بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الاسلام / المجلد الثالث عشر / القسم الثالث عشر: المواقف التی نطق فیها رسول الله صلی الله علیه و آله بحدیث الثقل...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

الصفحة السابقة

المورد السابع‌: خطبة‌ رسول‌ الله‌ بحقّ الثقلين‌ في‌ غدير خمّ

 لقد ذكرنا بتوفيق‌ الله‌ المنّان‌ عزّ اسمه‌ في‌ الجزء السادس‌ من‌ كتابنا هذا « معرفة‌ الإمام » مفصّلاً سفر الرسول‌ الاكرم‌ إلی حجّة‌ الوداع‌، الذي‌ كان‌ توطئة‌ لإرساء دعائم‌ ولاية‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ وخلافته‌. واستوعب‌ البحث‌ عن‌ الحديث‌ نفسه‌، وعن‌ خطبة‌ الغدير ثلاثة‌ أجزاء هي‌ السابع‌، والثامن‌، والتاسع‌. ونكتفي‌ فيما يأتي‌ بذكر حديث‌ الثقلين‌ الوارد في‌ الخطبة‌ المشار إليها موجِزين‌ غاية‌ الإيجاز، نقلاً عن‌ بعض‌ المصادر التأريخيّة‌ المهمّة‌. [1]

 ذكر أحمد بن‌ أبي‌ يعقوب‌ الكاتب‌ العبّاسي‌ّ في‌ تاريخه‌ أ نّه‌ لمّا انصرف‌ رسول‌ الله‌ من‌ مكّة‌ إلی المدينة‌، صار إلی موضعٍ بالقرب‌ من‌ الجحفة‌ يقال‌ له‌: غدير خمّ لثماني‌ عشرة‌ ليلة‌ خلت‌ من‌ ذي‌ الحجّة‌، فقام‌ خطيباً وأخذ بِيَدِ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌، فقال‌:

 أَلَسْتُ أَوْلَی‌ بِالمُؤْمِنينَ مِن‌ أَنفُسِهِمْ ؟!

 قَالُوا: بَلَي‌ يَا رَسُولَ اللَهِ !

 قَالَ: فَمَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلی‌ٌّ مَوْلاَهُ، اللَهُمَّ وَالِ مَن‌ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ.

 ثُمَّ قَالَ: أَيُهَّا النَّاسُ ! إنِّي‌ فَرَطُكُمْ وَأَنْتُمْ وَارِدِيَّ عَلَی‌ الحَوْضِ، وَإنِّي‌ سَائِلُكُمْ حِينَ تَرِدُونَ عَلَی عَنِ الثَّقَلَيْنِ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي‌ فِيهِمَا ؟!

 قَالُوا: وَمَا الثَّقَلاَنِ يَا رَسُولَ اللَهِ ؟!

 قَالَ: الثَّقَلُ الاَكْبَرُ كِتَابُ اللَهِ، سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَهِ وَطَرَفٌ بِأَيْدِيكُمْ، فَاسْتَمْسِكُوا بِهِ وَلاَ تَضِلُّوا وَلاَ تُبَدِّلُوا، وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌. [2]

 وروي‌ ابن‌ المغازلي‌ّ خطبة‌ الغدير المفصّلة‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ الوليد ابن‌ صالح‌، عن‌ امرأة‌ زيد بن‌ أرقم‌، [3] إلی أن‌ بلغ‌ كلام‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ الذي‌ يقول‌ فيه‌: أَلاَ وَإنِّي‌ فَرَطُكُمْ وَإنَّكُمْ تَبَعِي‌، تُوشِكُونَ أَنْ تَرِدُوا عَلَی الحَوْضَ، فَأَسْأَلُكُمْ حِينَ تَلْقَوْنَنِي‌ عَنْ ثَقَلِي‌ كَيْفَ خَلَفْتُمُونِّي‌ فِيهِمَا ؟!

 قَالَ: فَأُعِيلَ [4] عَلَینَا مَا نَدْرِي‌ مَا الثَّقَلاَنِ حَتَّي‌ قَامَ رَجُلٌ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَقَالَ: بَأَبي‌ أَنْتَ وَأُمِّي‌ أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللَهِ، مَا الثَّقَلاَنِ ؟!

 قَالَ: الاَكْبَرُ مِنْهُمَا كِتَابُ اللَهِ تعالی: سَبَبٌ طَرَفٌ [5] بِيَدِ اللَهِ وَطَرَفُ بِأَيْدِيكُمْ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ وَلاَ تَضِلُّوا ـ وَالاصْغَرُ مِنْهُمَا عِتْرَتِي‌، مَنِ اسْتَقْبَلَ قِبْلَتِي‌ وَأَجَابَ دَعْوَتِي‌ ! فَلاَ تَقْتُلُوهُمْ وَلاَ تَقْهَرُوهُمْ وَلاَ تُقْصِرُوا عَنْهُمْ ! فَإنِّي‌ قَدْ سَأَلْتُ لَهُمُ اللَّطِيفَ الخَبِيرَ فَأَعْطَانِي‌، نَاصِرُهُمَا لِي‌ نَاصِرٌ، وَخَاذِلُهُمَا لِي‌ خَاذِلٌ، وَوَليُّهُمَا لِي‌ وَلِي‌ٌّ، وَعَدُوُّهُمَا لِي‌ عَدُوٌّ الخطبة‌. [6]

 وروي‌ ابن‌ عساكر في‌ « تاريخ‌ دمشق‌ » بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ أبي‌ الطفيل‌ عامر بن‌ واثلة‌ أ نّه‌ قال‌: سمعتُ زيد بن‌ أرقم‌ يقول‌: نزل‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ بين‌ مكّة‌ والمدينة‌ عند سمرات‌ خمس‌ دوحات‌ عظام‌، فكنس‌ الناس‌ ما تحت‌ السمرات‌. ثمّ راح‌ رسول‌ الله‌ فصلّي‌ ثمّ قام‌ خطيباً فحمد الله‌ تعالی وأثني‌ علیه‌ وذكر ووعظ‌ وقال‌ ما شاء الله‌ أن‌ يقول‌. ثمّ قال‌:

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ ! إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ ـ لَنْ تَضِلُّوا إذَا اتَّبَعْتُمُوهُمَا ] ظ‌ [ كِتَابَ اللَهِ وَأَهْلَ بَيْتِي‌ عِتْرَتِي‌.

 ثُمَّ قَالَ: أَتَعْلَمُونَ أَنِّي‌ أَوْلَي‌ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؟! ] قاله‌ [ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. فَقَالَ النَّاسُ ! نَعَمْ ! فَقَالَ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَإنَّ علیاً مَوْلاَهُ. [7]

 وذكر البلاذري‌ّ في‌ « أنساب‌ الاشراف‌ » في‌ ترجمة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌، بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ زيد بن‌ أرقم‌ قال‌: كنّا مع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ في‌ حجّة‌ الوداع‌. ولمّا نزلنا غدير خُم‌، أمر بتنظيف‌ ما تحت‌ السمرات‌. ثمّ قام‌ فقال‌:

 كَأَ نِّي‌ قَدْ دُعِيتُ فَأَجَبْتُ ] و [ إنَّ اللَه‌ َمَوْلاَي‌َ وَأَنَا مَوْلَي‌ كُلِّ مُؤْمِنٍ، وَإنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمْ ما إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌ ! فَإنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی الحَوْضَ. ثُمّ أَخَذَ بِيَدِ علی‌ٍّ فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَهَذَا وَلِيُّهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ ! [8]

 قال‌ أبو الطفيل‌ راوي‌ الحديث‌: قلتُ لزيد بن‌ أرقم‌: أنتَ سمعتَه‌ من‌ رسول‌ الله‌ ؟! فقال‌: ما كان‌ في‌ الدوحات‌ أحد إلاّ قد رآه‌ بعينه‌ وسمعه‌ بأُذنه‌.

 ورواه‌ النسائي‌ّ في‌ خصائصه‌ عن‌ زيد بن‌ أرقم‌. [9]

 وأورد الملاّ علی‌ّ المتّقي‌ في‌ « كنز العمّال‌ » عن‌ ابن‌ جرير الطبري‌ّ في‌ « مسند زيد بن‌ أرقم‌ » عن‌ أبي‌ الطفيل‌ قال‌: لمّا رجع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ من‌ حجّة‌ الوداع‌ فنزل‌ غدير خُمّ، أمر بدوحات‌ فقممن‌، ثمّ قام‌ فقال‌:

 كَأَ نِّي‌ قَدْ دُعِيتُ فَأَجَبْتُ إنِّي‌ قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ، أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابَ اللَهِ ـ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إلَی الاَرْضِ وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي‌ فِيهِمَا، فَإنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی‌َّ الحَوْضَ.

 ثُمَّ قَالَ: إنَّ اللَهَ مَوْلاَيَ وَأَنَا وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ. ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ علی فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَعلی‌ٌّ وَلِيُّهُ. اللَهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ !

 فَقُلْتُ لِزَيْدٍ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ ؟! فَقَالَ: مَا كَانَ فِي‌ الدُّوحَاتِ أَحَدٌ إلاَّ قَدْ رَآهُ بِعَيْنِهِ وَسَمِعَهُ بِأُذُنِهِ ( ابن‌ جرير ). [10]

 وروي‌ أبو نُعَيْم‌ الإصفهاني‌ّ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عبد الله‌ بن‌ جعفر ـ فيما قُري‌ علیه‌ وأُذن‌ لابي‌ نعيم‌ في‌ روايته‌ قال‌: أخبرنا أحمد بن‌ يونس‌ الطبّي‌ّ، قال‌: أخبرنا عمّار بن‌ نصر، قال‌: أخبرنا إبراهيم‌ بن‌ اليَسَع‌ المكّي‌ّ، قال‌: أخبرنا جعفر بن‌ محمّد عن‌ أبيه‌، عن‌ جدّه‌، عن‌ علی‌ّ أ نّه‌ قال‌: خطبنا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ بالجُحفة‌ [11]... فقال‌:

 أَيُّهَا النَّاسُ ! أَلَسْتُ أَوْلَي‌ بِكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ ؟ قَالُوا: بَلَي‌ ! قَالَ: فَإنِّي‌ كَأَ نِّي‌ لَكُمْ عَلَی‌ الحَوْضِ فَرَطاً وَسَائِلُكُمْ عَنِ اثْنَتَيْنِ: عَنِ القُرْآنِ وَعَنْ عِتْرَتِي‌ الخطبة‌. [12]

