نوع‌ من‌ الوحدة‌ و الاتّحاد في‌ أصل‌ الخلقة‌ و الفطرة‌ كالاخوين‌ الحقيقيّين‌ الَذينِ ينشآن‌ من‌ أصل‌ واحد، و ينموان‌ في‌ رحم‌ واحد، و كذلك‌ الروح‌ المقدّسة‌ لرسول‌ الله‌، و الروح‌ المقدّسة‌ لاميرالمؤمنين‌ عليهاالصلاة‌ والسلام‌ فإنّهما قد انبثقتا عن‌ عالم‌ واحد، هو عالم‌ النور والطهر و التوحيد.

 و علی هذا الاساس‌، جاءت‌ الروايات‌ التي‌ نقلناها سابقاً عن‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ إذ قال‌:[30] خُلِقتُ أنا و عليّ من‌ نور واحد، وسري‌ ذلك‌ النور دائماً في‌ أصلاب‌ آبائنا حتّي‌ عبدالمطّلب‌، ثمّ انقسم‌ نصفين‌، فصار نصف‌ إلی‌ عبدالله‌، و نصف‌ إلی‌ أبي‌ طالب‌. فظهر من‌ عبدالله‌ رسول‌الله‌، و من‌ أبي‌ طالب‌ وصيّ رسول‌ الله‌. فهو خاتم‌ النبيّين‌، و هذا خاتم‌ الوصيّين‌.

 الرجوع الي الفهرس

خُلِقتُ أَنا و عليّ من‌ شجرة‌ واحدة‌ و الناس‌ من‌ أشجار شتّي‌

 و كذلك‌ جاءت‌ الروايات‌ التي‌ تدلّ علی أنّه‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلّم‌: قال‌: [31] خُلِقتُ أنا و عليّ من‌ شجرة‌ واحدة‌ و الناس‌ من‌ أشجار شتّي‌. و قال‌ أيضاً: و الانبياء من‌ أشجار شتّي‌. و ثمّة‌ روايات‌ كثيرة‌ تدلّ علی وحدة‌ نفسيهما، نحو قوله‌: عليّ بن‌ أبي‌ طالب‌ نفسي‌، و قوله‌: هو مثلي‌.

 أجل‌، فهذا الاتّحاد في‌ الفكر و الطبيعة‌ بين‌ ذينك‌ العظيمين‌ في‌ هذه‌ الدنيا و في‌ جميع‌ المراحل‌ إنّما هو نابع‌ عن‌ اتّحاد النور و الحقيقة‌ في‌ باطن‌ أمرهما و ملكوتهما و هذا أمر مهمّ للغاية‌، إذ هما كالاخوين‌ الَذينِ يمثّلان‌ فرعين‌ من‌ أصل‌ واحد.

 الرجوع الي الفهرس

الشواهد علی أنّ أُخوّة‌ أمير المؤمنين‌ و رسول‌ الله‌ دالّة‌ علی وحدة‌ حقيقتيهما

 فذانك‌ الإمامان‌ في‌ عالم‌ ا لإنسانيّة‌ هما جسمان‌ مختلفان‌ من‌ نور واحد و حقيقة‌ واحدة‌. و لذلك‌ قال‌ حذيفة‌: لمّا قال‌ النبيّ بأنّ عليّاً أخوه‌، و هو سيّد المرسلين‌ و إمام‌ المتّقين‌ و رسول‌ ربّ العالمين‌، و لا مثيل‌ له‌: فعليّبن‌ أبي‌ طالب‌ بما تقتضيه‌ مقام‌ الاُخوة‌ هو سيّد الوصيّين‌ و إمام‌ المتّقين‌ و المنصوبُ مِن‌ قِبَلِ رَبِّ العالمين‌ و لا مثيل‌ له‌. و هذا تفسير استنبطه‌ حذيفة‌ من‌ نفس‌ معني‌ الاُخوّة‌. و الشاهد علی هذا المعني‌ قوله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌: مكتوب‌ علی باب‌ الجنّة‌: «محمّد رَسُولُ اللهِ وَ عَلِيٌّ أخوُهُ». والجنّة‌ هي‌ عالم‌ المعني‌ والحقيقة‌ و ظهور البواطن‌ و الخفايا. و كان‌ رسول‌ الله‌، ووليّ الله‌ معاً في‌ تلك‌ العوالم‌، بل‌ في‌ عوالم‌ أعلی منها.

 لذلك‌ قال‌ رسول‌ الله‌: كانت‌ أُخوّة‌ علی مكتوبة‌ علی باب‌ الجنّة‌ من‌ قبل‌ ألفَي‌ سنة‌. و هذه‌ القبليّة‌ إشارة‌ إلی‌ العوالم‌ العليا حيث‌ كان‌ اتّحاد تينك‌ الروحين‌ المقدّستين‌.

 و الشاهد الآخر علی هذا المعني‌ أيضاً هو ما جاء في‌ أغلب‌ الروايات‌ المأثورة‌ عن‌ رسول‌ الله‌ أنّه‌ قال‌: يا عليّ! أنتَ أخي‌ في‌ الدنيا و الآخرة‌. والدنيا عالم‌ ظاهر و الآخرة‌ عالم‌ باطن‌. أي‌ أنت‌ أخي‌ في‌ هذه‌ الدنيا من‌ حيث‌الإبلاغ، و القتال‌ علی تأويل‌ القرآن‌، و الجهاد، و العلم‌، و القضاء وسائر شؤون‌ النبوّة‌. و أنت‌ أخي‌ في‌ الآخرة‌ من‌ حيث‌ العلم‌، و المعرفة‌ والتوحيد، و الصفات‌ الحميدة‌ كالكرم‌، و الحلم‌، و العفو، و ا لإيثار
 وسائر المَلَكات‌، و من‌ حيث‌ الاطلاع‌ علی السرائر و المغيّبات‌ في‌ المواطن‌ كلّها. [32] واللطيف‌ ماورد عنه‌ في‌ بعض‌ الروايات‌ المذكورة‌ أنّه‌ قال‌: أنتَ أخي‌ و رفيقي‌، أي‌: أنت‌ ملازمي‌ و مرافقي‌ في‌ تلك‌ المراحل‌ جميعها. وقال‌. صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ ترسيخاً لهذا المعني‌: أنتَ أخي‌ و أنا أخوك‌ ومن‌ الواضح‌ أنّ الاُخوّة‌ من‌ الاُمور ا لإضافيّة‌، فكلّ من‌ كان‌ أخاً لشخص‌ فذلك‌ الشخص‌ هو أخ‌ للاوّل‌ حتماً، فلاحاجة‌ إلی‌ التذكير و التنبيه‌، بَيدَ أنّ رسول‌ الله‌ أراد أن‌ يثبّت‌ هذا المعني‌ إلی‌ درجة‌ لم‌ يبق‌ معها أيّ مجال‌ للشبهة‌ و التأويل‌.

 و لذلك‌ نراه‌ يقول‌: من‌ مات‌ علی دينك‌، ختم‌ له‌ بالامن‌ و ا لإيمان‌. وإنّ الذين‌ علی دينك‌، أي‌: شيعتك‌ محفوفون‌ بالخير و العافيّة‌، و الامن‌ والسلامة‌، و ا لإيمان‌ و إلیقين‌ ماطلعت‌ شمس‌ أو غربت‌، و ما زالت‌ الدنيا. و من‌ مات‌ علی بغضك‌، فإنّ الله‌ يميته‌ ميتة‌ أهل‌ الجاهليّة‌. أي‌: من‌ لم‌ يتّصل‌ بك‌، فإنّه‌ لايعرف‌ عن‌ الإسلام شيئاً. و من‌ لم‌ يعرفك‌، فإنّه‌ لم‌ يعرفني‌، و من‌ أبغضك‌، فقد أبغضني‌. و من‌ ردّ عليك‌ و أنكرك‌، فقد ردّ عليّ و أنكرني‌.

