بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب نور ملکوت القرآن / المجلد الرابع / القسم السادس عشر: احوال المرأتین المأنوستین بالقرآن

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

فقرات من دعاء ختم القرآن فی «الصحیفة السجادیة»

 أجل‌، فمن‌ الاجدر، ونحن‌ نريد اختتام‌ البحث‌ في‌ « نور ملكوت‌ القرآن‌ » أن‌ نورد بقيّة‌ الدعاء الجامع‌ الكامل‌ لسيّد الساجدين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ ختم‌ القرآن‌، الذي‌ لم‌ نذكر شرحاً له‌. لنحظي‌ بفضائل‌ وفواضل‌ هذه‌ التحفة‌ السماويّة‌ والمائدة‌ النازلة‌ من‌ الجنّة‌. وقد أوردنا قسماً من‌ الدعاء في‌ الجزء الثالث‌، وقسماً منه‌ في‌ الجزء الرابع‌ [1]، وها نحن‌ نذكر تتمّة‌ هذا الدعاء في‌ خاتمة‌ الجزء الرابع‌:

 اللَهُمَّ صَلَّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْبُرْ بِالقُرْآنِ خَلَّتَنَا مِنْ عَدَمِ الإملاقِ. وَسُقّ إلینَا بِهِ رَغَدَ العَيشِ وَخِصْبَ سَعَةِ الاَرْزَاقِ. وَجَنِّبْنَا بِهِ الضَّرَائِبَ المَذْمُومَةَ وَمَدَانِي‌َ الاَخْلاَقِ. وَاعْصِمْنَا بِهِ مِنْ هُوَّةِ الكُفْرِ وَدَوَاعِي‌ النِّفَاقِ؛ حَتَّي‌ يَكُونَ لَنَا فِي‌ القِيَامَةِ إلَی رِضْوَانِكَ وَجِنَابِكَ قَائِداً. وَلَنَا فِي‌ الدُّنْيَا عَنْ سُخْطِكَ وَتَعَدِّي‌ حُدُودِكَ ذَائِداً. وَلِمَا عِنْدَكَ بِتَحْلِيلِ حَلاَلِهِ وَتَحْرِيمِ حَرَامِهِ شَاهِداً.

 اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَدٍ وَآلِهِ وَهَوِّنْ بِالقُرْآنِ عِنْدَ المَوْتِ عَلَی أَنْفُسِنَا كَرْبَ السِّيَاقِ وَجَهْدَ الانِينِ. وَتَرَادُفَ الحَشَارِجِ إذَا بَلَغَتِ النُّفُوسُ التَّرَاقِي‌َ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ. وَتَجَلَّي‌ مَلَكُ المَوْتِ لَقَبْضِهَا مِنْ حُجُبِ الغُيُوبِ، ورَمَاهَا عَنْ قَوْسِ المَنَايَا بَأْسْهُمِ وَحْشَةِ الفِرَاقِ. وَدَافَ لَهَا مِنْ ذُعَافِ المَوْتِ كَأْساً مَسْمُومَةَ المَذَاقِ. وَدَنَا مِنَّا إلَی الآخِرَةِ رَحِيلٌ وَانْطِلاقٌ. وَصَارَتِ الاعْمَالُ قَلائِدَ فِي‌ الاَعْنَاقِ. وَكَانَتِ القُبُورُ هِيَ المَأْوَي‌ إلَی مِيقَاتِ يَوْمِ التَّلاَقِ.

 اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. وَبَارِكْ لَنَا فِي‌ حُلُولِ دَارِ البِلَي‌، وَطُولِ المُقَامَةِ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَي‌. وَاجْعَلِ القُبُورَ بَعْدَ فِرَاقِ الدُّنْيَا خَيْرَ مَنَازِلِنَا. وَافْسَحْ لَنَا بِرَحْمَتِكَ فِي‌ ضِيقِ مَلاَحِدِنَا. وَلاَ تَفضَحْنَا فِي‌ حَاضِري‌ القِيَامَةِ بِمُوبِقَاتِ آثَامِنَا. وَارْحَمْ بِالقُرْآنِ فِي‌ مَوْقِفِ العَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقَامِنَا. وَثَبِّتْ بِهِ عِنْدَ اضْطِرَابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ المَجَازِ عَلَيْهَا زَلَلَ أَقْدَامِنَا. وَنَوِّرْ بِهِ قَبْلَ البَعْثِ سُدَفَ قُبُورِنَا. وَنَجِّنَا بِهِ مِنْ كُلِّ كَرْبٍ يَوْمَ القِيَامَةِ وَشَدَائِدِ أَهْوَالِ يَوْمِ الطَّامَّةِ. وَبَيِّضْ وُجُوهَنَا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّلَمَةِ فِي‌ يَوْمِ الحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ. وَاجْعَلْ لَنَا فِي‌ صُدُورِ المُؤْمِنِينَ وُدَّاً، وَلاَ تَجْعَلِ الحَيَاةَ عَلَيْنَا نَكِداً.

 اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ كَمَا بَلَّغَ رِسَالَتَكَ، وَصَدَعَ بِأَمْرِكَ، وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ. اللَهُمَّ اجْعَلْ نَبِيَّنَا صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَي‌ آلِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ أَقْرَبَ النَّبِيِّينَ مِنْكَ مَجْلِساً، وَأَمْكَنَهُمْ مِنْكَ شَفَاعَةً، وَأَجَلَّهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً، وَأَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جَاهاً.

 اللَهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. وَشَرِّفْ بُنْيَانَهُ. وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ. وَثَقِّلْ مِيزَانَهُ. وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتُه‌. وَقَرِّبْ وَسِيلَتَهُ. وَبَيِّضْ وَجْهَهُ. وَأَتِمَّ نُورَهُ. وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ. وَأَحْيِنَا عَلَی سُنَّتِهِ. وَتَوَفَّنَا عَلَی مِلَّتِهِ. وَخُذْ بِنَا مِنْهَاجَهُ. وَاسْلُكْ بِنَا سَبِيلَهُ. وَاجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ. وَاحْشُرْنَا فِي‌ زُمْرَتِهِ. وَأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ. وَاسْقِنَا بِكَأْسِهِ.

 وَصَلِّ اللَهُمَّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. صَلاَةً تُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ مَا يَأْمُلُ مِنْ خَيْرِكَ وَفَضْلِكَ وَكَرَامَتِكَ. إنَّكَ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ، وَفَضْلٍ كَرِيمٍ.

