بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الامام / المجلد الثاني/ القسم السابع: سبب عدم قیام علی علیه السلام، رد اشکالات انطباق آیة اولی الامر علی الائمة...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

مناظرة‌ هشام‌ بن‌ الحكم‌ مع‌ الشاميّ حول‌ الإمامة

ثمّ قال‌: يا هشام‌ بن‌ سالم‌، كلّمه‌ فتعارفا. ثمّ قال‌ أبوعبدالله‌ عليه‌ السلام‌ لماصر: كلّمه‌، فكلّمه‌ فأقبل‌ أبوعبدالله‌ عليه‌ السلم‌ يضحك‌ من‌ كلامهما ممّا قد أصاب‌ الشامّيّ. فقال‌ للشامي‌ّ: كلّم‌ هذا الغلام‌ ـ يعني‌ هشام‌ بن‌ الحَكَم‌ ـ فقال‌: نعم‌. فقال‌ لهشام‌: يا غلام‌! سلني‌ في‌ إمامة‌ هذا؛ فغضب‌ هشام‌ حتّي‌ ارتَعَد، ثمّ قال‌ للشاميّ: يا هذا، أربّك‌ أنظر لخلقه‌، أم‌ خلقه‌ لانفسهم‌؟ فقال‌ الشاميّ: بل‌ ربّي‌ أنظر لخلقه‌.

 قال‌ هشام‌: فَفَعَلَ بنَظَرِهِ لَهُمُ مَاذا؟

 قال‌ الشاميّ: أقام‌ لهم‌ حجّة‌ و دليلاً كيلا يتشتّتوا أو يختلفوا، يتألّفهم‌ و يقيم‌ أَوَدَهُمْ وَ يُخْبِرَهُمْ بِفرض‌ ربّهم‌.

 قال‌ هشام‌: فمن‌ هو؟

 قال‌ الشاميّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌.

 قال‌ هشام‌: فبعد رسول‌ الله‌؟

 قال‌ الشاميّ: الكتاب‌ و السنّة‌.

 قال‌ هشام‌: فهل‌ نفعنا إلیوم‌ الكتاب‌ والسنّة‌ في‌ رفع‌ الاختلاف‌ عنّا؟

 قال‌ الشاميّ: نعم‌.

 قال‌ هشام‌: فلم‌ اختلفنا أنا و أنتَ و صرت‌ إلینا من‌ الشام‌ في‌ مخالفتنا إيّاك‌؟

 قال‌ يونس‌: فسكت‌ الشاميّ. فقال‌ أبوعبدالله‌ عليه‌ السلام‌ للشاميّ: مالك‌ لاتتكلّم‌؟ قال‌ الشاميّ: إن‌ قلتُ: لم‌ نختلف‌، كذبتُ. و إن‌ قلتُ: إنّ الكتاب‌ و السنّة‌ يرفعان‌ عنّا الاختلاف‌، أبطلتُ، لانـّهما يحتملان‌ الوجوه‌ وإن‌ قلتُ: قد اختلفنا و كلّ واحدٍ منّا يدّعي‌ الحقّ فلم‌ ينفعنا إذَن‌ الكتاب‌ والسنّة‌ إلاّ أنّ لي‌ عليه‌ هذه‌ الحجّة‌. فقال‌ أبوعبدالله‌ عليه‌ السلام‌: سلهُ تجده‌ مليّاً.

 فقال‌ الشاميّ: يا هذا! مَن‌ أنظر للخلق‌، أربّهم‌ أو أنفسهم‌؟ فقال‌ هشام‌: ربّهم‌ أنظر لهم‌ منهم‌ لانفسهم‌.

 فقال‌ الشامي‌ّ: فهل‌ أقام‌ لهم‌ من‌ يجمع‌ لهم‌ كلمتهم‌، و يقيم‌ أوَدَهُم‌ ويخبرهم‌ بحقّهم‌ من‌ باطلهم‌؟

 قال‌ هشام‌: في‌ وقت‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علی و آله‌ و سلّم‌ أو الساعة‌؟

 قال‌ الشاميّ: في‌ وقت‌ رسول‌ ا لله‌، رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلّم‌ والساعة‌ مَنْ؟

 فقال‌ هشام‌: هذا القاعد الذي‌ تُشدّ إلیه‌ الرحال‌، و يخبرنا بأخبار السماء (والارض‌) وِرَاثة‌ عن‌ أبٍ عن‌ جدٍّ.

 قال‌ الشاميّ: فكيف‌ لي‌ أن‌ أعلم‌ ذلك‌؟

 قال‌ هشام‌: سله‌ عمّا بدا لك‌.

 قال‌ الشاميّ: قطعتَ عذري‌، فعليّ السؤال‌. فقال‌ أبوعبدالله‌: ياشاميّ! أُخبرك‌، كيف‌ كان‌ سفرك‌؟ و كيف‌ كان‌ طريقك‌؟ كان‌ كذا و كذا.

 فأقبل‌ الشاميّ يقول‌: صدقتَ. أسْلَمْتُ لِلَهِ السَّاعَةَ. فقال‌ أبوعبدالله‌: بَلْآمَنْتَ باللَهِ السَّاعَةَ. إنّ الإسلام قبل‌ ا لإيمان‌، و عليه‌ يتوارثون‌ ويتناكحون‌. و ا لإيمان‌ عليه‌ يُثابون‌. فقال‌ الشاميّ: صَدَقْتَ، فَأنَا السَّاعَةَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إلهَ إلاّ اللَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَنَّكَ وَصِيُّ الاَوصِياء.

 قال‌ يونس‌: ثمّ التفت‌ أبو عبدالله‌ عليه‌ السلام‌ إلی‌ حُمران‌، فقال‌: تُجري‌ الكلام‌ علی الاثر فتصيب‌، و التفت‌ إلی‌ هشام‌ بن‌ سالم‌، فقال‌: تريد الاثر ولاتعرفه‌. ثمّ التفت‌ إلی‌ الاَحوَل‌،[1] فقال‌: قَيّاسٌ رَوّاغٌ. تكسر باطلاً بباطلٍ إلاّ أنّ باطلك‌ أظهر. ثمّ التفت‌ إلی‌ قيس‌ بن‌ الماصر [2]، فقال‌: تتكلّم‌ وأقرب‌ ما تكون‌ من‌ الخبر عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ و سلّم‌ أبعد ما تكون‌ منه‌. تمزج‌ الحقّ مع‌ الباطل‌، و قليلُ الحقّ يكفي‌ عن‌ كثير الباطل‌. أنتَ وَالاحْوَلُ قَفّازانِ حاذِقانِ.

 قال‌ يونس‌: فظننت‌ واللهِ أنّه‌ يقول‌ لهشام‌ قريباً ممّا قال‌ لهما. ثمّ قال‌: يا هشام‌! لا تكاد تقع‌. تلوي‌ رجليك‌ إِذا هممتَ بالارض‌ طرتَ، مثلك‌ فلْيكلّم‌ الناسَ؛ فَاتَّقِ الزّلّةَ. و الشفاعةُ من‌ وَرَائها إِن‌ شاء الله‌. [3]

 و ذكر النعمانيّ في‌ تفسيره‌ أنّ إسماعيل‌ بن‌ جابر يقول‌: سَمِعْتُ أبَا عبدالله‌ جَعْفَرَبْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ عَلَيهِمَا السَّلاَمُ يَقُولُ: إِنَّ اللَهَ تَبَارَكَ وَ تَعإلی‌ بَعَثَ مُحَمَّداً فَخَتَمَ بِهِ الانبِيآءَ فَلا نَبِيَّ بَعْدَهُ، وَ أَنْزَلَ عَلَيهِ كِتَاباً فَخَتَمَ بِهِ الْكُتُبَ فَلاَ كِتَابَ بَعْدَهُ. أَحَلَّ فِيهِ حَلالاً وَ حَرَّمَ حَرَاماً فَحَلالُهُ حَلالٌ إلی‌ يَومِ القِيامَةِ وَ حَرَامُهُ حَرامٌ إلی‌ يَومِ القِيامَةِ. فِيهِ شَرْعُكُمْ وَ خَبَرُ مَنْ قَبْلَكُم‌ وَ بَعْدَكُم‌ وَ جَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عِلْماً باقِياً فِي‌ أَوصِيائهِ. [4]

 أجل‌، لقد صدّوا الاُمّة‌ عن‌ أهل‌ البيت‌ بعد وفاة‌ رسول‌ الله‌ بقولهم‌: كَفَانا كِتابُ اللَهِ. و أقصوا صاحب‌ العصمة‌ و الولاية‌ الكبري‌. و زعم‌ طلاّب‌ الدنيا أنّ خلافة‌ رسول‌ الله‌ أمر مادّيّ و رئاسة‌ ظاهريّة‌، فتربّعوا علی أريكة‌ الحكم‌ من‌ وحي‌ هوي‌ النفس‌، و ساقوا الناس‌ نحو الغيّ و الضلالة‌ فزعزعوا بذلك‌ دعائم‌ الإسلام و أركانه‌.

 الرجوع الي الفهرس

 خطبة‌ أميرالمؤمنين‌ حول‌ منزلة‌ آل‌ محمّد عليهم‌ السلام‌

 قال‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ ضمن‌ الخطبة‌ الثانية‌ في‌ «نهج‌ البلاغة‌»
 وَ مِنْها (يَعنِي‌ آلَ النَّبِي‌ِّ عَلَيهِ الصَّلاةِ والسَّلام‌): مَوضِعُ سِرِّه‌، وَ لَجَأُ أَمْرِهِ، وَعَيْبَةُ عِلْمِهِ، وَ مَوْئِلُ حُكْمِهِ، وَ كُهُوفُ كُتُبِهِ، وَ جِبَالُ دِينِهِ. بِهِم‌ أَقَامَ انحِنآءَ ظَهْرِهِ، وَ أَذْهَبَ ارْتِعَادَ فَرائِصِهِ.

 وَ مِنْهَا (يَعْنِي‌ قَوماً آخَرِينَ) زَرَعُوا الْفُجُورَ، وَ سَقَوهُ الْغُرُورَ
 وَحَصَدُوا الثُّبُورَ. لاَ يُقَاسُ بِآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَ سَلَّمَ مِن‌ هَذِهِ الاُمَّةِ أَحَدٌ. وَ لاَ يُسَوَّي‌ بِهِم‌ مَن‌ جَرَتْ نِعْمَتُهُم‌ عَلَيْهِ أَبَداً. هُمْ أَسَاسُ الدِّينِ وَعِمَادُ إلیقِينِ. إلیهِم‌ يَفِي‌ء الْغَإلی‌، وَ بِهِمْ يُلْحَقُ التَّإلی‌. وَ لَهُمْ خَصائِصُ حَقِّ الوِلاَيَةِ، وَ فِيهِم‌ الوَصِيَّةُ وَ الوِرَاثَةُ. الآنَ إذْ رَجَعَ الْحَقُّ إلی‌ أَهْلِهِ وَ نُقِلَ إلی‌ مُنْتَقَلِهِ.
[5]

 و قال‌ أيضاً ضمن‌ كلام‌ له‌ آ خر: فَوَاللَهِ مازِلتُ مَدفُوعاً عَن‌ حَقِّي‌ مُستَأثَراً عَلَيّ مُنذُ قَبَضَ اللَهُ نَبِيَّهُ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَ سَلَّمَ حَتّي‌ يَوْمِ النَّاسِ هَذا. [6] و [7]

 الرجوع الي الفهرس

 خطبة‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ حول‌ عدم‌ وجود الناصر و المعين‌

 و من‌ خطبة‌ له‌ لمّا قبض‌ رسول‌ الله‌، و جاءه‌ العبّاس‌ بن‌ عبد المطّلب‌
 وأبو سفيان‌، ليبايعاه‌ بالخلافة‌؛ و منها نفهم‌ أنّه‌ كم‌ كان‌ وحيداً لاناصر له‌ ولا معين‌؛ و نراه‌ يقدّم‌ نفسه‌ بأنّه‌ لاجناح‌ له‌.