 و بُعَيد بيان‌ حقيقة‌ الاُخوّة‌، ذكر رسول‌ الله‌ معني‌ الوزارة‌ مشبّهاً إيّاها بأُخوّة‌ هارون‌ و وزارته‌ لموسي‌. فأمير المؤمنين‌ من‌ النبيّ كهارون‌ من‌ موسي‌ في‌ جميع‌ النواحي‌ إلاّ النبوّة‌ فإنّها ليست‌ لاحد بعده‌. فهو منه‌ كَهارون‌ من‌ موسي‌ في‌ النواحي‌ المعنويّة‌ و الظاهريّة‌ كالخلافة‌، و الوصاية‌ والوزارة‌، والاُخوّة‌، و المعاني‌ الساميّة‌ الراقيّة‌، و إدراك‌ الاسرار و ما تنطوي‌ عليه‌ الضمائر. و قد قال‌ له‌ بعد ذكره‌ الاُخوّة‌: أنت‌ الصدّيق‌ الاكبر، و أنت‌ الفاروق‌ بين‌ الحقّ و الباطل‌، و أنت‌ الذي‌ تقضي‌ دَيني‌ بأداء الرسالة‌، و أنتَ الّذي‌ تبلّغ‌ عنّي‌، و تنجز عِداتي‌. و أنت‌ مثلي‌، فما صدر عنّي‌، صدر عنك‌.

 والشاهد الآخر قوله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌: هذا عظيم‌ الفخر لك‌، و إن‌ فاخرك‌ أحد بعدي‌، فقل‌: أنا عبدالله‌ وأخو رسول‌الله‌ لايدّعيها غيرك‌ إلاّكذّاب‌.

 أجل‌، فماأتينا به‌من‌ بحث‌ هناكان‌ من‌ وحي‌ فقه‌الحديث‌ ليعرف‌ معني‌ أُخوّته‌ جيّداً. و ما ذكره‌ رسول‌ الله‌ بعد هذه‌ العبارة‌: أنتَ أخي‌، نحو: و وصيّي‌، و وَزيرِي‌، أو فِي‌ الدُّنيا و الآخِرَة‌، أو وَ أنتَ الصِّديقُ الاكبَرُ، أو وَ أنتَ تَقضِي‌ دَيْني‌ وَ تُنجِزُ عِداتِي‌، و غيرها ممّا ذكرناه‌، فإنـّها تمثّل‌ جملاً تفسيريّة‌ لمعني‌ الاُخوّة‌.

 و لذلك‌ يمكن‌ أن‌ نجزم‌ قائلين‌: إنّ منصب‌ الاُخوّة‌ أعلی من‌ مناصب‌ أميرالمؤمنين‌ جميعها؛ لانّ الخلافة‌، و الوزارة‌، و الولاية‌، و ا لإمارة‌ والوراثة‌، و غيرها. كلّها ترتشف‌ من‌ أصل‌ وحدته‌ و أُخوّته‌ له‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌. و لا يمكن‌ العثور علی مقام‌ أرفع‌ من‌ هذا بعد مقام‌ العبوديّة‌ ولذلك‌ قال‌ له‌ رسول‌ الله‌: قل‌ لمن‌ فاخرك‌: أنَا عَبدُاللهِ وَ أخُو رَسُولِهِ.

 الرجوع الي الفهرس

استشهاد أمير المؤمنين‌ بأُخوّته‌ لرسول‌ الله‌ عند بيعة‌ أبي‌ بكر

 فَهذاالإخبارمن‌ لدن‌ رسول‌ الله‌ هو إخبار عن‌ الغيب‌ و كشف‌ عن‌ الحقيقة‌؛ لانّه‌ لم‌ ينكر أحد أُخوّة‌ عليّ لرسول‌ الله‌ إلاّ عُمَر، عندما اقتيد الإمام‌ إلی‌ المسجد للبيعة‌، و هو بذلك‌ الموقف‌ المأساويّ الفظيع‌ و الحالة‌ الإلیمة‌ الفجيعة‌. لقد تجرّأ عليه‌ عمر قائلاً له‌ بكلّ وقاحة‌: إن‌ لم‌ تبايع‌ أبابكر و الله‌ نضرب‌ عنقك‌. فقال‌ عليه‌ السلام‌: تَقتُلُونَ عَبدَاللهِ وَ أخا رَسُولِهِ فقال‌ عمر: أمّا عبدالله‌، فنعم‌، و أمّا أخو رسوله‌، فلا. يقول‌ ابن‌ قتيبة‌:

 فَأخرَجُوا عَلِيّاً فَمَضُوا بِهِ إلی أبي‌بكرٍ، فَقَالُوا لَهُ: بَايِعْ. فَقَالَ: إنْ أَنَا لَم‌ أفْعَلْ، فَمَهُ؟ قَالُوا: إذَنْ واللهِ الذِي‌ لاَ إلَهَ إلاّ هُوَ نَضْرِبُ عُنُقَكَ. قَالَ: إِذاً تَقْتُلُونَ عَبْدَاللهِ وَ أخا رَسُولِهِ. قَالَ عُمَرُ: أمّا عَبدُاللهِ، فَنَعَمْ. وَ أمّا أخُو رَسُولِهِ، فلا. [33]

 وَ أَبُوبَكْرٍ سَاكِتٌ لاَيَتَكلَّمُ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: ألاَ تَامُرُ فِيهِ بِأمْرِكَ؟ فَقَالَ: لا اُكْرِهُهُ علی شَي‌ءٍ ما كانَت‌ فاطِمَةُ إلی‌ جَنبِهِ. فَلَحِقَ عَلِيٌّ بِقَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلّي‌ اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَصِيحُ وَ يَبكِي‌، وَ يُنادِي‌: «يَا بْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي‌ وَ كَادُوا يَقْتُلُونَنِي‌». [34]

 أشار الإمام‌ هنا ـ وفقاً لحديث‌ المنزلة‌ ـ إلی‌ قضيّة‌ هارون‌ أخي‌ موسي‌ عندما خلّفه‌ علی بني‌ إسرائيل‌ و ذهب‌ هو إلی‌ ميقات‌ ربّه‌. فزيّن‌ السامريّ العجل‌، و قدّمه‌ إلی‌ بني‌ إسرائيل‌، و دعاهم‌ إلی‌ عبادته‌: فلما رآه‌ بنو إسرائيل‌، توجّهوا إلیه‌، و سجدوا له‌، متمرّدين‌ علی وصيّ موسي‌ و أخيه‌ هارون‌، إذ خلعوا طاعته‌، و أعرضوا عن‌ عبادة‌ الله‌. فصاح‌ بهم‌ هارون‌ ونصحهم‌، و حاول‌ أن‌ يصدّ السامريّ عن‌ عمله‌، بَيدَ أنّه‌ لم‌ يفلح‌ و ذلك‌ بسبب‌ قوّة‌ التبليغ‌ السيّي‌ الذي‌ قام‌ به‌ السامريّ، و العجل‌ المزَيَّن‌، و انحراف‌ الناس‌ نحو الصنميّة‌ التي‌ كانوا قد نسوها مدّة‌، بحيث‌ كانت‌ رغبتهم‌ في‌ الرجوع‌ إلیها قد بلغت‌ درجة‌ لم‌ ينفع‌ معها كلام‌ هارون‌ و مبادرته‌ إلی‌ رفع‌ ذلك‌ البلاء. و لمّا رجع‌ موسي‌ من‌ الطور، و وجد قومه‌ عاكفين‌ علی عبادة‌ العجل‌، غضب‌، و صاح‌ بأخيه‌ هارون‌ لتركه‌ إيّاهم‌ علی تلك‌ الحالة‌.