 وروي‌ السخاوي‌ّ بتخريج‌ ابن‌ عُقدة‌ عن‌ هارون‌ بن‌ خارجة‌، عن‌ فاطمة‌ بنت‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌، عن‌ أُمّ سلمة‌ قالت‌: أخذ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ بِيَدِ علی‌ّ بغدير خُمّ فرفعها حتّي‌ رأينا بياض‌ إبطه‌، فقال‌: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ ( الحديث‌). وقال‌ أيضاً: يَأَيُّهَا النَّاسُ ! إنِّي‌ مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی‌َّ الحَوْضَ. [13]

 وروي‌ القندوزي‌ّ بتخريج‌ البزّاز في‌ مسنده‌ عن‌ أُمّ هاني‌ أُخت‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ حين‌ رجع‌ من‌ حجّته‌ ونزل‌ غدير خُمّ، قام‌ خطيباً بالهاجرة‌ فقال‌:

 أَيُّهَا النَّاسُ ! إنِّي‌ أُوشِكُ أَنْ أُدْعَي‌ فَأُجِيبَ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا أَبَداً: كِتَابَ اللَهِ ـ حَبْلٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَهِ وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌. أُذَكِّرُكُمُ اللَهَ فِي‌ أَهْلِ بَيْتِي‌، أَلاَ إنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی‌َّ الحَوْضَ. [14]

 وأخرج‌ أبو موسي‌ المدايني‌ّ في‌ « سير الصحابة‌ » حديث‌ غدير خُمّ مفصّلاً عن‌ حُذيفة‌ بن‌ أُسَيد، إلی أن‌ بلغ‌ قوله‌:

 أَلاَ وَإنِّي‌ سَائِلُكُمْ حِينَ تَنْزِلُونَ عَلَی عَنِ الثَّقَلَيْنِ ! فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي‌ فِيهِمَا حِينَ تَلْقَوْنِّي‌ ؟! قَالُوا: وَمَا الثَّقَلاَنِ يَا رَسُولَ اللَهِ ؟!

 قَالَ: الثَّقَلُ الاَكْبَرُ كِتَابُ اللَهِ ـ سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَهِ وَطَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ، فَاسْتَمْسِكُوا بِهِ ؛ وَلاَ تَضِلُّوا وَتُبَدِّلُوا وَالثَّقَلُ الاَصْغَرُ عِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌. قَدْ نَبَّأَنِي‌ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ أَ نَّهُمَا لَنْ يفْتَرِقَا حَتَّي‌ يَلْقَيَانِّي‌ وَسَأَلْتُ رَبِّي‌ لَهُمَا ذَلِكَ. [15]

 وأخرجه‌ الشـيخ‌ عبيد الله‌ الحنفي‌ّ الآمر تسرّي‌ّ بهذا اللفظ‌ عن‌ حذيفة‌ ابن‌ أُسَيْد. [16]

 وأورده‌ شمس‌ الدين‌ السخاوي‌ّ بهذا اللفظ‌ أيضاً عن‌ حُذيفة‌ بن‌ أُسَيد، وزيد بن‌ أرقم‌، عن‌ الطبراني‌ّ في‌ « المعجم‌ الكبير ». وقال‌ في‌ آخره‌: ومن‌ هذا الوجه‌ ذكره‌ ضياء في‌ « المختارة‌ »، ورواه‌ أبو نُعَيْم‌ في‌ حليته‌ وغيره‌ من‌ حديث‌ زيد بن‌ حسن‌ الانماطي‌ّ، عن‌ معروف‌ بن‌ خرّبوذ، عن‌ أبي‌ الطُّفَيل‌، عن‌ حذيفة‌. [17]

 ورواه‌ نور الدين‌ السمهودي‌ّ بهذا المتن‌ عن‌ حُذيفة‌ بن‌ أُسَيد، وعامر ابن‌ ليلي‌ بن‌ ضمرة‌ بتخريج‌ ابن‌ عقدة‌ في‌ كتاب‌ « الموالاة‌ » عن‌ طريق‌ عبد الله‌ بن‌ سنان‌، عن‌ أبي‌ الطفيل‌، عن‌ ذينك‌ الرجلين‌. ورواه‌ أيضاً عن‌ طريق‌ ابن‌ عقدة‌، أبو موسي‌ المدايني‌ّ في‌ « سِيَر الصحابة‌ »، والحافظ‌ أبو الفتوح‌ العِجْلي‌ّ في‌ كتابه‌: « الموجز من‌ فضائل‌ الخلفاء ». [18]

 ورواه‌ ابن‌ عساكر الدمشقي‌ّ بهذا المتن‌ في‌ سياق‌ طرق‌ حديث‌ الغدير عن‌ معروف‌ بن‌ خرّبوذ المكّي‌ّ، عن‌ أبي‌ الطُّفيل‌، عن‌ حُذَيفة‌ بن‌ أُسَيد الغِفاري‌ّ. [19]

 وذكر السخاوي‌ّ حديث‌ الثقلين‌ في‌ يوم‌ غدير خمّ عن‌ أبي‌ سعيد الخُدري‌ّ بلفظ‌ آخر، أيضاً، وفيه‌ أ نّه‌ كان‌ في‌ الصحابة‌ السبعة‌ عشر الذين‌ ناشدهم‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ ليقوم‌ من‌ كان‌ حاضراً منهم‌ يوم‌ الغدير ويشهد.

 ورواه‌ بتخريج‌ ابن‌ عقدة‌ عن‌ طريق‌ محمّد بن‌ كثير، عن‌ فِطر وأبي‌ الجارود، عن‌ أبي‌ الطفيل‌، وفيما يأتي‌ نصّ الحديث‌ بشأن‌ الثقلين‌:

 ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ ! إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌. فَإنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی الحَوْضَ. نَبَّأَنِي‌ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ.

 وذكره‌ عن‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌ بهذا النحو: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلی‌ٌّ مَوْلاَهُ. وعندما شهد أبو سعيد بهذه‌ الشهادة‌ مع‌ السبعة‌ عشر، قال‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌: صَدَقْتُمْ، وَأَنَا عَلَی‌ ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ. [20]

 ورواه‌ السخاوي‌ّ أيضاً بتخريج‌ ابن‌ عقدة‌ في‌ « الموالاة‌ » من‌ حديث‌ إبراهيم‌ محمّد الاسلمي‌ّ، عن‌ الحسين‌ بن‌ عبد الله‌ بن‌ ضميرة‌، عن‌ أبيه‌، عن‌ جدّه‌: ضميرة‌ الاسلمي‌ّ في‌ يوم‌ غدير خُمّ من‌ حجّة‌ الوداع‌ باللفظ‌ الآتي‌: فَقَالَ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ: أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ ! فَإنِّي‌ مَقْبُوضٌ أُوشِكُ أَنْ أُدْعَي‌ فَأُجيبَ، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ ؟!

 قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَأَدَّيْتَ !

 قَالَ: إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌. أَلاَ وَإنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی الحَوْضَ. فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِّي‌ فِيهِمَا. [21]

 وأشار العلاّمة‌ آية‌ الله‌ السيّد عبد الحسين‌ شرف‌ الدين‌ العاملي‌ّ إلی حديث‌ الثقلين‌ في‌ يوم‌ الغدير عن‌ الرسول‌ الاكرم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌، وذلك‌ في‌ كتاب‌ « المراجعات‌ ». [22]

 الرجوع الي الفهرس

خطبة‌ رسول‌ الله‌ بحقّ الثقلين‌ بعد صلاتي‌ الفجر والظهر

 المورد الثامن‌: كلام‌ رسول‌ الله‌ في‌ التمسّك‌ بالثقلين‌ بعد صلاة‌ الفجر:

 روي‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ في‌ أماليه‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاري‌ّ ـ قال‌: صلّي‌ بنا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ يوماً صلاة‌ الفجر، ثمّ انفتل‌، وأقبل‌ علینا يحدّثنا. ثمّ قال‌: أيّها الناس‌ ! من‌ فقد الشمس‌، فليتمسّك‌ بالقمر. ومن‌ فقد القمر، فليتمسّك‌ بالفرقدين‌. قال‌ ] جابر [: فقمتُ أنا وأبو أيّوب‌ الانصاري‌ّ ومعنا أنس‌ بن‌ مالك‌، فقلنا: يا رسول‌ الله‌، مَن‌ الشمس‌ ؟ قال‌: أنا. فإذا هو صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ قد ضرب‌ لنا مثلاً، فقال‌:

 إنّ الله‌ تعالی خلقنا فجعلنا بمنزلة‌ نجوم‌ السماء كلّما غاب‌ نجم‌، طلع‌ نجم‌. فأنا الشمس‌. فإذا ذُهِبَ بي‌، فتمسّكوا بالقمر ! قلنا: فمن‌ القمر ؟!

 قال‌: أخي‌، ووصيّي‌، ووزيري‌، وقاضي‌ دَيْنِي‌، وأبو وَلَدَي‌َّ، وخليفتي‌ في‌ أهلي‌.

 قلنا: فمن‌ الفرقدان‌ ؟ قال‌: الحسن‌، والحسين‌. ثمّ سكت‌ مليّاً، فقال‌: هَؤُلاَء وَفَاطِمَةُ هِيَ الزُّهْرَةُ عِتْرَتِي‌ وَأَهْلُ بَيْتِي‌. هُم‌ مَعَ القُرْآنِ لاَ يَفْتَرِقَانِ حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی‌َّ الحَوْضَ. [23]

 المورد التاسع‌: كلام‌ رسول‌ الله‌ في‌ التمسّك‌ بالثقلين‌ بعد صلاة‌ الظهر:

 روي‌ القندوزي‌ّ عن‌ « مناقب‌ » أحمد بن‌ حَنبل‌، عن‌ أحمد بن‌ عبد الله‌ ابن‌ سلام‌، عن‌ حُذَيفة‌ بن‌ اليمان‌ أ نّه‌ قال‌: صلّي‌ بنا رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ الظهر، ثمّ أقبل‌ بوجهه‌ الكريم‌ إلينا فقال‌:

 مَعَاشِرَ أصْحَابِي‌ ! أُوصِيكُمْ بِتَقْوَي‌ اللَهِ وَالَعَمَلِ بِطَاعَتِهِ، وَإنِّي‌ أُدْعَي‌ فَأُجِيبَ، وَإنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌، إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا، وَإنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی‌َّ الحَوْضَ. فَتَعَلَّمُوا مِنْهُمْ وَلاَ تُعَلِّمُوهُمْ فَإنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ. [24]

 * * *

 الرجوع الي الفهرس

المورد العاشر: خطبة‌ رسول‌ الله‌ بحقّ الثقلين‌ أمام‌ الانصار

 روي‌ الشيخ‌ الطبرسي‌ّ عن‌ أبي‌ المفضَّل‌ محمّد بن‌ عبد الله‌ الشيباني‌ّ بإسناده‌ الصحيح‌ عن‌ رجاله‌، ثقة‌ عن‌ ثقة‌، أنّ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ خرج‌ في‌ مرضه‌ الذي‌ توفّي‌ فيه‌ إلی الصلاة‌ متّكئاً علی‌ الفضل‌ بن‌ العبّاس‌ وغلام‌ له‌ يقال‌ له‌: ثوبان‌ ؛ وهي‌ الصلاة‌ التي‌ أراد التخلّف‌ عنها لثقله‌، ثمّ حمل‌ علی‌ نفسه‌ وخرج‌. فلمّا صلّي‌، عاد إلی منزله‌ فقال‌ لغلامه‌: اجلس‌ علی‌ الباب‌ ولا تحجب‌ أحداً من‌ الانصار ؛ وتجلاّه‌ الغشي‌، وجاءت‌ الانصار فأحدقوا بالباب‌. فقالوا: ائذن‌ لنا علی‌ رسول‌ الله‌ !