 أَيُّهَا النَّاسُ! شُقُّوا أَمْوَاجَ الْفِتَنِ بِسُفُنِ النَّجاةِ (والمقصود بسفن‌ النجاة‌ هنا آل‌ بيت‌ رسول‌ الله‌ لما جاء في‌ الحديث‌ المسلّم‌ به‌ المنقول‌ عن‌ الشيعة‌ و السنّة‌: مَثَلُ أَهْلِ بَيتِي‌ فِيكُمْ كَسَفِينَةِ نُوحٍ مَن‌ رَكِبَها نجَيَ. وَ مَن‌ تَخَلَّفَ عَنها غَرِقَ) وَ عَرِّجُوا عَن‌ طَرِيقِ الْمُنافَرَةِ وَضَعُوا عَن‌ تِيجَانِ المُفاخَرَةِ. أَفلَحَ مَن‌ نَهَضَ بِجَناحٍ أَوِ اسْتَسلَمَ فَأرَاحَ. هَذَا ماءٌ آجِنٌ وَ لُقمَةٌ يَغَصُّ بِها آكِلُها وَمُجتَنِي‌ الثَّمَرَةِ لِغَيرِ وَقتِ إِينَاعِهَا كالزَّارِعِ بِغَيْرِ أرضِهِ. فَإِن‌ أَقُل‌، يَقُولُوا: حَرَصَ علی المُلكِ. وَ إن‌ أَسكُت‌، يَقُولُوا: جَزِعَ مِنَ الْمَوتِ. هَيْهَاتَ بَعْدَ اللَّتَيَّا وَالتِي‌. وَاللَهِ لاَبنُ أَبِي‌ طَالِبٍ آنَسُ بِالمَوتِ مِنَ الطِّفلِ بِثَدِي‌ أُمِّهِ بَلِ انْدَمَجْتُ علی مَكنونِ عِلمٍ لَو بُحتُ بِهِ لاَضطَرَبتُمُ اضطِرَابَ الاَرْشِيَةِ فِي‌ الطَّويِّ الْبَعِيدَة‌. [8] و [9]

 فهذا الكلام‌ كناية‌ عن‌ القضاء ا لإلهيّ المحتّم‌؛ إذ لابدّ أن‌ يفتن‌ الله‌ الناس‌، ليتميّز، إثر ظهور المناوئين‌، الذين‌ يتّبعون‌ الشريعة‌ و النصوص‌
 النبوّية‌ المتعلّقة‌ بالولاية‌ من‌ الذين‌ غلب‌ عليهم‌ الهوي‌ فأعرضوا عن‌ الولاية‌ فيكون‌ الناس‌ فريقين‌ متميّزين‌، فَرِيقٌ فِي‌ الْجَنَّةِ وَ فَرِيقٌ فِي‌ السَّعِيرِ. [10]

 ففريق‌ ينعمون‌ في‌ حرم‌ الولاية‌ لاهل‌ البيت‌ و هم‌ مصونون‌ من‌ كلّ ما ينغّص‌ عليهم‌ النعمة‌، في‌ الدرجات‌ العلی من‌ الجنّة‌. و فريق‌ مطرودون‌ من‌ ذلك‌ الحرم‌ الامن‌، محرومون‌ من‌ هذا النعيم‌، فهم‌ يصهرون‌ في‌ نار تلظّي‌.

 وَ تِلْكَ الاَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَ لِيَعْلَمَ اللَهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَ يَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَاللَهُ لاَيُحِبُّ الظَّـ'لِمِينَ * وَ لِيُمَحِّصَ اللَهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَـ'فِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَن‌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَعْلَمِ اللَهُ الَّذِينَ جَـ'هَدُوا مِنكُمْ وَ يَعْلَمَ الصَّـ'بِرينَ. [11]

 الرجوع الي الفهرس

سبب‌ عدم‌ قيام‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌

 إِنّ السبب‌ من‌ عدم‌ قيام‌ الإمام‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ هو عدم‌ وجود الاعوان‌ و الانصار كما نجده‌ يقول‌: قال‌ لي‌ رسول‌ الله‌: يا عليّ، إن‌ وجدت‌ بعدي‌ أعواناً عليهم‌ فجاهدهم‌ وخذ بحقّك‌. و إن‌ لم‌ تجد فاصبر وكفّ يدك‌. [12]

 و هو نفسه‌ عليه‌ السلام‌ يقول‌: لو كان‌ لي‌ أربعون‌ ناصراً و معيناً بعد وفاة‌ رسول‌ الله‌ (طبعاً الناصر المضحّيّ و المعين‌ الحقيقيّ) لنهضتُ وضربت‌ بالسيف‌. [13]

 و جاء ذلك‌ أيضاً في‌ الرسالة‌ التي‌ بعثها معاوية‌ إلیه‌ إذ قال‌ له‌: يا علی! أنت‌ الذي‌ لم‌ تجد لك‌ حتي‌ أربعين‌ ناصراً و معيناً. و لمّا أتاك‌ أبي‌ للبيعة‌ قلتَ له‌: لو وجدتُ أربعين‌ ذوي‌ عزمٍ لناهضتُهم‌. [14] و لمّا وجدوه‌ وحيداً وكان‌ أنصاره‌ سلمان‌، و أباذر، و المقداد، و الزبير، و عمّار بن‌ ياسر والعبّاس‌ بن‌ عبدالمطّلب‌، و أُبيّ بن‌ كعب‌، و عُتبة‌ بن‌ أبي‌ لهب‌، و البَراء بن‌ عازب‌ وسعدبن‌ أَبي‌ وقّاص‌، و طلحة‌ بن‌ عبيدالله‌.[15]

 و جميع‌ بني‌ هاشم‌ وعدد كثير آخر من‌ المهاجرين‌ و الانصار، تحصّنوا في‌ بيت‌ فاطمة‌ عليهاالسلام‌؛ إذ لم‌ يجدوا مأمناً أفضل‌ من‌ بيت‌ بضعة‌ الرسول‌ لحفظ‌ أرواحهم‌. فأرسل‌ أبوبكر عمرَ لاخذ البيعة‌ منهم‌ و قال‌ له‌: فَإِن‌ أَبَوا فَقَاتِلهُم‌[16].

 الرجوع الي الفهرس

 أخذ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ إلی‌ المسجد للبيعة‌

 جاء عمر مع‌ جماعة‌ من‌ أعوانه‌ و دخل‌ بيت‌ فاطمة‌ عليها السلام‌ يقول‌
 ابن‌ أبي‌ الحديد: ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ فَقَالَ لِعَلِيٍّ: قُمْ فَبَايِع‌، فَتَلَكَّأ وَاحتَبَسَ[17] فَأَخَذَ بِيَدِهِ، فَقَالَ: قُمْ، فَأَبَي‌ أَن‌ يَقُومَ. فَحَمَلَهُ وَ دَفَعَهُ كَما دَفَعَ الزُّبَيْرَ حَتَّي‌ أَمسَكَهُمَا خَالِدٌ وَ سَاقَهُمَا عُمَرُ وَ مَن‌ مَعَهُ سَوقاً عَنِيفاً، وَاجتَمَعَ النَّاسُ يَنظُرُونَ وَامْتَلاَتْ شَوارِعُ الْمَدِينَةِ بِالرِّجَالِ. وَ رَأَتْ فاطِمَةُ ما صَنَعَ عُمَرُ فَصَرَخَتْ وَ وَلْوَلَتْ وَاجْتَمَعَ مَعَهَا نساءٌ كَثِيرٌ مِنَ الهاشِمِيّاتِ وَ غَيرِهِنَّ فَخَرَجَتْ إلی‌ بابِ حُجرَتِهَا وَ نَادَتْ: يَا أَبَابَكْرٍ! مَا أَسرَعَ ما أَغَرْتُم‌ علی أَهلِ بَيتِ رَسُولِ اللَهِ. وَاللَهِ لاأُكَلَّمُ عُمَرَ حَتّي‌ أَلقَي‌ اللَهَ. [18]

 أجل‌، فقد اقتيد أميرالمؤمنين‌ إلی‌ المسجد بتلك‌ الحالة‌ المدهشة‌ والحبل‌ في‌ عنقه‌ كَالْجَمَلِ الْمَخْشُوشِ و أُخرج‌ من‌ بيته‌ ليبايع‌ أبابكر.

 و الشاهد علی ذلك‌ أنّ أميرالمؤمنين‌ كان‌ يوماً يذكر فضائله‌ و مناقبه‌ لجماعة‌ كثيرة‌ من‌ الناس‌ في‌ زمن‌ خلافة‌ عثمان‌. و كان‌ طلحة‌ بن‌ عبيدالله‌ حاضراً فقال‌ له‌:

 كيف‌ نصنع‌ بما ادّعي‌ أبوبكر و عمر و أصحابه‌ الذين‌ صدّقوه‌ وشهدوا علی مقالته‌ يوم‌ أتوه‌ بك‌ و في‌ عنقك‌ حبل‌ و صدّقوك‌ بما احتججت‌.[19] وشاهدنا الآخر هو ما كتبه‌ معاوية‌ إلیه‌ في‌ إحدي‌ رسائله‌ فقال‌ له‌: و كنتَ تقاد كما يقاد الجَمَل‌ المخشوش‌ حتّي‌ تبايع‌. و الجمل‌ المخشوش‌ هوالذي‌ يُدخَل‌ في‌ عظم‌ أنفه‌ من‌ الخشب‌ لينقاد. فأجابه‌ الإمام‌ أروع‌ جواب‌ في‌ رسالة‌ يذكر فيها محامده‌ و محاسنه‌، و يعدّد قبائح‌ معاوية‌ وسيّئاته‌. فقال‌ له‌ ردّاً علی تلك‌ الفقرة‌: وَ قُلْتَ إِنَّي‌ كُنْتُ أُقَادُ كَما يُقادُ الْجَمَلُ الْمَخْشُوشُ حَتّي‌ أُبَايِعَ. وَ لَعَمْرُ اللَهِ لَقَدْ أَرَدْتَ أَن‌ تَذُمَّ فَمَدَحْتَ وَ أَن‌ تَفضَحَ فَافتَضَحْتَ وَ مَا علی الْمُسلِم‌ مِنْ غَضَاضَةٍ فِي‌ أَن‌ يَكُونَ مَظْلُوماً مَا لَمْ يَكُنْ شَاكّاً فِي‌ دينِهِ وَ لاَ مُرتَاباً بِيَقِينِهِ. وَ هَذِهِ حُجَّتِي‌ إلی‌ غَيْرِكَ قَصْدُها وَلَكِنِّي‌ أَطلَقتُ لَكَ مِنها بِقَدرِ ما سَنَحَ مِنْ ذِكرِهَا. [20] و[21]

