بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الاسلام / المجلد الثالث عشر / القسم الخامس عشر: عصمة العترة

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

روايات‌ الخاصّة‌ والعامّة‌ في‌ تعيين‌ الائمّة‌ الاثني‌ عشر

 أمّا الدليل‌ الثاني‌ فالاحاديث‌ التي‌ رواها الشيعة‌ والعامّة‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌، وفسّر فيها هذه‌ الفقرة‌ ذاكراً علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌، والصدِّيقة‌ الكبري‌، والحسنين‌، ثمّ الائمّة‌ التسعة‌ بأسمائهم‌ وعلاماتهم‌ أو بنحو مجمل‌ حتّي‌ المهدي‌ّ قائم‌ آل‌ محمّد علیهم‌ السلام‌.

 هذه‌ الاحاديث‌ التي‌ وصلت‌ عن‌ طريق‌ الفريقين‌ بسند صحيح‌ الصدور مقطوع‌ فيه‌ كثيرة‌ ورائعة‌ جدّاً. ونشير فيما يأتي‌ إلی بعضها الوارد عن‌ طريق‌ العامّة‌. وهي‌ تُقسم‌ إلی ثلاثة‌ أقسام‌: الاوّل‌: الاحاديث‌ التي‌ جاء فيها ذكر اثني‌ عشر خليفة‌، أو عدد نقباء بني‌ إسرائيل‌. الثاني‌: الاحاديث‌ التي‌ عدّت‌ الائمّة‌ علیهم‌ السلام‌ حتّي‌ الإمام الثاني‌ عشر. الثالث‌: الاحاديث‌ التي‌ ذكرت‌ أسماءهم‌ أو ألقابهم‌ وخصائص‌ كلّ واحد منهم‌.

 أمّا من‌ القسم‌ الاوّل‌: فحديث‌ البخاري‌ّ إذ روي‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ جابر بن‌ سمرة‌ قال‌: سمعتُ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ يقول‌: يَكُونُ اثْنَا عَشَرَ أمِيراً. فَقَالَ كَلِمَةً لَمْ أَسْمَعَهَا، فَقَالَ أَبِي‌: إنَّهُ قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ. [1]

 وروي‌ مسلم‌ القُشَيْري‌ّ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ الحَصِين‌، عن‌ جابر بن‌ سمرة‌ قال‌: كنت‌ مع‌ أبي‌ عند النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ فسمعته‌ يقول‌: إنَّ هَذَا الاَمْرَ لاَ يَنْقَضِي‌ حَتَّي‌ يَمْضِي‌ فِيهِمُ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفةً. قَالَ: ثُمَّ تَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ خَفِي‌َ عَلَی‌َّ. فَقُلْتُ لاِبِي‌: مَا قَالَ ؟! قَالَ: كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ. [2]

 وذكره‌ الحمّوئي‌ّ في‌ « فرائد السمطين‌ »، [3] كما أورده‌ بثلاثة‌ أسناد أُخري‌ عن‌ مسلم‌ بلفظ‌ يماثل‌ هذا اللفظ‌. وكلّها عن‌ مسلم‌ القُشَيري‌ّ. [4]

 وأورده‌ الحاكم‌ في‌ مستدركه‌ بسندين‌: أحدهما عن‌ عون‌ بن‌ جُحَيفة‌، عن‌ أبيه‌. والآخر عن‌ الشَّعبي‌ّ، عن‌ جابر بلفظ‌ يشبه‌ هذا المضمون‌. [5]

 ونقله‌ القندوزي‌ّ عن‌ كتاب‌ « جمع‌ الفوائد » عن‌ جابر بن‌ سمرة‌ مرفوعاً وقال‌: رواه‌ الشيخان‌ ( البُخاري‌ّ ومسلم‌ )، والترمذي‌ّ، وأبو داود بلفظه‌. [6]

 أمّا القسم‌ الثاني‌ من‌ الاحاديث‌ التي‌ تبيّن‌ عددهم‌ بلفظ‌ أَوَّلُهُمْ عَلَی ثُمَّ الحَسَنُ ثُمَّ الحُسَيْنُ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ باختلاف‌ المضامين‌ والعبارات‌ فهي‌ كثيرة‌:

 روي‌ الشيخ‌ الصدوق‌ في‌ « عيون‌ أخبار الرضا علیه‌ السلام‌ » عن‌ الصادق‌ جعفر بن‌ محمّد، عن‌ أبيه‌ محمّد بن‌ علی‌ّ، عن‌ أبيه‌ علی‌ّ بن‌ الحسين‌، عن‌ أبيه‌ الحسين‌ بن‌ علی‌ّ قال‌: سُئل‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ عن‌ معني‌ قول‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌: إنِّي‌ مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌ ؛ مَنِ العِتْرَةُ ؟

 قال‌: أَنَا وَالحَسَنُ وَالحُسَيْنُ وَالائمَّةُ التِّسْعَةُ ؛ تاسِعُهُمْ مَهْدِيُّهُمْ وَقَائِمُهُمْ، لاَ يُفَارِقُونَ كِتَابَ اللَهِ وَلاَ يُفَارِقُهُمْ حَتَّي‌ يَرِدُوا عَلَی‌ رَسُولِ اللَهِ حَوْضَهُ. [7]

 وروي‌ الحمّوئي‌ّ في‌ « فرائد السمطين‌ » بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ إبراهيم‌ بن‌ عمر اليماني‌ّ، عن‌ أبي‌ الطفيل‌، عن‌ أبي‌ جعفر علیه‌ السلام‌ قال‌: قال‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ لامير المؤمنين‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌: اكتب‌ ما أُملي‌ علیك‌ ! قال‌: يا نبِي‌َّ الله‌ ! وتخاف‌ عَلَی‌َّ النسيان‌ ؟ فقال‌: لستُ أخاف‌ علیك‌ النسيان‌، وقد دعوت‌ الله‌ عزّ وجلّ أن‌ يحفظك‌ ولا يُنسيك‌ ! ولكن‌ اكتب‌ لشركائك‌ ! قال‌: ومَن‌ شركائي‌ يا نبي‌ّ الله‌ ؟!

 قال‌: الائمّة‌ من‌ ولدك‌ بهم‌ يسقي‌ أُمّتي‌ الغيث‌، وبهم‌ يستجاب‌ دعاؤهم‌، وبهم‌ يصرف‌ الله‌ عنهم‌ البلاء، وبهم‌ تنزل‌ الرحمة‌ من‌ السماء، وَهَذَا أَوَّلُهُمْ. وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إلَی الحَسَنِ ثُمَّ أَوْمَأَ بِيَدِهِ إلَی الحُسَيْنِ عَلَیهِمَا السَّلاَمُ. ثُمَّ قَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ: الائِمَّةُ مِنْ وُلْدِهِ. [8]

 وذكره‌ الشيخ‌ الصدوق‌ في‌ أماليه‌. [9]

 وروي‌ الحمّوئي‌ّ في‌ « فرائد السمطين‌ » بسنده‌ المتّصل‌، عن‌ أبي‌ جعفر محمّد بن‌ علی‌ّ بن‌ بابويه‌، عن‌... عن‌ مجاهد، عن‌ ابن‌ عبّاس‌ قال‌: قدم‌ يهودي‌ّ علی‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ يقال‌ له‌: نعثل‌. فقال‌ له‌: يا محمّد ! إنّي‌ أسألك‌ عن‌ أشياء تلجلج‌ في‌ صدري‌ منذ حين‌، فإن‌ أجبتني‌ عنها، أسلمتُ علی‌ يدك‌.

 وسأله‌ اليهودي‌ّ عن‌ ربّه‌، وصفاته‌، وعن‌ وصيّه‌، فأجابه‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ مفصّلاً، وممّا قاله‌ في‌ وصيّه‌: نَعَمْ إنَّ وَصِيَّي‌ وَالخَلِيفَةَ مِنْ بَعْدِي‌ علی بْنُ أَبِي‌ طَالِبٍ عَلَیهِ السَّلاَمُ. وَبَعْدَهُ سِبْطَايَ: الحَسَنُ ثُمَّ الحُسَيْنُ. يَتْلُوهُ تِسْعَةٌ مِنْ صُلْبِ الحُسَيْنِ أَئمَّةٌ أَبْرَارٌ.

 وقال‌ نعثل‌ اليهودي‌ّ: يَا مُحَمَّدُ ! فسمِّهم‌ لي‌ ! فقال‌ رسول‌ الله‌: نَعَمْ، إذَا مَضَي‌ الحُسَيْنُ فَابْنُهُ علی‌ٌّ، فَإذَا مَضَي‌ علی‌ٌّ فَابْنُهُ مُحَمَّدٌ، فَإذَا مَضَي‌ مُحَمَّدٌ فَابْنُهُ جَعْفَرٌ، فَإذَا مَضَي‌ جَعْفَرٌ فَابْنُهُ مُوسَي‌، فَإذَا مَضَي‌ مُوسَي‌ فَابْنُهُ علی‌ٌّ، فَإذَا مَضَي‌ علی‌ٌّ فَابْنُهُ مُحَمَّدٌ، ثُمَّ ابْنُهُ الحَسَنُ، ثُمَّ الحُجَّةُ بْنُ الحَسَنِ. فَهَذِهِ اثْنَا عَشَرَ أئِّمَةً [10] عَدَدَ نُقَبَاءِ بَنِي‌ إسرائيلَ.

 ثمّ سأله‌ عن‌ مكانهم‌ في‌ الجنّة‌، فأجابه‌ النبي‌ّ. وسأله‌ عن‌ غيبة‌ الإمام القائم‌ علیه‌ السلام‌ الطويلة‌، فأجابه‌ أيضاً وبيّن‌ بعض‌ التفاصيل‌ في‌ ظهوره‌. فأسلم‌ اليهودي‌ّ وأنشد أبياتاً رائعة‌ جذّابة‌. [11]

 ذكر هذا الحديث‌ كلّه‌ علی‌ّ بن‌ محمّد الخزّاز في‌ كتاب‌ نصوصه‌ المسمّي‌: « كفاية‌ الاثر ». [12]

 وأورده‌ البحراني‌ّ مفصّلاً في‌ « غاية‌ المرام‌ ». [13] وهو في‌ « كفاية‌ الاثر ». [14] ورواه‌ القندوزي‌ّ مفصّلاً عن‌ « فرائد السِّمطين‌ » [15].

 وروي‌ الحمّوئي‌ّ في‌ « فرائد السمطين‌ » حديث‌ مناشدة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ واحتجاجه‌ المفصّل‌ في‌ المسجد النبوي‌ّ أيّام‌ حكومة‌ عثمان‌، وذلك‌ بسند عبد الحميد بن‌ فخّار بن‌ مَعْد بن‌ فخّار الموسوي‌ّ متّصلاً حتّي‌ يصل‌ إلی سُلَيم‌ بن‌ قيس‌ الهلإلی عن‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌. ويعرض‌ هذا الحديث‌ مناقب‌ الإمام وفضائله‌ مفصّلاً. ولاهمّيّة‌ النظر فيه‌، ها نحن‌ نذكر فيما يأتي‌ عدداً من‌ فقراته‌ التي‌ تنصّ علی‌ الائمّة‌ الاثني‌ عشر:

 الاُولي‌: تخصّ آية‌ التطهير حين‌ سألْت‌ أُمُّ سلمة‌ رسول‌ الله‌ قائلة‌: وأَنا يا رسول‌ الله‌ ؟! فَقَالَ: «أَنْتِ إلَی خَيْرٍ، إنَّمَا نَزلْت‌ فِي‌َّ ] وَفِي‌ ابْنَتي‌ [ وَفِي‌ أَخِي‌ علی‌ِّ بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ، وَفِي‌ ابْنَيَّ، وَفِي‌ تِسْعَةٍ مِنْ وُلْدِ ابْنِي‌َ الحُسَيْنِ خَاصَّةً لَيْسَ مَعَنَا فِيهَا لاِحَدٍ شِرْكٌ ( ظ‌ ). [16]

 الثانية‌: وَفِي‌ هَـ'ذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَیكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَآءَ عَلَی‌ النَّاسِ. [17] فقام‌ سلمان‌ فقال‌: يَا رَسُولَ اللَهِ ! من‌ هؤلاء الذين‌ أنت‌ علیهم‌ شهيد وهم‌ شهداء علی‌ الناس‌ ؟! الذين‌ اجتباهم‌ الله‌، وما جعل‌ علیهم‌ في‌ الدين‌ من‌ حرج‌ ملّة‌ أبيكم‌ إبراهيم‌.