 «قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي‌ وَ كَادُوا يَقْتُلُونَنِي‌».[35]

 الرجوع الي الفهرس

الدرس‌ الخامس والعشرون إلی‌ الدرس‌ الثلاثین:

 وصاية‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ من‌ قِبل‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌

 

بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ

و صلَّي‌ اللهُ علی محمّد و آله‌ الطَّاهرين‌

ولعنة‌ اللَه‌ علی أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ إلی‌ قيام‌ يوم‌ الدين‌

و لا حول‌ و لا قوّة‌ إلاّ باللَهِ العليّ العظيم‌

 

 قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌:

 يَـ ' ´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُو´ا أَطِيعُوا اللَهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي‌ الاْمْرِ مِنكُمْ فَإِن‌ تَنَـ'زَعْتُمْ فِي‌ شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلی‌ اللَهِ وَ الرَّسُولِ إِن‌ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَهِ وَإلیوْمِ الاْخِرِ ذَ ' لِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً. [36]

 الدين‌ ا لإسلاميّ المقدّس‌ دين‌ كامل‌ شُرّع‌ علی أساس‌ الفطرة‌. و هو الدين‌ الذي‌ يُلبّي‌ جميع‌ الحاجات‌ الفطريّة‌ ل لإنسان‌ بنحو تام‌ من‌ أجل‌ ارتقاء البشر إلی‌ منازل‌ السعادة‌. فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَهِ الَّتِي‌ فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها.[37] و لم‌ يترك‌ الإسلام أيّ حكم‌ من‌ الاحكام‌ الفطريّة‌ إلاّ و صرّح‌ به‌ بنحو أتمّ. إلیوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي‌.[38] و قال‌ الرسول‌ الاكرم‌: إِنَّمَا بُعِثتُ لاُِتَمِّمَ مَكَارِمَ الاَخْلاَقِ. [39] و قال‌ أيضاً: مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ إلی‌ اللَهِ إِلاّ وَ قَدْ دَعَوْتُكُم‌ بِهِ، وَ مَا مِنْ شَيْءٍ يُبَعِّدُكُمْ عَنِ النَّارِ إِلاَّ وَ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ. [40]

 الرجوع الي الفهرس

 الوصيّة‌ عن‌ الاحكام‌ الفطريّة‌ و العقليّة‌ و الشرعيّة‌

 تمثّل‌ الوصيّة‌ حكماً من‌ أحكام‌ الشريعة‌ المتقنة‌ المرتكزة‌ علی
 الفطرة‌، و الوصيّة‌ تعني‌ أنّ الإنسان يوصي‌ بشأن‌ أُمور دينه‌ و دنياه‌ كي‌ لاتُترك‌ سديً، و كما تكون‌ في‌ الحياة‌ بشكل‌ أفضل‌، فكذلك‌ هي‌ بعد الممات‌ تكون‌ بشكل‌ أفضل‌ أيضاً. و الوصيّة‌ حكم‌ عقليّ و قد أقرّها الشارع‌ المقدّس‌ أيضاً. و هذا الحكم‌ له‌ ثلاث‌ مراحل‌:

 المرحلة‌ الاُولي‌: حكم‌ الفطرة‌، و هذا يعني‌ أنّ كلّ إنسان‌ مجبول‌ فطريّاً علی الرغبة‌ في‌ القيام‌ بأعماله‌ و ا لإشراف‌ علی جميع‌ شؤونه‌ مباشرة‌ ووفقاً لرأيه‌ و هواه‌. فهذا حكم‌ فطري‌ و غريزة‌ إلهيّة‌ فالإنسان لا يريد أبداً أن‌ يُفِلتَ زمام‌ أُموره‌ من‌ يده‌ فيكون‌ بِيَدِ شخص‌ آخر غريب‌ عنه‌. و إلی‌ جانب‌ رغبته‌ في‌ أعماله‌ و شؤونه‌ المتنوّعة‌، فإنّ له‌ رغبة‌ في‌ أن‌ يكون‌ صاحب‌ القرار فيها من‌ حيث‌ التصرّف‌ و التغيير و التبديل‌ و المحافظة‌ عليها و غير ذلك‌. و هذه‌ الرغبة‌ لاتنتهي‌ عند ساعة‌ الاحتضار بل‌ تمتدّ إلی‌ ماشاءالله‌ من‌ عمر الزمن‌ مادام‌ الإنسان يشاهد آثاره‌ شاخصة‌ بعد الموت‌ علی تعاقب‌ السنين‌ و تصرّم‌ الايّام‌ و الشهور و الدهور.

 و لذلك‌ نراه‌ في‌ هذه‌ الدنيا قد مدّ بصره‌ بنظرة‌ ثاقبةٍ فاحصة‌ نحو زمن‌ ما بعد الموت‌ حتّي‌ أُفق‌ واسع‌ و شعاع‌ طويل‌ للغاية‌ فيه‌. و هو يحاول‌ جاهداً أن‌ يفرض‌ إرادته‌ و يعبّر عن‌ رأيه‌ و حرّيّته‌ و عمّا يراه‌ من‌ صالحه‌، و ذلك‌ من‌ أجل‌ المحافظة‌ علی آثاره‌ من‌ علم‌، و كتاب‌، و صدقة‌، و بناء، و ولد وزوجة‌ و مزرعة‌، و أمثال‌ ذلك‌. و يبذل‌ أقصي‌ جهده‌ من‌ أجل‌ تحقيق‌ ذلك‌ بعد الموت‌. و هذه‌ الغريزة‌ الفطرية‌ ملحوظة‌ حتّي‌ عند الحيوانات‌. إذ إِنّ أكثرها عندما يشعر بقرب‌ موته‌ و يري‌ علامات‌ الموت‌، فإنـّه‌ يشيّد لافراخه‌ بيتاً محكماً و عُشّاً رصيناً بعيداً عن‌ كلّ خطر.

 المرحلة‌ الثانية‌: حكم‌ العقل‌. لاشكّ أنّ العقل‌ يفرض‌ سيطرته‌ علی الإنسان من‌ خلال‌ ما يفكّر به‌ الإنسان نفسه‌ من‌ ضرورة‌ ا لإهتمام‌ بأُموره‌ وتنظيمها و عدم‌ إهمالها و يدرك‌ أنّ عليه‌ تعيين‌ وصيّ له‌ بعد لحفظها وحراستها لتنظيم‌ آثاره‌ و ا لإفادة‌ منها. و يوصي‌ بالمحافظة‌ عليها لكي‌ يتسنّي‌ له‌ ا لإفادة‌ منها بعد موته‌ بنفس‌ المقدار الذي‌ كان‌ يطمح‌ أن‌ يفيد منها في‌ حياته‌ و العقلاء في‌ العالم‌ ينظرون‌ إلی‌ الشخص‌ الذي‌ يموت‌ بلا وصيّة‌ تاركاً و راءه‌ زوجة‌، و ذرّيّة‌، و محلّ تجاريّ، أو مزرعة‌، أو أمر متعلّق‌ بالحكومة‌ أو بالمسائل‌ العلميّة‌، أو أمثال‌ ذلك‌ بدون‌ تدبير، ينظرون‌ إلی‌ مثل‌ هذا الشخص‌ نظرة‌ امتهان‌ و ازدراء، و يرونه‌ إنساناً ناقصاً، ويذمّونه‌ علی ترك‌الوصيّة‌. علی عكس‌ مالو أوصي‌ و عيّن‌ له‌ وصيّاً كفوءاً خبيراً بصيراً مدبّراً يدير شؤونه‌ و يتولّي‌ أمر ذرّيّته‌ من‌ أولاده‌ الصغار و غيرهم‌. فإنّهم‌ يُثنون‌ عليه‌ و يمجّدونه‌، و ينظرون‌ إلی‌ عمله‌ بوصفه‌ عملاً إنسانياً.

 المرحلة‌ الثالثة‌: حكم‌ الشرع‌ الذي‌ شُرّع‌ علی أساس‌ حكم‌ الفطرة‌ وحكم‌ العقل‌. و الوصيّة‌ في‌ ضوئه‌ حكم‌ ممدوح‌ و مستحسن‌ في‌ جميع‌ الشرائع‌ و الاديان‌. و قد جاءت‌ الوصيّة‌ في‌ الشريعة‌ ا لإسلاميّة‌ المقدّسة‌ التي‌ هي‌ أكمل‌ الشرائع‌ و أتمّها بحدود و مواصفات‌ معيّنة‌ واضحة‌ لاغبار عليها. قال‌ تعإلی‌:

 كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن‌ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَ'لِدَيْنِ وَالاْقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً علی الْمُتَّقِينَ * فَمَن‌ بَدَّلَهُ و بَعْدَ مَا سَمِعَهُ و فَإِنَّمَآ إِثْمُهُ و علی الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ و´ إِنَّ اللَهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. [41]

 الرجوع الي الفهرس

 الولاية‌ أهمّ مسألة‌ في‌ الدين‌

 إنّ أهمّ مسألة‌ من‌ مسائل‌ الدين‌ هي‌ مسألة‌ الولاية‌، أي‌: تولّي‌ زمام‌
 الاُمور الدينيّة‌، الظاهريّة‌ و الباطنيّة‌، و البدنيّة‌ و الروحيّة‌، والدنيويّة‌ والاُخرويّة‌، و المادّيّة‌ و المعنويّة‌، و العباديّة‌ و الاجتماعيّة‌. و هذه‌ الاُمور جميعها منطوية‌ في‌ أمر الدين‌، و كانت‌ لرسول‌ الله‌ ولاية‌ عليها.