 الرجوع الي الفهرس

الدرس الثانی و العشرون الی الدرس الرابع و العشرین:

الإشکالات‌ الواردة‌ علی آية‌ «أُولي‌ الامر» مع‌ أجوبتها

 

 بِسْـمِ اللَهِ الـرَّحْمَنِ الـرَّحِيمِ

و صلَّي‌ اللهُ علی محمد و آله‌ الطَّاهرين‌

ولعنة‌ اللَه‌ علی أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ إلی‌ قيام‌ يوم‌ الدين‌

و لا حول‌ و لا قوّة‌ إلاّ باللَهِ العليّ العظيم‌

 

 قال‌ الله‌ الحكيم‌ في‌ كتابه‌ الكريم‌:

 يَـ ' ´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُو´ا أَطِيعُوا اللَهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي‌ الاْمْرِ مِنكُمْ فَإِن‌ تَنَـ'زَعْتُمْ فِي‌ شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلی‌ اللَهِ وَ الرَّسُولِ إِن‌ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَهِ وَإلیوْمِ الاْخِرِ ذَ ' لِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً. [22]

 أصبح‌ جليّاً لنا من‌ مجموع‌ المباحث‌ السابقة‌ جيّداً أنّ أُولي‌ الامر في‌ هذه‌ الآية‌ المباركة‌ هم‌ الائمّة‌ المعصومون‌ سلام‌ الله‌ و صلواته‌ عليهم‌ أجمعين‌. و لايجوز حملها علی الخلفاء الاربعة‌ بعد وفاة‌ رسول‌ الله‌ أو علی أُمراء السرايا أو علی العلماء؛ لانّ العصمة‌ غير موجودة‌ عند جميع‌ هؤلاء.

 و لم‌ يدّع‌ أحد من‌ المسلمين‌ العصمة‌ عندهم‌، إلاّ الشيعة‌؛ إذ يعتقدون‌ بعصمة‌ أميرالمؤمنين‌ عليّ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌. و قد ذكرنا سابقاً أنّه‌ لمّا فرضت‌ الآية‌ إطاعة‌ أُولي‌ الامر بلاقيد و شرط‌، و قرنت‌ طاعتهم‌ بطاعة‌ رسول‌ الله‌، فلابدّ أن‌ يكونوا معصومين‌.

 و أمّا حمل‌ الآية‌ علی الحكّام‌ و السلاطين‌ فلايجوز أيضاً، لانّ إطاعة‌ هؤلاء إذا كانت‌ واجبة‌ مطلقاً فهي‌ مخالفة‌ لضرورة‌ الدين‌ و صريح‌ الآيات‌ القرآنيّة‌، إذ حرّمت‌ إطاعة‌ المكذّبين‌ و المسرفين‌ و كلّ ما فيه‌ معصية‌ لله‌ ومخالفة‌ لاوامره‌. و إذا كانت‌ واجبة‌ بشكل‌ مقيّد و عندالامر بالطاعة‌
 فهي‌ مخالفة‌  لإطلاق‌ الآية‌ الشريفة‌ أيضاً. و لذلك‌ اعترف‌ الفخر الرازيّ في‌ تفسيره‌ بلزوم‌ العصمة‌ في‌ أُولي‌ الامر. بَيدَ أنّه‌ لمّا كان‌ معارضاً لخلافة‌ أميرالمؤمنين‌ عليّ و أبنائه‌ الطيّبين‌ مباشرة‌، فهو يقول‌ بأنّ أُولي‌ الامر جماعة‌ من‌ أهل‌ الحلّ و العقد لهم‌ علم‌ و خبرة‌، و إجمالهم‌ في‌ المسائل‌ حجّة‌، ونتيجة‌ آرائهم‌ و أفكارهم‌ ملازمة‌ العصمة‌.

 و قد أبطلنا هذه‌ النظريّة‌ في‌ المباحث‌ المتقدّمة‌، و بيّنا مواضع‌ الإشکال و الفساد فيها مفصّلاً.

 الرجوع الي الفهرس

 إشكالات‌ أهل‌ السنّة‌ في‌ انطباق‌ آية‌ أُولي‌ الامر علی الائمّة‌ المعصومين‌

 إنّ ا لإشكالات‌ التي‌ أثارها العامّة‌ حول‌ انطباق‌ الآية‌ علی الائمّة‌
 المعصومين‌ هي‌ سبعة‌ إشكالات‌ كلّها واهية‌ لاتصمد أمام‌ الدليل‌ و البرهان‌. و نحن‌ هنا سنتطرّق‌ إلیها جميعها مشفوعة‌ بالاجوبة‌.

 الإشکال الاوّل‌: قيدّت‌ الآية‌ المباركة‌ لفظ‌ «أُولِي‌ الاْمْرِ» بكلمة‌ «مِنكُمْ» أي‌ إنّهم‌ من‌ سنخكم‌. و هذا يدلّ علی أنّ الواحد منهم‌ إنسان‌ عادي‌ مثلنا، وهم‌ مؤمنون‌ من‌ غير مزية‌ عصمة‌ إلهيّة‌.

 الجواب‌: يتمّ هذا الاستدلال‌ إذا كان‌ متعلّق‌ لفظ‌ منكم‌ ظرفاً لغواً، كما يصطلح‌ عليه‌ النحويّون‌، ولكنّ ظاهر الآية‌ يفيد أنّ الظرف‌ هنا هو ظرف‌ مستقرّ، أي‌ «أُولِي‌ الاْمْرِ كائِنين‌ مِنكُمْ». و هذا يدلّ فقط‌ علی أنّ أُولي‌ الامر هم‌ من‌ جنس‌ البشر لامن‌ جنس‌ آخر، نظير قوله‌ تعإلی‌: هُوَ الَّذِي‌ بَعَثَ فِي‌ الاْمِّئيّنَ رَسُولاً مِّنْهُمْ. [23] و قوله‌ في‌ دعوة‌ إبراهيم‌: رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ. [24] و قوله‌: رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءَايَـ'تِي‌.[25] في‌ ضوء ذلك‌، فالآية‌ تدلّ فقط‌ علی أنّ أُولي‌ الامر هم‌ من‌ الناس‌ أنفسهم‌. و من‌ الطبيعيّ، فلاشكّ أنّ الائمّة‌ المعصومين‌ هم‌ من‌ جنس‌ البشر لامن‌ جنس‌ الملائكة‌ أو غيرهم‌.

 الإشکال الثاني‌: أنّ لفظ‌ أُولي‌ الامر جمع‌، و الجمع‌ يدلّ علی مسمّي‌ له‌ تعدّد، فإذا أردنا أن‌ نحمل‌ الآية‌ علی الائمّة‌ المعصومين‌، و لمّا كان‌ في‌ كلّ عصر إمام‌ واحد ليس‌ أكثر، فهذا يلزم‌ أن‌ نحمل‌ لفظ‌ الجمع‌ علی المفرد، و هو خلاف‌ الظاهر.

 الجواب‌: أنّ الذي‌ هو خلاف‌ الظاهر من‌ حمل‌ الجمع‌ علی المفرد هو أن‌ يطلق‌ لفظ‌ الجمع‌ و يراد به‌ واحد من‌ آحاده‌. ولكنّ الآية‌ الشريفة‌ ليست‌ كذلك‌. إنّ أُولي‌ الامر هم‌ الائمّة‌ الاثنا عشر المعصومون‌، و لا إشكال‌ في‌ إطلاق‌ لفظ‌ الجمع‌ عليهم‌. و لايلزم‌ في‌ صحّة‌ استعمال‌ لفظ‌ الجمع‌ وجود جميع‌ أفراده‌ فعلاً، بل‌ إذا وُجِدُوا واحداً بعد الآخر، فإنّ لفظ‌ الجمع‌ المنحلّ إلی‌ الآحاد سوف‌ ينطبق‌ عليهم‌. فنحن‌ نقول‌ علی سبيل‌ المثال‌: علی طالب‌ المدرسة‌ أن‌ يجتاز الصفوف‌ الدراسيّة‌. فالصفوف‌ هنا جمع‌ ولكنّ اجتيازها لايتحقّق‌ في‌ زمن‌ واحد، بل‌ يتحقّق‌ تدريجاً. و مثل‌ هذا الاستعمال‌ شائع‌ بين‌ الناس‌ كثيراً. فهم‌ يقولون‌: أطع‌ رؤساءك‌، أي‌: أطع‌ هذا الرئيس‌؛ لانـّه‌ لايوجد في‌ كلّ عصر أكثر من‌ رئيس‌ واحد. و قد وردت‌ هذه‌ الجموع‌ في‌ القرآن‌ المجيد كثيراً. منها: فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ. [26] فَلاَ تُطِعِ الْكَـ'فِرِينَ. [27] حَـ'فِظُوا علی الصَّلَوَ'تِ وَ الصَّلَو'ةِ الْوُسْطَي‌'.[28] إِنّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَ كُبَرَآءَنَا[29]. وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ.[30] فالواضح‌ من‌ هذه‌ الآيات‌ هو أنّ ا لإنسان‌ لايؤدّي‌ صلواته‌ كلّها في‌ زمن‌ واحد، و لايطيع‌ سادته‌ و كبراءه‌ في‌ وقت‌ واحد، و لايخفض‌ جناحه‌ للمؤمنين‌ جميعهم‌ في‌ عصر واحد. فهذه‌ الجموع‌ تنحلّ إلی‌ أفراد متعدّدين‌. و متي‌ كان‌ أحدهم‌ مصداقاً، فهو الذي‌ يقع‌ عليه‌ عب‌ء التكليف‌. و آية‌ أُولي‌ الامر هي‌ كذلك‌ لانـّها منحلّة‌ إلی‌ أفراد، متي‌ تحقّق‌ وجود أحدهم‌ في‌ الخارج‌، فإنّ وجوب‌ إطاعته‌ سوف‌ يتحقّق‌ لامحالة‌.

 الإشکال الثالث‌: لوكان‌ القصد من‌ إطاعة‌ أُولي‌ الامر هو إطاعة‌ الائمّة‌ المعصومين‌. فهذا مشروط‌ بمعرفتهم‌. لانّ ا لإنسان‌ إذا لم‌ يعرفهم‌، فوجوب‌ إطاعتهم‌ محال‌، و هذا تكليف‌ بما لايطاق‌. و لمّا فرضت‌ الآية‌ المباركة‌ إطاعتهم‌ بنحو مطلق‌، فلاتنطبق‌ إذن‌ علی الائمّة‌ المعصومين‌.