 فقال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌: عني‌ بذلك‌ ثلاثة‌ عشر إنساناً. فقال‌ سلمان‌: أخبرنا يا رسول‌ الله‌ ! فقال‌: أَنَا وَأَخِي‌ علی‌ٌّ وَأَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي‌. [18]

 الثالثة‌: حديث‌ الثقلين‌ الذي‌ بيّنه‌ رسول‌ الله‌ في‌ آخر خطبة‌ له‌. وقام‌ عمر شبه‌ المغضب‌ فقال‌: يا رسول‌ الله‌ ! أكلّ أهل‌ بيتك‌ ؟! فَقَالَ: لاَ، وَلَكِنْ أَوْصِيَائِي‌ مِنْهُمْ، أَوَّلُهُمْ أَخِي‌ وَوَزِيري‌ وَوَارِثِي‌ وَخَلِيفَتِي‌ فِي‌ أُمَّتِي‌ وَوَلِي‌ُّ كُلَّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي‌، هُوَ أَوَّلُهُمْ، ثُمَّ ابْنِي‌َ الحَسَنُ، ثُمَّ ابْنِيَ الحُسَيْنُ، ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّي‌ يَرِدُوا عَلَی‌َّ الحَوْضَ، ] هُمْ [ شُهَدَاءُ اللَهِ فِي‌ أَرْضِهِ، وَحُجَّتُهُ عَلَی‌ خَلْقِهِ، وَخُزَّانُ عِلْمِهِ، وَمَعادِنُ حِكْمَتِهِ. مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطَاعَ اللَهَ، وَمَنْ عَصَاهُمْ عَصَي‌ اللَهَ.

 وكان‌ الحاضرون‌ في‌ المسجد من‌ المهاجرين‌ والانصار يؤيّدون‌ ما طُرح‌ علیهم‌ بعد كلّ فقرة‌ من‌ الفقرات‌ الثلاث‌ بقولهم‌: قد شهدنا ذلك‌ كلّه‌ وإنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ قال‌ هذا. [19]

 وذكر سُلَيْم‌ هذه‌ الرواية‌ بطولها وتفصيلها في‌ كتابه‌. [20]

 وروي‌ القندوزي‌ّ عن‌ المير السيّد علی‌ّ الهمداني‌ّ في‌ كتاب‌ « مودّة‌ القربي‌ » عن‌ عباية‌ بن‌ ربعي‌، عن‌ جابر أ نّه‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌: أَنَا سَيِّدُ النَبِيِّينَ وَعلی‌ٌّ سَيِّدُ الوَصِيِّينَ، وَإنَّ أَوْصِيَائِي‌ بَعْدِي‌ اثْنَا عَشَرَ: أَوَّلُهُمْ علی‌ٌّ وَآخِرُهُمُ القَائِمُ المَهْدِي‌ُّ. [21]

 وروي‌ أيضاً عن‌ الهمداني‌ّ، عن‌ سُليم‌ بن‌ قيس‌ الهلإلی، عن‌ سلمان‌ الفارسي‌ّ أ نّه‌ قال‌: دخلتُ علی‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌، فإذا الحسين‌ علی‌ فخذيه‌، وهو يقبّل‌ خدّيه‌ ويلثم‌ فاه‌ ويقول‌: أَنْتَ سَيِّدٌ، ابْنُ سَيِّدٍ، أَخُو سَيِّدٍ، وَأَنْتَ إمَامٌ، ابْنُ إمَامٍ، أَخُو إمَامٍ، وَأَنْتَ حُجَّةٌ، ابْنُ حُجَّةٍ، أَخُو حُجَّةٍ، أَبُو حُجَجٍ تِسْعَةٍ، تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ المَهْدِي‌ُّ. [22]

 وأخرجه‌ الحمّوئي‌ّ في‌ « فرائد السِّمطين‌ »، وموفّق‌ بن‌ أحمد الخوارزمي‌ّ في‌ « المناقب‌ » أيضاً. [23]

 وروي‌ القندوزي‌ّ أيضاً عن‌ كتاب‌ « مودّة‌ القربي‌ » عن‌ ابن‌ عبّاس‌ قال‌: سمعتُ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ يقول‌: أَنَا وَعلی‌ٌّ والحَسَنُ وَالحُسَيْنُ وَتِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ مُطَهَّرُونَ مَعْصُومُونَ. [24]

 وأخرجه‌ الحمّوئي‌ّ في‌ « فرائد السِّمطين‌ » أيضاً.

 وروي‌ القندوزي‌ّ عـن‌ كتاب‌ « مودّة‌ القربـي‌ » عن‌ أمير المؤمنين‌ علی‌ّ ابن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْكَبَ سَفِينَةَ النَّجَاةِ، وَيَسْتَمْسِكَ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَي‌، وَيَعْتَصِمْ بِحَبْلِ اللَهِ المَتِينِ فَلْيُوَالِ علیاً وَلَيُعَادِ عَدُوَّهُ، وَلْيَأْتَمَّ بِالاَئِمَّةِ الهُدَاةِ مِنْ وُلْدِهِ، فَإنَّهُمْ خُلَفَائِي‌ وَأَوْصِيَائِي‌ وَحُجَجُ اللَهِ عَلَی‌ خَلْقِهِ مِنْ بَعْدِي‌ وَسَاداتُ أُمَّتي‌ وَقُوَّادُ الاتْقِيَاءِ إلَی الجَنَّةِ، حِزْبُهُمْ حِزْبِي‌ وَحِزْبِي‌ حِزْبُ اللَهِ، وَحِزْبُ أعْدَائِهِمْ حِزْبُ الشَّيْطَانِ. [25]

 وروي‌ عن‌ الكتاب‌ المذكور، عن‌ ابن‌ عبّاس‌ أ نّه‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌: إنَّ اللَهَ فَتَحَ هَذَا الدِّينَ بِعلی‌ٍّ، وَإذَا قُتِلَ فَسَدَ الدِّينُ وَلاَ يُصْلِحُهُ إلاَّ المَهْدِي‌ُّ. [26]

 وروي‌ سُلَيم‌ بن‌ قَيْس‌ في‌ كتابه‌ عن‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌، أ نّه‌ خطب‌ في‌ عسكره‌ من‌ المهاجرين‌ والانصار بحضور أبي‌ الدرداء، وأبي‌ هريرة‌ اللذين‌ كان‌ معاوية‌ قد أشخصهما قبل‌ واقعة‌ صفّين‌ مبعوثَين‌ إليه‌. وذكر الإمام فيها فضائله‌. ومنها: أ نّه‌ نقل‌ حديث‌ الغدير عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌، حتّي‌ بلغ‌ قوله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌: علی‌ٌّ أَخِي‌ وَوَزِيري‌ وَوَصِيِّي‌ وَوَارِثِي‌ وَخَلِيفَتِي‌ فِي‌ أُمَّتِي‌ وَوَلِي‌ُّ كُلَّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي‌ وَأَحَدَ عَشَرَ إمَاماً مِنْ وُلْدِهِ: الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ. القُرآنُ مَعَهُمْ وَهُمْ مَعَ القُرآنِ، لاَ يُفَارِقُونَهُ حَتَّي‌ يَرِدُوا عَلَی‌َّ الحَوْضَ. [27]

 وواصل‌ الإمام خطبته‌، ونقل‌ في‌ ذيلها عن‌ الرسول‌ قوله‌: وَأَمَرَنِي‌ فِي‌ كِتَابِهِ بِالوَلاَيَةِ، وَإنِّي‌ أُشْهِدُكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ إنَّهَا خَاصَّةٌ لِعلی بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ وَالاَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي‌ وَوُلْدِ أَخِي‌ وَوَصِيِّي‌، علی‌ٌّ أَوَّلُهُمْ، ثُمَّ الحَسَنُ، ثُمَّ الحُسَيْنُ، ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ، لاَِ يُفَارِقُونَ الكِتَابَ حَتَّي‌ يَرِدُوا عَلَی‌َّ الحَوْضَ. [28]

 ويواصل‌ الإمام أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ موضوعه‌ إلی احتجاجه‌ بآخر خطبة‌ للنبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌، ولم‌ يخطب‌ بعدها. ودعا فيها إلی الثقلين‌: الكتاب‌ والعترة‌، أي‌: أهل‌ البيت‌، وقام‌ بعدها عمر شبه‌ المغضب‌ فقال‌: يا رسول‌ الله‌ ! أكلّ أهل‌ بيتك‌ ؟! قال‌: لاَ، وَلَكِن‌ أَوْصِيَائِي‌ مِنْهُمْ: أَخِي‌ وَوَزِيرِي‌ وَوَارِثِي‌ وَخَلِيفَتِي‌ فِي‌ أُمَّتِي‌ وَوَلِي‌ُّ كُلَّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي‌ ؛ هَذَا أَوَّلُهُمْ وَخَيْرُهُمْ، ثُمَّ وَصِيِّي‌ ابْنِي‌ هَذَا ـ وَأَشَارَ إلَی الحَسَنِ ثُمَّ وَصِيُّهُ هَذَا ـ وَأَشَارَ إلَی الحُسَيْنِ ثُمَّ وَصِي‌ُّ ابْنِي‌ سَمِي‌ُّ أَخِي‌، ثُمَّ وَصِيُّهُ سَمِيِّي‌، ثُمَّ سَبْعةٌ مِنْ وُلْدِهِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّي‌ يَرِدُوا عَلَی الحَوْضَ. شُهَدَاءُ اللَهِ فِي‌ أَرْضِهِ وَحُجَّتُهُ عَلَی‌ خَلْقِهِ، مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطَاعَ اللَهَ، وَمَنْ عَصَاهُمْ عَصَي‌ اللَهَ الخطبة‌. [29]

 وأمّا القسم‌ الثالث‌ فيشتمل‌ علی‌ الاحاديث‌ التي‌ تذكر أسماء الائمّة‌ علیهم‌ السلام‌ كلّهم‌ أو ألقابهم‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌. وهي‌ مرويّة‌ عن‌ العامّة‌ والخاصّة‌.

 روي‌ الحمّوئي‌ّ في‌ « فرائد السِّمطين‌ » أربعة‌ أحاديث‌ متّصلة‌ الإسناد عن‌ جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاري‌ّ الذي‌ كان‌ قد رأي‌ لوح‌ فاطمة‌ علیها السلام‌ ـ وهو اللوح‌ الاخضر وكُتب‌ علیه‌ أسماء الائمّة‌ علیهم‌ السلام‌ ومواصفاتهم‌ بالتفصيل‌. [30] ووردت‌ هذه‌ الاحاديث‌ بسند الشيعة‌ إجمالاً في‌ كتاب‌ « عيون‌ أخبار الرضا علیه‌ السلام‌ »، وكتاب‌ « إكمال‌ الدين‌ وإتمام‌ النِّعمة‌ » للشيخ‌ الاعظم‌ أبي‌ جعفر محمّد بن‌ علی‌ّ بن‌ الحسين‌ بن‌ موسي‌ بن‌ بابويه‌. وفي‌ « الامإلی » لشيخ‌ الطائفة‌ محمّد بن‌ الحسن‌ الطوسي‌ّ رضوان‌ الله‌ علیهما، ونحن‌ نذكر فيما يأتي‌ واحداً منها:

 روي‌ في‌ « فرائد السِّمطين‌ » و « عيون‌ أخبار الرضا » بسند متّصل‌ عن‌ أبي‌ نَضْر قال‌: لمّا احْتُضِر أبو جعفر محمّد بن‌ علی‌ّ علیهما السلام‌ عند الوفاة‌، دعا بابنه‌ الصادق‌ علیه‌ السلام‌ ليعهد إليه‌ عهداً. فقال‌ له‌ أخوه‌ زَيْدُ بنُ علی‌ٍّ: لَوِ امْتثَلْتَ فِي‌ تِمْثَالِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَلَیهِمَا السَّلاَمُ لَرَجَوْتُ أَنْ لاَ تَكُونَ أَتَيْتَ مُنْكَراً !