 اللَهُمَّ اجْزِهِ بِمَا بَلَّغَ مِنْ رِسَالاَتِكَ، وَأَدَّي‌ مِنْ آيَاتِكَ، وَنَصَحَ لِعِبَادِكَ، وَجَاهَدَ فِي‌ سَبِيلِكَ؛ أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ مَلاَئِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ، وَأَنْبِيَائِكَ المُرْسَلِينَ المُصْطَفَيْنَ. وَالسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَعَلَي‌ آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَرَحْمَةُ اللَهِ وَبَرَكَاتُهُ. [2]

 ويتّضح‌ ـ من‌ خلال‌ التأمّل‌ والتدبّر في‌ مضامين‌ هذا الدعاء المبارك‌ الاُفُق‌ الرحيب‌ والمنظر العإلی‌ المُبهج‌ من‌ علوم‌ القرآن‌ الذي‌ يقف‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ فيه‌؛ والنظرة‌ التي‌ يتلو القرآن‌ بها؛ والفوائد المعنويّة‌ التي‌ يجتنيها من‌ آيات‌ القرآن‌؛ والمراحل‌ والمنازل‌ التي‌ يطويها في‌ الادب‌ الربوبي‌ّ؛ وكيف‌ يقف‌ أمام‌ عظمة‌ خالق‌ القرآن‌ خاضعاً خاشعاً، كأ نّه‌ لا يري‌ غير الحقّ وعظمة‌ الحقّ تعالی‌.

 ولقد كان‌ أتباع‌ مدرسة‌ النبوّة‌ والولاية‌علی هذا الشأن‌، وكان‌ المتشرّفون‌ بالتوحيد الربوبيّ والفناء في‌ الذات‌ الاحديّة‌ يتولّهون‌ بآيات‌ القرآن‌، ليس‌ ذلك‌ العشق‌ التافه‌ الوضيع‌ الذي‌ يتعلّق‌ بالمادّة‌ وآثار المادّة‌، فذاك‌ ماءٌ آسن‌ زائل‌:

 عشق‌هائي‌ كز پي‌ رنگي‌ بود                                 عشق‌ نبود عاقبت‌ ننگي‌ بود[3]

 بل‌ عشقٌ حقيقي‌ّ معنوي‌ّ روحاني‌ّ، بل‌ إنّ حقيقة‌ العشق‌ تتجسّد هنا، ولا يمكن‌ إطلاق‌ اسم‌ العشق‌علی أنواع‌ العشق‌ المجازي‌ّ.

 فذلك‌ العاشق‌، متولّهٌ بالدم‌ والصديد المغطّي‌ بلباس‌ البدن‌، والمحجوب‌ في‌ حجاب‌ البَشَرة‌؛ أمّا هذا، فمتحيّر تائه‌ في‌الجمال‌ الازلي‌ّ، وعاشق‌ للابديّة‌ والسرمديّة‌، وللجمال‌ المطلق‌ لعالم‌ الحقّ والطبيعة‌ الذي‌ لا تشوبه‌ شائبة‌ من‌ كدورات‌ المادّة‌ والتحديد والتقييد. هنا يتجلّي‌ للإنسان‌ معني‌ العشق‌ حقّاً وحقيقةً، وهنا تصبح‌ آثار العشق‌ وخصائصه‌ مشهودةً في‌ الإنسان‌، فهو هارب‌ من‌ عالم‌ ما سوي‌ الله‌، متّجه‌ إلی‌ عالم‌ الوحدة‌، والهٌ حائرٌ في‌ بحثه‌ وتفتيشه‌.

 الرجوع الي الفهرس

أم ورقة ابنة عبدالله بن الحارث کانت جامعة للقرآن و شهیدة

 ولقد كان‌ هناك‌ أفراد كثيرون‌ في‌ زمن‌ رسول‌ الله‌ ممّن‌ يقومون‌ بتعليم‌ القرآن‌، إلاّ أنّ الذين‌ جمعوا كلّ القرآن‌ كانوا أفراداً قلائل‌، سواء في‌ ذلك‌ المهاجرون‌ والانصار؛ وكان‌ في‌ الانصار خمسة‌ نفر فقط‌ من‌ جامعي‌ القرآن‌، وكانت‌ المرأة‌ المسلمة‌ الوحيدة‌ التي‌ جمعت‌ القرآن‌ هي‌ أُمّ ورقة‌ بنت‌ عبد الله‌ بن‌ الحارث‌، وكان‌ لها مقام‌ عظيم‌ حقّاً في‌ الإسلام‌، وينبغي‌ أن‌ تكون‌ قدوة‌ تحتذي‌علی مثالها النساء المسلمات‌.

 يقول‌ السيوطيّ في‌ « الإتقان‌ »: أخرج‌ ابن‌ سعد في‌ « الطبقات‌ »: أنبأنا الفضل‌ بن‌ دُكين‌، قال‌: حدّثنا الوليد بن‌ عبد الله‌ بن‌ جميع‌ قال‌: حدّثتني‌ جدّتي‌ عن‌ أُمّ ورقة‌ ابنة‌ عبد الله‌ بن‌ الحارث‌ ـ وكان‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ يزورها، ويُسمّيها « الشهيدة‌ »، وكانت‌ قد جمعتْ القرآن‌ أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ حين‌ غزا بدراً قالت‌ له‌ أُمّ ورقة‌: أتأذن‌ لي‌ فأخرج‌ معك‌ أُداوي‌ جرحاكم‌ وأُمرّض‌ مرضاكم‌، لعلّ الله‌ يهدي‌ لي‌ شهادة‌؟ قال‌: إنّ الله‌ مُهدٍ لكِ شهادةً.

 وكان‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ قد أمرها أن‌ تؤمّ أهل‌ دارها، وكان‌ لها مؤذِّن‌، فغمّها غلامٌ لها وجارية‌ كانت‌ دبّرتهما ( أي‌ أعتقتهما بعد موتها ) فقتلاها في‌ إمارة‌ عمر. فقال‌ عمر: صدق‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌، كان‌ يقول‌: انطلقوا بنا نزور الشهيدة‌. [4]

 الرجوع الي الفهرس

حالات السیدة نفیسة، و عشقها عند الاحتضار

 ومن‌ بين‌ النساء المسلمات‌ اللواتي‌ اشتهرن‌ بقراءة‌ القرآن‌ وختمه‌ وتفسيره‌ السيّدة‌ نفيسة‌ حفيدة‌ الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌ عليه‌ السلام‌، وكانت‌ قد قضت‌ سنوات‌ عمرها الاخيرة‌ في‌ مصر ودُفنت‌ فيها، ولها مزار عظيم‌ وقبّة‌ وصحن‌ يُزار، وقد اشتهرت‌ في‌ حياتها بالكرامات‌ واستجابة‌ الدعوات‌.