 الولاية‌ هي‌ روح‌ الدين‌، و الدين‌ بدونها جسد هامد لا حراك‌ فيه‌ كالدين‌ بدون‌ نبيّ مبعوث‌ من‌ الله‌، أو كمعالجة‌ المريض‌ بدون‌ طبيب‌، أو كبناء البيت‌ بدون‌ معمار. أو كإجراء عمليّة‌ جراحيّة‌ بدون‌ أُستاذ معالج‌؛ لانّ سعادة‌ الناس‌ في‌ ظلّ الدين‌، و قوام‌ الدين‌ في‌ ظلّ حافظه‌ و حارسه‌ العارف‌ بأُصوله‌ و فروعه‌ و القيّم‌ علی معارفه‌ و حقائقه‌. و كما أنّ الإنسان يتنكّب‌ عن‌ جادّة‌ ا لإنسانيّة‌ ما لم‌ يكن‌ له‌ دين‌، و لا يصدق‌ عليه‌ إلاّ اسم‌ الإنسان فقط‌، فكذلك‌ الدين‌ فإنـّه‌ يعدل‌ عن‌ الصراط‌ المستقيم‌ ما لم‌ يكن‌ له‌ إمام‌، ولاينطبق‌ عليه‌ إلاّ اسم‌ الدين‌ فقط‌. و لذلك‌ نري‌ أنّ ذلك‌ المقدار من‌ التوصيات‌ النبويّة‌ بشأن‌ الولاية‌ لا يضارعه‌ شي‌ء ممّا ورد في‌ المسائل‌ الدينيّة‌ الاُخري‌. و إنّ ذلك‌ الحجم‌ من‌ التعظيم‌ الذي‌ أولاه‌ النبي‌ّ لمقام‌ الولاية‌، و تأكيده‌ المتواصل‌، و تذكيره‌ المتابع‌، و أخذه‌ العهد و البيعة‌ من‌ الناس‌ و الصحابة‌، و تذكيراً بتوجيه‌ الخطاب‌ إلیهم‌، وإشهادهم‌ علی ذلك‌ لايضاهيه‌ ما جاء في‌ أيّ حكم‌ من‌ أحكام‌ الدين‌ الاُخري‌، بل‌ و لا يبلغ‌ عُشره‌ أو واحداً بالمائة‌ أو واحداً بالالف‌ منه‌.

 إنّ قراءة‌ في‌ السيرة‌ النبويّة‌ و مطالعة‌ في‌ التاريخ‌ الصحيح‌ تكشفان‌ لنا أنّ ولاية‌ أميرالمؤمينن‌ عليّ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ عند النبيّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ مع‌ أصل‌ الإسلام علی حدّ سواء. و إنّ كفّتها متساوية‌ مع‌ كفّة‌ النبوّة‌ و القرآن‌، بل‌ هي‌ روح‌ النبوّة‌ و روح‌ القرآن‌.

 إننّا في‌ هذا البحث‌ ـ ناهيك‌ عن‌ الاحاديث‌ النبويّة‌ بشأن‌ ولاية‌ أميرالمؤمنين‌ المأثورة‌ بعناوين‌ مختلفة‌ و عبارات‌ متنوّعة‌، نحو حديث‌ العشيرة‌، و حديث‌ أَنَس‌، و حديث‌ الغدير، و حديث‌ المنزلة‌، و حديث‌ الثَقَلَين‌. و حديث‌ السفينة‌. و غيرها التي‌ جاء بعضها في‌ هذا الكتاب‌ وسيجي‌ء بعضها الآخر لاحقاً ـ نريد أن‌ نعرض‌ الاحاديث‌ التي‌ ورد فيها لفظ‌ الوصيّة‌ بشكل‌ خاصّ، حتّي‌ يتبيّن‌ لنا كثرة‌ المواطن‌ التي‌ أطلق‌ رسول‌الله‌ فيها لقب‌ «سيّد الوصيّين‌» أو «سيّد الاوصياء» أو «وصيّي‌» علی أميرالمؤمنين‌. و كذلك‌ سمّاه‌ في‌ مواطن‌ كثيرة‌: «خليفتي‌» و بالالقاب‌ التي‌ تحمل‌ معني‌ الخليفة‌ و الوصي‌ّ.

 الرجوع الي الفهرس

 وصاية‌ أميرالمؤمنين‌ من‌ قبل‌ رسول‌ الله‌

 أعلن‌ رسول‌ الله‌ في‌ أوّل‌ يوم‌ دعا فيه‌ عشيرته‌ إلی‌ الإسلام أنّ عليّاً
 أخوه‌ و وزيره‌ و وصيّه‌ و خليفته‌. و قد نقلنا و قائع‌ تلك‌ الجلسة‌ في‌ هذا الكتاب‌.

 الرجوع الي الفهرس

الروايات‌ الواردة‌ في‌ أنّ وصاية‌ أمير المؤمنين‌ من‌ قبل‌ رسول‌ الله‌

 و روي‌ ابن‌ المغازليّ، و هو من‌ أعيان‌ علماء العامّة‌، بإسناده‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌ أنـّه‌ قال‌: يَا عَلِيُّ أنتَ سَيِّدُالْمُسلِمِينَ وَ إِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَ قائِدُ الْغُرِّ المُحَجَّلِينَ وَ يَعْسُوبُ الْمُؤمِنِينَ.[42] ثمّ قال‌ ابن‌المغازليّ نفسه‌: قال‌ أبوالقاسم‌ الطائيّ: سألت‌ أحمد بن‌ يحيي‌ عن‌ معني‌ إلیعسوب‌، فقال‌: أمير النحل‌ و ذَكَرها. و قد شبّه‌ رسول‌ الله‌ عليَّ بن‌ أبي‌طالب‌ في‌ هذا الخبر بأمير النحل‌.

 و روي‌ الشيخ‌ عبدالحافظ‌ بن‌ بدران‌ عن‌ جماعة‌ كثيرة‌ عن‌ مشايخه‌ بسلسلة‌ إسناده‌ المتّصل‌ عن‌ الشعبيّ قوله‌: قَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلامُ: قَالَ لِي‌ رَسُولُ اللهِ صلّي‌ الله‌ علَيهِ وَآلهِ و سلّم‌: مَرحَباً بِسَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ، وَ إمَامِ الْمُتَّقِينَ. فَقِيلَ لِعَليٍّ: فَأَيُّ شَي‌ءٍ كَانَ مِنْ شُكْرِكَ؟ قَالَ حَمِدتُ اللَهَ عَزَّوَجلَّ علی مَا آتانِي‌، وَ سَأَلْتُهُ الشُّكْرَ علی مَا أوْلاَنِي‌، وَ أن‌ يَزِيدَني‌ مِمَّا أَعْطَانِي‌. [43]