 فقال‌ ] الإمام الباقر علیه‌ السلام‌ [ له‌: يَا أَبَا الحُسَيْنِ ! إنَّ الاَمَانَاتِ لَيْسَ بِالمِثَالِ، وَلاَ العُهُودُ بِالسَّوْمِ، وَإنَّمَا هِيَ أُمُورٌ سَابِقَةٌ عَنْ حُجَجِ اللَهِ تَبَارَكَ وَتعالی.

 ثمّ دعا بجابر بن‌ عبد الله‌ [31] فقال‌ له‌: يا جابر ! حدّثنا بما عاينتَ من‌ الصحيفة‌ ! فقال‌ له‌ جابر: نعم‌، يا أبا جعفر ! دخلتُ علی‌ مولاتي‌ فاطمة‌ ابنة‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ لاُهنّئها بمولد الحسين‌ علیه‌ السلام‌، فإذا بيدها صحيفة‌ من‌ درّة‌ بيضاء فقلتُ: يا سيّدة‌ النسوان‌ ! ما هذه‌ الصحيفة‌ التي‌ أراها معك‌ ؟!

 قالت‌: فيها أسماء الائمّة‌ من‌ وُلدي‌. فقلتُ لها: ناوليني‌ لانظر فيها.

 قالت‌: يا جابر ! لولا النهي‌ لكنتُ أفعل‌، قد نُهِي‌َ أن‌ يمسّها إلاّ نبي‌ّ أو وصي‌ّ نبي‌ّ أو أهل‌ بيت‌ نبي‌ّ. ولكن‌ مأذون‌ لك‌ أن‌ تنظر إلی بطنها من‌ ظاهرها !

 قال‌ جابر: فقرأت‌ فإذا:

 أبو القاسم‌ محمّد بن‌ عبد الله‌ المصطفي‌، وأُمّه‌ آمنة‌.

 أبو الحسن‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ المرتضي‌، وأمّه‌ فاطمة‌ ابنة‌ أسد بن‌ هاشم‌ بن‌ عبد مناف‌.

 أبو محمّد الحسن‌ بن‌ علی‌ّ، وأبو عبد الله‌ الحُسين‌ بن‌ علی‌ّ التقي‌ّ، وأُمّهما فاطمة‌ ابنة‌ محمّد.

 أبو محمّد علی‌ّ بن‌ الحسين‌ العَدل‌، وأُمّه‌ شاه‌بانويه‌ ابنة‌ يزدجرد بن‌ شاهنشاه‌.

 أبو جعفر محمّد بن‌ علی‌ّ الباقر، وأُمّه‌ أُمّ عبد الله‌ ابنة‌ الحسن‌ بن‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌.

 أبو عبد الله‌ جعفر بن‌ محمّد الصادق‌، وأُمّه‌ أُمّ فروة‌ ابنة‌ القاسم‌ بن‌ محمّد بن‌ أبي‌ بكر.

 أبو إبراهيم‌ موسي‌ بن‌ جعفر الثقة‌، أُمّه‌ جارية‌ اسمها ] أُمّ [ حميدة‌.

 أبو الحسن‌ علی‌ّ بن‌ موسي‌ الرضا، أُمّه‌ جارية‌ اسمها نجمة‌.

 أبو جعفر محمّد بن‌ علی‌ّ الزكي‌ّ، أُمّه‌ جارية‌ اسمها خَيْزُران‌.

 أبو الحسن‌ علی‌ّ بن‌ محمّد الامين‌، أُمّه‌ جارية‌ اسمها سوسن‌.

 أبو محمّد الحسن‌ بن‌ علی‌ّ الرفيق‌، أُمّه‌ جارية‌ اسمها سَمانة‌.

 أبو القاسم‌ محمّد بن‌ الحسن‌ الحجّة‌ القائم‌، أُمّه‌ جارية‌ اسمها نرجس‌، صلوات‌ الله‌ علیهم‌ أجمعين‌.

 قال‌ الشيخ‌ أبو جعفر بن‌ بابويه‌: جاء هذا الحديث‌ هكذا بتسمية‌ القائم‌ علیه‌ السلام‌. والذي‌ أذهب‌ إليه‌ ما رُوي‌َ من‌ النهي‌ عن‌ تسميته‌. [32]

 كان‌ هذا حصيلة‌ كلامنا في‌ تحقيق‌ المعني‌ اللغوي‌ّ لاهل‌ البيت‌ والعترة‌، والمقصود منها في‌ حديث‌ الثقلين‌ الذي‌ جري‌ علی‌ لسان‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌. وحينئذٍ فالموضوع‌ واضح‌ مع‌ العلم‌ واليقين‌ بخصوص‌ المراد والمقصود. ومع‌ أنّ البحث‌ في‌ المعاني‌ اللغويّة‌ لا يخلو من‌ نفع‌، بَيدَ أ نّه‌ لا يحمل‌ كبيرَ فائدة‌. ولا يظلّ معني‌ العترة‌ وأهل‌ البيت‌ علی‌ سعته‌ وعنوانه‌ العامّ والكلّي‌ّ، بل‌ ينحصر في‌ هؤلاء الاشخاص‌ المعيّنين‌.

 الرجوع الي الفهرس

بطلان‌ تفسير زيد بن‌ أرقم‌ لاهل‌ البيت‌

 ويستبين‌ ممّا قلنا أنّ تفسير زيد بن‌ أرقم‌ لمعني‌ أهل‌ البيت‌ كان‌ مبتدعاً ولا دليل‌ علیه‌ من‌ اللغة‌ والسنّة‌، فقد فسّر أهل‌ البيت‌ بأهله‌ وعصبته‌ ( أهل‌ النبي‌ّ وعصبته‌ ) الذين‌ حُرموا الصدقة‌ بعده‌. وهم‌ آل‌ علی‌ّ، وآل‌ العبّاس‌، وآل‌ جعفر، وآل‌ عقيل‌، كما روي‌ الحمّوئي‌ّ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ يزيد بن‌ حيّان‌ أ نّه‌ قال‌: دخلنا علی‌ زيد بن‌ أرقم‌ فقال‌ لنا: خطبنا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ فقال‌: إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: أَحَدُهُمَا كِتَابُ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَن‌ تَبِعَهُ كَانَ عَلَی‌ الهُدَي‌، وَمَن‌ تَرَكَهُ كَانَ عَلَی‌ الضَّلاَلَةِ، ثُمَّ أَهْلُ بَيْتِي‌، أُذَكِّرُكُمُ اللَهَ فِي‌ أَهْلِ بَيْتِي‌ ؛ (قَالَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ).

 قُلْنَا: ] يَا زَيْدُ [ مَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ؟! نِسَاؤُهُ ؟ قَالَ: لاَ، أَهْلُ بَيْتِهِ أَهْلُهُ وَعُصْبَتُهُ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ: آلُ علی‌ٍّ وَآلُ العَبَّاسِ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَقِيلٍ. [33]

 وسجّل‌ العلاّمة‌ محمّد بن‌ يوسف‌ الكنجي‌ّ الشافعي‌ّ ثلاثة‌ إشكالات‌ علی‌ تفسير زيد بن‌ أرقم‌ لاهل‌ البيت‌. وتوضيح‌ ذلك‌: أ نّه‌ روي‌ في‌ كتابه‌ « كفاية‌ الطالب‌ » خطبة‌ الغدير بسند متّصل‌ ومتن‌ مفصّل‌ عن‌ زيد بن‌ أرقم‌، وقال‌: أخرج‌ مسلم‌ هذا الحديث‌ في‌ صحيحه‌ كما أخرجناه‌، ورواه‌ أبو داود، وابن‌ ماجة‌ القزويني‌ّ في‌ كتابيهما. ثمّ قال‌: إنّ تفسير زيد بن‌ أرقم‌ ( أهل‌ البيت‌ ) غير مَرْضِي‌ّ. لا نّه‌ قال‌: أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. ] أي‌ [: بعد النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌. وحرمان‌ الصدقة‌ يعمّ زمان‌ حياة‌ الرسول‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وبعده‌، ولانّ الذين‌ حُرموا الصدقة‌ لا ينحصرون‌ في‌ المذكورين‌، فإنّ بني‌ المطّلب‌ [34] يشاركونهم‌ في‌ الحرمان‌، ولانّ آل‌ الرجل‌ غيره‌ علی‌ الصحيح‌، فعلی‌ قول‌ زيد يخرج‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ عن‌ أن‌ يكون‌ من‌ أهل‌ البيت‌.

 بل‌ الصحيح‌ أنّ أهل‌ البيت‌ علی‌ّ، وفاطمة‌، والحسنان‌ علیهم‌ السلام‌ كما رواه‌ مسلم‌ بإسناده‌ عن‌ عائشة‌: أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ خرج‌ ذات‌ غداة‌ وَعَلَیهِ مِرطٌ مُرَحَّلٌ [35] مِنْ شَعْرٍ أسْوَدَ. فجاء الحسن‌ بن‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌ فأدخله‌، ثمّ جاء الحسين‌ علیه‌ السلام‌ فأدخله‌، ثمّ جاءت‌ فاطمة‌ علیها السلام‌ فأدخلها، ثمّ جاء علی‌ّ علیه‌ السلام‌ فأدخله‌. ثمّ قال‌: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. [36]

 وهذا دليل‌ علی‌ أنّ أهل‌ البيت‌ هم‌ الذين‌ ناداهم‌ الله‌ بقوله‌: أهل‌ البيت‌، وأدخلهم‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ في‌ المِرط‌.

 وأيضاً روي‌ مسلم‌ بإسناده‌ أ نّه‌ لمّا نزلت‌ آية‌ المباهلة‌، دعا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ علیاً، وحسناً وحسيناً وقال‌: اللَهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلِي‌. [37]

 الرجوع الي الفهرس

مفاد حديث‌ الثقلين‌ حجّيّة‌ أهل‌ البيت‌ والعترة‌

 إنّ ما يستفاد من‌ حديث‌ الثقلين‌ هو إمامة‌ الائمّة‌ وإمارتهم‌ وحكومتهم‌ وولايتهم‌ وطهارتـهم‌ وعلمهـم‌ وفهمهـم‌ وأعلمـيّتهم‌، ورُشـد أتباعهم‌ وهدايتهم‌، وكفر المتخلّفين‌ عنهم‌ وغوايتهم‌ وضلالتهم‌، وبقاء هذا الامر ودوامه‌ حتّي‌ قيام‌ الساعة‌، وغير ذلك‌. وإذا أنعمنا النظر في‌ هذا الحديث‌ بطرقه‌ المختلفة‌ ومضامينه‌ المتفاوتة‌، فسنحصل‌ علی‌ نكات‌ كثيرة‌، نكتفي‌ بالإشارة‌ إلی اثنتين‌ منها فيما يأتي‌:

 ألاُولي‌: أنّ حجّيّة‌ أهل‌ البيت‌ والعترة‌ كحجّيّة‌ الكتاب‌ في‌ جميع‌ المعارف‌ الاصيلة‌ والثقافة‌ الإسلاميّة‌ القويمة‌. أي‌: أ نّهم‌ بمنزلة‌ القرآن‌ الكريم‌ في‌ الاصالة‌ والواقعيّة‌ والإتقان‌ والصيانة‌ من‌ الخطأ والخلط‌ في‌ كافّة‌ المعارف‌ والعقائد والاحكام‌ والقصص‌ والحكايات‌ والقوانين‌ بأقسامها والاخلاق‌ والفلسفة‌ والعرفان‌ والعلوم‌ الطبيعيّة‌ والتجريبيّة‌. فكما أنّ القرآن‌ سند ينبغي‌ أن‌ تعود إليه‌ هذه‌ الثقافة‌ الواسعة‌ بأسرها، فكذلك‌ أهل‌ البيت‌ والائمّة‌ الاثنا عشر يتمتّعون‌ بالاصالة‌ والواقعيّة‌ جنباً إلی جنب‌ مع‌ القرآن‌ في‌ هذه‌ المراحل‌ والمنازل‌ كلّها. ويجب‌ أن‌ تعود إليهم‌ جميع‌ المعارف‌ والثقافات‌ بامتدادها واتّساعها. وإلاّ فستكون‌ غالطةً، متضعضعة‌، فاسدة‌، يباباً.

