بسم الله الرحمن الرحيم

کتاب معرفة الله / المجلد الثالث / القسم التاسع: برهان وحدة الوجود و الأمثلة الکثیرة علیها، موقف اصحاب الرسائل بدون الولایة...

موقع علوم و معارف الإسلام الحاوي علي مجموعة تاليفات سماحة العلامة آية الله الحاج السيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس‌سره

 

 

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

الصفحة السابقة

 

الامثلة‌ الكثيرة‌ التي‌ أوردها العرفاء علی‌ وحدة‌ الوجود

 وقد تفنّن‌ هؤلاء العرفاء في‌ تقريب‌ هذه‌ النظريّة‌ إلی‌ الاذهان‌ ، وسبحوا سبحاً طويلاً في‌ بحر هذا الخيال‌ ، وضربوا له‌ الامثال‌ ( فصوّروه‌ ) تارة‌ بالبحر وهذه‌ العوالم‌ والكائنات‌ كأمواج‌ البحر فإنّها ليست‌ غير البحر وتطوّراته‌ ؛ وليست‌ الامواج‌ شيئاً سوي‌ البحر ، فإذا تحرّك‌ ظهرت‌ ، وإذا سكن‌ عدمت‌ واندحرت‌ ، وهو معني‌ الفَناء المشار إلیه‌ بقوله‌ تعإلی‌ .

 كُلُّ مَنْ عَلَیهَا فَانٍ * وَيَبْقَي‌' وَجْهُ رَبِّكَ . [1]

 يفني‌ وجه‌ الممكن‌ ويبقي‌ وجه‌ الواجب‌ .

 چه‌ ممكن‌ گرد امكان‌ بر فشـاند                   بجز واجب‌ دگر چيزي‌ نماند [2]

 نعم‌ الامواج‌ تطوّرات‌ البحر ، لا شي‌ء موجود غير وجود البحر .

 چه‌ درياي‌ است‌ وحدت‌ ليك‌ پر خون‌              كز او خيزد هزاران‌ موج‌ مجنون‌

 هزاران‌ موج‌ خيزد هر دم‌ از وي‌                    نگردد قطره‌اي‌ هرگز كم‌ از وي‌ [3]

 قالوا :

 الوَجْهُ واحِدٌ وَالمَرَايَا مُتَعَدِّدَةٌ .

 وَمَا الوَجْهُ إلاَّ واحِدٌ غَيْرُ أَ نَّهُ                    إذَا أَنْتَ عَدَّدْتَ المَرَايَا تَعَدَّدا

 وكذلك‌ العدد ليس‌ إلاّ تكرار الواحد إلی‌ ما لا نهاية‌ له‌ :

 وجود اندر كمال‌ خويش‌ ساري‌ است‌                        تعيّنها امور اعتباري‌ است‌

 امور اعتباري‌ نيست‌ موجود                       عدد بسيار و يك‌ چيز است‌ معدود

 چه‌ واحد گشته‌ در اعداد ساري‌ [4]

 ومن‌ هذا القبيل‌ التمثيل‌ بِالشُّعْلَةِ الجَوَّالَةِ التي‌ ترسم‌ دائرة‌ ناريّة‌ من‌ سرعة‌ حركتها وليست‌ هي‌ إلاّ تلك‌ الشعلة‌ الصغيرة‌ :

 همه‌ از وَهْم‌ تو اين‌ صورتِ غير                    چه‌ نقطه‌ دائره‌ است‌ از سـرعت‌ سير [5]

 والوجود واحد والموجود واحد له‌ ظهورات‌ وتطوّرات‌ ، يتراءي‌ أ نّها كثرات‌ ، وليس‌ إلاّ الذات‌ ومظاهر الاسماء والصفات‌ وشؤون‌ الجمال‌ والجلال‌ والقهر واللطف‌ .