 و نقل‌ الحموينيّ، و هو من‌ كبار علماء العامّة‌، بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ جابر بن‌ عبدالله‌ الانصاريّ أنـّهُ قَالَ: كُنتُ يُوماً مَعَ النَّبِيّ صلّي‌ الله‌ عَلَيهِ وَآلهِ وَ سلّم‌: فِي‌ بعضِ حِيطانِ المَدِينَةِ وَ يَدُ عَلِيٍّ فِي‌ يَدِهِ، فَمَرَرْنا بِنَخلٍ فَصَاحَ النَّخْلُ: هَذَا مُحَمّدٌ سَيِّدُ الانْبِياءِ، وَ هَذَا عَلِيٌّ سَيِّدُ الاوصِيَاءِ وَأَبُوالائِمَّةِ الطَّاهِرِينَ، ثُمَّ مَرَرْنَا بِنَخلٍ: فَصَاحَ النَّخْلُ، هَذَا الْمَهْدِيُّ، وَهَذَا الْهادِي‌، ثُمَّ مَرَرْنَا بِنَخلٍْ، فَصَاحَ النَّخُل‌: هَذَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، وَ هَذَا عَلِيٌّ سَيْفُ اللهِ، فالْتَفَتَ النَّبِيُّ إلی‌ عَلِيٍّ، فَقَالَ: يَا عَلِيُّ سَمِّهِ: الصَّيحانِي‌َّ فَسُمِّي‌َ مِن‌ ذَلِكَ إلیومِ: الصَّيحانِي‌َّ. [44]

 و نقل‌ أيضاً بإسناده‌ المتّصل‌ عن‌ سعيد بن‌ جُبَير عن‌ ابن‌ عبّاس‌ أنـّه‌ قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي‌ اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سلّم‌ لاِمّ سَلَمَةَ: هَذَا عَلِيُّ بنُ أَبِي‌ طَالِبٍ لَحْمُهُ لَحْمِي‌ وَ دَمُهُ دَمِي‌ وَ هُوَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَي‌ إِلاَّ أنـَّهُ لاَ نَبِي‌َّ بَعْدِي‌ يَا أُمَّ سَلَمَةَ هَذَا عَلِيٌّ أميرُالمؤمنِينَ وَ سَيِّدُ الْمُسلِمِينَ وَوَصِيِّي‌ وَ عَيبَةُ عِلمِي‌ وَ بَابي‌ الَّذِي‌ أُوتي‌ مِنهُ. أَخي‌ فِي‌ الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَمَعِي‌ فِي‌ السَّنَامِ الاعلی، يَقتُلُ النَاكِثِينَ وَالقَاسِطِينَ وَالمَارِقِينَ[45]. (أصحاب‌ الجمل‌ و صفّين‌ والنهروان‌).

 و روي‌ أبو نعيم‌ أحمد بن‌ عبدالله‌ الحافظ‌ بإسناده‌ عن‌ ابن‌ أبي‌ ليلي‌ عن‌ الحسن‌ بن‌ عليّ عليهما السلام‌ أنـّه‌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي‌ اللهُ عَليهِ ] وَ آله‌ [ و سلّم‌: ادعُوا إلی سَيِّدَ الْعَرَبِ ـ يَعْنِي‌ عَليّاً ـ فَقَالَت‌ عائشَةُ: أَلَستَ سَيِّدَ الْعَرَبِ؟ قَالَ: أَنا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَرَبِ، فَلَمَّا جاءَ عَلِيٌّ أَرسَلَ إلی‌ الانصَارِ فَأَتَوهُ، فَقَالَ لَهُمْ: يَا مَعشَرَالانصَارِ! أَلاَ أَدُلُّكُمْ علی مَا إِن‌ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلِّوا بَعْدَهُ أَبَداً؟ قَالُوا: بَلَي‌ يَا رَسُولَ اللهِ؛ قَالَ: هَذَا عَلِيٌّ فَأحِبُّوهُ بِحُبِّي‌ وَ أَكْرِمُوهُ بِكَرَامَتِي‌ فَإنَّ جَبْرَئيلَ أَمَرَنِي‌ بِالَّذِي‌ قُلتُ.[46] قال‌ أبونعيم‌: رووا هذا الحديث‌ بسند آخر أيضاً عن‌ سعيد بن‌ جبير.

 و روي‌ أبوالحسن‌ الفقيه‌ محمّد بن‌ أحمد بن‌ عليّ بن‌ شاذان‌ في‌ كتابه‌ «فضائل‌ عليّ و أولاده‌ المعصومين‌ عليهم‌ السلام‌» الحاوي‌ مائة‌ منقبة‌ عن‌
 طريق‌ أهل‌ السنّة‌، روي‌ بإسناده‌ عن‌ حَبَّةَ العُرَنيّ، عن‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌السلام‌ أنـّه‌ قال‌: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي‌ اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سلّم‌: أَنَا سَيِّدُ الاَوّلِينَ وَ الآخَرِينَ، وَ أَنتَ يَا عَلِيُّ؛ سَيِّدُ الخلائِقِ بَعْدِي‌، أَوَّلُنا كآخِرِنَا وَآخِرُنَا كَأوَّلِنَا. [47]

 و روي‌ ابن‌ شاذان‌ أيضاً عن‌ طريق‌ العامّة‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌ أنـّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي‌ اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سلّم‌: وَالَّذِي‌ بَعَثَنِي‌ بِالحَقِّ بَشيراً مااسْتَقَرَّ الْكُرسِيُّ والْعَرشُ وَ لاَ دارَ الْفَلَكُ وَ لاَ قَامَتِ السَمَاوَاتِ وَالاَرضُ إِلاَّ بِأَنْ كُتِبَ عَلَيهْا: لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، عَلِيٌّ أَمِيرُ المُؤمِنِينَ وَ أَنَّ اللهَ تَعإلی‌ عَرَجَ بي‌ إلی‌ السَّمَاءِ وَاخْتَصَّنِي‌ بِلَطِيفِ نِدَائِهِ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ! قُلتُ: لَبَّيكَ رَبِيّ وَ سَعْدَيْكَ، فَقَالَ: أَنَا الْمَحْمُودُ وَ أَنتَ مُحُمَّدٌ شَقَقْتُ اسْمَكَ مِنْ اسْمي‌ وَ فَضَّلْتُكَ علی جَمِيعِ بَرِيَّتِي‌ فَانْصِبْ أَخاكَ عَلِيّاً عَلَماً يَهْديهِمْ إلی‌ دِيني‌. يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي‌ جَعَلْتُ عَلِيّاً أَمِيرَالمُؤمِنِينَ، فَمَنْ تَأمَّرَ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُ، وَ مَن‌ خَالَفَهُ عَذَّبتُهُ، وَ مَن‌ أَطَاعَهُ قَرَبْتُهُ. يَا مُحَمَّدُ! إِنِّي‌ قَدْ جَعَلتُ عَلِيّاً إِمَامَ المُسْلِمِينَ، فَمَن‌ تَقَدَّمَ عَلَيْهِ أَخزَيتُهُ، وَ مَنْ عَصَاهُ اسْتَجْفَيْتُهُ. إِنَّ عَلِيّاً سَيِّدُ الوَصِيّينَ، وَ قَائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، وَ حُجَّتِي‌ علی جَمِيعِ خَلْقِي‌ أَجمَعِينَ. [48]