 إنّنا متي‌ ناقشنا مسلماً سنّيّاً، واحتججنا بالقرآن‌، وأتينا بدليل‌ قرآني‌ّ، فإنّ قولنا سيكون‌ القول‌ الفصل‌، لا نّه‌ لا شي‌ء يعلو ويتفوّق‌ علی‌ القرآن‌ من‌ حيث‌ الإتقان‌ والإحكام‌ والصيانة‌ والعصمة‌. كما لا يحقّ لاحدٍ أن‌ يقدح‌ فيه‌ فيواصل‌ نقاشه‌ وهو لا يُقرّ به‌.

 ولقد جعل‌ حديثُ الثقلين‌ العترةَ مرافقةً للقرآن‌، وموازيةً ومساوية‌ له‌. ومَن‌ اعتقد بالنبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌، فعلیه‌ أن‌ يكيّف‌ كلامه‌، ونهجه‌، وعمله‌، وأخلاقه‌، وعقيدته‌ وسائر جهات‌ إدراكه‌ مع‌ الائمّة‌ حسب‌ هذا الحديث‌، ذلك‌ أ نّه‌ جعلهم‌ كالقرآن‌ من‌ حيث‌ الحجّيّة‌ والاصالة‌. [38]

 بناءً علی‌ هذا عندما نناقش‌ مسلماً سنّيّاً، وأدلينا بحجّتنا المتمثّلة‌ بكلام‌ أمير المؤمنين‌، أو الحسن‌، أو الحسين‌، أو أي‌ّ إمام‌ آخر حتّي‌ بقيّة‌ الله‌ الاعظم‌ صلوات‌ الله‌ علیهم‌ أجمعين‌ وكان‌ ذلك‌ الكلام‌ قد ثبت‌ صدوره‌ عن‌ ذواتهم‌ المقدّسة‌، فعلینا أن‌ نقطع‌ النقاش‌ ولا نواصله‌. ذلك‌ أ نّنا قد بلغنا الحجّة‌. وهي‌ لنا مصباح‌ هديً تنجلي‌ به‌ الظلمات‌ والضلالات‌ برمّتها، وينكشف‌ به‌ الطريق‌، وتسكن‌ به‌ ضروب‌ التضعضع‌ والاضطراب‌، وننجو به‌ من‌ التيه‌ والظلام‌ والحيرة‌ فنصل‌ إلی مرفأ الامن‌ والامان‌، ومنهل‌ العلم‌ والمعرفة‌ والعقل‌ والدراية‌. وهذا هو مفاد الحديث‌ في‌ استخلافهم‌ مقرونين‌ بالقرآن‌ الكريم‌: كتاب‌ الوحي‌ السماوي‌ّ، ولا يقتصر مفاده‌ علی‌ نصب‌ الخليفة‌ والإمام أميراً وحاكماً ورئيساً علی‌ الناس‌ قاطبةً.

 إنّ فرق‌ العامّة‌ كلّها سواء في‌ أُصولها كالاشاعرة‌ والمعتزلة‌، أم‌ في‌ فروعها كالحنابلة‌، والحنفيّة‌، والمالكيّة‌، والشافعيّة‌ أو الفرق‌ الاُخري‌ التي‌ اندثرت‌ أو هي‌ موجودة‌ نوعاً ما وتتبع‌ الاشعري‌ّ في‌ العقائد والاُصول‌، ويسودها الخلل‌ والإشكال‌ في‌ الفروع‌، لا نّها بلا حُجّة‌.

 ولا نريد أن‌ نقول‌ هنا: إنّ رؤساءهم‌ خونة‌ أهل‌ دنيا، أو فسّاق‌ عصاة‌، أو جهّال‌، بل‌ نريد أن‌ نقول‌: لو فرضنا أ نّهم‌ علی‌ درجة‌ عالية‌ من‌ الورع‌ والتقوي‌، والعلم‌ والمعرفة‌، والزهد والإعراض‌ عن‌ زبرج‌ الدنيا، بَيدَ أنّ التمسّك‌ بهم‌ وبعقائدهم‌ وآرائهم‌ لا يقوم‌ علی‌ دليل‌ وحجّة‌. فلا كتاب‌ الله‌ جعل‌ كلامهم‌ حجّة‌، ولا سنّة‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌.

 أمّا حديث‌ الثقلين‌ المؤيّد لكتاب‌ الله‌، فقد جعل‌ كلام‌ الائمّة‌ الاثني‌ عشر حجّة‌، وما اتّباع‌ الشيعة‌ لهم‌ في‌ العقائد والمعارف‌ وأُصول‌ الدين‌ والفقه‌ والقوانين‌ والاحكام‌ إلاّ عملاً بحديث‌ الثقلين‌ الذي‌ صَدَف‌ عنه‌ العامّة‌.

 نحن‌ نقول‌: إنّنا لا نستطيع‌ أن‌ نتّبع‌ غير الائمّة‌ الاثني‌ عشر كما لا نستطيع‌ أن‌ نتّبع‌ موسي‌، وعيسي‌ مع‌ أ نّهما من‌ رسل‌ الله‌، ولا نعمل‌ بتعاليم‌ كتابيهما: التوراة‌ والإنجيل‌ علی‌ فرض‌ صحّتهما، إذ إنّهما ليسا حجّة‌ علینا لنسخ‌ نبوّتهما وكتابيهما، ولابدّ لنا من‌ اتّباع‌ محمّد بن‌ عبد الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ و كتابه‌: القرآن‌ الكريم‌ لوجود الحجّة‌ عندنا. وهكذا الامر بالنسبة‌ إلی الائمّة‌ الاثني‌ عشر علیهم‌ السلام‌، إذ لا يحقّ لنا أن‌ نتّبع‌ غيرهم‌. ولا يجوز لنا أن‌ نأخذ المعارف‌ والفقه‌ والتفسير والاخلاق‌ وسائر أُمور المعارف‌ والثقافة‌ من‌ غيرهم‌، لانّ الحجّة‌ علی‌ كلامهم‌ قائمة‌، ولا حجّة‌ لنا علی‌ اتّباع‌ قول‌ غيرهم‌.

 لو سأل‌ الله‌ تعالی أهل‌ السُّنَّة‌ في‌ عرصات‌ القيامة‌ ـ وهو سائلهم‌ حتماً: لماذا اتّبعتم‌ مثلاً أبا الحسن‌ الاشعري‌ّ في‌ أُصول‌ دينكم‌، والشافعي‌ّ في‌ فروعه‌ ؟ مَن‌ قال‌ لكم‌ ذلك‌ ؟ ومَن‌ أمركم‌ ؟ فبماذا سيجيبون‌ ؟

 ولو قالوا: هؤلاء عندنا أفضل‌ الناس‌ علی‌ وجه‌ الارض‌. وقال‌ الله‌: الصالحون‌ كُثْرٌ، وهما وأمثالهما ليسوا أفضل‌ من‌ موسي‌ وعيسي‌ علیهما السلام‌، فما هو دليلكم‌ القاطع‌ للعذر، وما هي‌ حجّتكم‌ في‌ تقليدهم‌ واتّباعهم‌ ؟ وسوف‌ لا يملكون‌ جواباً.

 أمّا في‌ ضوء مفاد حديث‌ الثقلين‌، فإنّ العاملين‌ به‌ يقولون‌: نبيّك‌ جعل‌ الإمام الصادق‌ علیه‌ السلام‌ حجّة‌ علینا، وكذلك‌ جعل‌ الإمام الرضا علیه‌ السلام‌، والإمام المهدي‌ّ علیه‌ السلام‌. ونحن‌ عملنا بحديث‌ نبيّك‌ الذي‌ جعلتَ كلامه‌ حجّة‌ علینا في‌ كتابك‌، وهو الذي‌ جعل‌ الائمّة‌ حجّة‌ علینا، وكذلك‌ جعل‌ كلامهم‌، وعملهم‌، وسيرتهم‌ في‌ جميع‌ الشؤون‌ العلميّة‌ والمعارف‌ والفقه‌ والتفسير والاخلاق‌.

 الرجوع الي الفهرس

مفاد حديث‌ الثقلين‌ عصمة‌ أهل‌ البيت‌ والعترة‌

 الثانية‌: عصمة‌ أهل‌ البيت‌ والعترة‌. أي‌: أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ شهد بعصمتهم‌ في‌ حديث‌ الثقلين‌ كما شهد بعصمة‌ القرآن‌. ومن‌ هنا قال‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ في‌ إحدي‌ خطبه‌: فَأَنْزِلُوهُمْ مَنَازِلَ القُرْآنِ. [39]

 قال‌ ابن‌ أبي‌ الحديد في‌ شرحه‌: تَحْتَهُ سِرٌّ عَظِيمٌ. وَذَلِكَ أَ نَّهُ أَمَرَ المُكَلَّفِينَ بِأَنْ يُجْرُوا العِتْرَةَ فِي‌ إجلالِهَا وَإعْظَامِهَا وَالانقِيَادِ لَهَا وَالطَّاعَةِ لاِوَامِرِهَا مَجْرَي‌ القُرْآنِ.

 ثمّ قال‌: فإن‌ قلتَ: هذا القول‌ منه‌ علیه‌ السلام‌ مُشْعِرٌ بأنّ العترة‌ معصومة‌، فما قول‌ س

 قلتُ: نصّ أبو محمّد بن‌ مُتُّوَيْه‌ رحمه‌ الله‌ في‌ كتاب‌ « الكفاية‌ » علی‌ أنّ علیاً علیه‌ السلام‌ معصوم‌، وإن‌ لم‌ يكن‌ واجب‌ العصمة‌، ولا العصمة‌ شرط‌ في‌ الإمامة‌، ولكن‌ أدلّة‌ النصوص‌ دلّت‌ علی‌ عصمته‌ والقطع‌ علی‌ باطنه‌ ويقينه‌. وإنّ ذلك‌ أمر اختصّ هو علیه‌ السلام‌ به‌ دون‌ غيره‌ من‌ الصحابة‌.

 والفرق‌ ظاهر بين‌ قولنا: زَيْدٌ مَعْصُومٌ، وبين‌ قولنا: زَيْدٌ وَاجِبُ العِصْمَةِ. لا نّه‌ إمام‌، ومن‌ شرط‌ الإمام أن‌ يكون‌ معصوماً.

 فالاعتبار الاوّل‌ مذهبنا، [40] والاعتبار الثاني‌ مذهب‌ الإماميّة‌. [41]

 ولكن‌ من‌ المؤسف‌ أنّ الثقلين‌ لم‌ يُرْعَيا حقّ رعايتهما بعد وفاة‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌. فالكتاب‌ قد حُرِّفَ، وعُطِّلَ، وضُيِّع‌ من‌ حيث‌ المعني‌ والمفاد، والعترة‌ قد لقيت‌ من‌ النكبات‌ والويلات‌ والكوارث‌ كالقهر، والاسر، والقتل‌، والنهب‌، والسـجن‌، والنفي‌، والصلب‌ ما يعجز عنه‌ البيان‌. وأنّ هذه‌ المظلوميّة‌ والغربة‌ مشهودتان‌ في‌ أرجاء العالم‌ حتّي‌ ظهور الحجّة‌ الحقّ صلوات‌ الله‌ علیه‌. ونأمل‌ أن‌ تُداوَي‌ الآلام‌، وتُشفي‌ الامراض‌، وتكتحل‌ العيون‌ الرمداء، وتطيب‌ النفوس‌ المصابة‌ بالازدواجيّة‌ والنفاق‌ بظهوره‌ علیه‌ السلام‌. آمين‌ ربّ العالمين‌.