 الجواب‌: أنّ هذا الإشکال نفسه‌ إشكال‌ علی المستشكل‌؛ لانـّنا إذا اعتبرنا أُولي‌ الامر هم‌ المنتخبين‌ من‌ أهل‌ الحلّ و العقد، فإنّ طاعتهم‌ مشروطة‌ بمعرفتهم‌ أيضاً. و لافرق‌ بين‌ أن‌ نعتبر أُولي‌ الامر هم‌ الائمّة‌ المعصومين‌ أو غيرهم‌، فإطاعة‌ التكليف‌ ـ علی أيّ حال‌ ـ منوطة‌ بمعرفة‌ موضوعه‌. و الفرق‌ الوحيد هو أنّ تعريف‌ الائمّة‌ المعصومين‌ يحتاج‌ إلی‌ بيان‌ من‌ الله‌ و رسوله‌، بينما تعريف‌ أهل‌ الحلّ و العقد يتولاّه‌ الناس‌. هذا أوّلاً، وأمّا ثانياً:

 فإنّ معرفة‌ الموضوع‌ ـ كما جاء في‌ علم‌ الاُصول‌ ـ ليست‌ شرطاً في‌ أصل‌ التكليف‌، بل‌ الشرط‌ هو تنجّز التكليف‌ و تحقّق‌ بلوغه‌. فالتكليف‌ متحقّق‌ من‌ غير معرفة‌ به‌ و بموضوعه‌، لكن‌ ليس‌ له‌ تنجّز، و عند قصور المكلّف‌ عن‌ العلم‌، فلا يقع‌ عليه‌ تكليف‌. و لو أردنا فرضاً أن‌ نجعل‌ العلم‌ بالتكليف‌ أو بموضوعه‌ من‌ شرائط‌ التكليف‌ نفسه‌ كا لإستطاعة‌ في‌ الحجّ ووجدان‌ الماء في‌ الوضوء، فلن‌ يوجد تكليف‌ مطلق‌ أبداً. و في‌ ضوء ما تقدّم‌ فإنّ وجوب‌ إطاعة‌ أُولي‌ الامر مطلق‌ في‌ هذه‌ الآية‌ الشريفة‌، و من‌ الطبيعيّ فإنّ العلم‌ بهم‌ شرط‌ لتنجّز التكليف‌. و عند عدم‌ العلم‌، فلا تنجّز في‌ التكليف‌ ما لم‌ يكن‌ عن‌ تقصير. و في‌ أغلب‌ التكإلیف‌ فإنّ العلم‌ بالموضوع‌ من‌ شرائط‌ بلوغ‌ التكليف‌، لا من‌ شرائط‌ أصل‌ التكليف‌.

 الإشکال الرابع‌: أنّ الله‌ تعإلی‌ يقول‌ في‌ هذه‌ الآية‌ بعد وجوب‌ إطاعة‌ أُولي‌ الامر: فإِن‌ تَنَـ'زَعْتُمْ فِي‌ شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إلی‌ اللَهِ وَالرَّسُولِ.

 و هذا يعني‌ أنّ فضّ النزاع‌ يقع‌ علی الله‌ و رسوله‌ كما تصرّح‌ الآية‌ به‌. و لو كان‌ أُولوالامر هم‌ الائمّة‌ المعصومين‌، لاوجبت‌ الآية‌ الرجوع‌ إلیهم‌ لفضّ النزاع‌؛ لانـّهم‌ يحكمون‌ بين‌ الناس‌ حسب‌ الواقع‌. ولكن‌ لمّا لم‌ تصرّح‌ الآية‌ بالرجوع‌ إلیهم‌ لفضّ النزاع‌، فهذا يعني‌ عدم‌ اتّصافهم‌ بالعصمة‌، و عدم‌ حجيّيّة‌ قولهم‌ في‌ النزاع‌، و إنّما المرجع‌ لفضّ النزاع‌ هو الكتاب‌ و السنّة‌.

 الجواب‌: كما مرّ بنا في‌ أوائل‌ البحث‌ مفصّلاً فإنّ الآية‌ تخاطب‌ المؤمنين‌:

 يَـ ' ´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُو´ا أَطِيعُوا اللَهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي‌ الاْمْرِ مِنكُمْ، فقد وجبت‌ في‌ هذه‌ الآية‌ إطاعة‌ الله‌ و رسوله‌ و أُولي‌ الامر بنحو مطلق‌ وبلاقيد و شرط‌. فإطاعة‌ الله‌ في‌ القوانين‌ الكلّيّة‌ و أُصول‌ الاحكام‌ التي‌ يريدها القرآن‌ المجيد.

 أمّا إطاعة‌ رسوله‌ فلها بُعْدَان‌: الاوّل‌: ما يرجع‌ إلی‌ القوانين‌ والاحكام‌، نحو تفصيل‌ الاحكام‌، و بيان‌ حدود الموضوعات‌ و مواصفاتها وتفريع‌ الفروع‌ المبيّنة‌ أُصولها في‌ كتاب‌ الله‌. فهذا البعد هو بعد التشريع‌ ويختصّ برسول‌ الله‌. الثاني‌: ما يرجع‌ إلی‌ أوامره‌ الشخصيّة‌ المتعلّقة‌ بالمصالح‌ الاجتماعيّة‌ نحو تجهيز الجيش‌، و إرسال‌ السرايا، و تعيين‌ أُمراء الجيش‌ وأئمّة‌ الجماعة‌ و المؤذّنين‌، و أمثالها من‌ الشؤون‌ التي‌ لاترتبط‌ بالتشريع‌، بل‌ هي‌ منوطة‌ برأيه‌ و حكمه‌. فإطاعة‌ رسول‌ الله‌ في‌ كلا البعدين‌ واجبة‌.

 و أمّا إطاعة‌ أُولي‌ الامر فهي‌ فقط‌ في‌ البُعد الثاني‌ من‌ بعدي‌ طاعة‌ الرسول‌؛ لانّ أُولي‌ الامر، و إن‌ كانوا الائمّة‌ المعصومين‌، فهم‌ لم‌ و لن‌ يأتوا بشريعة‌ جديدة‌ بل‌ هم‌ تابعون‌ لشريعة‌ رسول‌ الله‌. لذلك‌ لانصيب‌ لهم‌ من‌ التشريع‌، و إنّما شأنهم‌ بيان‌ الاحكام‌، و إبلاغ‌ معاني‌ القرآن‌، و تأويلها وتجهيز الجيوش‌، و النظر في‌ المصالح‌ الاجتماعيّة‌ من‌ قبيل‌ تعيين‌ الولاة‌ ونصب‌ القضاة‌ و غيرها. فإطاعة‌ أُولي‌ الامر واجبة‌ فقط‌ في‌ الآراء الشخصيّة‌. و لمّا جعلت‌ الآية‌ الشريفة‌ كتاب‌ الله‌ و سنّة‌ رسوله‌ هما المرجعين‌ لاخذ الاحكام‌، و لا نصيب‌ لاُولي‌ الامر في‌ ذلك‌، لذا ينبغي‌ الرجوع‌ إلی‌ الله‌ و رسوله‌ لفضّ النزاع‌، سواء من‌ خلال‌ الرجوع‌ إلی‌ أُولي‌ الامر أو إلی‌ غيرهم‌ ممّن‌ يعلم‌ بالكتاب‌ و السنّة‌. و من‌ الطبيعيّ إذا ماتمّ الرجوع‌ إلی‌ أُولي‌ الامر، و حكموا وفقاً للكتاب‌ و السنّة‌ لعلمهم‌ بهما، فإنّ حكمهم‌ سيكون‌ قاطعاً أيضاً و تجب‌ إطاعته‌ في‌ ضوء الآية‌ المباركة‌.

 فاتّضح‌ لنا إذن‌ أنّ السبب‌ من‌ وراء ا لإرجاع‌ إلی‌ الكتاب‌ و السنّة‌ وعدم‌ ا لإرجاع‌ إلی‌ أُولي‌ الامر في‌ التنازع‌ هو من‌ باب‌ تعيين‌ مصادر الاحكام‌ والتشريع‌ المنحصرة‌ في‌ الكتاب‌ و السنّة‌، لا من‌ باب‌ عدم‌ حجّيّة‌ قول‌ أُولي‌
 الامر، فقولهم‌ حجّة‌ و رافع‌ للخصومة‌ من‌ حيث‌ إنّه‌ متَّخَذ من‌ كتاب‌ الله‌ وسنّة‌ رسول‌ الله‌.

 و ممّا يؤيّد جميع‌ ما ذكرنا، هو الآيات‌ التإلیة‌ التي‌ تحرّم‌ الرجوع‌ إلی‌ الطواغيت‌ لفضّ النزاع‌ و الخصومة‌، فقد قال‌ جلّ من‌ قائل‌: أَلَمْ تَرَ إلی‌ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ ءَامَنُوا بِمَآ أُنزِلَ إلیكَ وَ مَآ أُنزِلَ مِن‌ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن‌ يَتَحَاكَمُو´ا إلی‌ الطَّـ'غُوتِ وَ قَدْ أُمِرُو´ا أَن‌ يَكْفُرُوا بِهِ وَ يُرِيدُ الشَّيْطَـ'نُ أَن‌ يُضِلَّهُمْ ضَلَـ'لاً بَعِيدًا * وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إلی‌' مَآ أَنزَلَ اللَهُ وَ إلی‌ الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَـ'فِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا *.... وَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن‌ رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَهِ.[31]

 فهذه‌ الآيات‌ تحرّم‌ الرجوع‌ إلی‌ غير الله‌ و رسوله‌ لفضّ المنازعات‌ والمشاجرات‌، و تدين‌ الاشخاص‌ الذين‌ يتحاكمون‌ إلی‌ سلاطين‌ الجور الذين‌ يحكمون‌ خلاف‌ حكم‌ الله‌ و رسوله‌، لحلّ مشاكلهم‌، ملقيةً اللوم‌ عليهم‌ طاعنة‌ فيهم‌ لاجل‌ ذلك‌. و تجعل‌ حكم‌ النبيّ هو الفاصل‌ في‌ الخصومة‌ الرافع‌ للمنازعة‌، فهذه‌ شواهد تدلّ علی أنّ الله‌ قد جعل‌ مرجع‌ الاحكام‌ في‌ آية‌ أُولي‌ الامر كتابه‌ و سنّة‌ رسوله‌، لذلك‌ ينبغي‌ تحكيمهما في‌ المنازعات‌ من‌ هذه‌ الجهة‌، لامن‌ جهة‌ أنّ قول‌ أُولي‌ الامر، علی فرض‌ عصمتهم‌ و عدم‌ تجاوزهم‌ الكتاب‌ و السنّة‌، ليس‌ حجّة‌، بل‌ هو حجّة‌، وحجّيّته‌ في‌ طول‌ حجّيّة‌ الكتاب‌ و السنّة‌ لا في‌ عرضها.

 الإشکال الخامس‌: يقول‌ الشيعة‌: إنّ فائدة‌ الإمام‌ المعصوم‌ هي‌ هداية‌ الناس‌ إلی‌ الصراط‌ المستقيم‌ و إنقاذهم‌ من‌ المنازعات‌ و المشاجرات‌
 والتفرقة‌. و هذا طبعاً مع‌ فرض‌ عصمتهم‌، ولكن‌ لو فرض‌ وقوع‌ نزاع‌ بين‌ أُولي‌ الامر أنفسهم‌، إذ يتنازعون‌ حول‌ أصل‌ الولاية‌ أو غير ذلك‌، فإنّهم‌ في‌ هذه‌ الحالة‌ غير معصومين‌، و إنّ تلك‌ النتيجة‌ ستكون‌ غير عائدة‌ و لا مفيدة‌. و لمّا بيّنت‌ الآية‌ الشريفة‌ تنازع‌ الناس‌ مع‌ وجود أُولي‌ الامر بل‌ تنازع‌ أُولي‌ الامر أنفسهم‌، واعتبرت‌ المرجع‌ في‌ رفع‌ الخصومة‌ كتاب‌ الله‌ وسنّة‌ رسوله‌ في‌ كافّة‌ الاحوال‌، فمن‌ المحال‌ فرض‌ العصمة‌ لهم‌ مع‌ وجود فرض‌ التنازع‌ بينهم‌.