 و روي‌ هو أيضاً عن‌ طريق‌ العامّة‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌ أنـّه‌ قال‌: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلّي‌ اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سلّم‌ يَقُولُ: مَعاشِرَ النَّاسِ! اعْلَمُوا أَنَّ لِلَهِ تَعإلی‌ بَاباً مَنْ دَخَلَهُ أَمِنَ مِنَ النَّار وَ مِنَ الْفَزَعِ الاكْبَرِ، فَقَالَ لَهُ أَبوسَعِيد الخُدْريُّ: يَا رَسُولَ اللهِ! اهْدِنَا إلی‌ هَذَا البَابِ حَتّي‌ نَعْرِفَهُ، قَالَ: هُوَ علیبْنُ أَبِي‌طالِبٍ سَيِّدُ الوَصِيِّينَ وَ أَميرُالْمُؤمِنِينَ و أخُو رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ وَ خَلَيِفَةُ اللهِ علی النّاسِ أَجمَعِينَ. مَعَاشِرَ النَّاسِ! مَنْ أَحَبَّ أَن‌ يَسْتَمْسِكَ بالعُروَةِ الوُثْقَي‌ التَّي‌ لاَانْفِصَامَ لَها، فَليَتَمَسَّكْ بِوِلاَيَةِ عَلِيِّ بنِ أَبِي‌ طالِبٍ فَإِنَّ وِلاَيَتُهُ وِلاَيَتِي‌ وَ طَاعَتُهُ طَاعَتِي‌. يا مَعَاشِرَ النَّاسِ مَن‌ سرّه‌ الله‌ ليَقتَدِيَ بِي‌ فَعَلَيهِ أَن‌ يَتوإلی‌ وِلاَيَةِ علی بنِ أَبِيطالِبٍ فَإنَّ وِلاَيَتُهُ وِلاَيَتِي‌ وَطَاعَتُهُ طَاعَتِي‌. يَا مَعَاشِرَ النَّاسِ! مَن‌ أَحَبَّ أَن‌ يَعْرِفَ الحُجَّةَ بَعدِي‌ فَليَعْرِفْ عَلِيَّ بنَ أَبِي‌ طَالِبٍ بَعْدي‌ وَالاَئِمَّةَ مِنْ ذُرِّيَتِي‌ فَإِنَّهُمْ خُزّانُ عِلمِي‌. فَقَامَ جابِرُ بنُ عَبدِاللهِ الانصَارِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ ما عِدَّةُ الائِمَّةِ؟ فَقَالَ: يَا جَابِرُ؛ سَأَلتَنِي‌ رَحِمَكَ اللهُ عَنِ ا لإسلاَمِ بِأَجْمَعِهِ، عِدَّتُهُمْ عِدَّةُ الشُّهُورِ وَهُوَ عِندَاللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي‌ كِتابِ اللَهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والاَرضَ وَ عِدَّتُهُمْ عِدَّةُ العُيُونِ التِي‌ انْفَجَرَت‌ مِنهُ لِمُوسَي‌ بْنِ عِمْرانَ حِينَ ضَرَبَ بِعَصَاهُ فَانْفَجَرَتْ مِنهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيناً، وَ عِدَّةُ نُقَباءِ بَنِي‌ إسرائيلَ. قَالَ اللهُ تَعإلی‌: «وَ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي‌ إِسْرَائيلَ وَ بَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَي‌ عَشَرَ نَقِيباً» فَالائِمَّةُ يا جَابِرُ؛ اثْنَا عَشَرَ إمَاماً، أَوَّلُهُمْ عَلِيُّ بنُ أَبِي‌ طَالِبٍ، وَ آخِرُهُمُ القائِمُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِم‌. [49]

 و روي‌ ابن‌ شاذان‌ أيضاً بإسناده‌ من‌ طريق‌ العامّة‌ عن‌ أبيّذر الغفاريّ أنـّه‌ قالَ: نَظَرَ النَبيٌُّ صلّي‌ اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سلّم‌ إلی‌ عَلِيِّ بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ، فَقَالَ: هَذَا خَيرُ الاَوَّلِينَ مِنْ أَهلِ السَّمَاوَاتِ وَالارَضِينَ، هَذَا سَيّدُ الصِّدِّيقِينَ، هَذَا سَيِّدُ الوَصِييِّنَ وَ إِمَامُ المُتَّقِينَ وَ قائِدُ الغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ جاءَ علی نَاقَةٍ مِنْ فَوقِ الجَنَّةِ قَد أَضَاءَتِ القِيَامَةِ مِن‌ ضِيائِها، علی رَأسِهِ تاجٌ مُرَصَّعٌ بالزَّبَرجَدِ وَإلیاقُوتِ، فَتَقُولُ الملائكةُ: هَذَا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَ يَقُولُ النَّبِيُّونَ: هَذَا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، فَيُنَادِي‌ مُنَادٍ مِن‌ بُطْنانِ الْعَرْشِ: هَذَا الصِّدِّيقُ الاْكْبَرُ، هَذَا وَصِي‌ُّ حَبِيبِ اللهِ، هَذَا عَلِيُّبنُأَبِي‌ طالِبٍ، فَيَقِفُ علی مَتنِ جَهَنَّمَ فَيُخرِجُ مِنها مَن‌ يُحِبُّ وَ يُدخِلُ فِيها مَن‌ يُبغِضُ، وَ يَأتِي‌ أَبوابَ الجَنَّةِ فَيُدخِلُ أولِياءَهُ بِغَيرِ حِسابٍ. [50]

 و روي‌ ابن‌ شاذان‌ أيضاً عن‌ طريق‌ العامّة‌ عن الإمام الرضا عليه‌السلام‌ عن‌ آبائه‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌ أنـّه‌ قال‌: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّي‌ اللهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ و سلّم‌: سَتَكُونُ بَعْدِي‌ فِتْنَةٌ مُظْلِمَةٌ
 النَّاجِي‌ مَنْ تَمَسَّكَ بالعُروَةِ الوُثقَي‌، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ و مَنِ العُروَةُ الوُثقَي‌؟ قَالَ: وِلاَيةُ سَيِّدُ الوَصِييّنَ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَ مَنْ سَيِّدُ الوَصِيّنَ؟ قَالَ أَمِيرُالمؤمِنينَ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَ مَنْ أَمِيرُ المؤمِنِينَ؟ قَالَ: مَولَي‌ المُسلِمِينَ و إمَامُهُم‌ بَعْدِي‌. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَ مَنْ مَولَي‌ المُسلِمِينَ وَ إِمَامُهُم‌ بَعدَكَ؟ قَالَ: أَخِي‌ علی بنُ أَبِي‌ طالِبٍ.
[51]

 و روي‌ الشيخ‌ الصدوق‌ ابن‌ بابويه‌ القُمّيّ أيضاً بإسناده‌ المتّصل‌ عن‌ الاصبغ‌ بن‌ نباته‌ أنـّه‌ قال‌: قَالَ أميرُ المؤمنينَ عَلَيهِ السَّلام‌: أَنَا خَليفَةُ رَسُولِ اللهِ وَ وَزيرُهُ وَ وَارِثُهُ، وَ أَنَا أَخُو رَسُولِ اللهِ وَ وصِيُّهُ، وَ أَنَا صَفِي‌ُّ رَسُولِ اللهِ وَ صاحِبُهُ، أَنَا ابنُ عَمِّ رَسُولِ اللهِ وَ زَوجُ ابْنَتِهِ وَ أبو وُلدِهِ، وَ أَنَا سَيِّدُ الوَصِيِّينَ. أَنَا الحُجَّةُ العُظمَي‌ وَالآيَةُ الكُبرَي‌ وَالمَثَلُ الاعلی وَ بابُ النَّبِيِّ المُصْطَفَي‌، أَنَا العُرْوَةُ الوُثقَي‌ وَ كَلِمَةُ التَّقوَي‌ وَ أَمِينُ اللهِ تعإلی‌ ذِكرُهُ علی أَهْلِ الدُّنْيَا. [52]

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 1 طبعة‌ عبدة‌ ـ مصر، الخطبة‌ 2 ص‌ 0 3.

[2] ـ «مناقب‌ الخوارزميّ» ص‌ 63 نقلاً عن‌ كتاب‌ «مقام‌ الإمام‌ أميرالمؤمنين‌» ص‌ 49.

[3] ـ «ذخائر العقبي‌» ص‌ 66. و ذكر ابن‌ الجوزيّ هذا الحديث‌ في‌ «التذكرة‌» ص‌ 15 ورواه‌ أيضاً محمّد بن‌ طلحة‌ الشافعيّ في‌ «مطالب‌ السؤول‌» عن‌ «صحيح‌ الترمذيّ» عن‌ زيد بن‌ أرقم‌. وكذلك‌ رواه‌ ابن‌ الصبّاغ‌ المالكيّ في‌ «الفصول‌ المهمّة‌» ص‌ 22 عن‌ «صحيح‌ الترمذيّ» عن‌ عبدالله‌ بن‌ عمر. و ذكره‌ صاحب‌ «نظم‌ درر السمطين‌» أيضاً في‌ ص‌ 94 مع‌ اختلاف‌ في‌ اللفظ‌.

[4] ـ «ذخائر العقبي‌» ص‌ 66

[5] ـ «ذخائر العقبي‌» ص‌ 66

[6] ـ «ذخائر العقبي‌» ص‌ 66

[7] ـ «أُسد الغابة‌» ج‌ 4، ص‌ 16. و يروي‌ في‌ «أُسد الغابة‌» أيضاً ج‌ 3، ص‌ 317 عن‌ عبدالرحمن‌ بن‌ عويم‌ بن‌ ساعدة‌ الانصاريّ أنـّه‌ قال‌: رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ ] و آلِهِ [ وَ سَلَّمَ: تَوَاخَوْا فِي‌ اللهِ أَخَوَينِ أَخَوَينِ، وَأَخَذَ بِيَدِ عَلِي‌ٍّ وَقَالَ: هَذَا أَخِي‌. أخرجه‌ ابن‌ منده‌، وأبو نعيم‌.