 وقد أورد ترجمتها كثير من‌ الاعلام‌، منهم‌ ابن‌ خَلِّكان‌ [5]، والشبلنجيّ، [6] والشيخ‌ محمّد الصَّبَّان‌ [7]، والمقريزي‌ّ، [8] والشيخ‌ ذبيح‌ الله‌ المحلاّتي‌ّ،[9] والمحدِّث‌ القمّي‌ّ، [10] وعبّاس‌ قلي‌ خان‌ سبهر [11]. ونورد فيما يلي‌ مقتطفات‌ اخترناها من‌ عبارة‌ الشبلنجيّ في‌ « نور الابصار »:

 السيّدة‌ نفيسة‌ بنت‌ سيّدي‌ حسـن‌ الانـور، بن‌ السـيّد زيـد الابلَج‌ بن‌ الحسن‌ السبط‌ بن‌علی بن‌ أبي‌ طالب‌ ] عليه‌ السلام‌ [.

 أُمّها أُمّ ولد؛ تزوّج‌ بنفيسة‌ إسحاق‌ بن‌ جعفر الصادق‌ ] عليه‌ السلام‌ [، وكان‌ يُدعي‌ بإسحاق‌ المؤتمَن‌، وكان‌ من‌ أهل‌ الصلاح‌ والخير والفضل‌ والدين‌، ورُوي‌ عنه‌ الحديث‌. وكان‌ ابن‌ كاسِب‌ إذا حدّث‌ عنه‌ يقول‌: حَدَّثَنِي‌ الثِّقَةُ الرَّضِيُّ إسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ.

 وكان‌ مولد السيّدة‌ نفيسة‌ بمكّة‌ المشرّفة‌ سنة‌ خمس‌ وأربعين‌ ومائة‌، ونشأت‌ بالمدينة‌ في‌ العبادة‌ والزهادة‌، تصوم‌ النهار وتقوم‌ الليل‌. وكانت‌ لا تفارق‌ حرم‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌، وحجّت‌ ثلاثين‌ حجّة‌ أكثرها ماشية‌. وكانت‌ تبكي‌ بكاءً كثيراً وتتعلّق‌ بأستار الكعبة‌ وتقول‌:

 إلَهِي‌ وَسَيِّدِي‌ وَمَوْلاَي‌َ! مَتِّعْنِي‌ وَفَرِّحْنِي‌ بِرِضَاكَ عَنِّي‌! فَلاَ سَبَبَ لِي‌ أَتَسَبَّبْ بِهِ يَحْجُبُكَ عَنِّي‌!

 قالت‌ زينب‌ بنت‌ يحيي‌ المُتوَّج‌ وهو أخو السيّدة‌ نفيسة‌ رضي‌ الله‌ عنهم‌: خدمتُ عمّتي‌ نفيسة‌ أربعين‌ سنة‌، فما رأيتها نامتْ بليلٍ، ولا فطرتْ بنهار، فقلتُ: أما ترفقين‌ بنفسك‌؟ فقالت‌: كيف‌ أرفق‌ بنفسي‌ وقُدّامي‌ عقبات‌ لا يقطعهنّ إلاّ الفائزون‌....

 وكانت‌ لا تأكل‌ لغير زوجها شيئاً. وعن‌ زينب‌ أيضاً قالت‌: كانت‌ عمّتي‌ نفيسة‌ تحفظ‌ القرآن‌ وتفسيره‌، كانت‌ تقرأ القرآن‌ وتبكي‌ وتقول‌: إلهي‌ وسيّدي‌ يسّـر لي‌ زيـارة‌ خليلـك‌ إبراهيـم‌ عليه‌ السـلام‌، فحجّـت‌ هي‌ وزوجها إسحاق‌ المؤتمن‌ بن‌ جعفر الصادق‌، ثمّ زارت‌ قبر خليل‌ الرحمن‌ عليه‌ السلام‌، ثمّ رجعـت‌ إلی‌ مصر وسكنت‌ بالمنصوصة‌ في‌ دار أُمّ هاني‌، وكان‌ بجـوارهم‌ يهـودي‌ّ له‌ ابنة‌ مقعدة‌ لا تسـتطيع‌ القيام‌، فشـفيتْ بفضـل‌ وضوئها.

 وكان‌ قدوم‌ السيّدة‌ نفيسة‌ إلی‌ مصر سنة‌ ثلاث‌ وتسعين‌ ومائة‌علی خلاف‌ في‌ ذلك‌. وفي‌ تاريخ‌ ابن‌ خلّكان‌: دخلتْ مصر مع‌ زوجها، وقيل‌: دخلت‌ مع‌ أبيها الحسن‌... ولمّا سمع‌ أهل‌ مصر بقدومها ـ وكان‌ لها ذِكر شائع‌ عندهم‌ تلقّتها النساء والرجال‌ بالهوادج‌ من‌ العريش‌، ولم‌ يزالوا معها إلی‌ أن‌ دخلـتْ مصر، فأنـزلها عنـده‌ كبيـر التجّـار بمصـر: جمال‌ الديـن‌ عبد الله‌ بن‌ الجَصّاص‌، فنـزلت‌ عنـده‌ في‌ داره‌ وأقامـت‌ بها مـدّة‌ شـهور والناس‌ يأتون‌ إلیها أجمعون‌ من‌ سائر الآفاق‌ يتبرّكون‌ بزيارتها.

 ولمّا شاعت‌ هذه‌ الكرامة‌ بين‌ الناس‌، لم‌ يبقَ أحد إلاّ قصد زيارة‌ السيّدة‌ نفيسة‌ رضي‌ الله‌ عنها، وعظم‌ الامر وكثر الخلق‌علی بابها، فطلبتْ عند ذلك‌ الرحيل‌ إلی‌ بلاد الحجاز عند أهلها، شقّ ذلك‌علی أهل‌ مصر وسألوها في‌ الإقامة‌. فقالت‌: إنّ الناس‌ قد أكثروا من‌ المجي‌ء عندي‌ وشغلوني‌ عن‌ أورادي‌ وجمع‌ زادي‌ لمعادي‌ ] فأعطاها حاكم‌ مصر داراً واسعة‌ كانت‌ له‌، وشرط‌علی الناس‌ أن‌ لا يزوروها إلاّ يومين‌ في‌ كلّ أُسبوع‌، فقبلت‌ بذلك‌ في‌ آخر الامر، وبقيت‌ في‌ تلك‌ الدار إلی‌ أن‌ توفّيت‌ سنة‌ 208 هجريّة‌ [.