 فقال‌: هو مغشي‌ّ علیه‌ وعنده‌ نساؤه‌، فجعلوا يبكون‌. فسمع‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ البكاء، فقال‌: من‌ هؤلاء ؟ قالوا: الانصار.

 فقال‌: من‌ ها هنا من‌ أهل‌ بيتي‌ ؟ قالوا: علی‌ّ، والعبّاس‌، فدعاهما وخرج‌ متوكّئاً علیهما، فاستند إلی جذع‌ من‌ أساطين‌ مسجده‌، وكان‌ الجذع‌ جريد نخل‌، فاجتمع‌ الناس‌. وخطب‌ وقال‌ في‌ كلامه‌:

 مَعَاشِرَ النَّاسِ ! إنَّهُ لَمْ يَمُتْ نَبِيٌّ قَطُّ إلاَّ خَلَّفَ تَرَكَةً، وَقَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَأَهْلَ بَيْتِي‌. أَلاَ فَمَنْ ضَيَّعَهُمْ ضَيَّعَهُ اللَهُ. أَلاَ وَإنَّ الاَنْصَارَ كِرْشِي‌ وَعَيْبَتِي‌ الَّتِي‌ آوِي‌ إلَيْهَا ؛ وَإنِّي‌ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَي‌ اللَهِ وَالإحْسَانِ إلَيْهِمْ، فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ. [25]

 وروي‌ الشيخ‌ المفيد بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عبد الله‌ بن‌ عبّاس‌ أ نّه‌ قال‌: إنّ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌، والعبّاس‌ بن‌ عبد المطّلب‌، والفضل‌ بن‌ العبّاس‌ دخلوا علی‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ في‌ مرضه‌ الذي‌ قُبض‌ فيه‌، فقالوا: يا رسول‌ الله‌ ! هذه‌ الانصار في‌ المسجد تبكي‌ رجالها ونساؤها علیك‌. فقال‌: وما يبكيهم‌ ؟ قالوا: يخافون‌ أن‌ تموت‌ ! فقال‌: أعطوني‌ أيديكم‌، فخرج‌ في‌ ملحفة‌ وعصابة‌ حتّي‌ جلس‌ علی‌ المنبر، فحمد الله‌ وأثني‌ علیه‌، ثمّ قال‌:

 أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا النَّاسُ ! فَمَا تُنْكِرُونَ مِنْ مَوْتِ نَبِيِّكُمْ ؟! أَلَمْ أُنْعَ إلَيْكُمْ وَتُنْعَ إلَيْكُمْ أَنْفُسُكُمْ ؟ لَوْ خُلِّدَ أَحَدٌ قَبْلِي‌ ثُمَّ بُعِثَ إلَيْهِ لَخُلِّدْتُ فِيكُمْ.

 أَلاَ إنِّي‌ لاَحِقٌ بِرَبِّي‌ وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا: كِتَابَ اللَهِ تعالی بَيْنَ أَظْهُرِكُـمْ تَقْـرَؤُونَهُ صَبَاحاً وَمَسَـاءً. فَلاَ تَنَافَسُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَكُونُوا إخْوَاناً كَمَا أَمَرَكُمْ اللَهُ. وَقَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ عِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌ وَأَنَا أُوصِيكُمْ بِهِمْ.

 ثُمَّ أُوصِيكُمْ بِهَذَا الحَيِّ مِنَ الانْصَارِ. فَقَدْ عَرَفْتُمْ بَلاَهُمْ عِنْدَ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِنْدَ رَسُولِهِ وَعِنْدَ المُؤْمِنِينَ، أَلَمْ يُوَسِّعُوا فِي‌ الدِّيَارِ، وَيُشَاطِرُوا الثِّمَارِ، وَيُؤْثِرُوا وَبِهِمُ الخَصَاصَةُ ؟! فَمَنْ وَلِيَ مِنْكُمْ أَمْراً يَضُرُّ فِيهِ أَحَداً أَوْ يَنْفَعُهُ فَلْيَقْبَلْ مِنْ مُحْسِنِ الاَنْصَارِ، وَلْيَتَجَاوَزْ عَنْ مُسِيئِهِمْ. وَكَانَ آخِرَ مَجْلِسِهِ حَتَّي‌ لَقِي‌َ اللَهَ عَزَّ وَجَلَّ. [26]

 وروي‌ الشيخ‌ المفيد أيضاً بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ عبد الرحمن‌ بن‌ أبي‌ ليلي‌، عن‌ الحسين‌ بن‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ أ نّه‌ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ لانس‌: يَا أَنَسُ ! ادْعُ لِي‌ سَيِّدَ العَرَبِ ! فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ ! أَلَسْتَ سَيِّدَ العَرَبِ ؟! قَالَ: أَنَا سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ وَعلی‌ٌّ سَيِّدُ العَرَبِ ! [27]

 فَدَعَا علیاً، فَلَمَّا جَاءَ علی عَلَیهِ السَّلاَمُ قَالَ: يَا أَنَسُ ! ادْعُ لِي‌َ الانْصَارَ. فَجَاؤُوا، فَقَالَ النَّبِي‌ُّ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ: يَا مَعْشَرَ الانْصَارِ ! هَذَا علی‌ٌّ سَيِّدُ العَرَبِ فَأَحِبُّوهُ لِحُبِّي‌ وَأَكْرِمُوهُ لِكَرَامَتِي‌، فَإنَّ جَبْرَئِيلَ عَلَیهِ السَّلاَمُ أَخْبَرَنِي‌ عَنِ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَقُولُ لَكُمْ. [28]

 وروي‌ الملاّ علی‌ّ المتَّقي‌ هذا اللفظ‌ نفسه‌ عن‌ « مسند السيّد الحسن‌ علیه‌ السلام‌ » بتخريج‌ أبي‌ نُعَيم‌ في‌ « حلية‌ الاولياء »، إلاّ قوله‌: فلمّا جاء علی‌ّ، قال‌: يَا مَعْشَرَ الانصَارِ ! أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَی‌ مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَداً ؟! هَذَا علی فَأَحِبُّوهُ بِحُبِّي‌، وَأَكْرِمُوهُ بِكَرَامَتِي‌، فَإنَّ جِبْرِيلَ أَمَرَنِي‌ بِالَّذِي‌ قُلْتُ لَكُمْ عَنِ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ. [29]

 وذكره‌ الشيخ‌ عبد الرحمن‌ الصفوري‌ّ الشافعي‌ّ باللفظ‌ الآتي‌: أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَی‌ مَنْ إذَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ ؟! قَالُوا: بَلَي‌ يَا نَبِي‌َّ اللَهِ ! قَالَ: هَذَا علی‌ٌّ فَأَحِبُّوهُ بِحُبِّي‌ وَأَكْرِمُوهُ بِكَرَامَتِي‌. [30]

 * * *

 الرجوع الي الفهرس

كلام‌ رسول‌ الله‌ بشأن‌ الثقلين‌ علی‌ المنبر في‌ آخر خطبة‌ له‌

 المورد الحادي‌ عشر: كلام‌ رسول‌ الله‌ علی‌ المنبر في‌ آخر خطبة‌ له‌:

 روي‌ القندوزي‌ّ عن‌ « مناقب‌ أحمد بن‌ حنبل‌ » عن‌ كتاب‌ « سُلَيْم‌ بن‌ قَيْس‌ » أنّ أمير المؤمنين‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ قال‌: إنّ الذي‌ قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ يوم‌ عرفة‌ علی‌ ناقته‌ القصوي‌ وفي‌ مسجد الخيف‌ ويوم‌ الغدير ويوم‌ قبض‌ في‌ خطبته‌ علی‌ المنبر:

 أَيُّهَا النَّاسُ ! إنِّي‌ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ، لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: الاَكْبَرُ مِنْهُمَا كِتَابُ اللَهِ، وَالاَصْغَرُ عِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌، وَإنَّ اللَّطِيفَ الخَبِيرَ عَهِدَ إلَی أَ نَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی‌َّ الحَوْضَ كَهَاتَيْنِ ـ أَشَارَ بِالسَّبَّابَتَيْنِ وَلاَ أَنَّ أَحَدَهُمَا أَقْدَمُ مِنَ الآخَرِ ! فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا، وَلاَ تُقَدَّمُوا مِنْهُمْ وَلاَ تَخَلَّفُوا عَنْهُمْ، وَلاَ تُعَلِّمُوهُمْ فَإنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ. [31]

 وذكرها البحراني‌ّ في‌ « غاية‌ المرام‌ » عن‌ سُليم‌، عن‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ بلفظ‌ يماثل‌ اللفظ‌ المتقدّم‌. [32]

 وروي‌ الشيخ‌ المفيد في‌ أماليه‌ بسنده‌ المعروف‌ والمتّصل‌ عن‌ معروف‌ بن‌ خَرَّبوذ أ نّه‌ قال‌: سمعت‌ أبا عبيد الله‌ [33] مولي‌ العبّاس‌ يحدّث‌ أبا جعفر محمّد بن‌ علی‌ّ علیهما السلام‌، قال‌: سمعت‌ أبا سعيد الخدري‌ّ يقول‌: إنّ آخر خطبة‌ خطبنا بها رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ لخطبة‌ خطبنا في‌ مرضه‌ الذي‌ توفّي‌ فيه‌، خرج‌ متوكّئاً علی‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ وميمونة‌ مولاته‌، فجلس‌ علی‌ المنبر، ثمّ قال‌:

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ ! إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ، وَسَكَتَ. فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ مَا هَذَانِ الثَّقَلاَنِ ؟! فَغَضِبَ حَتَّي‌ احْمَرَّ وَجْهُهُ ثُمَّ سَكَنَ وَقَالَ: مَا ذَكَرْتُهُمَا إلاَّ وَأَنَا أُريدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِهِمَا وَلَكِنْ رَبَوْتُ فَلَمْ أَسْتَطِعْ، سَبَبٌ طَرَفُهُ بِيَدِ اللَهِ وَطَرَفٌ بِأَيْدِيكُمْ، تَعْلَمُونَ فِيهِ كَذَا وَكَذَا، أَلاَ وَهُوَ القُرْآنُ ؛ وَالثَّقَلُ الاَصْغَرُ أَهْلُ بَيْتِي‌.