[8] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 142. و نقل‌ ابن‌ الجوزيّ هذا الحديث‌ أيضاً مفصّلاً في‌ «التذكرة‌» ص‌ 13 عن‌ أحمد بن‌ حنبل‌ و أيّدهُ.

[9] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 143. و ينقل‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 481 عن‌ «نهج‌ البلاغة‌» قوله‌: قَالَ عَلِيٌّ عَلَيهِ السَّلامُ لاهلِ الشُّورَي‌: أنشِدُكُمُ اللَهَ أفيكُم‌ أحَدٌ آخَي‌ رَسُولُ اللَهِ وَ بَيْنَهُ وَ بَيْنَ نَفْسِهِ حِينَ آخَي‌ بَيْنَ بَعْضِ الْمُسلِمِينَ وَ بَعْضِ غَيْرِي‌؟ فَقَالوُا: لا.

[10] ـ «الفصول‌ المهمّة‌» ص‌ 22.

[11] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 478 الحديث‌ السادس‌ من‌ طرق‌ العامّة‌.

[12] ـ نفس‌ المصدر السابق‌. الحديث‌ الثامن‌ من‌ طرق‌ العامّة‌.

[13] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 497. الحديث‌ الحادي‌ عشر، و الحديث‌ الثاني‌ عشر.و ذكر صاحب‌ «نظم‌ دُرر السمطين‌» الحديث‌ الاوّل‌ في‌ ص‌ 94 من‌ كتابه‌.

[14] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 497. الحديث‌ الحادي‌ عشر، و الحديث‌ الثاني‌ عشر.و ذكر صاحب‌ «نظم‌ دُرر السمطين‌» الحديث‌ الاوّل‌ في‌ ص‌ 94 من‌ كتابه‌.

[15] ـ نفس‌ المصدر السابق‌ ص‌ 0 48، الحديث‌ الخامس‌ عشر.

[16] ـ نفس‌ المصدر السابق‌ ص‌ 481 الحديث‌ الثامن‌ عشر.

[17] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 481، الحديث‌ الثالث‌ و العشرون‌.

[18] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 486، الحديث‌ السادس‌ و الثلاثون‌.

[19] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 485، الحديث‌ الحادي‌ و الثلاثون‌. وجاء هذا الحديث‌ في‌ «نظم‌ دررالسمطين‌» ص‌ 96. و في‌ «أرجح‌ المطالب‌» ص‌ 0 48 باختلاف‌ يسير في‌ اللفظ‌، نقلاً عن‌ كتاب‌ «علي‌ّ و الوصيّة‌» ص‌ 354.

[20] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 486، الحديث‌ الثامن‌ و الثلاثون‌.

[21] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 478، الحديث‌ الثالث‌. و جاء في‌ «دلائل‌ الصدق‌» 2 / 267: آخَي‌ النَبِيُّ بَينَ النَاسِ وَ تَرَكَ عَلِيّاً حَتَّي‌ بَقي‌ آخِرَهُمْ، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللهِ! آخَيتَ بَينَ أصحَابِكَ وَ تَرَكْتَنِي‌؟ فَقَالَ: إِنَّمَا تَركتُكَ لِنَفسِي‌. أَنْتَ أَخِي‌ وَ أنَا أَخُوكَ. فإنْ ذَكَركَ أحدٌ، فَقُل‌: أَنَا عَبدُ اللهِ وَ أخُو رَسُولِهِ، لاَ يَدّعِيها بَعْدَكَ إِلاّ كَذّابٌ. وَالَّذِي‌ بَعَثَنِي‌ بالحَقِّ ما أَخَّرْتُكَ إِلاّ لِنَفسِي‌، وَ أَنتَ مِنّي‌ بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِنْ مُوسَي‌ إِلاَّ أنَّهُ لاَنَبِي‌ بَعْدِي‌، وَ أَنتَ أخِي‌ و وارثي‌. وجاءَ هذا في‌ تعليقة‌ ص‌ 9 0 2 من‌ «ديوان‌ الحِمْيَرِيّ»، و في‌ «نظم‌ دُرر السمطين‌» ص‌ 95

[22] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 478، الحديث‌ الخامس‌.

[23] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 482، الحديث‌ الثاني‌.

[24] ـ المجلّد الاوّل‌ من‌ هذا الكتاب‌، الدرس‌ الخامس‌.

[25] ـ «مقام‌ الإمام‌ أميرالمؤمنين‌ عند الخلفاء» ص‌ 52.

[26] ـ نقل‌ العلاّمة‌ الامينيّ في‌ «الغدير» ج‌ 3، من‌ ص‌ 112 إلي‌ ص‌ 124 خمسين‌ حديثاً حول‌ الاُخوّة‌.

[27] ـ «ديوان‌ الحِميريّ» ص‌ 9 0 2،بتخريج‌ «أعيان‌ الشيعة‌» ج‌ 12، ص‌ 28؛ و «مناقب‌» ابن‌ شهرآشوب‌، ج‌ 2، ص‌ 189.

[28] ـ «مطالب‌ السؤول‌» ذيل‌ ص‌ 18. ينقل‌ ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ شرحه‌ ج‌ 18، ص‌ 37 ( 20 جزءاً) عن‌ أبي‌ عمر صاحب‌ «الاستيعاب‌» أنّ رسول‌ الله‌ قد آخي‌ بين‌ سلمان‌ وأبي‌الدرداء عند مؤاخاته‌ بين‌ المسلمين‌.

[29] ـ يقول‌ ابن‌ الاثير في‌ «النهاية‌» ج‌ 1، ص‌ 326: حُباب‌ بالضمّ اسم‌ الشيطان‌. و يقال‌ للحيّة‌: حباب‌ أيضاً. كما يقال‌ لها: شيطان‌. لذلك‌ غيّروا اسم‌ حُباب‌ كراهيةً للشيطان‌. انتهي‌. و أمّا خبّاب‌ فهو من‌ الخبّ بمعني‌ الخدّاع‌ الذي‌ يشي‌ بين‌ الناس‌.

[30] ـ الجزء الاوّل‌ من‌ هذا الكتاب‌ ص‌ 31 ـ 34 و 130 ـ 133.

[31] ـ الجزء الاوّل‌ من‌ هذا الكتاب‌ ص‌ 31 ـ 34 و 130 ـ 133.

[32] ـ يقول‌ السيّد الحِميريّ في‌ ص‌ 63 من‌ ديوانه‌:

 وَ كانَ لَهُ أخاً وَ أمينَ غَيْبٍ                           عَلي‌ الْوَحي‌ِ المُنزَّلِ حِينَ يُوحَي‌

 و تخريج‌ ذلك‌ من‌ كتاب‌ «أعيان‌ الشيعة‌» ج‌ 12، ص‌ 214؛ و المناقب‌ ج‌ 2، ص‌ 13 وجلد 3، ص‌ 58.

[33] ـ جاء في‌ أغلب‌ الروايات‌ أنّ عمر هوالذي‌ أنكر أُخوّته‌، ولكن‌ جاء في‌ كتاب‌
 سليم‌ بن‌ قيس‌ ص‌ 86، و كذلك‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» السطر الاخير في‌ ص‌ 551 نقلاً عن‌ كتاب‌ سليم‌ أن‌ أبابكر أنكرها أيضاً. قَالَ: فَلَّمَا انتهي‌ بِعَلِيٍّ إلي‌ أبي‌ بَكرٍ، انتَهَرَهُ عُمَرُ وَ قَالَ لَهُ: بَايِع‌. فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه‌ السلام‌: إنْ أَنا لَم‌ أُبايع‌، فَما أنتُم‌ صانِعُونَ؟ قَالُوا: نَقتُلُكَ ذُلاّ وَ صَغَاراً. فَقَالَ: إذاً تَقتُلُونَ عَبدَاللهِ وَ أخَا رَسولِ اللهِ. فَقَالَ أبوبَكرٍ: أمّا عَبدُاللهِ، فَنَعَمْ، وَ أمّا أخُو رَسُولِ اللهِ، فَلاَ نَعرفُكَ بِهَذَا. فَقَالَ: أتَجحَدُونَ أنَّ رَسُولُ اللهِ آخَي‌ بَينِي‌ وَ بَيْنَهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَأعادَ ذَلِكَ عَلَيه‌ ثَلاَث‌ مَرّاتٍ - الحديث‌.