 قال‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ في‌ « الامإلی »: أخبرنا الشيخ‌ المفيد، قال‌: حدّثنا جعفر بن‌ محمّد بن‌ قولويه‌، قال‌: حدّثني‌ أبي‌، قال‌: حدّثني‌ سعد بن‌ عبد الله‌ عن‌ أحمد بن‌ محمّد بن‌ عيسي‌، عن‌ الحسن‌ بن‌ محبوب‌ الزرّاد، عن‌ أبي‌ محمّد الانصاري‌ّ، عن‌ معاوية‌ بن‌ وهب‌ قال‌: كنتُ جالساً عند جعفر بن‌ محمّد علیهما السلام‌ إذ جاء شيخ‌ قد انحني‌ من‌ الكبر، فقال‌: السَّلاَمُ عَلَیكَ وَرَحْمَةُ اللَهِ وَبَرَكَاتُهُ. فقال‌ أبو عبد الله‌ علیه‌ السلام‌: وَعَلَیكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَهِ وَبَرَكَاتُهُ. يا شيخ‌ ادنُ منّي‌ ! فدنا منه‌ وقبّل‌ يده‌ وبكي‌. فقال‌ أبو عبد الله‌: وما يبكيك‌ يا شيخ‌ ؟!

 قال‌ له‌: يا ابن‌ رسول‌ الله‌، إنّي‌ مقيم‌ علی‌ رجاء منكم‌ منذ مائة‌ سنة‌. أقول‌: هذه‌ السنة‌، وهذا الشهر، وهذا اليوم‌، ولا أري‌ فيكم‌، فتلومني‌ أن‌ أبكي‌.

 ] قال‌ معاوية‌ بن‌ وهب‌ [ فبكي‌ أبو عبد الله‌. ثمّ قال‌: يا شيخ‌ ! إن‌ أُخِّرتْ منيّتك‌، كنتَ معنا. وإن‌ عُجِّلَتْ، كنتَ يوم‌ القيامة‌ مع‌ ثقل‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌:

 قال‌ الشيخ‌: ما أُبإلی ما فاتني‌ بعد هذا يابن‌ رسول‌ الله‌ ! فقال‌ له‌ أبو عبد الله‌ علیه‌ السلام‌: يا شيخ‌ إنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ قال‌: إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ، مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ المُنْزَلَ، وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌. وَأَنْتَ مَعَنَا يَوْمَ القِيَامَةِ.

 ثمّ قال‌: يا شيخ‌ ما أحسبك‌ من‌ أهل‌ الكوفة‌ ! قال‌: لا. قال‌: مِنْ أَين‌ ؟ قال‌: من‌ سوادها، جُعلتُ فداك‌. قال‌: أَيْنَ أَنْتَ عَنْ قَبْرِ جَدِّي‌َ المَظْلُومِ الحُسَيْنِ عَلَیهِ السَّلاَمُ ؟! قال‌: إنّي‌ لقريب‌ منه‌. قال‌: كيف‌ إتيانك‌ له‌ ؟ قال‌: إنّي‌ لآتيه‌، وأُكثر.

 قال‌: يا شيخ‌ ذَاكَ دَمٌ يَطْلُبُ اللَهُ تعالی بِهِ مَا أُصِيبَ وُلْدُ فَاطِمَةَ، وَلاَ يُصَابُونَ بِمِثْلِ الحُسَيْنِ عَلَیهِ السَّلاَمُ، وَلَقَدْ قُتِلَ عَلَیهِ السَّلاَمُ فِي‌ سَبْعَةَ عَشَرَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ نَصَحُوا اللَهَ وَصَبَرُوا فِي‌ جَنْبِ اللَهِ، فَجَزَاهُمْ أَحْسَنَ جَزَاءِ الصَّابِرِينَ.

 إنَّهُ إذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وَمَعَهُ الحُسَيْنُ عَلَیهِ السَّلاَمُ وَيَدُهُ عَلَی‌ رَأْسِهِ تَقْطُرُ دَماً، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ ! سَلْ أُمَّتِي‌ فِيمَ قَتَلُوا ابْنِي‌ ؟!

 وَقَالَ عَلَیهِ السَّلاَمُ: كُلُّ الجَزَعِ وَالبُكَاءِ مَكْرُوهٌ سِوَي‌ الجَزَعِ وَالبُكَاءِ عَلَی‌ الحُسَيْنِ عَلَیه‌ ِالسَّلاَمُ. [42]

 الرجوع الي الفهرس

مؤاخذة‌ رسول‌ الله‌ الاُمّة‌ يوم‌ القيامة‌ علی‌ ما فعلت‌ بالثقلين‌

 روي‌ محمّد بن‌ يعقوب‌ الكليني‌ّ في‌ « الكافي‌ » بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ الإمام أبي‌ جعفر الباقر علیه‌ السلام‌ أ نّه‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌: أَنَا وَافِدٌ عَلَی‌ العَزِيزِ الجَبَّارِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَكِتَابُهُ وَأَهْلُ بَيْتِي‌، ثُمَّ أُمَّتِي‌، ثُمَّ أَسْأَلُهُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِكِتَابِ اللَهِ، وَبِأَهْلِ بَيْتِي‌ ؟! [43]

 وروي‌ مضمون‌ هذا الحديث‌ محمّد بن‌ الحسن‌ الصفّار في‌ « بصائر الدرجات‌ » [44] وسعد بن‌ عبد الله‌ القمّي‌ّ في‌ « بصـائر الدرجات‌ » [45] كلّ منهما بسنده‌ المتّصل‌.

 نُقل‌ عن‌ فضيلة‌ ثقة‌ المحدّثين‌ الشيخ‌ فاضل‌ التبريزي‌ّ المحترم‌ أطال‌ الله‌ بقاءه‌ ـ وهو الآن‌ بحمد الله‌ تعالی حيٌّ يُرزق‌، ويقيم‌ في‌ مدينة‌ مشهد المقدّسة‌. وكنتُ قد استمتعتُ بمنبره‌ الحسن‌ وكلامه‌ الرفيع‌ أ نّه‌ قال‌: كنت‌ قد تشرّفت‌ بزيارة‌ مكّة‌ والمدينة‌ في‌ شهر جمادي‌ الآخرة‌ سنة‌ 1395 أو 1396 ه لاداء مناسك‌ العمرة‌. وذهبتُ يوماً لزيارة‌ قبر الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ فدخلتُ الحرم‌ النبوي‌ّ الشريف‌ فرأيتُ عمّال‌ البناء وهم‌ يريدون‌ دخول‌ الضريح‌ المقدّس‌ لترميم‌ أساسه‌ فنقلت‌ عدداً من‌ الطابوقات‌ وتبعتهم‌، فدخلتُ معهم‌. ووقعت‌ عيني‌ علی‌ صورة‌ القبور، وشاهدتها بإمعان‌، ورأيتُ خلفها قبراً شيّد في‌ جانب‌ محراب‌ المصلّين‌ وقد كُتب‌ علیه‌ ما نصّه‌: قَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ: فَاطِمَةُ مُهْجَةُ قَلْبِي‌، وَابْنَاهَا ثَمَرَةُ فُؤادِي‌، وَبَعْلُهَا نُورُ بَصَرِي‌، والائمَّةُ مِنْ وُلْدِهَا أُمَنَاءُ رَبِّي‌، حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الخَلْقِ. مَنْ تَمَسَّكَ بِهِمْ نَجَا. وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُمْ هَوَي‌.

 الرجوع الي الفهرس

فضل‌ أهل‌ البيت‌ علیهم‌ السلام‌ في‌ ضوء ما نقله‌ العلاّمة‌ الحلّي‌ّ

 قال‌ العلاّمة‌ الحلّي‌ّ في‌ كتاب‌ « نهج‌ الحقّ وكشف‌ الصدق‌ »: روي‌ الزمخشري‌ّ الذي‌ كان‌ من‌ أشدّ الناس‌ عناداً لاهل‌ البيت‌، [46] وهو الثقة‌ المأمون‌ عند الجمهور، قال‌ بإسناده‌ أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ قال‌: فَاطِمَةُ مُهْجَةُ قَلْبِي‌، وَابْنَاهَا ثَمَرَةُ فُؤَادِي‌، وَبَعْلُهَا نُورُ بَصَرِي‌، والائمَّةُ مِنْ وُلْدِهَا أُمَنَاءُ رَبِّي‌، وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ، مَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُمْ هَوَي‌. [47]

 روي‌ هذا الحديث‌ العظيم‌ المعني‌ المبارك‌ المراد السيّد ابن‌ طاووس‌ [48]، والمجلسي‌ّ، [49] والشيخ‌ سليمان‌ القندوزي‌ّ، [50] والخوارزمي‌ّ، [51] والحمّوئي‌ّ، [52] ومحمّد بن‌ أبي‌ الفوارس‌[53]، والزمخشري‌ّ، [54] والشيخ‌ جمال‌ الدين‌ الحنفي‌ّ الموصلي‌ّ. [55]

 نقرأ في‌ هذا الحديث‌ كما في‌ بعض‌ الاحاديث‌ السابقة‌ أ نّه‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ عبّر عن‌ الائمّة‌ علیهم‌ السلام‌ بالحبل‌ الممدود. لكن‌ واعجبا إذ لم‌ يمرّ علی‌ وفاته‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ بضعة‌ أيّام‌ وإذا حبل‌ القوم‌ قد أُلقي‌ في‌ عنق‌ حبل‌ الله‌، واقتيد أسد الله‌ الغالب‌ من‌ أجل‌ بيعة‌ الماكرين‌ المحتالين‌ في‌ المسجد، وتصرّمت‌ السنون‌، وإذا ولده‌ الحسين‌ ـ وهو عترته‌ وعترة‌ رسول‌ الله‌ وحبل‌ الله‌ الرابط‌ بينه‌ وبين‌ خلقه‌ يُذْبَح‌ بين‌ النهرين‌ ظمآناً. ومزّقوا حبل‌ الله‌، وقطعوا الرابط‌ بين‌ الله‌ وخلقه‌. وأنشد هو نفسه‌ علیه‌ السلام‌ يرتجز قائلاً.

 مَن‌ لَهُ جَدٌّ كَجَدِّي‌ فِي‌ الوَرَي‌ ؟                أَوْ كَشَـيْخي‌ ؟ فَأَنَا ابْنُ القَمَرينْ

 فَاطِـمُ الزَّهْــرَاءُ أُمِّـي‌، وَأَبِـي‌                 قَاصِـمُ الكُـفْـرِ بِبَـدرٍ وَحُـنَـيْن‌

 فِي‌ سَـبِيلِ اللَهِ، مَـاذَا صَـنَعَت‌                أُمَّـةُ السَّــوءِ مَـعـاً بِالعِتْـرَتَـيْن‌

 عِتْـرَةِ البَـرِّ النَّبِـي‌ِّ المُصْـطَـفي‌               وَعلی‌ِّ الوَرْدِ بَيْـنَ الجَحْفَلَيْن‌ ؟

 للّه‌ الحمد وله‌ الشكر إذ فرغتُ من‌ تأليف‌ هذا الجزء وهو الجزء الثالث‌ عشر من‌ كتاب‌ « معرفة‌ الإمام » من‌ سلسلة‌ العلوم‌ والمعارف‌ الإسلاميّة‌ في‌ ظلّ العنايات‌ الخاصّة‌ والتوجّهات‌ التامّة‌ لسيّدنا إمام‌ العصر والزمان‌ أرواحنا لتراب‌ مقدمه‌ الفداء، وذلك‌ ضحي‌ يوم‌ السبت‌، الخامس‌ والعشرين‌ من‌ شهر رمضان‌ المبارك‌ سنة‌ ألف‌ وأربعمائة‌ وعشر هجريّة‌ في‌ مدينة‌ مشهد المقدّسة‌ علی‌ مُشَرِّفِها وعلی‌ آبائه‌ وأبنائه‌ الائمّة‌ الكرام‌ أفضل‌ الصلاة‌ والسلام‌، قبل‌ الظهر بساعتين‌، بمحمّد وآله‌ الطاهرين‌ صلّ علی‌ محمّد وآله‌ الطيّبين‌، والعن‌ اللهمّ أعداءهم‌ أجمعين‌ من‌ الآن‌ إلی قيام‌ يوم‌ الدين‌.

 إلی المجلد الرابع عشر

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ «صحيح‌ البخاري‌ّ» ج‌ 4، ص‌ 175 كتاب‌ الاحكام‌، باب‌ قبل‌ باب‌ إحراج‌ الخصوم‌، طبعة‌ مصر، سنة‌ 1355.