 ولمّا دخل‌ الشافعيّ مصر، كان‌ يتردّد إلیها، وكان‌ يصلّي‌ بها التراويح‌ في‌ مسجدها في‌ رمضان‌، وكان‌ يأتي‌ إلیها ويسألها الدعاء... وكان‌ الشافعيّ إذا مرض‌ يرسل‌ إلیها إنساناً من‌ أصحابه‌ يسألها الدعاء، فتدعو له‌ فلا يرجع‌ له‌ القاصد إلاّ وقد عوفي‌ من‌ مرضه‌. فلمّا مرض‌ مرضه‌ الذي‌ مات‌ فيه‌، أرسل‌ لهاعلی جاري‌ عادته‌ يلتمس‌ منها الدعاء، فقالت‌ للقاصد:

 مَتَّعَهُ اللَهُ بِالنَّظَرِ إلَی وَجْهِهِ الكَرِيمِ! فجاء القاصد له‌، فرآه‌ الشافعيّ فقال‌ له‌: ما قالت‌ لك‌؟ قال‌: قالت‌ لي‌ كيت‌ وكيت‌؛ فعلم‌ أ نّه‌ ميّت‌، فأوصي‌، وأوصي‌ أن‌ تصلّي‌ عليه‌، فلمّا توفّي‌ سنة‌ أربع‌ ومائتين‌ كما هو المشهور مرّوا به‌علی بيتها، فصلّت‌ عليه‌ مأمومةً، وكان‌ الذي‌ صلّي‌ بها إماماً أبو يعقوب‌ البويطيّ أحد أصحابه‌، وكان‌ مرور جنازة‌ الشافعيّعلی بيتها بأمر السري‌ّ [12] أمير مصر، لا نّها سألته‌ في‌ ذلك‌ إنفاذاً لوصيّة‌ الشافعي‌ّ، لا نّها كانت‌ لا تستطيع‌ الخروج‌ إلی‌ جنازته‌ لضعفها من‌ كثرة‌ العبادة‌....

 ] ثمّ يروي‌ الشبلنجيّ هنا عدّة‌ حكايات‌ عن‌ كرامات‌ السيّدة‌ نفيسة‌ في‌ حياتها ويقول‌: [ وحفرت‌ قبرها بيدها في‌ بيتها، وكانت‌ تصلّي‌ فيه‌ كثيراً وقرأت‌ فيه‌ مائة‌ وتسعين‌ ختمة‌، وفي‌ رواية‌ عنه‌ ألفي‌ ختمة‌، وقيل‌ ألفاً وتسعمائة‌.[13]

 قالت‌ زينب‌ بنت‌ أخيها: تألّمت‌ عمّتي‌ في‌ أوّل‌ يوم‌ من‌ رجب‌ وكتبت‌ إلی‌ زوجها إسحاق‌ المؤتمن‌ كتاباً، وكان‌ غائباً بالمدينة‌، تأمره‌ بالمجي‌ء إلیها، ولا زالت‌ كذلك‌ إلی‌ أوّل‌ جمعة‌ من‌ شهر رمضان‌، فزاد بها الالم‌ وهي‌ صائمة‌، فدخل‌ عليها الاطبّاء الحذّاق‌ وأشاروا عليها بالإفطار لحفظ‌ القوّة‌ لما رأوا من‌ الضعف‌ الذي‌ أصابها، فقالت‌: وا عجباه‌، لي‌ ثلاثون‌ سنة‌ أسأل‌ الله‌ عزّ وجلّ أن‌ يتوفّاني‌ وأنا صائمة‌، فأفطر! مَعَاذَ الله‌. ثمّ أنشدت‌ تقول‌:

 اصْرِفُوا عَنِّي‌ طَبِيبِي‌ وَدَعُونِي‌ وَحَبِيِبي‌               زَادَ بِي‌ شُوقاً إلیهِ وَغَرَامِي‌ فِي‌ لَهِيبِ

 طَابَ هَتْكِي‌ فِي‌ هَوَاهُ بَيْنَ وَاشٍ وَرَقِيبِ              لاَ أُبَإلی‌ بِفَوَاتٍ حِينَ قَدْ صَارَ نَصِيبِي‌

 لَيْسَ مَن‌ لاَمَ بِعَذْلٍ عَنْهُ فِيهِ بِمُصِيبِ                    جَسَدِي‌ رَاضٍ بِسُقْمِي‌ وَجُفُونِي‌ بِنَحيبِ

 قال‌ صاحب‌ « التحفة‌ الإنسيّة‌ من‌ المآثر النفيسة‌ »: ومِن‌ الناس‌ مَن‌ يري‌ أنّ هذه‌ الابيات‌ لمحمّد بن‌ إبراهيم‌ بن‌ ثابت‌ الكيزانيّ الشيعي‌ّ.

 قالت‌ زينب‌: ثمّ إنّها بقيت‌ كذلك‌ إلی‌ العشر الاواسط‌ من‌ شهر رمضان‌، فاحتضرت‌ واستفتحت‌ بقراءة‌ سورة‌ الانعام‌، فلا زالت‌ تقرأ إلی‌ أن‌ وصلت‌ إلی‌ قوله‌ تعالی‌: قُل‌ لِّلَّهِ كَتَبَ عَلَي‌' نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ[14]، ففاضت‌ روحها الكريمة‌.

 وفي‌ « دُرر الاصداف‌ » عنها: فلمّا وصلت‌ إلی‌ قوله‌ تعالی‌: لَهُمْ دَارُ السَّلَـ'مِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم‌ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [15]، غُشي‌ عليها، فضممتُها لصدري‌ فتشهَّدت‌ شهادة‌ الحقّ وقُبضت‌ رحمة‌ الله‌ عليها. ووصل‌ زوجها في‌ ذلك‌ إلیوم‌ فقال‌ إنّي‌ أحملها إلی‌ المدينة‌ وأدفنها بالبقيع‌، فاجتمع‌ أهل‌ مصر إلی‌ أمير البلد واستجاروا به‌ إلی‌ إسحاق‌ ليردّه‌ عمّا أراد فأبي‌، فجمعوا له‌ مالاً كثيراً وسق‌ بعيره‌ الذي‌ أتي‌ عليه‌ وسألوه‌ أن‌ يدفنها عندهم‌ فأبي‌، فباتوا في‌ مشقّة‌ عظيمة‌.

 فلمّا أصبحوا اجتمعوا فوجدوا منه‌ غير ما عهدوه‌ بالامس‌، فقالوا له‌: إنّ لك‌ لشأناً! قال‌: نعم‌، رأيتُ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ ] وآله‌ [ وسلّم‌ وهو يقول‌ لي‌: رُدَّ عَلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَادْفُنْهَا عِنْدَهُمْ!... فدُفنت‌ بمزار بدرب‌ السباع‌، وكان‌ يوم‌ دفنها يوماً مشهوداً، وأتوها من‌ البلاد والنواحي‌ يصلّون‌ عليها بعد دفنها، وأُوقدت‌ الشموع‌ تلك‌ الليلة‌، وسُمع‌ البكاء من‌ كلّ دارٍ بمصر، وعظم‌ الاسف‌ عليها.