 الجواب‌: كما ذكرنا سابقاً فإنّ الخطاب‌ موجّه‌ في‌ هذه‌ الآية‌ إلی‌ غير أُولي‌ الامر من‌ سائر المؤمنين‌ «يَـ ' ´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي‌ الاَمْرِ مِنكُمْ فإِن‌ تَنَـ'زَعْتُمْ فِي‌ شَيْءٍ....»

 من‌ الواضح‌ أنّ المعنيّين‌ بهذا الخطاب‌ هم‌ أفراد آخرون‌ من‌ المؤمنين‌. و هذا الخطاب‌ الذي‌ يأمر الناس‌ بطاعة‌ أُولي‌ الامر لايشمل‌ أُولي‌ الامر أنفسهم‌. و عندما يقول‌ بعد ذلك‌: فإذا تنازعتم‌ فارجعوا إلی‌ الله‌ ورسوله‌، فهو خطاب‌ يتلو ذلك‌ الخطاب‌ الاوّل‌. و لمّا كان‌ عطفاً فالمخاطَبون‌ به‌ هم‌ نفس‌ المخاطَبين‌ السابقين‌، أي‌ إنّهم‌ غير أُولي‌ الامر. لذلك‌ فإنّ مجال‌ التنازع‌ هو الوقائع‌ الحادثة‌ بين‌ الناس‌، لا المسائل‌ والاحكام‌ الصادرة‌ عن‌ الإمام‌؛ لانـّه‌ لا معني‌ للتنازع‌ في‌ أحكامه‌ و أوامره‌ مع‌ وجوب‌ طاعته‌، ولا يفترض‌ ذلك‌. و كذلك‌ ليس‌ مجال‌ التنازع‌ المسائل‌ الواقعة‌ بين‌ أُولي‌ الامر أنفسهم‌ و نزاعهم‌ فيما بينهم‌ باعتبار أنّ الخطاب‌ موجّه‌ للمؤمنين‌ لا لهم‌. مضافاً إلی‌ ذلك‌ فإنّهم‌ معصومون‌ لايتنازعون‌، فالخطاب‌ لايشملهم‌. و من‌ الواضح‌ ـ طبعاً ـ أنّ الناس‌ يجب‌ أن‌ يرجعوا في‌ منازعاتهم‌ إلی‌ الكتاب‌ والسنّة‌. فيُنهي‌ نزاعهم‌ مَن‌ له‌ علم‌ بهما سواء كانوا أُولي‌ الامر أو غيرهم‌. مثل‌ الآيات‌ التي‌ توجّه‌ المؤمنين‌ إلی‌ وجوب‌ طاعة‌ رسول‌ الله‌، يَـ ' ´أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللَهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ و لمّا كانت‌ تخاطب‌ المؤمنين‌، فهي‌ لاتشمل‌ رسول‌ الله‌. بل‌ تخصّ المؤمنين‌ الذين‌ ينبغي‌ أن‌ يسألوه‌ عن‌ حكم‌الله‌ و الرسول‌ أو يسألوا غيره‌ ممّن‌ له‌ علم‌ و اطّلاع‌، ثمّ يطيعوه‌. وكذلك‌ في‌ آية‌ أُولي‌ الامر فإنّ الخطاب‌ لايشملهم‌، بل‌ يشمل‌ غيرهم‌ من‌ المؤمنين‌ الذين‌ ينبغي‌ أن‌ يسألوا أُولي‌ الامر عن‌ الحكم‌ و المسألة‌ أو يسألوا غيرهم‌، فيعملوا وفقاً لحكم‌ الله‌ و رسوله‌.

 الإشکال السادس‌: أنّا في‌ زماننا هذا عاجزون‌ عن‌ الوصول‌ إلی‌ الإمام‌ المعصوم‌ و تعلّم‌ الاحكام‌ و المسائل‌ و تأويلات‌ القرآن‌ منه‌، و لاسبيل‌ لنا إلیه‌، فلا يكون‌ هو الذي‌ فرض‌ الله‌ طاعته‌ علينا، إذ لاسبيل‌ إلی‌ الطاعة‌. ومن‌ جهة‌ أُخري‌ لمّا كنّا نعلم‌ أنّ الآية‌ الكريمة‌ فرضت‌ طاعة‌ أُولي‌ الامر بنحو مطلق‌، فلا يكون‌ أُولو الامر هم‌ الائمّة‌ المعصومين‌.

 الجواب‌: أنّ الوصول‌ إلی‌ الإمام‌ كان‌ ميسوراً لكافّة‌ الناس‌ في‌ زمن‌ الظهور كما نجد ذلك‌ في‌ عصور الائمّة‌ الاحد عشر. و أمّا في‌ زمن‌ الغيبة‌ فإنّ عدم‌ إمكان‌ الوصول‌ لجميع‌ الناس‌ مستند إلیهم‌، إذ حرموا من‌ ذلك‌ الفيض‌ بسبب‌ سوء أفعالهم‌ و خياناتهم‌ و جرائمهم‌، فهذا القصور ليس‌ من‌ جهة‌ الله‌ و رسوله‌، كما لو قتلت‌ الاُمّة‌ نبيّها ثمّ اعتذرت‌ أنّها لاتقدر علی طاعته‌ ولاتتمكّن‌ من‌ لقائه‌ و ا لإفادة‌ من‌ محضره‌. كما وقع‌ للاُمّة‌ في‌ زمن‌ الحضور مثل‌ هذه‌ المصائب‌ التي‌ يمكن‌ أن‌ نعتبر زمنها زمن‌ غيبة‌ أيضاً.

 فقد سُجن‌ الإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر عليهما السلام‌ و فرضت‌ ا لإقامة‌ الجبريّة‌ علی الإمام‌ الرضا و غيره‌ من‌ الائمّة‌ كالإمام‌ الجواد، و الإمام‌ الهاديّ، و الإمام‌ العسكريّ عليهم‌ السلام‌ بحيث‌ لم‌ يتيسّر لجميع‌ الناس‌ الوصول‌ إلیهم‌. فمتي‌ أصلحت‌ الاُمّة‌ نفسها، و وجدت‌ فيها القابليّة‌ علی ظهور الإمام‌ فسوف‌ تتشرّف‌ بلقائه‌، كما نلحظ‌ ذلك‌ في‌ رسالة‌ الإمام‌ المهديّ صلوات‌الله‌ عليه‌ التي‌ كتبها إلی‌ الشيخ‌ المفيد رضوان‌ الله‌ عليه‌ إذ يذكّر بهذه‌ النقطة‌ فيقول‌: وَ لَوْ أَنَّ أَشْيَاعَنَا ـ وَفَّقَهُمُ اللَهُ لِطَاعَتِهِ ـ علی اجتِمَاعٍ مِنَ القُلُوبِ فِي‌ الْوَفَاءِ بالْعَهْدِ عَلَيْهِمْ لَمَا تَأَخَّرَ عَنْهُمُ إلیمْنُ بِلِقائِنَا، وَ لَتَعَجَّلَتْ لَهُمُ السَّعَادَةُ بِمُشَاهَدَتِنَا علی حَقِّ المَعْرِفَةِ وَ صِدقِهَا مِنْهُمْ بِنَا، فَمَا يَحْبِسُنَا عَنْهُمْ إِلاَّ مَا يَتَّصِلُ بِنَا مِمَّا نَكْرَهُهُ وَ لاَ نُؤثِرُهُ مِنْهُمْ. [32]

 هذا من‌ ناحية‌ العوامّ، و أمّا من‌ ناحية‌ خواصّ الناس‌ الذين‌ يحاولون‌ جادّين‌ من‌ أجل‌ تزكيّة‌ النفس‌، و يخطون‌ خطوات‌ ثابتة‌ وطيدة‌ علی الصراط‌ المستقيم‌ مجدّين‌ في‌ مجاهدة‌ المشتهيات‌ النفسانيّة‌، فإنّ الطريق‌ إلی‌ لقاء الإمام‌ و ا لإفادة‌ من‌ فيضه‌ مفتوح‌ أمامهم‌. فكلّ من‌ أراد أن‌ يتشرّف‌ بحضور الإمام‌، فعليه‌ أن‌ يخطو خطوات‌ صادقة‌ مخلصة‌ علی هذا الطريق‌.

 مضافاً إلی‌ ذلك‌، فإنّ هذا الإشکال مقلوب‌ علی الفخر الرازيّ نفسه‌ لانـّه‌ يري‌ أنّ أُولي‌ الامر هم‌ إجماع‌ أهل‌ الحلّ و العقد المتّبعة‌ آراؤهم‌ الذين‌ يجب‌ عليهم‌ أن‌ يشكّلوا أُمّة‌ واحدة‌ في‌ جميع‌ العالم‌ ا لإسلاميّ. و هذا ـبطبيعة‌ الحال‌ ـ غير ممكن‌، إذ لا يتيسّر حإلیاً بأيّ وجه‌ من‌ الوجوه‌ تشكيل‌ أمّة‌ إسلاميّة‌ واحدة‌ في‌ كل‌ العالم‌ ا لإسلاميّ بنظريّة‌ أهل‌ الحلّ والعقد.

 الإشکال السابع‌: إذا كان‌ القصد من‌ أُولي‌ الامر هم‌ الائمّة‌ المعصومين‌، فإنّ ذلك‌ يحتاج‌ إلی‌ تعريف‌ صريح‌ من‌ الله‌ و رسوله‌. و لو كان‌ ذلك‌، لرجعت‌ الامّة‌ كلّها إلیهم‌ بعد وفاة‌ رسول‌ الله‌، و لنظروا إلیهم‌ علی أنّهم‌ الاولياء و أصحاب‌ الاختيار، و لمااختلف‌ في‌ أمرهم‌ اثنان‌. [33]

 الجواب‌: أنّ سبب‌ مخالفة‌ بعض‌ الاُمّة‌ ليس‌ فقدان‌ النصّ من‌ الله‌ ورسوله‌؛ لانّ كثيراً من‌ الاُمور قد ورد فيها نصّ صريح‌ من‌ الكتاب‌ و السنّة‌
 لكنّها خولفت‌ أيضاً. فالعلم‌ بالحكم‌ و فهم‌ الواقع‌ في‌ جانب‌، و تسليم‌ القلب‌ لامر الله‌ و رسوله‌ في‌ جانب‌ آخر.