[2] ـ «صحيح‌ مسلم‌» ج‌ 3، ص‌ 1452، الحديث‌ 5، من‌ كتاب‌ الامارات‌ ( 33 )، رقم‌ 1821، طبعة‌ محمّد فؤاد عبد الباقي‌.

[3] ـ «فرائد السِّمطين‌» ج‌ 2، ص‌ 148، الحديث‌ 442.

[4] ـ «فرائد السِّمطين‌» ج‌ 2، ص‌ 149 و 150، الحديث‌ 443 إلي‌ 450.

[5] ـ «المستدرك‌ علي‌ الصحيحين‌» ج‌ 3، ص‌ 617 و 618.

[6] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 444، الباب‌ السابع‌ والسبعون‌، في‌ تحقيق‌ حديث‌: بعدي‌ اثنا عشر خليفة‌، عن‌ «مودّة‌ القربي‌» للمير السيّد علي‌ّ الهمداني‌ّ.

 وأيضاً روي‌ القندوزي‌ّ في‌ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 445، عن‌ عبد الملك‌ بن‌ عمير، عن‌ جابر بن‌ سمرة‌ قال‌: كنتُ مع‌ أبي‌ عند النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ فسمعته‌ يقول‌: بعدي‌ اثنا عشر خليفة‌. ثمّ أخفي‌ صوته‌ فقلـتُ لابي‌: ما الذي‌ أخفـي‌ صوته‌ ؟ قال‌: قال‌: كلّهم‌ من‌ بني‌ هاشم‌. وعن‌ الشعبي‌ّ عن‌ مسروق‌ قال‌: بينا نحن‌ عند ابن‌ مسعود نعرض‌ مصاحفنا عليه‌ إذ قال‌ له‌ فتيً: هل‌ عهد إليكم‌ نبيّكم‌ كم‌ يكون‌ من‌ بعده‌ خليفة‌ ؟! قال‌: إنّك‌ لَحديث‌ السنّ وإنّ هذا الشي‌ء ما سألني‌ عنه‌ أحد قبلك‌. نعم‌ عهد إلينا نبيّنا إنّه‌ يكون‌ بعده‌ اثنا عشر خليفة‌ بعدد نقباء بني‌ إسرائيل‌.

[7] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 232، الحديث‌ 58، عن‌ الخاصّة‌.

[8] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 2، ص‌ 259، الحديث‌ 527، عن‌ السيّد جلال‌ الدين‌ عبد الحميد، عن‌ أبيه‌ الإمام‌ شمس‌ الدين‌ فخّار بن‌ معد بن‌ فخّار الموسوي‌ّ، إلي‌ أن‌ يصل‌ إلي‌ الشيخ‌ الصدوق‌: أبي‌ جعفر محمّد بن‌ علي‌ّ بن‌ بابويه‌، إلي‌ أن‌ يصل‌ إلي‌ الإمام‌ الباقر عليه‌ السلام‌.

[9] ـ «أمالي‌ الصدوق‌» ص‌ 241، المجلس‌ 63 في‌ يوم‌ الجمعة‌ 3 جمادي‌ الاُولي‌، سنة‌ 368، الطبعة‌ الحجريّة‌.

[10] ـ كذا، والصواب‌: إماماً.

[11] ـ «فرائد السِّمطين‌» ج‌ 2، ص‌ 132 إلي‌ 135، الباب‌ 31، الحديث‌ 431.

[12] ـ «بحار الانوار» ج‌ 36، ص‌ 283 إلي‌ 285، الحديث‌ 106، الطبعة‌ الحديثة‌، عن‌ «كفاية‌ الاثر». وذكر أيضاً صدره‌ الخاصّ بالتوحيد في‌: ج‌ 3، ص‌ 303، 304، الحديث‌ 40، عن‌ «كفاية‌ الاثر».

[13] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 39، الحديث‌ 36، عن‌ العامّة‌، عن‌ الحمّوئي‌ّ في‌ فرائده‌.

[14] ـ «كفاية‌ الاثر» ص‌ 289. جُلِّدَ مع‌ «الخرائج‌ والجرائح‌» للراونديّ في‌ مجموعة‌ واحدة‌.

[15] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 440 إلي‌ 442، الباب‌ 76، في‌ بيان‌ الائمّة‌ الاثني‌ عشر بأسمائهم‌، عن‌ «مودّة‌ القُربي‌» للمير السيّد علي‌ّ الهمداني‌ّ.

[16] ـ «فرائد السِّمطين‌» ج‌ 1، ص‌ 316.

[17] ـ قسم‌ من‌ الآية‌ 78، السورة‌ 22: الحجّ.

[18] ـ «فرائد السِّمطين‌» ج‌ 1، ص‌ 317.

 وقال‌ الشيخ‌ محمّد جواد مغنية‌ في‌ كتاب‌ «الشيعة‌ والتشيّع‌» ص‌ 36 و 37: الإمام‌ من‌ أهل‌ البيت‌. يشترط‌ في‌ الإمام‌ شروط‌: أوّلها عند السنّة‌ أن‌ يكون‌ من‌ بيوت‌ قريش‌ لحديث‌ لا يزال‌ هذا الامر من‌ قريش‌ ما بقي‌ منهم‌ اثنان‌. روي‌ هذا الحديث‌ البخاري‌ّ في‌ صحيحه‌، ج‌ 9، كتاب‌ الاحكام‌. وقال‌ الشيعة‌ الاثنا عشريّة‌: إنّ الإمامة‌ خاصّة‌ بعلي‌ّ وولديه‌ الحسن‌ والحسين‌، ثمّ لاولاد الحسين‌ فقط‌. واستدلّوا بما رواه‌ مسلم‌ في‌ صحيحه‌، ج‌ 2، ص‌ 191، طبعة‌ سنة‌ 1348 ه، أنّ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ قال‌: إنّ هذا الامر لا ينقضي‌ حتّي‌ يمضي‌ فيهم‌ اثنا عشر خليفة‌، كلّهم‌ من‌ قريش‌. ومثله‌ في‌ «شرح‌ التجريد» ص‌ 250، طبعة‌ العرفان‌: إنّ المراد بالاثني‌ عشر هم‌ أئمّة‌ الشيعة‌ حيث‌ ثبت‌ بالتواتر أنّ النبي‌ّ قال‌ للحسين‌: ابني‌ هذا إمام‌ ابن‌ إمام‌ أخو إمام‌ أبو أئمّة‌ تسعة‌، تاسعهم‌ قائمهم‌. وروي‌ محبّ الدين‌ الطبري‌ّ الشافعي‌ّ في‌ كتاب‌ «ذخائر العقبي‌» ص‌ 136، طبعة‌ 1356 ه، أنّ النبي‌ّ قال‌: لو لم‌ يبق‌ من‌ الدنيا إلاّ يوماً واحداً لطوّل‌ الله‌ ذلك‌ اليوم‌، حتّي‌ يبعث‌ رجلاً من‌ ولدي‌، اسمه‌ كاسمي‌. فقال‌ سلمان‌: من‌ أي‌ّ ولدك‌ يا رسول‌ الله‌ ؟ قال‌: من‌ ولدي‌ هذا، وضرب‌ بيده‌ علي‌ الحسين‌.

[19] ـ «فرائد السِّمطين‌» ج‌ 1، ص‌ 312 إلي‌ 315، الباب‌ 58، الحديث‌ 250.

[20] ـ كتاب‌ «السقيفة‌» المعروف‌ ب «كتاب‌ سُليم‌ بن‌ قيس‌ الهلالي‌ّ الكوفي‌ّ» ص‌ 111 إلي‌ 125، الطبعة‌ الثالثة‌ بالنجف‌. وكان‌ سُلَيم‌ من‌ أصحاب‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌. توفّي‌ سنة‌ 90 ه تقريباً. كان‌ من‌ ثقات‌ الاصحاب‌ ومعتَمدِيهم‌. وكتابه‌ في‌ غاية‌ الوثوق‌ والاعتبار. قال‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ فيه‌: مَن‌ لَم‌ يكن‌ عنده‌ من‌ شيعتنا ومحبّينا كتاب‌ سُليم‌ بن‌ قَيس‌ الهلالي‌ّ، فليس‌ عنده‌ من‌ أمرنا شي‌ء ولا يعلم‌ من‌ أسبابنا شيئاً، وهو أبجد الشيعة‌، وهو سِرٌ من‌ أسرارِ آل‌ محمّد صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌.

[21] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 445، نقلاً عن‌ المودّة‌ العاشرة‌ من‌ كتاب‌ «مودّة‌ القربي‌».

[22] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 445، نقلاً عن‌ المودّة‌ العاشرة‌ من‌ كتاب‌ «مودّة‌ القربي‌».

[23] ـ روي‌ السيّد هاشم‌ البحراني‌ّ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 218، الحديث‌ الخامس‌، عن‌ الخاصّة‌ عن‌ محمّد بن‌ إبراهيم‌ النعماني‌ّ في‌ كتاب‌ «الغيبة‌»، عن‌ أحمد بن‌ زياد بن‌ جعفر الهمداني‌ّ بسنده‌ المتّصل‌، عن‌ الإمام‌ جعفر الصادق‌، عن‌ أبيه‌ محمّد بن‌ علي‌ّ، عن‌ أبيه‌ علي‌ّ بن‌ الحسين‌، عن‌ أبيه‌ الحسين‌ بن‌ علي‌ّ قال‌: سئل‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ عن‌ معني‌ قول‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌: إنِّي‌ مُخَلِّف‌ فِيكم‌ الثقلين‌: كتاب‌ الله‌ وعترتي‌، مَن‌ العِترة‌ ؟ قال‌: أنا والحسن‌ والحسين‌ والائمّة‌ التسعة‌ من‌ وُلد الحسين‌ تاسعهم‌ قائمهم‌، لا يفارقون‌ كتاب‌ الله‌ ولا يفارقهم‌ حتّي‌ يردوا علي‌ رسول‌ الله‌ حوضه‌.

[24] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 445، نقلاً عن‌ المودّة‌ العاشرة‌ من‌ كتاب‌ «مودّة‌ القربي‌».

[25] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 445، نقلاً عن‌ المودّة‌ العاشرة‌ من‌ كتاب‌ «مودّة‌ القربي‌».

[26] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 445، نقلاً عن‌ المودّة‌ العاشرة‌ من‌ كتاب‌ «مودّة‌ القربي‌».

[27] ـ «كتاب‌ سُليم‌» الطبعة‌ الثالثة‌، النجف‌. وتستمرّ هذه‌ الخطبة‌ من‌ ص‌ 179 إلي‌ 190، مع‌ ما فيها من‌ موضوعات‌، ورسالة‌ معاوية‌ التي‌ كتبها للإمام‌. ولكن‌ هاتين‌ الفقرتين‌ في‌ ص‌ 187 و 188 بالترتيب‌.