 الرجوع الي الفهرس

القصائد التی أنشدت فی السیدة نفیسة

 قال‌ الدميري‌ّ: السيّدة‌ نفيسة‌ رضي‌ الله‌ عنها، كانت‌ أُمّيّة‌ لا تقرأ شيئاً، إلاّ أ نّها سمعت‌ الحديث‌ كثيراً وكانت‌ من‌ أهل‌ الخير والصلاح‌، وكانت‌ في‌ آخر عمرها إذا عجزت‌ عن‌ الصلاة‌ قائمةً، صلّت‌ قاعدة‌. وكانت‌ من‌ كثرة‌ الصيام‌ والقيام‌ ضعف‌ قواها. وزار قبرها جماعة‌ من‌ الاولياء والصلحاء، كالاُستاذ الكبير أبي‌ الفيض‌ تومان‌، ذي‌ النون‌ المصريّ، ابن‌ إبراهيم‌ الإخميميّ أحد رجال‌ الطريقة‌ المعتبرين‌، و أبي‌ الحسن‌ الدينوريّ، و أبي‌ عليّ الرودباريّ، و أبي‌ بكر أحمد بن‌ نصر الدقّاق‌، و بنان‌ بن‌ أحمد بن‌ محمّد بن‌ سعيد الحمّال‌ الواسطيّ، و شقران‌ بن‌ عبد الله‌ المغربيّ، و إدريس‌ بن‌ يحيي‌ الخولانيّ، و الفضل‌ بن‌ فضالة‌، و القاضي‌ بكار بن‌ قتيبة‌، و إسماعيل‌ المزنيّ صاحب‌ الإمام‌ الشافعي‌ّ، و عبد الله‌ بن‌ عبد الحكم‌ بن‌ أعين‌ بن‌ ليث‌ بن‌ رافع‌ المصريّ وولده‌ الإمام‌ محمّد صاحب‌ « تاريخ‌ مصر »، و عبد الرحمن‌ بن‌ الحكم‌ والإمام‌ أبو يعقوب‌ البويطي‌ّ، و الربيع‌ بن‌ سليمان‌ المراديّ ممّن‌ لا يحصي‌ عددهم‌ إلاّ الله‌.

 ثمّ يذكر الشبلنجي‌ّ هنا زيارة‌ لها، من‌ جملتها:

 يَا بَنِي‌ الزَّهْرَاءِ وَالنُّورِ الَّذِي‌                     ظَنَّ مُوسَي‌ أَ نَّهُ نَارُ قَبَسْ

 لاَ أُوإلی‌ قَطُّ مَنْ عَادَاكُمُ             إنَّهُمْ آخِرُ سَطْرٍ فِي‌ عَبَسْ

 ويشير في‌ البيت‌ الثاني‌ أنّ أعداء آل‌ محمّد وبني‌ فاطمة‌ هم‌ تحقيقاً من‌ الكفّار والفجّار، لانّ الآية‌ الاخيرة‌ في‌ سورة‌ عبس‌ تقول‌: أُولَـ'´نءِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ.

 ثمّ ينقل‌ قصيدتين‌ في‌ هذه‌ السيّدة‌ الجليلة‌ لبعض‌ الفضلاء، تبدأ أولاهما بهذه‌ الابيات‌:

 يَا مَنْ لَهُ فِي‌ الكَوْن‌ مِنْ حَاجَةٍ                عَلَيْكَ بِالسَّيِّدَةِ الطَّاهِرَة‌

 نَفِيسَة‌ وَالمُصْطَفي‌ جَدُّهَا                      أَسْرَارُهَا بَيْنَ الوَرَي‌ ظَاهِرَة‌

 فِي‌ الشَّرْقِ وَالغَرْبِ لَهَا شُهْرَةٌ               أَنْوَارُهَا سَاطِعَةٌ بَاهِرَة‌

 كَمْ مِن‌ كَرَامَاتٍ لَهَا قَدْ بَدَتْ                     وَكَمْ مَقَامَاتٍ لَهَا فَاخِرَة‌

 إلی‌ أن‌ يصل‌ إلی‌ هذه‌ الابيات‌، حيث‌ يقول‌:

 عَابِدَةٌ زَاهِدَةٌ جَامِعَةٌ                   لِلْخَيْرِ فِي‌ الدُّنْيَا وَفِي‌ الآخِرَة‌

 فِي‌ كُلِّ قُطْرٍ قَدْ سَمَا ذِكْرُهُا                   عَالِمَةٌ فَائِقَةٌ مَاهِرَة‌

 يُسْقَي‌ بِهَا الغَيْثُ إذَا مَا القُرَي                ‌ قَدْ أَجْدَبَتْ مِنْ سَحْبِهَا المَاطِرَة‌

 سُبْحَانَ مَنْ أَعْلَي‌ لَهَا قَدْرَهَا                   لاِ نَّهَا بَيْنَ الوَرَي‌ نَادِرَة‌

 قال‌ المقريزيّ: قبر السيّدة‌ نفيسة‌ أحد المواضع‌ المعروفة‌ بإجابة‌ الدعاء بمصر... ولم‌ يزل‌ المصريّون‌ ممّن‌ أصابته‌ مصيبة‌، أو لحقته‌ فاقة‌ أو جائحة‌ يمضون‌ إلی‌ أحدها فيدعون‌ الله‌ تعالی‌ فيستجيب‌ لهم‌.[16]

 وقد اخترنا هذه‌ المطالب‌ عن‌ السيّدة‌ نفيسة‌ من‌ كتاب‌ « نور الابصار » من‌ بين‌ جميع‌ الكتب‌ التي‌ تحدّثت‌ عنها، لا نّه‌ كان‌ أكثر منها شمولاً وإحاطة‌ بحيث‌ لم‌ تزد الكتب‌ الاُخري‌ عليه‌ شيئاً. بَيدَ أ نّه‌ يجب‌ العلم‌ بأ نّنا اختصرنا مطالب‌ هذا الكتاب‌ واكتفينا بنقل‌ المطالب‌ الاساسيّة‌.

 ولقد كان‌ قصـدنا من‌ ذكـر هذه‌ المخـدّرة‌ الجليلة‌، أُنسـها ومعرفتها بالقرآن‌ الكريم‌، وهو أمر شيّق‌ أكثر من‌ سواه‌، لانّ من‌ المسلّم‌ أ نّها كانت‌ تحفظ‌ القرآن‌علی الرغم‌ من‌ كونها أُمّيّة‌ حسب‌ نقل‌ المقريزيّ. وباعتبار انحدارها من‌ سلالة‌ البيت‌ الطاهر، ومعرفتها بالحديث‌ والتفسير، وكون‌ العربيّة‌ لغتها الاُمّ، فإنّها كانت‌ ـعلی وجه‌ التحقيق‌ تقرأ القرآن‌ عن‌ تبصّر، فيؤثّر في‌ روحها، وكانت‌ جذبات‌ الشوق‌ والعشق‌ الإلهيّ تكتنفها حال‌ قراءتها للقرآن‌، فتغفل‌ عن‌ نفسها وتتّحد بخالقها، وكانت‌ تلك‌ الحالات‌ البديعة‌ في‌ عالم‌ التوحيد تستدعي‌ ظهور الكرامات‌، وتحيّر الاعلام‌ والاعيان‌ الذين‌ كانوا يعرفونها.