 فما أكثر ما يكون‌ ا لإنسان‌ قد عرف‌ جيّداً موضوعاً ما، و أدرك‌ من‌ الناحية‌ الفكريّة‌ و العقليّة‌ حقيقة‌ الامر بدون‌ أيّ شبهة‌ و شكّ، بَيدَ أنـّه‌ أعرض‌ عن‌ ذلك‌ الامر المعلوم‌ و لم‌ يطبّقه‌ عمليّاً بسبب‌ حبّ الرئاسة‌، وغلبة‌ النفس‌ الامّارة‌، و الانغماس‌ في‌ اللذّات‌ و الشهوات‌، و عدم‌ خضوع‌ القلب‌ أمام‌ الحقائق‌ و الواقعيّات‌. فحبّ الجاه‌ و هوي‌ الرئاسة‌ عند ا لإنسان‌ أقوي‌ من‌ حبّ المال‌ و بعض‌ الشهوات‌ الغذائيّة‌ و الجنسيّة‌ آلاف‌ المرّات‌. و ربّما أعرض‌ ا لإنسان‌ ظاهريّاً عن‌ الشهوات‌ الجنسيّة‌ و الغذائيّة‌ و المإلیة‌، لكنّ حبّ الجاه‌ و الرئاسة‌، و هو خفيّ للغاية‌، يعشعش‌ في‌ منافذ القلب‌ الدقيقة‌. و يظلّ ملازماً ل لإنسان‌ حتّي‌ موته‌، و هو آخر ما يخرج‌ من‌ قلوب‌ الصدّيقين‌. و كيف‌ يخرج‌ من‌ القلب‌ بهذه‌ السرعة‌ و هذه‌ السهولة‌؟ إنّه‌ كالصيّاد ينصب‌ كميناً في‌ زاوية‌ الضميرحتّي‌ إذا ما وجد الفرصة‌ سانحة‌ للهجوم‌ فإنّه‌ يبادر إلی‌ ذلك‌، فيدعو الناس‌ إلی‌ اتّباعه‌ متنازلاً عن‌ كلّ شي‌ءٍ لاجل‌ ذلك‌ حتّي‌ عن‌ المال‌ و الولد. غير أنّ الذين‌ اخترقوا هذه‌ الحواجز ونزلت‌ فيهم‌ آية‌ «المباهلة‌» و آية‌ «التطهير»، و كذلك‌ الذين‌ يرون‌ أنفسهم‌ تابعين‌ لاُولئك‌ المطهّرين‌، محاولين‌ بلوغ‌ الهدف‌ بمجاهدة‌ النفس‌ غير متخطّين‌ نصوص‌ الكتاب‌ و السنّة‌، و غير مرتابين‌ في‌ ولاية‌ الائمّة‌ المعصومين‌. فهؤلاء جميعاً مستثنون‌ ممّا ذكرنا.

 الرجوع الي الفهرس

 النصوص‌ الصريحة‌ في‌ الكتاب‌ والسنّة‌حول‌ولاية‌أميرالمؤمنين‌عليه‌السلام‌

 ألم‌ تنزل‌ آية‌ الولاية‌ في‌ أميرالمؤمنين‌ و أبنائه‌ الطاهرين عليهم‌السلام‌ فقال‌ جلّ من‌ قائل‌: إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَهُ وَ رَسُولُهُ و وَالَّذِينَ ءَامَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَو'ةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَـ'وةَ وَ هُمْ رَ ' كِعُونَ [34] فلا شكّ أنّ هذه‌ الآية‌ نزلت‌ في‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ بإجماع‌ الشيعة‌ و السنّة‌. و قال‌ تعإلی‌: إلیوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي‌ وَ رَضِيتُ لَكُمُ ا لإسْلاَمَدِينًا. وهذه‌الآية‌ نزلت‌ عندما خاطب‌ النبيّ الاُمّة‌ في‌ غدير خم‌ قائلاً: ألَسْتُ أُولَي‌ بِكُمْ مِن‌ أَنْفُسِكُمْ؟ قِالُوا: بِلَي‌. قَالَ: مَن‌ كُنتُ مَوْلاَهُ فَهَذا عَلِيٌّ مَوْلاَّهُ.

 و قال‌ تعإلی‌ في‌ آية‌ التطهير: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا و هم‌ الخمسة‌ المطهّرون‌: رسول‌ الله‌ وأميرالمؤمنين‌، و فاطمة‌، و الحسن‌، و الحسين‌ صلوات‌ الله‌ عليهم‌.

 و جاء في‌ حديث‌ السفينة‌: مَثَلُ أَهْلِ بَيتِي‌ فِيكُمْ كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَن‌ رَكِبَها نَجَي‌ وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْها غَرِقَ.

 و حديث‌ العشيرة‌: أَيُّكُمْ يُؤازِرُنِي‌ علی أَن‌ يَكُونَ أَخِي‌ وَ وَزِيرِي‌ وَ خَلِيفَتِي‌ مِن‌ بَعْدِي‌؟

 و حديث‌ الثَقَلَيْن‌: إِنّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَهِ وَ عِترَتِي‌ أَهلَ بَيتِي‌، مَا إِن‌ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي‌ أَبَداً.

 و حديث‌ المنزلة‌: يَا عَلِيُّ! أَنْتَ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَةِ هَارونَ مِنْ مُوسَي‌ إِلاَّ أَنَّهُ لاَنَبِي‌َّ بَعْدِي‌.

 و حديث‌ خصف‌ النعل‌: أَنَا قَاتَلْتُ النَّاسَ علی تَنزِيلِ الْقُرآنِ وَ لَكِن‌ ْ خَاصِفُ النَّعلِ يُقَاتِلُهُمْ علی تَأْوِيلِهِ ـ وَ كَانَ قَد أَعْطَي‌ عَلِيّاً نَعْلَهُ يخْصِفُها. و نحو أمره‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ أصحابه‌ أن‌ يسلّموا عليه‌ با لإمارة‌ و يقولوا: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِين‌ َ. و أحاديث‌ أُخري‌ جمّة‌ صرّح‌ بها رسول‌ الله‌ عشرات‌ المرّات‌ بل‌ مئات‌ المرّات‌، و في‌مجالس‌ عديدة‌ و مواطن‌ كثيرة‌ فسمّاه‌ وصيّه‌، و وزيره‌، و وارثه‌، و أخاه‌، و نَفْسه‌، و خليفته‌، و وليّ كلّ مؤمن‌ بعده‌. و هذه‌ الاحاديث‌ التي‌ وردت‌، و الآيات‌ التي‌ نزلت‌ في‌ حقّ أميرالمؤمنين‌، و آيات‌ أُخري‌ غيرها، كلّها ممّا يتّفق‌ عليها الشيعة‌ و السنّة‌. فقد اعتبروا جميع‌ إسنادها صحيحة‌، و رووها عن‌ رسول‌ الله‌ بطرق‌ عديدة‌ وذكروها في‌ كتب‌ التاريخ‌ و الحديث‌ و التفسير المعتبرة‌. [35] ألا تكفي‌ كلّ هذه‌ الآيات‌ و الروايات‌ المعتبرة‌  لإثبات‌ ولاية‌ أميرالمؤمنين‌ و أبنائه‌ الطاهرين‌؟!

 أجل‌، فإذا لانعتبر هذه‌ الروايات‌ نصوصاً صريحة‌، فهذا يعني‌ أنّنا لم‌ نفهم‌ معني‌ النصّ الصريح‌، و لو تكلّم‌ جبرئيل‌ و نادي‌ من‌ أعلی السماء: أنّ أمير المؤمنين‌ وصي‌ّ رسول‌ الله‌، لعادوا إلی‌ قولهم‌ بأنّ هذا ليس‌ نصّاً وتصريحاً. و كلّ من‌ يراجع‌ كتب‌ أهل‌ السنّة‌ يجدها زاخرة‌ بأحاديث‌ الوصاية‌ و تصريحات‌ رسول‌ الله‌، مع‌ ذلك‌ فهم‌ يقولون‌: لم‌ يصرّح‌ رسول‌ الله‌ بذلك‌.

 لقد كان‌ مشركو قريش‌ يرون‌ الآيات‌ الباهرة‌ و المعاجز القاهرة‌ من‌ رسول‌ الله‌ كلّ يوم‌ بحيث‌ لم‌ يبق‌ أمامهم‌ أيّ مجال‌ للشكّ و ا لإبهام‌، بَيدَ أنـّهم‌ لم‌ يقرّوا بها؛ لانّ نفوسهم‌ لم‌ تستعدّ لقبول‌ قول‌ الحقّ و الانصياع‌ للواقع‌. وَ مِنْهُم‌ مَن‌ يَسْتَمِعُ إلیكَ وَ جَعَلْنَا علی' قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن‌ يَفْقَهُوُهُ وَ فِي‌´ ءَاذَانِهِمْ وَقْرًا وَ إِن‌ يَرَوْا كُلَّ ءَايَةٍ لاَّ يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّي‌'´ إِذَا جَآءُوكَ يُجَـ'دِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُو´ا إِنْ هَـ'ذَآ إِلآ أَسَـ'طِيرُ الاْوَّلِينَ.[36]

 و قال‌ تعإلی‌: وَ إِن‌ يَرَوْا كُلَّ ءَايَةٍ لاَّ يُؤْمِنُوا بِهَا وَ إِن‌ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَيَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَ إِن‌ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَ ' لِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِـَايَـ'تِنَا وَ كَانُوا عَنْهَا غَـ'فِلِينَ. [37]

 و قال‌ عزّ شأنه‌: «وَ كَأَيِّن‌ مِّنْ ءَايَةٍ فِي‌ السَّمَـ'وَ ' تِ وَالاْرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَ هُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ * وَ مَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم‌ بِاللَهِ إِلاَّ وَ هُم‌مُّشْرِكُونَ.[38]

 و قال‌: إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَيُؤْمِنُونَ * وَ لَوْ جَآءَتْهُمْ كُلُّ ءَايَةٍ حَتَّي‌' يَرَوُا الْعَذَابَ الإلیمَ. [39]

 إنَّ كلّ من‌ يلاحظ‌ سيرة‌ رسول‌ الله‌ مع‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ ويستقصي‌ أُسلوبهما و سلوكهما فإنـّه‌ يقف‌ علی هذه‌ الحقيقة‌ بدون‌ أيّ شكّ وريب‌، و هي‌ أنّ وجود ذلك‌ الإمام‌ العظيم‌ امتداد لوجود رسول‌ الله‌ ومخلّد له‌، و هو نفس‌ النبيّ، و خلافته‌ بعد رسول‌ الله‌ كالشمس‌ الساطعة‌ في‌ رائعة‌ النهار.

 الرجوع الي الفهرس

 اعتراف‌ أبي‌بكر بتقدّم‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ عليه‌

 لقد كان‌ أبوبكر و عمر و أعوانهما علی علم‌ تامّ بمنزلة‌ أميرالمؤمنين‌
 عليه‌ السلام‌. و كان‌ واضحاً عندهم‌ ما أخبر به‌ الرسول‌ الكريم‌ عن‌ وصايته‌ وولايته‌ و خلافته‌ عليه‌ السلام‌ غير أنـّهم‌ لجّوا بمناهضته‌ فاجتمعوا في‌ السقيفة‌ داعين‌ الناس‌ إلی‌ بيعتهم‌ بدون‌ أن‌ يخبروا الإمام‌ بذلك‌.