[28] ـ قال‌ القندوزي‌ّ في‌ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 446، بعد اختتام‌ موضوعات‌ كتاب‌ «مودّة‌ القربي‌»: قال‌ بعض‌ المحقّقين‌ إنّ الاحاديث‌ الدالّة‌ علي‌ كون‌ الخلفاء بعده‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ اثني‌ عشر قد اشتهرت‌ من‌ طرق‌ كثيرة‌. فبشرح‌ الزمان‌ وتعريف‌ الكون‌ والمكان‌ عُلِم‌ أنّ مراد رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ من‌ حديثه‌ هذا الائمّة‌ الاثنا عشر من‌ أهل‌ بيته‌ وعترته‌، إذ لا يمكن‌ أن‌ يحمل‌ هذا الحديث‌ علي‌ الخلفاء بعده‌ من‌ أصحابه‌ لقلّتهم‌ عن‌ اثني‌ عشر. ولا يمكن‌ أن‌ يحمله‌ علي‌ الملوك‌ الامويّة‌ لزيادتهم‌ علي‌ اثني‌ عشر، ولظلمهم‌ الفاحش‌، إلاّ عمر بن‌ عبد العزيز. ولكونهم‌ غير بني‌ هاشم‌، لانّ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ قال‌: كُلّهُم‌ من‌ بني‌ هاشم‌ في‌ رواية‌ عبد الملك‌ عن‌ جابر. وإخفاء صوته‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌ في‌ هذا القول‌ يرجّح‌ هذه‌ الرواية‌، لا نّهم‌ لا يحسنون‌ خلافة‌ بني‌ هاشم‌. ولا يمكن‌ أن‌ يحمله‌ علي‌ الملوك‌ العبّاسيّة‌ لزيادتهم‌ علي‌ العدد المذكور ولقلّة‌ رعايتهم‌ الآية‌ قل‌ لاَّ أَسْأَلكم‌ عليه‌ أجرًا إلاّ المودّة‌ في‌ القربي‌، وحديث‌ الكساء. فلابدّ من‌ أن‌ يحمل‌ هذا الحديث‌ علي‌ الائمّة‌ الاثني‌ عشر من‌ أهل‌ بيته‌ وعترته‌، لا نّهم‌ كانوا أعلم‌ أهل‌ زمانهم‌ وأجلّهم‌ وأورعهم‌ وأتقاهم‌ وأعلاهم‌ نسباً وأفضلهم‌ حسباً وأكرمهم‌ عند الله‌. وكانت‌ علومهم‌ عن‌ جدّهم‌ متّصلة‌ بجدّهم‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌، وبالوراثة‌ و ] العلوم‌ [ اللدنّيّة‌. كذا عرفهم‌ أهل‌ العلم‌ والتحقيق‌ وأهل‌ الكشف‌ والتوفيق‌. ويؤيّد هذا المعني‌، أي‌: أنّ مراد النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ الائمّة‌ الاثنا عشر من‌ أهل‌ بيته‌. ويشهده‌ ويرجّحه‌ حديث‌ الثقلين‌ والاحاديث‌ المتكثّرة‌ المذكورة‌ في‌ هذا الكتاب‌ وغيرها. وأمّا قوله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌: كلّهم‌ تجتمع‌ عليه‌ الاُمّة‌ في‌ رواية‌ عن‌ جابر بن‌ سمرة‌، فمراده‌ أنّ الاُمّة‌ تجتمع‌ علي‌ الإقرار بإمامة‌ كلّهم‌ وقت‌ ظهور قائمهم‌ المهدي‌ّ عليه‌ السلام‌.

[29] ـ «كتاب‌ سُليم‌» ص‌ 190.

 وليعلم‌ أنّ هذه‌ الرواية‌ ليست‌ تكراراً للرواية‌ السابقة‌ المنقولة‌ عن‌ «فرائد السِّمطين‌» فالسابقة‌ كانت‌ تدور حول‌ احتجاج‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌ في‌ الشوري‌. وهذه‌ كانت‌ في‌ حرب‌ صفّين‌ وورود أبي‌ هريرة‌ وأبي‌ الدرداء. وجاءت‌ في‌ موضعين‌ من‌ «كتاب‌ سُلَيم‌». وقد ذكرناها في‌ موضعين‌ أيضاً حفظاً لاصل‌ الموضوع‌.

[30] ـ «فرائد السِّمطين‌» ج‌ 2، ص‌ 136 إلي‌ 141، الباب‌ 32: في‌ حديث‌ اللوح‌ الذي‌ كتب‌ الله‌ فيه‌ أو أمر بعض‌ كرام‌ الكاتبين‌ بأن‌ يكتب‌ فيه‌ أسماء أوصياء رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌، ثمّ أهداه‌ إلي‌ نبيّه‌، فأهداه‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ إلي‌ أُمّ الاوصياء فاطمة‌ صلوات‌ الله‌ عليها ؛ الحديث‌ 432 إلي‌ 435.

[31] ـ دعوة‌ الإمام‌ جابراً عند وفاته‌ عليه‌ السلام‌ حين‌ أوصي‌ للإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ الذي‌ كان‌ كبيراً آنذاك‌ تتنافي‌ مع‌ الرواية‌ التي‌ تدلّ علي‌ أنّ جابراً رضي‌ الله‌ عنه‌ أدرك‌ الباقر عليه‌ السلام‌ فحسب‌.

[32] ـ «فرائد السِّمطين‌» ص‌ 140 و 141، السمط‌ 2، الباب‌ 32، الحديث‌ 435. ورواه‌ الشيخ‌ الصدوق‌ متناً وسنداً في‌ «عيون‌ أخبار الرضا» ج‌ 1، ص‌ 40 و 41، الباب‌ 6، طبعة‌ (انتشارات‌ جهان‌) ـ ] إصدارات‌ العالم‌ [: النصوص‌ علي‌ الرضا عليه‌ السلام‌ بالإمامة‌ في‌ جملة‌ الائمّة‌ الاثني‌ عشر عليهم‌ السلام‌.

 وروي‌ آية‌ الله‌ الشيخ‌ لطف‌ الله‌ الصافي‌ الكلبايكاني‌ّ في‌ كتاب‌ «منتخب‌ الاثر» ص‌ 107، عن‌ كتاب‌ «كفاية‌ الاثر» بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ حُذيفة‌ بن‌ اليمان‌ قال‌: صلّي‌ بنا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌، ثمّ أقبل‌ بوجهه‌ الكريم‌ علينا فقال‌: مَعَاشِرَ أصحابي‌ ! أُوصيكم‌ بتقوي‌ الله‌ والعمل‌ بطاعته‌، فمن‌ عمل‌ بها فاز وغنم‌ وأنجح‌، ومن‌ تركها حلّت‌ به‌ الندامة‌، فالتمسوا بالتقوي‌ السلامةَ من‌ أهوال‌ يوم‌ القيامة‌. فكأنّي‌ أُدعي‌ وأُجيب‌ وإنِّي‌ تاركٌ فيكم‌ الثقلين‌ كتاب‌ الله‌ وعترتي‌ أهل‌ بيتي‌، ما إن‌ تمسّكتم‌ بهما لن‌ تضلّوا، ومَن‌ تمسّك‌ بعترتي‌ من‌ بعدي‌، كان‌ من‌ الفائزين‌، ومن‌ تَخلّف‌ عنهم‌ كان‌ من‌ الهالكين‌.

 فقلتُ: يا رسول‌ الله‌ ! علي‌ من‌ تخلّفنا ؟! قال‌: علي‌ من‌ خلّف‌ موسي‌ بن‌ عمران‌ قومه‌. قلتُ: علي‌ وصيّه‌ يوشع‌ بن‌ نون‌ ؟! قال‌: فإنّ وصيّي‌ وخليفتي‌ من‌ بعدي‌ علي‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌ قائد البررة‌ وقاتل‌ الكفرة‌، منصور من‌ نصره‌، مخذول‌ من‌ خذله‌. قلتُ: يا رسول‌ الله‌ ! فكم‌ يكون‌ الائمّة‌ من‌ بعدك‌ ؟! قال‌: عدد نقباء بني‌ إسرائيل‌، تسعة‌ من‌ صلب‌ الحسين‌ أعطاهم‌ الله‌ علمي‌ وفهمي‌. خُزّان‌ علم‌ الله‌ ومعادن‌ وحيه‌. قلتُ: يا رسول‌ الله‌ فما لاولاد الحسن‌ ؟ قال‌: إنّ الله‌ تبارك‌ وتعالي‌ جعل‌ الإمامة‌ في‌ عقب‌ الحسين‌ وذلك‌ قوله‌ عزّ وجلّ: وَجَعلها كلمةً باقية‌ في‌ عقبه‌. قلتُ: أفلا تسمّيهم‌ لي‌ يا رسول‌ الله‌ ؟ قال‌: نعم‌ ! إنّه‌ لمّا عرج‌ بي‌ إلي‌ السماء ونظرتُ إلي‌ ساق‌ العرش‌ فرأيتُ مكتوباً بالنور: لا إله‌ إلاّ الله‌، محمّد رسول‌ الله‌ أيّدتُه‌ بعليٍّ ونصرتُهُ بِهِ. ورأيتُ أنوار الحسن‌، والحسين‌، وفاطمة‌، ورأيتُ في‌ ثلاثة‌ مواضع‌ عليّاً، عليّاً، عليّاً، ومحمّداً، ومحمّداً، وموسي‌، وجعفر، والحسن‌ ؛ والحجّة‌ يتلالا من‌ بينهم‌ كأ نّه‌ كوكب‌ درّي‌ّ. فقلتُ: يا ربّ مَن‌ هؤلاء الذين‌ قرنتَ أسماءهم‌ باسمك‌ ؟! قال‌: يا محمّد ! إنّهم‌ هم‌ الاوصياء والائمّة‌ من‌ بعدك‌. خلقتهم‌ من‌ طينتك‌ فطوبي‌ لمن‌ أحبّهم‌، والويل‌ لمن‌ أبغضهم‌. فبهم‌ أُنزل‌ الغيث‌، وبهم‌ أُثيب‌ وأُعاقب‌. ثمّ رفع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ يده‌ إلي‌ السماء ودعا بدعوات‌ فسمعته‌ يقول‌: اللهمّ اجعل‌ العلم‌ والفقه‌ في‌ عقبي‌ وعقب‌ عقبي‌، وفي‌ ذرعي‌ وذرع‌ ذرعي‌ (وفي‌ زرعي‌ وزرع‌ زرعي‌ ـ ظ‌).

[33] ـ «فرائد السِّمطين‌» ج‌ 2، ص‌ 250، الباب‌ 48، من‌ السمط‌ الثاني‌، الحديث‌ 520 ؛ وذكره‌ مير حامد حسين‌ الهندي‌ّ في‌ عبقاته‌، جزء الثقلين‌، طبعة‌ إصفهان‌، ج‌ 1، ص‌ 311 ؛ كما أورده‌ السيّد هاشم‌ البحراني‌ّ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 215، الحديث‌ 30، عن‌ العامّة‌ برواية‌ الحمّوئي‌ّ في‌ «فرائد السِّمطين‌». ورواه‌ مسلم‌ القُشيري‌ّ بسند آخر في‌ صحيحه‌، طبعة‌ مصر، سنة‌ 1327، ج‌ 2، ص‌ 325، باتّصال‌ السند بيزيد بن‌ حيّان‌ الذي‌ قال‌: كنت‌ مع‌ حصين‌ بن‌ سبرة‌ وعمر بن‌ مسـلم‌ عند زيد بن‌ أرقـم‌. ثمّ فصّـل‌ زيد قصّـة‌ الغديـر، وبيّن‌ في‌ آخـرها تفسيره‌ لاهل‌ البيت‌ في‌ جوابه‌ لحصين‌ الذي‌ سأله‌ عنهم‌. وأضاف‌ أيضاً قائلاً: كلّ هؤلاء حرم‌ الصدقة‌ ؟ قال‌: نعم‌. وذكر أحمد بن‌ حنبل‌ هذه‌ الرواية‌ في‌ مسنده‌، ج‌ 4، ص‌ 366، بسنده‌ مفصّلاً ؛ وكذلك‌ أوردها محبّ الدين‌ الطبري‌ّ في‌ «ذخائر العقبي‌» بتخريج‌ مسلم‌ (ص‌ 16 ).

[34] ـ المراد بني‌ عبد المطّلب‌.

[35] ـ قال‌ في‌ «أقرب‌ الموارد»: المِرط‌ بالكسر: كساء من‌ صوف‌ أو خزّ أو كتّان‌ يؤتزر به‌. وقال‌ أيضاً: المرحّل‌ من‌ الثياب‌ ما أشبهت‌ نقوشه‌ رحال‌ الإبل‌.

[36] ـ الآية‌ 33، من‌ السورة‌ 33: الاحزاب‌.

[37] ـ «كفاية‌ الطالب‌» ص‌ 11، الباب‌ الاوّل‌ في‌ بيان‌ خطبته‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ بماء يُدعي‌ خُمّاً، طبعة‌ النجف‌ الاشرف‌، سنة‌ 1356.