[34] ـ الإمامة‌ و السياسة‌» ج‌ 1، ص‌ 13. و نقل‌ ذلك‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 546 تحت‌ عنوان‌: الحديث‌ الثاني‌، عن‌ ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» أنّ أميرالمؤمنين‌ عندما أخذوه‌ إلي‌ المسجد، كان‌ يقول‌: أنَا عَبدُاللهِ وَ أخُوه‌ رَسُولِه‌. و جاء في‌ كتاب‌ سليم‌ بن‌ قيس‌ ص‌ 251 هذا الموضوع‌ نفسه‌ الذي‌ نقلناه‌ عن‌ «الإمامة‌ و السياسة‌» إذ ينقل‌ هناك‌ مسألة‌ إنكار عمر أُخوّة‌ عليّ بن‌ أبي‌ طالب‌ لرسول‌ الله‌ بقوله‌: أمّا أخو رَسُولِ اللهِ، فَلاَ. و يقول‌ ابن‌ أبي‌الحديد في‌ «شرح‌ النهج‌» ج‌ 11، ص‌ 111. (عشرون‌ جزءاً): روي‌ كثير من‌ المحدّثين‌ أنـّه‌ عقيب‌ يوم‌ السقيفة‌، تألّم‌، و تظلّم‌ و استنجد، واستصرخ‌ حيث‌ ساموه‌ الحضور و البيعة‌ وأنـّه‌ قال‌ و هو يشير إلي‌ القبر: «يَابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَومَ اسْتَضْعَفُونِي‌ وَ كَادُوا يَقْتُلُونَني‌». وَ أنـّه‌ قال‌: واجَعفَراهُ! وَلاَ جَعفَرَ لِيَ الْيَوْمَ! وَاحمَزتاهُ! وَلاَ حَمزَةَ لِي‌َ اليَومَ!

[35] ـ الا´ية‌ 0 15، من‌ السورة‌ 7: الاعراف‌.

[36] ـ الا´ية‌ 59، من‌ السورة‌ 4: النساء.

[37] ـ الا´ية‌ 30، من‌ السورة‌ 30: الروم‌.

[38] ـ الا´ية‌ 3، من‌ السورة‌ 5: المائدة‌.

[39] ـ «مكارم‌ الاخلاق‌» للطبرسيّ، في‌ خطبة‌ الكتاب‌ ص‌ 2.

[40] ـ جاء هذا الحديث‌ في‌ «بحار الانوار» الطبعة‌ الكمبانيّ ج‌ 15 كتاب‌ الاخلاق‌ ص‌ 48 عن‌ «الكافي‌» بالشكل‌ التالي‌: يَـ'´أَيُّهَا النَّاسُ واللَهِ مَا مِن‌ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةَ وَ يُبَاعِدُكُمْ عَنِ النّارِ إِلاَّ وَ قَدْ أَمَرتُكُمْ بِهِ، وَ ما مِن‌ شي‌ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إلاّ وَ قَد ْ نَهَيْتُكُمْ عَنهُ.

[41] ـ الا´يتان‌ 180 و 181، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌.

[42] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 618، الحديث‌ الاوّل‌. و ينقل‌ في‌ «نظم‌ درَر السمطين‌» ï ïص‌ 114 عن‌ أبي‌ القاسم‌ سليمان‌ بن‌ أحمد الطبرانيّ بسنده‌ عن‌ عبدالله‌ بن‌ حكيم‌ الجهنيّ أنـّه‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌: إِنَّ اللَهَ تَبارَكَ وَ تَعالَي‌ أوْحَي‌ إِلَي‌َّ فِي‌ عَلِيٍّ ثلاَثَةَ أشياءَ لَيلَةَ أُسْرِيَ بِي‌: أَنـَّهُ سَيِّدُ الْمؤمِنِينَ وَ إمَامُ الْمُتَّقِينَ و قَائِدُ الْغُرّ الْمَحَجَّلينَ. وذكر في‌ الهامش‌ أنّ أبا نعيم‌ روي‌ هذا الحديث‌ في‌ «حلية‌ الاولياء» ج‌ 1 ص‌ 67.

[43] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 618، الحديث‌ التاسع‌، و جاء ذلك‌ أيضاً في‌ «نظم‌ دررالسمطين‌» ص‌ 11، عن‌ الحافظ‌ أبي‌ نعيم‌ الاصفهانيّ بإسناده‌ عن‌ الشعبيّ، و ذكره‌ أيضاً أبونعيم‌ في‌ «حلية‌ الاولياء» ج‌ 1، ص‌ 66.

[44] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 619، الحديث‌ الثاني‌ عشر؛ و «نظم‌ دررالسمطين‌» ص‌ 124. ونقل‌ صاحب‌ كتاب‌ «عليّ و الوصيّة‌» من‌ الصفحة‌ 196 فما بعدها ثلاثة‌ أحاديث‌ باختلاف‌ يسير عن‌ «أرجح‌ المطالب‌» و «المناقب‌» للخوارزميّ و «فرائد السمطين‌».

[45] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 0 62. الحديث‌ الخامس‌ عشر.

[46] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 620، الحديث‌ السادس‌ عشر.

[47] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 620، الحديث‌ السابع‌ عشر.

[48] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 620، الحديث‌ الثامن‌ عشر.

[49] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 620، الحديث‌ التاسع‌ عشر.

[50] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 621، الحديث‌ الحادي‌ و العشرون‌. و ينقل‌ في‌ كتاب‌ «عليّ والوصيّة‌» من‌ ص‌ 223 إلي‌ ص‌ 226 ثلاثة‌ أحاديث‌ بمضمون‌ هذا الحديث‌ مع‌ اختلاف‌ يسير، و ذلك‌ عن‌ الكنجيّ الشافعيّ في‌ «كفاية‌ الطالب‌»، و موفّق‌ بن‌ أحمد الخوارزميّ في‌ «المناقب‌» و القندوزيّ الحنفيّ في‌ «ينابيع‌ المودّة‌» و ينقل‌ في‌استدراكات‌ «عليّ و الوصيّة‌» من‌ ص‌ 377 إلي‌ ص‌ 379 ثلاثة‌ أحاديث‌ أيضاً عن‌ «التاريخ‌ الكبير» لابن‌ عساكر، المخطوط‌ ومضمون‌ هذه‌ الاحاديث‌ هو نفس‌ مضمون‌ الاحاديث‌ السابقة‌ لكنّها أكثر تفصيلاً منها. جاء في‌ الاوّل‌ منها: لاَ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَ لا نَبِيٌّ مُرسَلٌ، وَ لاَ حَامِلُ عَرْشٍ، هَذَا عَلِي‌ُّ بنُ أبي‌ طالبٍ وصِيُّ رَسُولِ المُسلِمِينَ وَ أميرُ المؤمِنِينَ وَ قائِدُ الغُرّ المُحَجَّلينَ فِي‌ جَنَّاتٍ النَّعيم‌. و في‌ الثاني‌: هَذَا عَلِيُّ بْنُ أبي‌ طالبٍ وَصِي‌ُّ رَسُولِ رَبِّ العالمينَ وَ إمامُ المُتَّقينَ وَ قائدُ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ. و في‌ الثالث‌: هَذَا عَلِيُّ بنُ أَبي‌ طالبٍ أَميِرُالمؤمنينَ وَ إمام‌ المُتَّقينَ وَ قائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ إلَي‌ جَنّاتِ النَّعيم‌.

[51] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 621، الحديث‌ الثالث‌ و العشرون‌.

[52] ـ نفس‌ المصدر السابق‌، الحديث‌ الاوّل‌.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com