 يقول‌ ابن‌ حجر الهيثميّ الشافعيّ: روي‌ ابن‌ سمّان‌ في‌ كتابه‌ المعروف‌ بـ «الموافقة‌» بإسناده‌ عن‌ ابن‌ عبّاس‌ أنّه‌ قال‌: لَمّا جاءَ أَبوبكرٍ وَ علی لِزِيارَةِ قَبْرِ النَّبِيِّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بَعْدَ وَفَاتِهِ بِستَّةِ أَيَّامٍ، قالَ عَلِيٌّ لاِبِي‌بَكرٍ: تَقَدَّم‌، فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ: لاَ أَتَقَدّمُ رَجُلاً سَمِعْتُ رَسُولَ اللَهِ صَلّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَ ] آلِهِ [ وَ سلَّمَ يَقُولُ فِيهِ: علی مِنِّي‌ كَمَنْزِلَتِي‌مِن‌رَبِّي‌.[40]

 و روي‌ محبّ الدين‌ أحمد بن‌ عبدالله‌ الطبريّ هذا الحديث‌ في‌ كتابيه‌: «الرياض‌ النضرة‌» ج‌ 2، ص‌ 163، و «ذخائر العقبي‌» ص‌ 64 لكن‌ بهذه‌ العبارة‌: عَلِيٌّ مِنِّي‌ بِمَنْزِلَتي‌ مِنْ رَبِّي‌.

 وكذلك‌ روي‌ الموفّق‌ بن‌ أحمد الخوارزميّ بإسناده‌ عن‌ الشعبيّ أنّه‌ قال‌: نَظَرَ أَبُوبَكرٍ إلی‌ عَلِيِّ بنِ أبي‌ طَالِبٍ مُقْبِلاً، فَقَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَن‌ يَنْظُرَ إلی‌ أَقْرَبِ النّاسِ مِنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَجْوَدِهِمْ مَنْزِلَةً وَأَعْظَمِهِمْ [41]عِنْدَ اللَهِ عَنَاءً وَ أَعْظَمِهِم‌ عَلَيْهِ فَلْيَنظُرْ إلی‌ هَذَا ـ وَ أَشَارَ إلی‌ عَلِيِّ بنِ أبِي‌ طالِبٍ ـ لاِنِّي‌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّهُ لَرَؤُوفٌ بِالنَّاسِ وَ إِنَّهُ لاَوّاهٌ حَلِيمْ.[42] و ذكر محبّ الدين‌ الطبريّ هذا الحديث‌ كلّه‌ أيضاً في‌ «الرياض‌ النضرة‌» ج‌ 2، ص‌ 163 من‌ غير الاستشهاد بقول‌ رسول‌ الله‌.

 و روي‌ الشيخ‌ سليمان‌ الحنفيّ القندوزيّ عن‌ كتاب‌ «مودّة‌ القُربي‌» بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عبدالله‌ بن‌ عمر أنّه‌ قال‌: إِنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ] وَآلِهِ [وَ سَلَّمَ قالَ: خَيرُ رِجَالِكُمْ عَلِيُّ بنُ أَبِي‌ طالِبٍ، وَ خَيْرُ شَبابِكُمُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ، وَ خَيْرُ نِسائِكُمْ فاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمّدٍ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلاَمُ. [43]

 و روي‌ عن‌ ابن‌ عمر أيضاً أنّه‌ قال‌: كُنّا إِذا أعْدَدْنَا أصْحابَ النَّبِيّ صَلّي‌ اللَه‌ ُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قُلنَا: أَبوُبَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ عُثمَانُ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَباعَبدِ الرَّحْمَنِ. فَعَلِيٌّ مَا هُوَ؟ قاَلَ: عَلِيٌّ مِن‌ أَهلِ بَيتٍ لاَيُقَاسُ بِهِ أَحَدٌ. هُوَ مَعَ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِي‌ دَرَجَتِهِ. إِنَّ اللهَ يَقُولُ: «الَّذِينَ ءَامَنُوا وَأَتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمُ بِإيمَـ'نٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِيَّتَهُمْ» فَفاطِمَةُ مَعَ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِي‌ دَرَجَتِهِ وَ عَلِيٌّ مَعَهُمَا [44]. و يمكننا أن‌ نجد روايات‌ كثيرة‌ مأثورة‌ عن‌ رسول‌ الله‌، و شواهد من‌ كلام‌ كبار علماء الإماميّة‌ وعلماء السنّة‌ تؤيّد هذه‌ الرواية‌ التي‌ ذكرها عبدالله‌ بن‌ عمر من‌ أنّ عليّاً من‌ أهل‌ بيت‌ لايقاس‌ به‌ أحد.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ و قد عدّ آية‌ الله‌ السيّد حسن‌ الصدر في‌ كتاب‌ «تأسيس‌ الشيعة‌ لعلوم‌ ا لإسلام‌» ص‌ 358 الاحول‌ من‌ مشاهير متكلّمي‌ الشيعة‌، يقول‌:

 و منهم‌: أبوجعفر مؤمن‌ الطاق‌، دكّانه‌ في‌ طاق‌ المحامل‌ بالكوفة‌؛ يرجع‌ إليه‌ بالنقد فيردّ ردّا، و يخرج‌ كما يقول‌ فقيل‌ شيطان‌ الطاق‌؛ و هو محمّد بن‌ عليّ بن‌ النعمان‌ بن‌ أبي‌ طريقة‌ البجليّ الاحول‌، روي‌ عن‌ عليّ بن‌ الحسين‌ و أبي‌ جعفر و أبي‌ عبدالله‌ عليهم‌ السلام‌ منزلته‌ في‌ العلم‌ و حسن‌ المحاضرة‌ أشهر من‌ أن‌ يذكر، واحد دهره‌ في‌ علم‌ الكلام‌ و المناظرة‌. ناظر متكلّمي‌ عصره‌ و قطع‌ الخصوم‌، لايجاري‌ و لايباري‌، له‌ كتاب‌ «افعل‌ لاتفعل‌» كتاب‌ كبير حسن‌ و له‌ كتاب‌ الاحتجاج‌ في‌ إمامة‌ أميرالمؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، و كتاب‌ كلامه‌ علي‌ الخوارج‌ و كتاب‌ مجالسه‌ مع‌ أبي‌ حنيفة‌ و المرجئة‌، و عداده‌ في‌ التابعين‌.

 و قال‌ ابن‌ النديم‌ و كان‌ متكلّماً حاذقاً؛ و له‌ من‌ الكتب‌: كتاب‌ «الإمامة‌»، كتاب‌ «المعرفة‌»، كتاب‌ «الردّ علي‌ المعتزلة‌ في‌ إمامة‌ المفضول‌»، كتاب‌ «طلحة‌ و الزبير و عائشة‌» رضي‌ الله‌ عنهم‌ـ انتهي‌ ما في‌ الفهرست‌.

[2] ـ وعدّ آية‌ الله‌ السيّد حسن‌ الصدر في‌ كتاب‌ «تأسيس‌ الشيعة‌ لعلوم‌ ا لإسلام‌» ص‌ 358 و 359 قيس‌ بن‌ الماصر من‌ مشاهير متكلّمي‌ الشيعة‌، يقول‌:

 و منهم‌: قيس‌ الماصر أحد أعلام‌ المتكلّمين‌ من‌ الشيعة‌ المشهورين‌، كان‌ له‌ تلامذة‌ وهو من‌ شيوخ‌ الشيعة‌ في‌ علم‌ الكلام‌، و هو أحسن‌ كلاماً من‌ هشام‌ بن‌ الحكم‌ و حمدان‌ الاحول‌، كان‌ تعلّم‌ الكلام‌ من‌ علي‌ّ بن‌ الحسين‌ عليهما السلام‌.

 ثمّ ينقل‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ الصدر هنا كلام‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ في‌ شأنه‌ و شأن‌ الاحول‌ و حمران‌ بن‌ أعين‌ و هشام‌ بن‌ سالم‌ كما أوردناه‌ في‌ المتن‌ وفق‌ رواية‌ «الكافي‌»، ثمّ يقول‌ في‌ا لنهاية‌:

 قلت‌: و حمران‌ بن‌ أعين‌ أخوزرارة‌ بن‌ أعين‌، و هو من‌ طبقة‌ التابعين‌ لانـّه‌ هو و الاحول‌ مؤمن‌ الطاق‌ و قيس‌ الماصر تعلّموا الكلام‌ من‌ زين‌ العابدين‌ علي‌ّ بن‌ الحسين‌.

[3] ـ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 1، ص‌ 171.

[4] ـ «تفسير الصافيّ» ج‌ 1، ص‌ 23.

[5] ـ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 1 الخطبة‌ الثانية‌، ص‌ 29

[6] ـ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 1 الخطبة‌ السادسة‌، ص‌ 42.

[7] ـ «والله‌ إنّي‌ محروم‌ من‌ حقّي‌ معزول‌ عن‌ الامر منذ قبض‌ الله‌ روح‌ نبيّه‌ إلي‌ يومنا هذا إذ سلب‌ الا´خرون‌ حقّي‌ و قدّموا أنفسهم‌ و منعوني‌».

[8] ـ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 1 الخطبة‌ الخامسة‌، ص‌ 40.

[9] ـ و معني‌ الفقرة‌ الاخيرة‌: «لو أصحرت‌ لكم‌ عن‌ بعضها لاهتززتم‌ و اضطربتم‌ اضطراب‌ الحبال‌ الطويلة‌ في‌ الا´بار العميقة‌ و لم‌ تطيقوا سماع‌ ذلك‌».

[10] ـ الا´ية‌ 7، من‌ السورة‌ 42: الشوري‌.

[11] ـ الا´يات‌ 0 14 إلي‌ 142، من‌ السورة‌ 3: آل‌ عمران‌.

[12] ـ ينقل‌ صاحب‌ «غاية‌ المرام‌» في‌ ص‌ 55 من‌ كتابه‌ عن‌ كتاب‌ سليم‌ بن‌ قيس‌ عن‌ سلمان‌ الفارسيّ ضمن‌ حديث‌ طويل‌ عن‌ رسول‌ الله‌ حين‌ قبض‌ أنـّه‌ قال‌ لاميرالمؤمنين‌: يَا أَخِي‌ إنـّك‌ سَتَلقِي‌ بَعْدِي‌ مِن‌ قُريشٍ شِدّةٍ مِن‌ تَظَاهُرِهم‌ عَلَيكَ وَ ظُلْمِهِم‌ لَكَ. فَإنَّ وَجَدْتَ أَعوَاناً عَلَيهِم‌ فَجَاهِدهُمْ وَ قَاتِلْ مَن‌ خَالَفَكَ بِمَن‌ وَافَقَكَ وَ إِنْ لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً فَاصبِرْ وَ كُفَّ يَدَكَ وَلاَ تَلْقَ بِهَا إِلَي‌ التَهلُكَةَ فَإِنـَّكَ مِنِّي‌ بِمَنْزَلَةِ هَارونَ مِن‌ مُوسَي‌. وَ لَكَ بِهارونَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ انّهُ قَالَ لِمُوسَي‌: إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي‌ وَ كَادُوا يَقْتُلُونَنِي‌ (إلخ‌). و قد قسّم‌ هذا الحديث‌ الطويل‌ في‌ كتاب‌ سليم‌ إلي‌ قسمين‌: الاوّل‌ من‌ ص‌ 69 إلي‌ ص‌ 72. و الثاني‌ من‌ ص‌ 79 إلي‌ ص‌ 83.