 وقال‌ السيّد ابن‌ طاووس‌ في‌ كتاب‌ «الطرائف‌ في‌ معرفة‌ مذهب‌ الطوائف‌» ص‌ 116، طبعة‌ مطبعة‌ الخيّام‌ بقم‌: قال‌ عبد المحمود (المراد هو: نفسه‌، فقد سمّي‌ نفسه‌ بهذا الاسم‌ في‌ كتابه‌ المذكور): كيف‌ خفي‌ عن‌ الحاضرين‌ مراد النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ بأهل‌ بيته‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌: وقد جمعهم‌ لمّا أُنزلت‌ آية‌ الطهارة‌ تحت‌ الكساء. وهم‌ علي‌ّ، وفاطمة‌، والحسن‌، والحسين‌ عليهم‌ السلام‌ وقال‌: اللَهُمَّ هؤلاء أهل‌ بيتي‌ فأذهب‌ عنهم‌ الرِّجس‌. وقد وصف‌ أهل‌ بيته‌ الذين‌ قد جعلهم‌ الله‌ خلفاً منه‌ بعد وفاته‌ مع‌ كتاب‌ الله‌ تعالي‌ بأ نّهم‌ لا يفارقون‌ كتاب‌ الله‌ تعالي‌ حتّي‌ يردوا عليه‌ الحوض‌، فينظر مَن‌ كان‌ من‌ العترة‌ معصوماً لا يفارق‌ كتاب‌ الله‌ في‌ سرّ ولا جهر ولا في‌ غضب‌ ولا رضي‌ ولا غني‌ ولا فقر ولا خوف‌ ولا أمن‌. فأُولئك‌ الذين‌ أشار إليهم‌ جلّ جلاله‌.

 قال‌ السيّد عبد الحسين‌ شرف‌ الدين‌ العاملي‌ّ في‌ هامش‌ ص‌ 42 من‌ كتاب‌ «الفصول‌ المهمّة‌»، الطبعة‌ الثانية‌ بعد أن‌ نقل‌ حديثاً مفصّلاً عن‌ تفسير الثعلبي‌ّ، وتفسير «الكشّاف‌»: أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ قال‌: من‌ مات‌ علي‌ حبّ آل‌ محمّد مات‌ شهيداً. المراد من‌ آل‌ محمّد في‌ هذا الحديث‌ ونحوه‌ مجموعهم‌ من‌ حيث‌ المجموع‌، باعتبار أئمّتهم‌ الذين‌ هم‌ خلفاء رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌، وأوصياؤه‌، ووارثو حكمه‌ وأولياؤه‌، وهم‌ الثقل‌ الذي‌ قرنه‌ بالقرآن‌، ونصّ علي‌ أ نّهما لا يفترقان‌، فلا يضلّ من‌ تمسّك‌ بهما، ولا يهتدي‌ من‌ تخلّي‌ عن‌ أحدهما. وليس‌ المراد هنا من‌ الآل‌ جميعهم‌ علي‌ سبيل‌ الاستغراق‌ والشمول‌، لكلّ فرد فرد، لانّ هذه‌ المرتبة‌ السامية‌ ليست‌ إلاّ لاولياء الله‌، القوّامين‌ بأمره‌ خاصّة‌ بحكم‌ الصحاح‌ المتواترة‌ من‌ طريق‌ العترة‌ الطاهرة‌. نعم‌ تجب‌ محبّة‌ جميع‌ أهل‌ بيته‌ وذرّيّته‌ كافّة‌، لتفرّعهم‌ من‌ شجرته‌ الطاهرة‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلّم‌. وبذلك‌ تحصل‌ الزلفي‌ للّه‌ تعالي‌ والشفاعة‌ من‌ جدّهم‌ بأبي‌ هو وأُمّي‌. وكنت‌ أوصيت‌ أولادي‌ أن‌ يكتبوا هذا الحديث‌ علي‌ كفني‌ بعد الشهادتين‌ لالقي‌ الله‌ تعالي‌ بذلك‌. والآن‌ أُكرّر وصيّتي‌ هذه‌ إليهم‌، ولتكن‌ الكتابة‌ علي‌ العمامة‌.

[38] ـ روي‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 225، الحديث‌ 20، عن‌ الخاصّة‌، عن‌ العيّاشي‌ّ في‌ تفسيره‌ بإسناده‌ إلي‌ مسعدة‌ بن‌ صدقة‌ قال‌: قال‌ الإمام‌ جعفر الصادق‌ عليه‌ السلام‌: إنّ الله‌ جعل‌ ولايتنا أهل‌ البيت‌ قطب‌ القرآن‌ وقطب‌ جميع‌ الكتب‌، عليها يستدير محكم‌ القرآن‌ وبها نَوَّهَتِ الكتب‌ ويستبين‌ الإيمان‌، وقد أمر رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ أن‌ يُقتدي‌ بالقرآن‌ وآل‌ محمّد وذلك‌ حيث‌ قال‌ في‌ آخر خطبة‌ خطبها: إنّي‌ تارك‌ فيكم‌ الثقلين‌: الثقل‌ الاكبر والثقل‌ الاصغر، أمّا الاكبر فكتاب‌ ربّي‌، وأمّا الاصغر فعترتي‌ أهل‌ بيتي‌، فاحفظوني‌ فيهما، فلن‌ تضلّوا ما تمسّكتم‌ بهما.

[39] ـ «نهج‌ البلاغة‌» ج‌ 1، ص‌ 154، الخطبة‌ 85، طبعة‌ مصر، وشرح‌ الشيخ‌ محمّد عبده‌: فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ ؟ بَلْ كَيْفَ تَعْمَهُونَ وَبَيْنَكُمْ عِترَةُ نَبِيِّكُمْ وَهُمْ أَزِمَّةُ الحَقِّ وَأَعْلاَمُ الدِّينِ، وَأَلْسِنَةُ الصِّدْقِ، فَأَنْزِلُوهُمْ مَنَازِلَ القُرآنِ، وَرِدُوهُمْ وُرُودَ الهيمِ العِطَاشِ.

[40] ـ لانّ ابن‌ أبي‌ الحديد كان‌ معتزليّاً.

[41] ـ «شرح‌ نهج‌ البلاغة‌» لابن‌ أبي‌ الحديد، ج‌ 6، ص‌ 376 و 377، طبعة‌ دار إحياء الكتب‌ العربيّـة‌ ؛ وذكـره‌ فـي‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 217، الحديـث‌ 39، عن‌ العامّـة‌، نقلاً عـن‌ الشرح‌.

[42] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 223، و 224، الحديث‌ الرابع‌، عن‌ الخاصّة‌.

 نقل‌ الشيخ‌ الصدوق‌ هذا الحديث‌ بنحو أكثر تفصيلاً كما جاء ذلك‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 218 و 219، الحديث‌ السادس‌ عن‌ الخاصّة‌. ووردت‌ فيه‌ أسماء الائمّة‌ عليهم‌ السلام‌. ويضيف‌ الإمام‌ قائلاً: يا شيخ‌ ! والله‌ لو لم‌ يبق‌ من‌ الدنيا إلاّ يوم‌ واحد لطوّل‌ الله‌ ذلك‌ اليوم‌ حتّي‌ يخرج‌ قائمنا أهل‌ البيت‌ الكلام‌.

[43] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 229، الحديث‌ 44، عن‌ الخاصّة‌.

[44] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 229، الحديث‌ 45، عن‌ الخاصّة‌، عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌: أَنا قادمٌ علي‌ الله‌ ثمّ يَقْدَم‌ عَلَي‌َّ كتابُ الله‌، ثمّ عَلَي‌َّ أهل‌ بيتي‌، ثمّ تَقْدَم‌ علَيَّ أُمَّتي‌، فيقفون‌ فيسألهم‌ ما فعلتم‌ في‌ كتابي‌ وأهل‌ بيت‌ نبيّكم‌ ؟!

[45] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 229، تتمّة‌ الحديث‌ 45، قال‌: وروي‌ سعد بن‌ عبد الله‌ في‌ «بصـائر الدرجات‌» عن‌ شعيب‌ الحـدّاد قال‌: قال‌ رسـول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌: أَنَا أوَّلُ قادم‌ علي‌ الله‌ تبارك‌ وتعالي‌ ثمّ يَقْدم‌ علَي‌َّ كتابُ اللهِ وأهل‌ بيتي‌ ثمّ تَقْدَم‌ علَيَّ أُمَّتي‌، فأقول‌ لَهُمْ: بئسما فعلتم‌ في‌ كتاب‌ الله‌ عزّ وجلّ وأهل‌ بيت‌ نبيّكم‌ !

[46] ـ علي‌ الرغم‌ من‌ أنّ الزمخشري‌ّ كان‌ سنّيّاً حنفي‌ّ المذهب‌، بَيدَ أنّ المستفاد من‌ تفسيره‌ المعروف‌ بـ «الكشّاف‌»، وكتابه‌: «ربيع‌ الابرار» هو أ نّه‌ كان‌ معتدلاً في‌ ولائه‌ أهل‌ البيت‌ عليهم‌ السلام‌. ولعلّ تعبير العلاّمة‌ بحقّه‌ من‌ شطحات‌ القلم‌ وشططه‌.

[47] ـ «نهج‌ الحقّ وكشف‌ الصدق‌» ص‌ 227، طبعة‌ منشورات‌ دار الهجرة‌، قم‌.

[48] ـ «الطرائف‌» ص‌ 117 و 118، عن‌ الزمخشري‌ّ بسنده‌ المتّصل‌، وجاء فيه‌: بهجة‌ قلبي‌ مكان‌ مهجة‌ قلبي‌ الواردة‌ في‌ حديث‌ العلاّمة‌. وهذا هو الفارق‌ الوحيد بينهما.

[49] ـ «بحار الانوار» ج‌ 23، ص‌ 110، الطبعة‌ الحديثة‌، نقلاً عن‌ «الطرائف‌»، عن‌ الزمخشري‌ّ.

[50] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 82، نقلاً عن‌ الحمّوئي‌ّ بسنده‌ عن‌ جميل‌ بن‌ صالح‌، عن‌ الإمام‌ جعفر الصادق‌ عليه‌ السلام‌، عن‌ آبائه‌، عن‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌. واللفظ‌ هو نفس‌ لفظ‌ «الطرائف‌»: بهجة‌ قلبي‌، ولكن‌ جاء فيه‌: وحبله‌ الممدود بدل‌ وحبل‌ ممدود.

[51] ـ «مقتل‌ الإمام‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌» ج‌ 1، ص‌ 59، بلفظ‌ «ينابيع‌ المودّة‌» نفسه‌ عن‌ الحمّوئي‌ّ، عن‌ الإمام‌ محمّد بن‌ أحمد بن‌ علي‌ّ بن‌ شاذان‌، عن‌ الحسن‌ بن‌ حمزة‌، عن‌ علي‌ّ بن‌ محمّد بن‌ قتيبة‌، عن‌ الفضل‌ بن‌ شاذان‌، عن‌ محمّد بن‌ زياد، عن‌ حميد بن‌ صالح‌، عن‌ جعفر بن‌ محمّد عليهما السلام‌، عن‌ أبيه‌، وهو عن‌ أبيه‌، وهو عن‌ الإمام‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌، عن‌ الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌.

[52] ـ بالتسلسل‌ عن‌ «فرائد السِّمطين‌» وكتاب‌ «الاربعين‌» و«المناقب‌» عن‌ مخطوطات‌ هذه‌ الكتب‌ الثلاثة‌ بناءً علي‌ نقل‌ «إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 4، ص‌ 288، و: ج‌ 9، ص‌ 198. وجاء في‌ أربعين‌ ابن‌ أبي‌ الفوارس‌: نور عيني‌ بدل‌ نور بصري‌. أمّا بقيّة‌ الالفاظ‌ في‌ هذا الكتاب‌، والكتابين‌ الآخرين‌: «فرائد...» و«مناقب‌» فهي‌ كلفظ‌ القندوزي‌ّ نفسه‌.

[53] - نفس المصدر السابق.

[54] - نفس المصدر السابق.

[55] ـ «دُرَر بحر المناقب‌» عن‌ مخطوطة‌ هذا الكتاب‌ بناءً علي‌ نقل‌ «إحقاق‌ الحقّ» ج‌ 4، ص‌ 288، و: ج‌ 9، ص‌ 198. أمّا بقيّة‌ العبارات‌ في‌ هذا الكتاب‌ فهي‌ كعبارة‌ القندوزي‌ّ نفسه‌.

 إلی المجلد الرابع عشر

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com