 ويجب‌ ألاّ يُتعجّب‌ من‌ كثرة‌ ختمها للقرآن‌، فقد كانت‌ حافظة‌ للقرآن‌، ومَن‌ يحفظ‌ القرآن‌ يمكنه‌ أن‌ يختمه‌ في‌ مدّة‌ ثمان‌ أو عشر ساعات‌.

 وقد سمعتُ حين‌ كنت‌ أدرس‌ في‌ النجف‌ الاشرف‌ بأنّ آية‌ الله‌ الحاجّ الميرزا مهدي‌ الشيرازيّ أعلي‌ الله‌ مقامه‌ ـ وكان‌ ساكناً في‌ كربلاء المقدّسة‌، وكان‌ يحفظ‌ القرآن‌ ـ كان‌ يغتسل‌ في‌ بعض‌ أيّام‌ شهر رمضـان‌، ويتشـرّف‌ بالذهاب‌ إلی‌ الحرم‌ المطهّر، فيختم‌ القرآن‌ من‌ الصبح‌ إلی‌ العصر، ثمّ يعود.

 الرجوع الي الفهرس

الحسن بن زید بن الحسن، و أبوه زید بن الحسن، من المرفوضین

 وهذه‌ المقامات‌ العإلیة‌ ليست‌ بعيدة‌ عن‌ مثل‌ السيّدة‌ نفيسة‌، فإنّها لمّا ولهت‌ بالله‌ تعالی‌ ونست‌ ما سواه‌، فإنّ الله‌ تعالی‌ قد أنعم‌ عليها بتلك‌ المقامات‌، يُضاف‌ إلی‌ ذلك‌ أن‌ زوجها كان‌ ابناً للإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ بلا فصل‌، وكان‌ أصحاب‌ الرواية‌ والرجال‌ يدعونه‌ بالمؤتَمَن‌. وكان‌ يقول‌ بإمامة‌ أخيه‌ الإمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر عليهما السلام‌.

 أمّا عن‌ والد نفيسة‌: الحسن‌، فلا يُذكر بخير، وقد عدّه‌ الشيخ‌ الطوسيّ في‌ رجاله‌ من‌ أضعف‌ الضعفاء. وقال‌ عنه‌ مؤلّف‌ « عمدة‌ الطالب‌ »: كان‌ الحسن‌ بن‌ زيد بن‌ الحسـن‌ بن‌علی أمير المدينة‌ من‌ قِبل‌ الدوانيقي‌ّ، وعيناً له‌علی غير المدينة‌ أيضاً. وكان‌ مظاهراً لبني‌ العبّاس‌علی بني‌ عمّه‌ الحسن‌ المثنّي‌، وهو أوّل‌ من‌ لبس‌ السواد من‌ العلويّين‌... وروي‌ في‌ المناقب‌ عن‌ المفضّل‌ بن‌ عمر قال‌: وجّه‌ المنصور إلی‌ الحسن‌ بن‌ زيد، وهو وإلیه‌علی الحرمَين‌، أن‌ أحرق‌علی جعفر ( الصادق‌ عليه‌ السلام‌ ) داره‌ ». [17]

 أمّا جدّ السيّدة‌ نفيسة‌، وهو زيد بن‌ الحسن‌ بن‌علی ـ وقد ظنّه‌ المامقاني‌ّ اشتباهاً زيد بن‌ الحسن‌ بن‌ الحسن‌ بن‌علی فكان‌ أسوأ من‌ ابنه‌ الحسن‌. وقد نقل‌ صاحب‌ « تنقيح‌ المقال‌ » حديثاً طويلاً عن‌ « بحار الانوار » عن‌ « الخرائج‌ والجرائح‌ » للراونديّ، عن‌ أبي‌ بصير، عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ أمر مخاصمة‌ زيد بن‌ الحسن‌ مع‌ زيد بن‌ عليّ بن‌ الحسين‌، ومع‌ الباقر عليه‌ السلام‌، وهو الذي‌ سبّب‌ قتل‌ الباقر عليه‌ السلام‌ واستشهاده‌ بسرجٍ مسمومٍ كان‌ قد جلبه‌ معه‌ من‌ الشام‌. [18]

 أجل‌، فقد كان‌ كثير من‌ أولاد الائمّة‌ يأبون‌ القبول‌ بولاية‌ أخيهم‌ الإمام‌ بالحقّ، مدفوعين‌ بالغرور والكِبَر، أو الإقرار بإمامة‌ عمّهم‌ أو ابن‌ أخيهم‌، نظير محمّد بن‌ إسماعيل‌[19] الذي‌ اشترك‌ في‌ قتل‌ موسي‌ بن‌ جعفر بسعايته‌ به‌ لدي‌ هارون‌، ونظير جعفر بن‌ عليّ الذي‌ لُقّب‌ بالكذّاب‌.

 بَيدَ أنّ فساد الاب‌ والجدّ ليس‌ موجباً لفساد السيّدة‌ نفيسة‌؛ وآية‌: تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ [20] هي‌ آية‌ نتلوها كلّ يوم‌. والله‌ سبحانه‌ ليس‌ له‌ مع‌ أحدٍ قرابة‌، فمن‌ كان‌ عمله‌ صالحاً، كان‌ من‌ أصحاب‌ الجنّة‌، وربّما كانت‌ علّة‌ هجرة‌ السيّدة‌ نفيسة‌ إلی‌ مصر، وإقامتها سنوات‌ مديدة‌ في‌ بلاد الغُربة‌ بعيدة‌ عن‌ وطنها المدينة‌، كامنةً في‌ الابتعاد عن‌ محيط‌ تنافس‌ الآباء والارحام‌، واختياراً منها للخلوة‌ للعبادة‌ وتلاوة‌ كلام‌ الله‌ تعالی‌.

 ويتّضح‌ ممّا أوردناه‌ عن‌ السيّدة‌ نفيسة‌، أ نّها كانت‌ جامعةً للقرآن‌ كلّه‌، لانّ العلم‌ بالقرآن‌ ليس‌ بحيازة‌ المرء لمصحف‌ في‌ بيته‌ أو اصطحابه‌ معه‌ مصحفاً يمكنه‌ أن‌ يقرأه‌ قراءة‌ صحيحة‌ بصوتٍ حسن‌ جميل‌؛ وليس‌ بأن‌ يتمكّن‌ المرء من‌ العثورعلی الآية‌ التي‌ يشاء اعتماداًعلی كشف‌ الآيات‌؛ بل‌ بأن‌ يتمكّن‌ المرء أن‌ يقرأ متي‌ شاء أيّ مطلبٍ في‌ القرآن‌ الكريم‌ عن‌ حفظ‌، وأن‌ يعلم‌ تفسيره‌. وكان‌ مَن‌ يتعلّم‌ قدراً من‌ القرآن‌علی هذا النحو في‌ زمن‌ النبي‌ّ الاكرم‌ يُعتبر عالِماً بهذا المقدار من‌ القرآن‌ وجامعاً له‌، وليس‌ لاكثر منه‌.