[13] ـ ينقل‌ في‌ كتاب‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 0 55 في‌ السطرين‌ الاخيرين‌ عن‌ سلمان‌ ضمن‌ حديث‌ جاء فيه‌ أنّ الإمام‌ بعد أن‌ أركب‌ فاطمة‌ علي‌ حمار طالباً النصرة‌ من‌ المهاجرين‌ والانصار فَمَا استَجَابَ لَهُ إِلاَّ أَربَعَةٌ وَ أَربَعُونَ رَجُلاً. فَأَمَرَهُمْ أَنَ يُصبِحُوا مُحَلَّقِينَ رُؤُوسهم‌ وَ مَعَهُم‌ سِلاَحُهُم‌ عَلَي‌ أن‌ يُبَايِعُوهُ عَلَي‌ الْمَوتِ، وَ أَصْبَحُوا لَمْ يُوَافِقْهُ مِنْهُم‌ إِلاَّ أَرْبَعَةٌ. الحديث‌.

[14] ـ تتّضح‌ رسالة‌ معاوية‌ من‌ خلال‌ جواب‌ أميرالمؤمنين‌ له‌. و جاء ذلك‌ في‌ «نهج‌ البلاغة‌» ص‌ 33 من‌ قسم‌ الكتب‌ و الرسائل‌.

[15] ـ جاء في‌ كتاب‌ «عبدالله‌ بن‌ سبأ» ص‌ 65 طبع‌ مصر: تخلّف‌ هؤلاء عن‌ البيعة‌ وتحصّنوا في‌ بيت‌ فاطمة‌. و ورد ذلك‌ في‌ «الرياض‌ النضرة‌» ج‌ 1، ص‌ 167، و «تاريخ‌ الخميس‌» ج‌ 1 ص‌ 188، و «ابن‌ عبد ربّه‌» ج‌ 3، ص‌ 64، و تاريخ‌ «أبي‌ الحديد» ج‌ 2، ص‌ 0 13 إلي‌ 134، و «السيرة‌ الحلبيّة‌» ج‌ 3، ص‌ 394 و 397.

[16] ـ «عبد الله‌ بن‌ سبأ» ص‌ 68، نقلاً عن‌ ابن‌ عبد ربّه‌ و أبي‌ الفداء.

[17] ـ «تلكّأ» بمعني‌ تباطأ و توقّف‌. و احتبس‌ أيضاً بمعني‌ توقّف‌ و تأنـّي‌.

[18] ـ «شرح‌ النهج‌» الطبعة‌ ذات‌ المجلّدات‌ الاربعة‌ ج‌ 2، ص‌ 19. و ذكر ذلك‌ أيضاً في‌ الجزء الاوّل‌: ص‌ 134، من‌ شرحه‌.

[19] ـ كتاب‌ «سليم‌ بن‌ قيس‌» ص‌ 117. و ينقل‌ في‌ هذا الكتاب‌ ص‌ 89 أيضاً عن‌ سلمان‌ الفارسيّ: نادي‌ علي‌ٌّ عليه‌ السلام‌ قبل‌ أن‌ يبايع‌ و الحبل‌ في‌ عنقه‌: يَا ابْنَ أُمِّ أنَّ القَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي‌ وَ كادُوا يَقْتُلُونَني‌، و ينقل‌ صاحب‌ «غاية‌ المرام‌» في‌ ص‌ 552 هذه‌ العبارة‌ نفسها عن‌ كتاب‌ سليم‌ عن‌ سلمان‌.

[20] ـ و معني‌ الفقرة‌ الاخيرة‌: «و هذه‌ حجّتي‌ إلي‌ غيرك‌ من‌ الظالمين‌ لانـّك‌ لاتليق‌ بالخطاب‌ و إقامة‌ البرهان‌ عليك‌ و لكنّي‌ بيّنت‌ لك‌ صورة‌ ذلك‌ الدليل‌ و الحجّة‌ بمقدار مختصر قد سنح‌ و ظهر و أطلقت‌ القول‌ فيها.»

[21] ـ «نهج‌ البلاغة‌» في‌ ص‌ 33، الرسالة‌ 28 من‌ رسائله‌ عليه‌ السلام‌. يقول‌ ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ الطبعة‌ ذات‌ المجلّدات‌ الاربعة‌، ج‌ 3، ص‌ 445 إلي‌ 447 بعد نقله‌ هذه‌ الرسالة‌: سألتُ أبي‌ جعفر النقيب‌ يحيي‌ بن‌ أبي‌ زيد عن‌ هذه‌ الرسالة‌ فقال‌: كتب‌ أميرالمؤمنين‌ كتابين‌ جواباً علي‌ كتابي‌ معاوية‌.

 فالكتاب‌ الاوّل‌ الذي‌ أرسله‌ معاوية‌ ليس‌ فيه‌ هذه‌ اللفظة‌: كالجمل‌ المخشوش‌. و إنّما فيه‌: حسدتَ الخلفاء و بغيت‌ عليهم‌. عرفنا ذلك‌ من‌ نظرك‌ الشزر و قولك‌ الهجر و تنفّسك‌الصعداء و إبطائك‌ عن‌ الخلفاء. و أرسل‌ هذه‌ الرسالة‌ إلي‌ أميرالمؤمنين‌ مع‌ أبي‌مسلم‌ الخولاني‌ّ. و لمّا كتب‌ إليه‌ الإمام‌ جواباً، كتب‌ معاوية‌ رسالة‌ أُخري‌ مع‌ أبي‌ أمامة‌ الباهليّ و فيها كالجمل‌ المخشوش‌. (أملي‌ أبوجعفر رسالة‌ معاوية‌ علي‌ ابن‌ أبي‌ الحديد فكتبها، ص‌ 447 ). و كتب‌ الإمام‌ جواب‌ هذه‌ الرسالة‌ كما تلاحظ‌ في‌ «نهج‌ البلاغة‌». يقول‌ أبوجعفر النقيب‌: و إنّما كثير من‌ الناس‌ لايعرفون‌ الكتابين‌؛ و المشهور عندهم‌ كتاب‌ أبي‌مسلم‌ فيجعلون‌ هذه‌ اللفظة‌ ] كالجمل‌ المخشوش‌ [ فيه‌. و يقول‌ العلاّمة‌ الامينيّ في‌ ج‌ 7، ص‌ 78 الهامش‌: جاءت‌ هذه‌ العبارة‌ (كالجمل‌ المخشوش‌) في‌ «العقد الفريد» ج‌ 2، ص‌ 285، و«صبح‌ الاعشي‌» ج‌ 1، ص‌ 228، و «شرح‌ ابن‌ أبي‌ الحديد» ج‌ 3، ص‌ 7 0 4.

[22] ـ الا´ية‌ 59، من‌ السورة‌ 4: النساء.

[23] ـ الا´ية‌ 2، من‌ السورة‌ 62: الجمعة‌.

[24] ـ الا´ية‌ 129، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌.

[25] ـ الا´ية‌ 35، من‌ السورة‌ 7: الاعراف‌.

[26] ـ الا´ية‌ 8، من‌ السورة‌ 68: القلم‌.

[27] ـ الا´ية‌ 52، من‌ السورة‌ 25: الفرقان‌.

[28] ـ الا´ية‌ 238، من‌ السورة‌ 2: البقرة‌.

[29] ـ الا´ية‌ 67، من‌ السورة‌ 33: الاحزاب‌.

[30] ـ الا´ية‌ 88، من‌ السورة‌ 155، الحجر.

[31] ـ الا´يات‌ 0 6 و 61 و 64، من‌ السورة‌ 4: النساء.

[32] ـ «الاحتجاج‌» للشيخ‌ الطبرسيّ، طبع‌ النجف‌، ج‌ 2، ص‌ 325.

[33] ـ ذكر الفخر الرازيّ في‌ تفسيره‌، ج‌ 0 1، ص‌ 146 الإشکال الثاني‌ و الثالث‌ و الرابع‌ والإشکال السادس‌ في‌ ص‌ 144 و ذكر العلاّمة‌ الطباطبائيّ في‌ تفسير «الميزان‌» ج‌ 4، ص‌ 417 و 425 و 426 بقيّة‌ ا لإشكالات‌ مع‌ إشكالات‌ الفخر نفسه‌، و أجاب‌ عليها جميعها

[34] ـ الا´ية‌ 55، من‌ السورة‌ 5: المائدة‌.

[35] ـ ذكرنا في‌ المباحث‌ المتقدّمة‌ سند بعضها، و سيأتي‌ سند البعض‌ الا´خر في‌ المباحث‌ القادمة‌ إن‌ شاءالله‌ تعالي‌.

[36] ـ الا´ية‌ 25، من‌ السورة‌ 6: الانعام‌.

[37] ـ الا´ية‌ 146، من‌ السورة‌ 7: الاعراف‌.

[38] ـ الا´يتان‌ 105 و 106، من‌ السورة‌ 12: يوسف‌.

[39] ـ الا´يتان‌ 96 و 97، من‌ السورة‌ 0 1: يونس‌.

[40] ـ «الصواعق‌ المحرقة‌» ص‌ 8 0 1، نقلاً عن‌ كتاب‌ «مقام‌ الإمام‌ أميرالمؤمنين‌» ص‌ 9.

[41] ـ لانستبعد أن‌ تكون‌ تصحيفاً لـ «وَأعزّهم‌ عليه‌».

[42] ـ «المناقب‌» للخوارزميّ، ص‌ 97.

[43] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 247، و الروايات‌ المأثورة‌ عن‌ رسول‌ الله‌ في‌ أنّ أميرالمؤمنين‌ خير البشر كثيرة‌ للغاية‌ و مثبّتة‌ في‌ كتب‌ العامّة‌. و قد نقلنا قسماً منها في‌ أوائل‌ هذا الكتاب‌ علماً بأنّ عائشة‌ قد روت‌ بعضها. و روي‌ في‌ «ذخائر العقبي‌» ص‌ 96 عن‌ عقبة‌ بن‌ سعد العوفيّ أنـّه‌ قال‌: دخلنا علي‌ جابربن‌ عبدالله‌ و قد سقط‌ حاجباه‌ علي‌ عينيه‌ فسألناه‌ عن‌ عليٍّ. قال‌: فرفع‌ حاجبيه‌ بيديه‌، فقال‌: ذَاكَ مِنْ خَيْرِ الْبَشَرِ». و روي‌ أيضاً في‌ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 246 عن‌ عليّ عليه‌ السلام‌ و حذيفة‌، و عائشة‌ مانصّه‌: عَلِيٌّ خَيرُ الْبَشَر، مَن‌' أَبَي‌ فَقَد كَفَرَ. و في‌ ص‌ 247، عن‌ عائشة‌ أنّها قالت‌: إِنَّ اللَهَ قد عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ مَنْ خَرَجَ عَلَي‌ عَلِّيٌّ فَهُوَ كافِرٌ في‌ النَّارِ، قِيلَ: لِمَ خَرَجتِ عَلَيهِ؟ قَالَتْ: أَنا نَسيتُ هذا الْحَدِيثَ يَوْمَ الْجَمَلَ حَتَّي‌ ذَكَرْتُهُ بِالبَصْرَةِ، وَ أَنا أَسْتَغْفِرُ اللَهَ.

[44] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 253.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com