 ثُمَّ قَالَ: وَأَيْمُ اللَهِ إنِّي‌ لاَقُولُ لَكُمْ هَذَا وَرِجَالٌ فِي‌ أَصْلاَبِ أَهْلِ الشِّركِ أَرْجَي‌ عِنْدِي‌ مِنْ كَثِيرٍ مِنْكُمْ ! ثُمَّ قَالَ: وَاللَهِ لاَ يُحِبُّهُمْ عَبْدٌ إلاَّ أَعْطَاهُ اللَهُ نُوراً يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّي‌ يَرِدَ عَلَی الحَوْضَ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ عَبْدٌ إلاَّ احْتَجَبَ اللَهُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ.

 فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیهِ السَّلاَمُ: إنَّ أَبَا عُبَيْدِ اللَهِ يَأْتِينَا بِمَا يَعْرِفُ. [34] ( وجاء في‌ النسخة‌ البدل‌: يأتينا بما نعرف‌ ).

 وروي‌ البحراني‌ّ في‌ « غاية‌ المرام‌ » هذا الحديث‌ عينه‌ سنداً ومتناً عن‌ الشيخ‌ المفيد. [35]

 وروي‌ سُليم‌ بن‌ قيس‌ الهلإلی في‌ كتابه‌ عن‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ أ نّه‌ قال‌:

 قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ في‌ آخر خطبة‌ خطبها في‌ الناس‌ يوم‌ قُبِض‌:

 إنِّي‌ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ، لَنْ تَضِلُّوا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا: كِتَابَ اللَهِ وَأَهْلَ بَيْتِي‌، فَإنَّ اللَّطِيفَ الخَبِيرَ عَهِدَ إلَيَّ أَ نَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی‌َّ الحَوْضَ ـ وَأَشَارَ بِإصْبَعَيْهِ المُسَبِّحَتَيْنِ وَلاَ أَقُولُ كَهَاتَيْنِ إحْدَاهُمَا أَطْوَلُ مِنَ الاُخْرَي‌ ـ وَأَشَارَ بِالمُسَبِّحَةِ وَالوُسْطَي‌ فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لاَ تَضِلُّوا، وَلاَ تُقَدِّمُوهُمْ وَلاَ تَخَلَّفُوا عَنْهُمْ فَتَمْرُقُوا، وَلاَ تُعَلِّمُوهُمْ فَإنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ. ويشبه‌ معني‌ هذا اللفظ‌ معني‌ تلك‌ الروايات‌ المارّ ذكرها.

 ويقول‌ سُليم‌ هنا: قلت‌ لامير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌: أخبرني‌ عن‌ العترة‌ الذين‌ هم‌ أهل‌ البيت‌ !

 قَالَ: الَّذِي‌ نَصَبَهُ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ بِغَدِيرِ خُمّ، فَأَخْبَرَهُمْ أَ نَّهُ أَوْلَي‌ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُعْلِمَ الشَّاهِدُ الغَائِبَ مِنْهُمْ. فَقُلْتُ: أَنْتَ هُوَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ؟!

 قَالَ: أَنَا أَوَّلُهُمْ وَأَفْضَلُهُمْ، ثُمَّ ابْنِي‌َ الحَسَنُ مِنْ بَعْدِي‌ أَوْلَي‌ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ ابْنِي‌َ الحُسَيْنُ مِنْ بَعْدِهِ أَوْلَي‌ بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، ثُمَّ أَوْصِيَاءُ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ حَتَّي‌ يَرِدُوا عَلَیهِ حَوْضَهُ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ. [36]

 ورواها العلاّمة‌ البحراني‌ّ في‌ « غاية‌ المرام‌ » عن‌ سُلَيم‌ سنداً ومتناً. [37]

 وأشار العلاّمة‌ آية‌ الله‌ السيّد عبد الحسين‌ شرف‌ الدين‌ العاملي‌ّ إلی هذه‌ الخطبة‌ علی‌ منبر مسجد المدينة‌. [38]

 وأورد سيّد الفقهاء العظام‌ علی‌ّ بن‌ طاووس‌ تغمّده‌ الله‌ في‌ رضوانه‌ في‌ طرائفه‌ مرفوعاً إلی عيسي‌ أ نّه‌ قال‌: سألتُ أبا الحسن‌ موسي‌ بن‌ جعفر علیهما السلام‌. قال‌: قلتُ: ما تقول‌ ؟ فإنّ الناس‌ قد أكثروا أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ أمر أبا بكر أن‌ يصلّي‌ بالناس‌ ثمّ عمر. فأطرق‌ عنّي‌ مليّاً، ثمّ قال‌: ليس‌ كما ذكروا ولكنّك‌ يا عيسي‌ كثير البحث‌ في‌ الاُمور، وليس‌ ترضي‌ عنها إلاّ بكشفها ! فقلتُ: بأبي‌ أنتَ وأُمّي‌ إنّما أسألك‌ منها عمّا أنتفع‌ به‌ في‌ ديني‌ مخافة‌ أن‌ أضلّ وأنا لا أدري‌، ولكن‌ متي‌ أجد مثلك‌ يكشفها لي‌. فقال‌: إنّ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ لمّا ثقل‌ في‌ مرضه‌ دعا علیاً فوضع‌ رأسه‌ في‌ حجره‌ وأُغمي‌ علیه‌، وحضرت‌ الصلاة‌ فأُذِن‌ بها. فخرجت‌ عائشة‌، فقالت‌: يا عمر اخرج‌ فصلّ بالناس‌ !

 فقال‌ لها عمر: أبوكِ أولي‌ بها. فقالت‌: صدقتَ ولكنّه‌ رجل‌ لين‌ وأكره‌ أن‌ يواثبه‌ القوم‌ فصلّ أنت‌. فقال‌ لها عمر: بلي‌ يصلّي‌ هو وأنا أكفيه‌ إن‌ وثب‌ واثب‌ أو تحرّك‌ متحرّك‌. قالت‌ عائشة‌: ومع‌ أنّ محمّداً مغمي‌ّ علیه‌ لا أراه‌ يفيق‌ منها والرجل‌ مشغول‌ به‌ لا يقدر يفارقه‌ ـ تريد علیاً فبادر الصلاة‌ قبل‌ أن‌ يفيق‌. فإنّه‌ إن‌ أفاق‌ خفتُ أن‌ يأمر علیاً بالصلاة‌. وقد سمعت‌ مناجاته‌ منذ الليلة‌ في‌ آخر كلامه‌ يقول‌: الصلاة‌ الصلاة‌.

 قال‌ الإمام الكاظم‌ علیه‌ السلام‌: ثمّ خرج‌ أبو بكر ليصلّي‌ بالناس‌، فأنكر القوم‌ ذلك‌، ثمّ ظنّوا أ نّه‌ بأمر رسول‌ الله‌. فلم‌ يكبّر حتّي‌ أفاق‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌. قال‌: ادعوا لي‌ العبّاس‌. فحملاه‌ هو وعلی‌ّ فأخرجاه‌ حتّي‌ صلّي‌ بالناس‌ وإنّه‌ لقاعد. ثمّ حمل‌ فوضع‌ علی‌ منبره‌. فلم‌ يجلس‌ بعد ذلك‌ علی‌ المنبر. واجتمع‌ إليه‌ جميع‌ أهل‌ المدينة‌ من‌ المهاجرين‌ والانصار حتّي‌ برزت‌ العواتق‌ من‌ خدورهنّ. فبين‌ باك‌ وصائح‌ وفادح‌ ومسترجع‌ ( قائل‌: إنّا للّه‌ وإنّا إليه‌ راجعون‌ ). والنبي‌ّ يخطب‌ ساعةً، ويسكت‌ ساعةً. وكان‌ ممّا ذكر في‌ خطبته‌ أن‌ قال‌:

 يَا مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ وَالانْصَارِ وَمَنْ حَضَرَنِي‌ فِي‌ يَوْمِي‌ هَذَا وَسَاعَتِهِ هَذِهِ ! فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ ! أَلاَ قَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ كِتَابَ اللَهِ، فِيهِ النُّورُ وَالهُدَي‌ وَالبَيَانُ، مَا فَرَّطَ اللَهُ فِيهِ مِنْ شَي‌ْءٍ، حُجَّةَ اللَهِ لِي‌ عَلَیكُمْ، وَخَلَّفْتُ فِيكُمُ العَلَمَ الاَكْبَرَ، عَلَمَ الدِّينِ وَنُورَ الهُدَي‌ وَصِيِّي‌ علی‌ِّ بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ. أَلاَ هُوَ حَبْلُ اللَهِ فَاعْتَصِمُوا وَلاَ تَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَهِ عَلَیكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَ لَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إخْوَاناً.

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ ! هَذَا علی‌ُّ بْنُ أَبِي‌ طَالِبٍ كَنْزُ اللَهِ اليَوْمَ وَمَا بَعْدَ اليَوْمِ. مَنْ أَحَبَّهُ وَتَوَلاَّهُ اليَوْمَ وَمَا بَعْدَ اليَوْمِ فَقَدْ أَوْفَي‌ بِمَا عَاهَدَ عَلَیهُ اللَهَ وَأَدَّي‌ مَا أَوْجَبَ عَلَیهِ، وَمَنْ عَادَاهُ اليَوْمَ وَمَا بَعْدَ اليَوْمِ جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَي‌ وَأَصَمَّ، لاَ حُجَّةَ لَهُ عِنْدَ اللَهِ.

 أَيُّهَا النَّاسُ ! لاَ تَأْتُوا غَدَاً بِالدُّنْيَا تَزُّفُونَهَا زَفَّاً، وَيَأْتِي‌ أَهْلُ بَيْتِي‌ مَقْهُورِينَ مَظْلُومِينَ تَسِيلُ دِمَاؤُهُمْ أَمَامَكُمْ وَسُعَاةِ الضَّلاَلَةِ وَالشُّورَي‌ لِلْجَهَالَةِ. أَلاَ وَإنَّ هَذَا الاَمْرَ لَهُ أصْحَابٌ وَآيَاتٌ، وَسَمَّاهُمُ اللَهُ فِي‌ كِتَابِهِ وَعَرَّفْتُكُمْ وَأَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ !

 لاَ تَرْجِعُنَّ بَعْدِي‌ كُفَّاراً مُرْتَدِّينَ مُتَوَالِيْنَ الكِتَابَ عَلَی‌ غَيْرِ مَعْرِفَةٍ، وَتَدْعُونَ السُّنَّةَ بِالهَوَي‌، لاِنَّ كُلَّ سَنَةٍ وَحَدَثٍ وَكَلاَمٍ خَالَفَ القُرْآنَ رَدٌّ وَبَاطِلٌ.

 القُرآنُ إمَامُ هُدَيً، لَهُ قَائِدٌ يَهْدِي‌ إلَيْهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَلِي‌ُّ الاَمْرِ بَعْدَ وَلِيِّهِ، وَوَارِثُ عِلْمِي‌ وَحُكْمِي‌ وَسِرِّي‌ وَعَلاَنِيَتِي‌ وَمَا وَرَّثَهُ النَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي‌، وَأَنَا وَارِثٌ وَمُورِثٌ ؛ وَلاَ تَكْذِبْكُمْ أَنْفُسُكُمْ ! ( أي‌: لا تكذبوا علی‌ أنفسكم‌ ).

 أَيُّهَا النَّاسُ ! اللَهَ اللَهَ فِي‌ أَهْلِ بَيْتِي‌ ! فَإنَّهُمْ أَرْكَانُ الدِّينِ، وَمَصَابِيحُ الظُّلَمِ، وَمَعْدِنُ العِلْمِ. علی‌ٌّ أَخِي‌، وَوَارِثِي‌، وَوَزِيرِي‌، وَأَمِينِي‌، وَالقَائِمُ بَعْدِي‌، وَالوَافِي‌ بِعَهْدِي‌ عَلَی‌ سُنَّتِي‌، وَيَقْتُلُ عَلَی‌ سُنَّتي‌، وَأَوَّلُ النَّاسِ إيمَاناً، وَآخِرُهُمْ عَهْداً بِي‌ عِندَ المَوْتِ، وَأَوْسَطُهُمْ لِي‌ لِقَاءً يَوْمَ القِيَامَةِ ؛ وَليُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ ! أَلاَ وَمَنْ أَمَّ قَوْماً عُمْياً وَفِي‌ الاُمَّةِ مَنْ هُوَ أَعْلَمُ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ.

 أَيُّهَا النَّاسُ ! مَنْ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي‌ تَبِعَاتٌ، فَهَا أَنَا ذَا، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ عِنْدِي‌ عِدَاةٌ فَلْيَأْتِ فِيهَا علی بْنَ أَبِي‌ طَالِبٍ، فَإنَّهُ ضَامِنٌ لِذَلِكَ كُلِّهِ حَتَّي‌ لاَ يَبْقَي‌ لاِحَدٍ عَلَی‌َّ تَبِعَةٌ. [39]

 * * *

 الرجوع الي الفهرس

كلام‌ رسول‌ الله‌ بشأن‌ الثقلين‌ في‌ حجرته‌

 المورد الثاني‌ عشر: كلام‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ في‌ حجرته‌ حول‌ التمسّك‌ بالثقلين‌ في‌ مرضه‌ الذي‌ قُبض‌ فيه‌ وقد امتلات‌ الحجرة‌ من‌ أصحابه‌:

 روي‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ في‌ أماليه‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ محمّد بن‌ عيسي‌ القيسي‌ّ أ نّه‌ قال‌: سمعت‌ أبا ثابت‌ مولي‌ أبي‌ ذرّ الغفاري‌ّ يقول‌: سمعتُ أُمّ سلمة‌ تقول‌: سمعتُ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ في‌ مرضه‌ الذي‌ قُبض‌ فيه‌ يقول‌ وقد امتلات‌ الحجرة‌ من‌ أصحابه‌:

 أَيُّهَا النَّاسُ ! أُوشِكُ أَنْ أُقْبَضَ قَبْضاً سَرِيعاً فَيُنْطَلَقَ بِي‌، وَقَدْ قَدَّمْتُ إلَيْكُمُ القَوْلَ مَعْذِرَةً إلَيْكُمْ. أَلاَ إنِّي‌ مُخَلِّفٌ فِيكُمْ كِتَابَ رَبِّي‌ عَزَّ وَجَلَّ، وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌.

 ثُمّ أَخَذَ بِيَدِ علی فَرَفَعَهَا فَقَالَ: هَذَا علی مَعَ القُرْآنِ وَالقُرْآنُ مَعَ علی‌ٍّ، خَلِيفَتَانِ تَصِيرَانِ لاَ يَخْتَلِفَانِ لاَ يَفْتَرِقَانِ حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی‌َّ الحَوْضَ فَأَسْأَلُهُمَا مَاذَا خُلِّفْتُ فِيهِمَا. [40]

 وأخرج‌ الشيخ‌ عبيد الله‌ الآمر تسرّي‌ّ الحنفي‌ّ هذا الحديث‌ نفسه‌ بسنده‌ عن‌ أُمّ سلمة‌ بدون‌ لفظ‌: تَصِيرَانِ لاَ يَخْتَلِفَانِ. وذكر كلمة‌ لاَ يَتَفَرَّقَان‌ مكان‌ لاَ يَفْتَرِقَانِ، واكتفي‌ في‌ ماذا بـ ما. [41] وقال‌ في‌ آخره‌: أخرجه‌ ابن‌ عقدة‌ والدارقطني‌ّ [42] في‌ سننه‌. [43]

 وذكر العلاّمة‌ نور الدين‌ السمهودي‌ّ متن‌ هذا الحديث‌ عينه‌ في‌ كتاب‌ « جواهر العقدين‌ » بلفظ‌ الشيخ‌ عبيد الله‌ في‌ « أرجح‌ المطالب‌ » بتخريج‌ جعفر ابن‌ محمّد الرزَّاز. [44]

 وروي‌ هذا الحديث‌ المبارك‌ أيضاً علی‌ لسان‌ الصِّدِّيقة‌ الكبري‌ السيّدة‌ فاطمة‌ الزهراء علیها السلام‌، كما ذكر القندوزي‌ّ ذلك‌ بتخريج‌ ابن‌ عقدة‌، عن‌ طريق‌ عروة‌ بن‌ خارجة‌، عنها سلام‌ الله‌ علیها، قالت‌: سمعتُ أبي‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ في‌ مرضه‌ الذي‌ قُبض‌ فيه‌ يقول‌:... ثمّ ساق‌ الحديث‌، وفي‌ آخره‌ قوله‌: فَأَسْأَلُكُمْ مَا تَخْلُفُونِّي‌ فِيهِمَا ؟! [45]

 وأشار العلاّمة‌ آية‌ الله‌ السيّد عبد الحسين‌ شرف‌ الدين‌ العاملي‌ّ رضوان‌ الله‌ علیه‌ إلی هذا الموضع‌ من‌ كلام‌ رسول‌ الله‌ الدائر حول‌ حديث‌ الثقلين‌. [46]

 الرجوع الي الفهرس

موارد الاستشهاد بحديث‌ الثقلين‌

 يحسن‌ بنا بعد حديثنا عن‌ الموارد التي‌ نطق‌ فيها رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ بحديث‌ الثقلين‌ أن‌ نتكلّم‌ عن‌ المواضع‌ والموارد التي‌ تمّ فيها الاستناد إلی الحديث‌ والاستشهاد والاحتجاج‌ به‌:

  المورد الاوّل‌: احتجاج‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌

 في‌ المسجد النبوي‌ّ أيّام‌ حكومة‌ عثمان‌

 ذكر إبراهيم‌ بن‌ محمّد بن‌ مؤيّد الحمّوئي‌ّ في‌ كتابه‌ الثمين‌ والنفيس‌ « فرائد السمطين‌ » مناشدة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ واحتجاجه‌ المفصّل‌ والطويل‌ جدّاً في‌ المسجد النبوي‌ّ نقلاً عن‌ « كتاب‌ سُليم‌ بن‌ قَيس‌ الهلإلی ». والحقّ أ نّه‌ احتجاج‌ وثائقي‌ّ قوي‌ّ يشتمل‌ علی‌ بدائع‌ النكات‌ وعجائب‌ المقامات‌، وعلوّ الدرجات‌ والاختصاصات‌ التي‌ كان‌ علیها أمير المؤمنين‌ علیه‌ أفضل‌ صلوات‌ المصلّين‌. وهو وسام‌ شرف‌ للشيعة‌ الذين‌ لهم‌ مثل‌ هذا الإمام‌، ووصمة‌ خذلان‌ ونكسة‌ للعامّة‌، إذ كيف‌ باعوا دينهم‌ وشرفهم‌ بثمن‌ بخس‌ مع‌ وجود مصدر الفيض‌، ومنهل‌ العلاء والمقام‌ المتمثّل‌ بأمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ ؟ وكيف‌ حرموا أنفسهم‌ من‌ نمير العلم‌ وكمالاته‌ ودرجاته‌، ومن‌ بلوغ‌ عزّ الكمال‌ باتّباعهم‌ أهل‌ الوضاعة‌ والخسّة‌ ؟

 احتجّ سيّدنا مولي‌ الموإلی أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ في‌ كلامه‌ الآتي‌ أمام‌ الناس‌ المجتمعين‌ في‌ المسجد النبوي‌ّ، وذكر فيه‌ المهاجرين‌ والانصار. وواصل‌ حديثه‌ حتّي‌ بلغ‌ قوله‌:

 أُنْشِدُكُمُ اللَهَ ! أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ قَامَ خَطِيباً لَمْ يَخْطُبْ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ! إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌. فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا، فَإنَّ اللَّطِيفَ ] الخَبِيرَ [ أَخْبَرَنِي‌ وَعَهِدَ إلَی أَ نَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی‌َّ الحَوْضَ.

 فَقَامَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ شِبْهَ المُغْضِبِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ ! أَكُلُّ أَهْلِ بَيْتِكَ ؟! قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ أَوصِيَائِي‌ مِنْهُمْ، أَوَّلُهُمْ أَخِي‌ وَوَزِيرِي‌ وَوَارِثِي‌ وَخَلِيفَتِي‌ فِي‌ أُمَّتِي‌ وَوَلِي‌ُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي‌، هُوَ أَوَّلُهُمْ، ثُمَّ ابْنِي‌َ الحَسَنُ، ثُمَّ ابْنِي‌َ الحُسَيْنُ، ثُمَّ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ حَتَّي‌ يَرِدُوا عَلَی‌َّ الحَوْضَ. ] هُمْ [ شُهَدَاءُ اللَهِ فِي‌ أَرْضِهِ وَحُجَّتُهُ عَلَی‌ خَلْقِهِ وَخُزَّانُ عِلْمِهِ وَمَعَادِنُ حِكْمَتِهِ، مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطَاعَ اللَهَ، وَمَنْ عَصَاهُمْ عَصَي‌ اللَهَ ؟! فَقَالُوا كُلُّهُمْ: نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ قَالَ ذَلِكَ. [47]

 وأورد السيّد البحراني‌ّ هذه‌ الفقرة‌ في‌ « غاية‌ المرام‌ » عن‌ «كتاب‌سُليم‌ابن‌قَيس‌».[48]

 * * *

 الرجوع الي الفهرس

احتجاج‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ في‌ رحبة‌ الكوفة‌

 المورد الثاني‌: احتجاج‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ بحديث‌ الثقلين‌ في‌ رحبة‌ الكُوفة‌

 ذكر الشيخ‌ عُبَيد الله‌ الآمرتسرّي‌ّ الهندي‌ّ بسنده‌ عن‌ أبي‌ الطفيل‌ أنّ علیاً علیه‌ السلام‌ قام‌ وحمد الله‌ وأثني‌ علیه‌ وقال‌: أُنشدُ الله‌ مَن‌ شهد يوم‌ غدير خُمّ إلاّ قام‌، ولا يقوم‌ رجل‌ يقول‌: نُبِّئتُ أو بلغني‌، إلاّ رجل‌ سمعتْ أُذُناه‌ ووعاه‌ قلبه‌. فقام‌ سبعة‌ عشر رجلاً وشهدوا علی‌ مناشدة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ واحتجاجه‌ المفصّل‌ بواقعة‌ غدير خُمّ. وبيّنوا كلمات‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ التي‌ قالها كلّها يومئذٍ، ومنها قوله‌:

 ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ ! إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌، فَإنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی الحَوْضَ، نَبَّأَنِي‌ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ.

 ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ علی عَلَیهِ السَّلاَمُ فَقَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاَهُ فَعلی‌ٌّ مَوْلاَهُ. فَقَالَ علی‌ٌّ: صَدَقْتُمْ وَأَنَا عَلَی‌ ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ ! [49]

 أخرجه‌ أبو نُعَيم‌ الإصفهاني‌ّ في‌ « حلية‌ الاولياء »، وأخرجه‌ غيره‌ أيضاً بناءً علی‌ ما نقله‌ القندوزي‌ّ، عن‌ أبي‌ الطفيل‌، عن‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌. [50]

 ورواه‌ شمس‌ الدين‌ السخاوي‌ّ في‌ كتاب‌ « استجلاب‌ ارتقاء الغرف‌ » بتخريج‌ ابن‌ عقدة‌ عن‌ طريق‌ محمّد بن‌ كثير، عن‌ فطر وأبي‌ الجارود، وهما عن‌ أبي‌ الطفيل‌، عن‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌. ومن‌ هؤلاء السبعة‌ عشر الذين‌ شهدوا غدير خُمّ: خُزيمة‌ بن‌ ثابت‌، وسهل‌ بن‌ سعد ] الساعدي‌ [، وعَدي‌ّ بن‌ حاتم‌، وعَقَبَة‌ بن‌ عامر، وأبو أيُّوب‌ الانصاري‌ّ، وأبو سعيد الخُدري‌ّ، وأبو شُرَيح‌ الخُزَاعي‌ّ، وأبو قُدامة‌ الانصاري‌ّ، وأبو ليلي‌، وأبو الهيثم‌ بن‌ التَّيِّهان‌، ورجال‌ من‌ قريش‌. [51]

 قال‌ نور الدين‌ السمهودي‌ّ في‌ كتاب‌ « جواهر العقدين‌ » بعد ذكر ما يدعم‌ هذا الحديث‌ الشريف‌: وفي‌ الباب‌ عن‌ زيادة‌ علی‌ عشرين‌ من‌ الصحابة‌ رضوان‌ الله‌ علیهم‌. وواصل‌ كلامه‌ حتّي‌ قال‌: وروي‌ عن‌ أبي‌ الطفيل‌. وعرض‌ الحديث‌ هنا تماماً ذاكراً قيام‌ السبعة‌ عشر وشهادتهم‌ علی‌ هذا الموضوع‌. كما أورد في‌ ذيله‌ تصديق‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌. ونقل‌ فيه‌ كلّ ما جاء في‌ الاحاديث‌ السابقة‌ حذو النعل‌ بالنعل‌. [52]

  * * *

 الرجوع الي الفهرس

احتجاج‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ في‌ الشوري‌ التي‌ عيّنها عمر

 المورد الثالث‌

 روي‌ أحمد بن‌ حنبل‌ في‌ كتاب‌ « المناقب‌ » بناءً علی‌ ما نقله‌ القندوزي‌ّ عن‌ أبي‌ ذرّ رضي‌ الله‌ عنه‌ أ نّه‌ قال‌: قال‌ علی‌ّ علیه‌ السلام‌ لطلحة‌، وعبد الرحمن‌ بن‌ عوف‌، وسعيد [53] بن‌ أبي‌ وقّاص‌:

 هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ قَالَ: إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌، وَإنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی‌َّ الحَوْضَ، وَإنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا إنِ اتَّبَعْتُمْ وَاسْتَمْسَكْتُمْ بِهِمَا؟! قَالُوا: نَعَمْ. [54]

 وذكر الشيخ‌ الطوسي‌ّ هذه‌ المناشدة‌ نفسها في‌ أماليه‌ بناءً علی‌ ما نقله‌ السيّد هاشم‌ البحراني‌ّ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ سالم‌ بن‌ أبي‌ الجعد، مرفوعاً عن‌ أبي‌ ذرّ الغفاري‌ّ. [55]

 روي‌ الحافظ‌ أبو المؤيّد موفّق‌ بن‌ أحمد الحنفي‌ّ أخطب‌ خوارزم‌ [56] بسلسلة‌ سنده‌ المتّصل‌ عن‌ أبي‌ الطُّفيل‌ عامر بن‌ واثلة‌ أ نّه‌ قال‌: كنتُ مع‌ علی‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ علیه‌ السلام‌ في‌الدار يوم‌ الشوري‌ وسمعته‌ يقول‌: لاَحْتَجَّنَّ عَلَیكُمْ بِمَا لاَ يَسْتَطِيعُ عَرَبِيُّكُمْ وَلاَ عَجَمِيُّكُمْ تَغْيِيرَ ذَلِكَ. [57]

 ثمّ شرع‌ في‌ الاحتجاج‌ والمناشدة‌ بنحو مفصّل‌، وذكر جميع‌ مناقبه‌ وفضائله‌، وأولويّته‌ في‌ كافّة‌ الاُمور، حتّي‌ بلغ‌ قوله‌:

 فَأُنْشِدُكُمْ بِاللَهِ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَیهِ وَآلِهِ قَالَ: إنِّي‌ تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَعِتْرَتِي‌ أَهْلَ بَيْتِي‌، لَنْ تَضِلُّوا مَا إنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا، وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّي‌ يَرِدَا عَلَی‌َّ الحَوْضَ ؟! قَالُوا: اللَهُمَّ نَعَمْ !

 وواصل‌ الإمام احتجاجه‌. إلی أن‌ قال‌ أبو الطفيل‌:

 كنتُ علی‌ الباب‌ يوم‌ الشوري‌ فارتفعت‌ الاصوات‌ بينهم‌ فسمعتُ علیاً علیه‌ السلام‌ يقول‌:

 بَايَعَ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَأَنَا وَاللَهِ أَوْلَي‌ بِالاَمْرِ وَأَحَقُّ بِهِ مِنْهُ فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ مَخَافَةَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُهُمْ رِقَابَ بَعْضٍ بِالسَّيْفِ. ثُمَّ بَايَعَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ وَأَنَا وَاللَهِ أَحَقُّ بِالاَمْرِ مِنْهُ فَسَمِعْتُ وَأَطَعْتُ مَخَافَةَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُ كُفَّاراً. ثُمَّ أَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تُبَايِعُوا لِعُثْمَانَ إذاً لاَ أَسْمَعُ وَلاَ أُطِيعُ.

 إنَّ عُمَرَ جَعَلَنِي‌ فَي‌ خَمْسِ نَفَرٍ أَنَا سَادِسُهُمْ، لاِيْمُ اللَهِ لاَ يُعْرَفُ لِي‌ فَضْلٌ فِي‌ الصَّلاَحِ وَلاَ يَعْرِفُونَهُ لِي‌ كَمَا نَحْنُ فِيهِ شَرْعٌ سِوَاءٌ. وَأَيْمُ اللَهِ لَوْ أَشَاءُ أَتَكَلَّمُ بِمَا لاَ يَسْتَطِيعُ عَرَبُهُمْ وَلاَ عَجَمُهُمْ وَلاَ المُعَاهِدُ مِنْهُمْ وَلاَ المُشْرِكُ أَنْ يَرُدَّ خَصْلَةً مِنْهَا.

 وواصل‌ الإمام أمير المؤمنين‌ علیه‌ السلام‌ هنا أيضاً كلامه‌ واحتجاجه‌ القوي‌ّ، والقوم‌ كلّهم‌ صدّقوه‌. [58]

 وهذا الحديث‌ في‌ غاية‌ الروعة‌، بَيدَ أ نّا اكتفينا منه‌ بالفقرات‌ المذكورة‌ خشية‌ الإطالة‌.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ روي‌ القندوزي‌ّ في‌ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 447، الباب‌ 77، عن‌ مناقب‌ أحمد بن‌ حنبل‌، عن‌ الإمام‌ جعفر الصادق‌ عليه‌ السلام‌، عن‌ أبيه‌ الإمام‌ محمّد الباقر عليه‌ السلام‌ أ نّه‌ قال‌: أتيتُ جابر بن‌ عبد الله‌ فقلتُ له‌: أخبرني‌ عن‌ حجّة‌ الوداع‌ ! فذكر حديثاً طويلاً ثمّ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌: إنِّي‌ تَاركٌ فيكُم‌ الثقلين‌ إن‌ تمسّكتم‌ بهما لن‌ تضلّوا من‌ بعدي‌: كتاب‌ الله‌ وعترتي‌ أهل‌ بيتي‌، وإنّهما لن‌ يفترقا حتّي‌ يردا عَلَي‌َّ الحوض‌. قال‌: اللهمّ اشهد، اللهمّ اشهد، اللهمّ اشهد ـ ثلاثاً. ورواه‌ الإمام‌ علي‌ّ الرضا عن‌ آبائه‌ عليهم‌ السلام‌ أيضاً.

[2] ـ «تاريخ‌ اليعقوبي‌ّ» ج‌ 2، ص‌ 112، طبعة‌ بيروت‌ سنة‌ 1379 ه.