 روي‌ الكلينيّ في‌ « الكافي‌ » عن‌ منصور، عن‌ أبي‌ عبد الله‌ ( الصادق‌ ) عليه‌ السلام‌ قال‌: سمعتُ أبي‌ عليه‌ السلام‌ يقول‌: قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ] وَ سَلَّمَ [: خَتْمُ القُرْآنِ إلَی حَيْثُ تَعْلَمُ. [21]

 وعلي‌ هذا، فإنّ ختم‌ القرآن‌ مِن‌ قِبل‌ أيّ فرد، هو بمقدار ما يعلم‌ قراءته‌ من‌ القرآن‌. وقد كانت‌ السيّدة‌ نفيسة‌ تختم‌ جميع‌ القرآن‌، وعلي‌ أحسن‌ وجه‌ ونحوٍ، عن‌ حفظ‌، مع‌ لحاظ‌ المعني‌ والتفسير، فَيَا لَهَا مِنْ مَنْقَبَةٍ عَظِيمَةٍ.

 أجل‌، فقد كانت‌ قصّة‌ هذه‌ السيّدة‌ المعظّمة‌ خاتمة‌ كتاب‌ « نور ملكوت‌ القرآن‌ » الذي‌ بلغ‌ أربعة‌ أجزاء، والامل‌ يحدونا بأن‌ تمنّ علينا وعلي‌ قارئي‌ كتابنا ببركات‌ نفسها القدسيّة‌.

 الرجوع الي الفهرس

القرآن هدی من الضلالة

 يروي‌ الكلينيّ في‌ « الكافي‌ » بسنده‌ المتّصل‌ مرفوعاً عن‌ أبي‌ عبد الله‌ ( الصادق‌ ) عليه‌ السلام‌ قال‌:

 لاَ وَاللَهِ! لاَ يَرْجِعُ الاَمْرُ وَالخِلاَفَةُ إلَی آلِ أَبِي‌ بَكْرٍ وَعُمَرَ أَبَداً، وَلاَ إلَی بَنِي‌ أُمَيَّةَ أَبَداً، وَلاَ فِي‌ وُلْدِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ أَبَداً! وَذَلِكَ أَ نَّهُمْ نَبَذُوا القُرْآنَ وَأَبْطَلُوا السُّنَنَ وَعَطَّلُوا الاَحْكَامَ. وَقَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ] وَسَلَّمَ [: القُرآنُ هُديً مِنَ الضَّلاَلَةِ، وَتِبْيَانٌ مِنَ العَمَي‌، وَاسْتِقَالَةٌ مِنَ العَثْرَةِ، وَنُورٌ مِنَ الظُّلْمَةِ، وَضِيَاءٌ مِنَ الاَحْدَاثِ، وَعِصْمَةٌ مِنَ الهَلَكَةِ، وَرُشْدٌ مِنَ الغَوَايَةِ، وَبَيَانٌ مِنَ الفِتَنِ، وَبَلاَغٌ مِنَ الدُّنْيَا إلَی الآخِرَةِ؛ وَفِيهِ كَمَالُ دِينِكُمْ، وَمَا عَدَلَ أَحَدٌ عَنِ القُرْآنِ إلاَّ إلَی النَّارِ. [22]

 وللّه‌ الحمد وله‌ المنّة‌ فقد انتهي‌ الجزء الرابع‌ من‌ كتاب‌ « نور ملكوت‌ القرآن‌ » من‌ دورة‌ أنوار الملكوت‌، من‌ دورة‌ العلوم‌ والمعارف‌ الإسلاميّة‌ صباح‌ يوم‌ الاربعاء الثاني‌ والعشرين‌ من‌ شهر ربيع‌ الثاني‌ لسنة‌ ألف‌ وأربعمائة‌ وعشرة‌ هجريّة‌ قمريّة‌علی يد الحقير الفقير المسكين‌ المستكين‌ إلی‌ الله‌: السيّد محمّد الحسين‌ الحسينيّ الطهّرانيّ في‌ بلدة‌ المشهد الرضويّ المقدّسة‌علی ثاويها آلاف‌ التحيّة‌ والإكرام‌. وله‌ الحمد في‌ الاُولي‌ والآخرة‌، وآخر دعوانا أن‌ الحمد للّه‌ ربّ العالمين‌، وصلّي‌ الله‌علی سيّدنا ونبيّنا محمّدٍ وعلي‌ آله‌ الطيّبين‌ الطاهرين‌، ولعنة‌ الله‌علی أعدائهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ إلی‌ قيام‌ يوم‌ الدين‌.

 الرجوع الي الفهرس

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

إرجاعات


[1] ـ أوردنا فقرات‌ من‌ دعاء ختم‌ القرآن‌ من‌ «الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌» في‌ الجزء الثالث‌، البحث‌ السادس‌؛ وأوردنا فقرات‌ أُخري‌ في‌ الجزء الرابع‌، البحث‌ الحادي‌ عشر من‌ هذه‌ الدورة‌.

[2] ـ الدعاء الثاني‌ والاربعون‌ من‌ «الصحيفة‌ الكاملة‌ السجّاديّة‌».

[3] ـ يقول‌: «إنّ الحبّ الذي‌ يكون‌ لاجل‌ الزخارف‌ ليس‌ حبّاً، وسيعقب‌ عاراً وشناراً».

[4] ـ «الاءتقان‌» ج‌ 1، ص‌ 91، الطبعة‌ الاُولي‌.

[5] ـ «وفيّات‌ الاعيان‌ و أبناءِ أبناء الزمان‌» ج‌ 5، ص‌ 423، رقم‌ 767، طبعة‌ دار صادر، بيروت‌، تحقيق‌ الدكتور إحسان‌ عبّاس‌، تحت‌ عنوان‌ «السيّدة‌ نفيسة‌»؛ و: ج‌ 3، ص‌ 86، طبعة‌ بولاق‌، مصر.

[6] ـ «نور الابصار في‌ مناقب‌ آل‌ بيت‌ النبي‌ّ المختار» ص‌ 188 إلي‌ 194، الطبعة‌ الاُولي‌، مصر.

[7] ـ «إسعاف‌ الراغبين‌» المطبوع‌ بهامش‌ «نور الابصار»، ص‌ 212 إلي‌ 215.

[8] ـ «الخطط‌ المقريزيّة‌» في‌ أخبار إقليم‌ مصر والنيل‌ وذكر القاهرة‌، ج‌ 2، ص‌ 440 إلي‌ 442، طبعة‌ بيروت‌.

[9] ـ «رياحين‌ الشريعة‌» في‌ ترجمة‌ عالمات‌ نساء الشيعة‌، ج‌ 5، ص‌ 85 إلي‌ 96.

[10] ـ «منتهي‌ الآمال‌»، ج‌ 2، ص‌ 108، في‌ أحوال‌ ولد الاءمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، بمناسبة‌ ذكر زوجها: إسحاق‌ بن‌ جعفر؛ الطبعة‌ الحروفيّة‌، المكتبة‌ الاءسلاميّة‌.

[11] ـ «ناسخ‌ التواريخ‌» تأليف‌ ابن‌ الميرزا محمّد تقي‌ سبهر، ج‌ 3، ص‌ 116 إلي‌ 133؛ تأريخ‌ الاءمام‌ موسي‌ بن‌ جعفر عليهما السلام‌، الطبعة‌ الحروفيّة‌، المكتبة‌ الاءسلاميّة‌.

[12] ـ كان‌ حاكم‌ مصر عند ورود السيّدة‌ نفيسة‌ يدعي‌ السَّريّ، و قد توفّي‌ في‌ نفس‌ سنة‌ وفاة‌ الشافعيّ ـأي‌ في‌ سنة‌ 204 ـ فصار الامر إلي‌ ابنه‌ من‌ بعده‌ عبد الله‌.

[13] ـ ولا تُستبعد هذه‌ الكرامات‌ من‌ هذه‌ المخدّرة‌ مع‌ هذا الوله‌ بالقرآن‌ الكريم‌، لانّ القرآن‌ نور، وآثار النور موجودة‌ في‌ القرآن‌ وفي‌ قارئه‌.

 روي‌ الحرّ العامليّ في‌ «وسائل‌ الشيعة‌» ج‌ 4، ص‌ 851، الطبعة‌ الحروفيّة‌، عن‌ رجال‌ الكشّيّ مسنداً عن‌ أبي‌ هارون‌ قال‌: كنتُ ساكناً في‌ دار الحسن‌ بن‌ الحسين‌، فلمّا علم‌ بانقطاعي‌ إلي‌ أبي‌ جعفر (الباقر) وأبي‌ عبد الله‌ (الصادق‌) عليهما السلام‌ أخرجني‌ من‌ داره‌. قال‌: فمرّ بي‌ أبو عبد الله‌ عليه‌ السلام‌ فقال‌: يا با هارون‌! بلغني‌ أنّ هذا أخرجك‌ من‌ داره‌؟ قلتُ: نعم‌. قال‌: بلغني‌ أ نّك‌ كنت‌ تكثر فيها كتاب‌ الله‌، وَالدَّارُ إذَا تُلِي‌َ فِيهَا كِتَابُ اللَهِ كَانَ لَهَا نُورٌ سَاطِعٌ فِي‌ السَّمَاءِ وَتُعْرَفُ مِنْ بَيْنِ الدُّورِ.

[14] ـ مقطع‌ من‌ الآية‌ 12، من‌ السورة‌ 6: الانعام‌.

[15] ـ الآية‌ 127، من‌ السورة‌ 6: الانعام‌.

[16] ـ «نور الابصار» للشبلنجي‌ّ، ص‌ 188 إلي‌ 194، الطبعة‌ الاُولي‌، القاهرة‌.

[17] ـ «تنقيح‌ المقال‌» ج‌ 1، ص‌ 280، الطبعة‌ الحجريّة‌.

[18] ـ «تنقيح‌ المقال‌» ج‌ 1، ص‌ 462، رقم‌ 4412، وقد سمّاه‌ المامقانيّ زيد بن‌ الحسن‌ ابن‌ الحسن‌ بن‌ علي‌ّ، وهو خطأ مُحرز. لان‌ الحسن‌ بن‌ الحسن‌ هو الحسن‌ المثنّي‌. وهذا الاخير لم‌ يكن‌ له‌ ولد يُدعي‌ زيداً، والكلام‌ إنّما هو عن‌ زيد بن‌ الحسن‌ بن‌ علي‌ّ.

[19] ـ ذكره‌ المرحوم‌ المحدِّث‌ القمّيّ في‌ «منتهي‌ الآمال‌» ج‌ 2، ص‌ 143، في‌ أحوال‌ الاءمام‌ الكاظم‌ عليه‌ السلام‌ باسم‌ علي‌ّ بن‌ إسماعيل‌ بن‌ جعفر، وذكر أنّ اسمه‌ في‌ا لنسخة‌ البدل‌ هو محمّد، وهو سهوٌ يقيناً. بل‌ اسمه‌ محمّد بن‌ إسـماعيل‌. ويذكـر الحقيـر أنّ العلاّمة‌ محمّد القزويني‌ّ كان‌ قد صرّح‌ بهذا المطلب‌ في‌ بعض‌ تأليفاته‌. يقول‌ القزوينيّ في‌ الجزء الاوّل‌، ص‌ 65 من‌ كتاب‌ «يادداشتهاي‌ قزويني‌» (= يوميّات‌ القزويني‌ّ) وفي‌ خصوص‌ محمّد بن‌ إسماعيل‌ وسعايته‌ بالكاظم‌ عليه‌ السلام‌ لدي‌ الرشيد، فمضافاً إلي‌ ما نُقل‌ في‌ «عمدة‌ الطالب‌»، فقد ورد في‌ «أُصول‌ الكافي‌» في‌ ترجمة‌ الكاظم‌ عليه‌ السلام‌ حديث‌ مفصّل‌ في‌ هذا الشأن‌. والظاهر أ نّي‌ رأيتُ في‌ رجال‌ الاستراباديّ أ نّه‌ ينسب‌ هذه‌ الواقعة‌، أي‌ السعاية‌ بالكاظم‌ عليه‌ السلام‌ إلي‌ عليّ بن‌ إسماعيل‌ بدلاً من‌ محمّد بن‌ إسماعيل‌، وهو سهوٌ ظاهر. وعلي‌ أيّة‌ حال‌، يُراجع‌ كتاب‌ الرجال‌ المذكور ـ انتهي‌.

[20] ـ مقطع‌ من‌ الآية‌ 27، من‌ السورة‌ 3: آل‌ عمران‌.

[21] ـ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 613، كتاب‌ فضل‌ القرآن‌، طبعة‌ المطبعة‌ الحيدريّة‌.

[22] ـ «أُصول‌ الكافي‌» ج‌ 2، ص‌ 600.

 الرجوع الي الفهرس

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com