 وقال‌ أبو الفداء ابن‌ كثير الدمشقي‌ّ في‌ تفسيره‌ في‌ ذيل‌ آية‌ المودّة‌: وقد ثبت‌ في‌ الصحيح‌ أنّ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ قال‌ في‌ خطبته‌ بغدير خمّ: إنّي‌ تارك‌ فيكم‌ الثقلين‌: كتاب‌ الله‌ وعترتي‌، وإنّهما لن‌ يفترقا حتّي‌ يردا عَلَيَّ الحوض‌. ونقل‌ هنا رواية‌ أحمد بن‌ حنبل‌ عن‌ زيد بن‌ أرقم‌ مفصّلاً، وفيها قال‌ رسول‌ الله‌: أمّا بعد، ألا أيُّها الناس‌ ! إنّما أنا بشر يوشك‌ أن‌ يأتي‌ رسول‌ ربّي‌ فأُجيب‌، وإنّي‌ تارك‌ فيكم‌ الثقلين‌. أوّلهما كتاب‌ الله‌ تعالي‌ فيه‌ الهدي‌ والنـور، فخذوا بكتاب‌ الله‌ واسـتمسـكوا به‌ ـ فحـثّ علي‌ كتاب‌ الله‌ ورغّب‌ فيه‌ وقال‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ ـ وأهل‌ بيتي‌، أُذكّركم‌ الله‌ في‌ أهل‌ بيتي‌، أُذكّركم‌ الله‌ في‌ أهل‌ بيتي‌ الحديث‌.

[3] ـ قال‌ في‌ الهامش‌: في‌ البحار نقلاً عن‌ «العمدة‌» لابن‌ بطريق‌، ص‌ 51، وذكره‌ ابن‌ امرأة‌ زيد بن‌ أرقم‌. وحكايته‌ في‌ «الغدير» ج‌ 7، ص‌ 37 نقلاً عن‌ «العمدة‌» ـ انتهي‌. ونحن‌ عندما نقلنا الحديث‌ سابقاً عن‌ «عبقات‌ الانوار» كان‌ بلفظ‌ زيد بن‌ أرقم‌، وبدون‌ ضميمة‌ معه‌.

[4] ـ علتُ الضالّة‌ أُعيلُ عيلاً وَعَيلاناً فأنا عائل‌: إذا لم‌ تدر أي‌ّ وجهة‌ تبغيها.

[5] ـ قال‌ في‌ الهامش‌: في‌ حاشية‌ «الازهار» ـ أي‌: كتاب‌ «الازهار في‌ مناقب‌ إمام‌ الابرار» طَرَفه‌. ومثله‌ في‌ «العمدة‌» و«بحار الانوار» نقلاً منه‌.

[6] ـ «مناقب‌ ابن‌ المغازلي‌ّ» ص‌ 18، ضمن‌ الحديث‌ 23. وذكره‌ علي‌ بن‌ عيسي‌ الإربلي‌ّ في‌ «كشف‌ الغُمّة‌» ص‌ 16، بنحو أكثر تفصيلاً.

[7] ـ «تاريخ‌ دمشق‌» ج‌ 2، ص‌ 36، الحديث‌ 534، من‌ ترجمة‌ الإمام‌ علي‌ّ بن‌ أبي‌ طالب‌ عليه‌ السلام‌. ونقل‌ ابن‌ حجر الهيتمي‌ّ قصّة‌ الغدير مع‌ حديث‌ الثقلين‌ مفصّلاً في‌ «الصواعق‌ المحرقة‌» ص‌ 25، عن‌ زيد بن‌ أرقم‌.

[8] ـ «أنساب‌ الاشراف‌» ج‌ 1، ص‌ 315، الحديث‌ 46.

[9] ـ «الخصائص‌» ص‌ 21، طبعة‌ مطبعة‌ التقدّم‌ بالقاهرة‌.

[10] ـ «كنز العمّال‌» ج‌ 15، ص‌ 91، طبعة‌ حيدر آباد سنة‌ 1387، فضائل‌ علي‌ّ عليه‌ السلام‌.

[11] ـ في‌ النسخة‌ الاصليّة‌ لـ «حلية‌ الاولياء» بياض‌.

[12] ـ «حلية‌ الاولياء» ج‌ 9، ص‌ 64.

[13] ـ «العبقات‌» ج‌ 2، ص‌ 582، ضمن‌ ترجمة‌ السخاوي‌ّ.

[14] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 40 ؛ وروي‌ البحراني‌ّ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 233، الحديث‌ 67، عن‌ الخاصّة‌، عن‌ ابن‌ بابويه‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ الصادق‌ عليه‌ السلام‌، عن‌ أبيه‌ الباقر عليه‌ السلام‌ قال‌: أتيتُ جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاري‌ّ فقلت‌ له‌: أخبرني‌ عن‌ حجّة‌ الوداع‌ ! فذكر حديثاً طويلاً، ثمّ قال‌: قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌: إِنِّي‌ تَاركٌ فيكُمْ الثقلين‌ ما إن‌ تمسّكتم‌ به‌ لن‌ تضلّوا من‌ بعدي‌: كتاب‌ الله‌ عزّ وجلّ وعترتي‌ أهل‌ بيتي‌. ثمّ قال‌ ثلاثاً: اللهمّ اشْهَدْ !

[15] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 214، الحديث‌ 9، عن‌ العامّة‌. وفي‌ ص‌ 225 منه‌، (الحديث‌ 25) رواية‌ عن‌ الخاصّة‌ عن‌ أبي‌ نصر محمّد بن‌ مسعود العيّاشي‌ّ في‌ تفسيره‌ بإسناده‌ عن‌ أبي‌ جميلة‌ المفضّل‌ بن‌ صالح‌، عن‌ بعض‌ أصحابه‌ أ نّه‌ ذكر هذا الحديث‌ نفسه‌ عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌.

[16] ـ «أرجح‌ المطالب‌» ص‌ 338، وفيه‌ لفظ‌ تَرِدون‌ مكان‌ تنزلون‌. وليس‌ فيه‌ كلمة‌ سبب‌.

[17] ـ «العبقات‌» ج‌ 2، ص‌ 578 و 579، ضمن‌ ترجمة‌ السخاوي‌ّ في‌ كتاب‌ «استجلاب‌ ارتقاء الغرف‌» بلفظ‌ تردون‌ ولفظ‌ سبب‌، ولفظ‌ لن‌ ينقضيا مكان‌ لفظ‌ لن‌ يفترقا.

[18] ـ «العبقات‌» ج‌ 2، ص‌ 643، ضمن‌ ترجمة‌ السمهودي‌ّ في‌ كتاب‌ «جواهر العِقدين‌» بمتن‌ السخاوي‌ّ نفسه‌ بدون‌ أدني‌ اختلاف‌ إلاّ في‌ لفظ‌ لن‌ ينقضيا، إذ ورد في‌ الحديث‌ أن‌ لا يتفرّقا.

[19] ـ «العبقات‌» ج‌ 1، ص‌ 402، ضمن‌ ترجمة‌ ابن‌ عساكر من‌ «تاريخ‌ دمشق‌».

[20] ـ «العبقات‌» ج‌ 2، ص‌ 579، ضمن‌ ترجمة‌ السخاوي‌ّ في‌ كتاب‌ «استجلاب‌ ارتقاء الغرف‌ بحبّ أقرباء الرسول‌ ذوي‌ الشَّرف‌».

[21] ـ «العبقات‌» ج‌ 2، ص‌ 580.

[22] ـ «المراجعات‌» ص‌ 15، الطبعة‌ الاُولي‌: وقد صدع‌ بها رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ في‌ مواقف‌ شتّي‌: تارة‌ يوم‌ غدير خُمّ ـ إلي‌ آخر كلامه‌.

 ومن‌ الجدير بالذكر أنّنا نقلنا هذه‌ الروايات‌ عن‌ مصادر العامّة‌ غالباً وذلك‌ إتماماً للحجّة‌ وإلزاماً للخصم‌، وإلاّ فإنّ الروايات‌ في‌ الغدير من‌ مصادر الخاصّة‌ كثيرة‌، سواء كانت‌ من‌ كتب‌ التفسير، أم‌ الحديث‌، أم‌ التأريخ‌ والسيرة‌، كرواية‌ الشيخ‌ المفيد في‌ «الإرشاد»، إذ ذكرت‌ قصّة‌ الغدير وخطبة‌ رسول‌ الله‌ وأمره‌ بالتمسّك‌ بالثقلين‌ مفصّلاً. («غاية‌ المرام‌» ص‌ 230، الحديث‌ السابع‌ والاربعون‌، عن‌ الخاصّة‌، وقال‌ أيضاً: ورواه‌ أبو علي‌ّ الطبرسي‌ّ في‌ كتاب‌ «إعلام‌ الوري‌»).

[23] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 231 و 232، الحديث‌ 55، عن‌ الخاصّة‌.

[24] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 35.

[25] ـ «الاحتجاج‌» للطبرسي‌ّ، ج‌ 1، ص‌ 89 و 90، طبعة‌ النجف‌ ؛ و«غاية‌ المرام‌» ص‌ 226، الحديث‌ 35، عن‌ الخاصّة‌، عن‌ «الاحتجاج‌» ؛ ورواه‌ المجلسي‌ّ في‌ «بحار الانوار» ج‌ 7، ص‌ 30، طبعة‌ الكمباني‌ّ، عن‌ «أمالي‌ الشيخ‌ الطوسي‌ّ»، عن‌ أبي‌ عمرو، عن‌ ابن‌ عقدة‌ بسنده‌ المتّصل‌ إلي‌ أبي‌ سعيد الخُدري‌ّ، عن‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ باللفظ‌ الآتي‌: إني‌ تارك‌ فيكم‌ الثقلين‌ إلاّ أنّ أحدهما أكبر من‌ الآخر: كتاب‌ الله‌ حبل‌ ممدود من‌ السماء إلي‌ الارض‌، وعترتي‌ أهل‌ بيتي‌، وإنّهما لن‌ يفترقا حتّي‌ يردا عَلَي‌َّ الحَوْض‌. وقال‌: ألا إنّ أهل‌ بيتي‌ عيني‌ التي‌ آوي‌ إليها، وإنّ الانصار تُرسي‌، فاعفوا عن‌ مسيئهم‌ وأعينوا محسنهم‌. ثمّ قال‌ المجلسي‌ّ في‌ شرح‌ هذا الحديث‌ وبيانه‌: يظهر من‌ بعض‌ كتب‌ المخالفين‌ أنّ مكان‌ (عيني‌): (عيبتي‌)، ومكان‌ (تُرسي‌): (كرشي‌). وقال‌ في‌ «النهاية‌»: فيه‌ الانصار كرشي‌ وعيبتي‌، أراد أ نّهم‌ بطانته‌ وموضع‌ سرّه‌ وأمانته‌ والذين‌ يعتمد عليهم‌ في‌ أُموره‌. واستعار الكرش‌ والعيبة‌ لذلك‌، لانّ المجترّ يجمع‌ علفه‌ في‌ كرشه‌ والرجل‌ يضع‌ ثيابه‌ في‌ عيبته‌. وقيل‌: أراد بالكرش‌: الجماعة‌. أي‌: جماعتي‌ وصحابتي‌. يقال‌: عليه‌ كرش‌ من‌ الناس‌. أي‌: جماعة‌ ] منهم‌ [ انتهي‌ كلام‌ المجلسي‌ّ. وأنا أقول‌: جاء في‌ «مجمع‌ البحرين‌»: والكرش‌ الجماعة‌ من‌ الناس‌. وفي‌ خبر النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌: الانصار كرشي‌، أي‌: أ نّهم‌ منّي‌ في‌ المحبّة‌ والرأفة‌ بمنزلة‌ الاولاد الصغار، لانّ الإنسان‌ مجبول‌ علي‌ محبّة‌ ولده‌ الصغير. وكرش‌ الرجل‌ عياله‌ من‌ صِغار ولده‌ انتهي‌ كلام‌ صاحب‌ «المجمع‌».

[26] ـ «الامالي‌» للشيخ‌ المفيد، ص‌ 45 إلي‌ 47، المجلس‌ السادس‌، الحديث‌ 6، طبعة‌ جماعة‌ المدرّسين‌، الحوزة‌ العلميّة‌ بقم‌ ؛ و«غاية‌ المرام‌» ص‌ 234، الحديث‌ 78، عن‌ الخاصّة‌.

 رواه‌ القندوزي‌ّ باختصار في‌ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 40، بتخريج‌ السيّد أبي‌ الحسين‌ يحيي‌ بن‌ الحسن‌ في‌ كتابه‌ المسمّي‌ «أخبار المدينة‌» عن‌ محمّد بن‌ عبد الرحمن‌ بن‌ خلاّد، عن‌ جابر بن‌ عبد الله‌.

 وروي‌ السيّد ابن‌ طاووس‌ رضوان‌ الله‌ عليه‌ في‌ كتاب‌ «الطرائف‌» الطرفة‌ الثالثة‌ والثلاثين‌، حديثاً مفصّلاً في‌ خطبة‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ حين‌ دعا الانصار، وذلك‌ بسنده‌ المتّصل‌ عن‌ الإمام‌ الكاظم‌، عن‌ الإمام‌ الصادق‌ عليهما السلام‌ ؛ وذكر السيّد هاشم‌ البحراني‌ّ هذه‌ الخطبة‌ في‌ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 228، الحديث‌ الاربعون‌، عن‌ الخاصّة‌.

[27] ـ قال‌ في‌ الهامش‌: روي‌ الصدوق‌ في‌ أماليه‌، المجلس‌ العاشر، عن‌ عائشة‌ في‌ حديث‌ أ نّها قالت‌: فقلتُ: وما السيّد ؟ قال‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌: مَنِ افتُرضت‌ طاعته‌ كما افترضت‌ طاعتي‌.

[28] ـ «الامالي‌» للمفيد ص‌ 44 و 45، المجلس‌ السادس‌، الحديث‌ الرابع‌، طبعة‌ جماعة‌ المدرِّسين‌.

[29] ـ «كنز العمّال‌» ج‌ 6، ص‌ 600، طبعة‌ قديمة‌ ؛ ونقله‌ الحمّوئي‌ّ في‌ «فرائد السمطين‌» ج‌ 1، ص‌ 196 و 197، الباب‌ 40، الحديث‌ 154، بسنده‌ عن‌ الإمام‌ الحسن‌ عليه‌ السلام‌، وقال‌ في‌ آخره‌: قال‌ أبو نعيم‌: روي‌ أبو بشر عن‌ سعيد بن‌ جبير، عن‌ عائشة‌ نحوه‌ في‌ «السؤدد» مختصراً ؛ ورواه‌ الحاكم‌ في‌ «المستدرك‌» ج‌ 3، ص‌ 124، عن‌ عمر بن‌ حسن‌ الراسبي‌ّ، عن‌ أبي‌ عوانة‌، عن‌ أبي‌ بشر، عن‌ سعيد بن‌ جبير، عن‌ عائشة‌ وقال‌ ما مضمونه‌: هذا الحديث‌ شاهد لحديث‌ عروة‌ عن‌ عائشة‌، وله‌ شاهد آخر من‌ حديث‌ جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاري‌ّ ؛ وهو وارد بهذا المضمون‌ الذي‌ يحمل‌ جوابه‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ عن‌ سؤال‌ عائشة‌.

[30] ـ «نزهة‌ المجالس‌» ج‌ 2، ص‌ 208.

[31] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 34.

[32] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 226، الحديث‌ 31. قال‌ علي‌ّ عليه‌ السلام‌: إنّ الذي‌ قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ يـوم‌ غدير خُـمّ وفي‌ حجّة‌ الوداع‌ ويوم‌ قبـض‌ في‌ آخـر خطـبة‌ خطـبها رسـول‌ الله‌ حين‌ قال‌: تركت‌ فيكم‌ أمرين‌ لن‌ تضـلّوا ما تمسّـكتم‌ بهما: كتاب‌ الله‌ وأهل‌ بيتي‌، وإنّ اللطيف‌ الخبير عهد إليَّ أ نّهما لن‌ يفترقا حتّي‌ يردا عَلَي‌َّ الحوض‌ ـ كهاتين‌ الإصبعين‌ وإنّ أحدهما أقدم‌ من‌ الآخر فتمسّكوا بهما لن‌ تضلّوا وتولّوا ولا تقدّموهم‌ ولا تتخلّفوا عنهم‌ ولا تعلّموهم‌ فإنّهم‌ أعلم‌ منكم‌.

[33] ـ في‌ النسخة‌ الاصل‌: أبو عبد الله‌.

[34] ـ «الامالي‌» للشيخ‌ المفيد، ص‌ 135 و 136، الحديث‌ الثالث‌، طبعة‌ جماعة‌ المدرِّسين‌؛ وجاء في‌ آخر حاشية‌ «بحار الانوار» في‌ حاشية‌ النسخة‌ البدل‌: بما نعرف‌.

[35] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 232، الحديث‌ 57، عن‌ الخاصّة‌.

[36] ـ «كتاب‌ سُليم‌ بن‌ قيس‌ الكوفي‌ّ العامري‌ّ» الذي‌ كان‌ من‌ صحابة‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌، ص‌ 101 و 102، طبعة‌ النجف‌.

[37] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 225، الحديث‌ 27، عن‌ الخاصّة‌. وقال‌ صاحب‌ الكتاب‌ السيّد هاشم‌ البحراني‌ّ: نسخت‌ هذه‌ الرواية‌ عن‌ «كتاب‌ سُليم‌»، عن‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌.

[38] ـ «المراجعات‌» ص‌ 15، الطبعة‌ الاُولي‌.

[39] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 228 و 229، الحديث‌ 41، عن‌ الخاصّة‌، عن‌ ابن‌ طاووس‌ في‌ «الطرائف‌»، الطريفة‌ الثالثة‌ والثلاثون‌.

[40] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 231، الحديث‌ 54، عن‌ الخاصّة‌ ؛ وقال‌ في‌ «الصواعق‌ المحرقة‌» ص‌ 75: ورد في‌ الخبر أ نّه‌ قال‌ كذا في‌ مرض‌ موته‌ ؛ وذكره‌ القندوزي‌ّ في‌ ص‌ 285 من‌ «ينابيع‌ المودّة‌» بعد أن‌ نقل‌ في‌ ص‌ 279 إلي‌ 285، أربعين‌ حديثاً عن‌ «الصواعق‌ المحرقة‌» في‌ منقبة‌ أمير المؤمنين‌ عليه‌ السلام‌.

[41] ـ «أرجح‌ المطالب‌» ص‌ 340.

[42] ـ الدارقطني‌ّ، اسمه‌ أبو الحسن‌ علي‌ّ بن‌ عمر بن‌ أحمد، صاحب‌ كتاب‌ «السنن‌»، وهو شافعي‌ّ المذهب‌، ولد سنة‌ 306 ه، ومات‌ سنة‌ 385.

[43] ـ «أرجح‌ المطالب‌» ص‌ 340.

[44] ـ «العبقات‌» ج‌ 2، ص‌ 625، ضمن‌ ترجمة‌ السمهودي‌ّ.

[45] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 40.

[46] ـ «المراجعات‌» ص‌ 15، الطبعة‌ الاُولي‌.

[47] ـ «فرائد السمطين‌» ج‌ 1، ص‌ 312 إلي‌ 318، الباب‌ 58، وهو السمط‌ الاوّل‌، والفقرات‌ التي‌ ذكرناها موجودة‌ في‌ ص‌ 317 و 318 ؛ و«كتاب‌ سُليم‌ بن‌ قيس‌» ص‌ 111 إلي‌ 117، والفقرات‌ التي‌ أوردناها جاءت‌ في‌ ص‌ 116 منه‌.

[48] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 226، الحديث‌ 29، عن‌ الخاصّة‌.

[49] ـ «أرجح‌ المطالب‌» ص‌ 339.

[50] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 38.

[51] ـ «العبقات‌» ج‌ 2، ص‌ 579. قال‌ ضمن‌ ترجمة‌ السخاوي‌ّ: وأمّا حديث‌ خزيمة‌... إلي‌ آخر كلامه‌.

[52] ـ «العبقات‌» ج‌ 2، ص‌ 641 و 642. قال‌ في‌ سياق‌ ترجمة‌ السمهودي‌ّ: وعن‌ أبي‌ الطفيل‌ أنّ عليّاً... إلي‌ آخر كلامه‌.

[53] ـ المقصود سعد بن‌ أبي‌ وقّاص‌. وجاء في‌ هذه‌ النسخة‌: سعيد.

[54] ـ «ينابيع‌ المودّة‌» ص‌ 35.

[55] ـ «غاية‌ المرام‌» ص‌ 224، الحديث‌ 16، عن‌ الخاصّة‌.

[56] ـ المعروف‌ بالخوارزمي‌ّ، ولد سنة‌ 484، وتوفّي‌ سنة‌ 568 ه.

[57] ـ رواه‌ الحمّوئي‌ّ في‌ «فرائد السمطين‌» ج‌ 1، ص‌ 319 إلي‌ 322، الحديث‌ 251، من‌ الباب‌ 58، من‌ السمط‌ الاوّل‌ في‌ هذه‌ المناشدة‌، عن‌ أبي‌ الطفيل‌ بسنده‌ المتّصل‌.

[58] ـ «مناقب‌ الخوارزمي‌ّ» في‌ الطبعة‌ الحجريّة‌: ص‌ 216 إلي‌ 220، وفي‌ الطبعة‌ الحديثة‌ في‌ النجف‌ الاشرف‌: ص‌ 221 إلي‌ 225.

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com