 وقد رفع‌ الكثير منهم‌ حجب‌ الاستار عن‌ هذه‌ الاسرار حتّي‌ أنّ محيي‌ الدين‌ بن‌ عربي‌ [6] عبّر عن‌ كلّ هذا بتغيير كلمة‌ في‌ البيت‌ المشهور : [7] 

 وَفِـي‌ كُـلِّ شَـي‌ءٍ لَـهُ آيَـةٌ                      تَـدُلُّ عَلَی‌ أَ نَّـهُ وَاحِـدُ

 فقال‌ « محيي‌ الدين‌ » :

 وَفِـي‌ كُـلِّ شَـي‌ءٍ لَـهُ آيَـةٌ                      تَـدُلُّ عَلَی‌ أَ نَّـهُ عَـيْـنُـهُ

 ثمّ تحامل‌ وتقحّم‌ إلی‌ ما هو أكثر صراحة‌ وأعظم‌ ، حيث‌ قال‌ :

 سُبْحَانَ مَنْ حَجَّبَ نَاسُـوتَهُ                     نُـورُ سَـنَا لاَهُـوتِهِ الثَّاقِـبِ

 ثُمَّ بَـدَا فِـي‌ خَلْـقِـهِ بَـارِزاً                        بِصُـورَةِ الا´كِلِ وَالـشَّـارِبِ

 ومشي‌ علی‌ هذه‌ السبيل‌ الصعبة‌ كثير من‌ شعراء العرب‌ وعرفائهم‌ في‌ القرون‌ الوسطي‌ ، وقد رفع‌ لواءهم‌ ابن‌ الفارض‌ [8] في‌ أكثر شعره‌ ، لا سيّما تائيّته‌ الصغري‌ وكذا الكبري‌ التي‌ يقول‌ فيها : 

 هُوَ الواحِدُ الفَرْدُ الكَثِيرُ بِنَفْسِهِ                وَلَيْـسَ سِـوَاهُ إنْ نَظَـرْتَ بِدِقَّةِ

 بَدَا ظَاهِراً لِلْكُلِّ فِي‌ الكُلِّ بَيْنَنَا                نُشَـاهِدُهُ بِالعَـيْـنِ فِي‌ كُلِّ ذَرَّةِ 

 فكلّ مشاهد محسوس‌ من‌ الذرّة‌ الصغيرة‌ إلی‌ الجبل‌ الشامخ‌ ، ومن‌ العرش‌ إلی‌ الثري‌ هي‌ أطواره‌ وأنواره‌ ومظاهره‌ وتجلّياته‌ .

 وهو الوجود الحقّ المطلق‌ ولا شي‌ء غيره‌ ، فإذا قلتَ لهم‌ : فالاصنام‌ والاوثان‌ ؟ يقول‌ لك‌ العارف‌ الشبستري‌ّ :

 مسلمان‌ گر بدانستي‌ كه‌ بت‌ چيست‌                      بدانستي‌ كه‌ دين‌ در بت‌ پرستي‌ است‌ [9]

 وإذا قلتَ : فالقاذورات‌ ؟ قالوا : نور الشمس‌ إذا وقع‌ علی‌ النجاسة‌ هو ذلك‌ النور الطاهر ولا تؤثّر علیه‌ النجاسة‌ شيئاً .

 نور خورشيد ار بيفتد بر حَدَث‌                     نور همان‌ نور است‌ نَپْذيرد خَبَث‌ [10]

 وما اكتفوا بهذه‌ التمثيلات‌ والتقريبات‌ حتّي‌ أخضعوا هذه‌ النظريّة‌ المتمرّدة‌ علی‌ العقول‌ لسلطان‌ البرهان‌ الساطع‌ والدليل‌ القاطع‌ .

الرجوع الي الفهرس

برهان‌ وحدة‌ الموجود ؛ والردّ علی‌ الشبهات‌ الواردة‌ في‌ شأنه‌

 وبيان‌ وكيفيّة‌ البرهان‌ علی‌ وحدة‌ الموجود بتنقيح‌ وتوضيح‌ منّا ، بعد ذِكر مقدّمتين‌ وجيزتين‌ :

 المقدِّمة‌ الاُولي‌ : أنّ الوجود والعدم‌ نقيضان‌ ، والنقيضان‌ لا يجتمعان‌ ولا يقبل‌ أحدهما الا´خر بالضرورة‌ ، فالوجود لا يقبل‌ العدم‌ والعدم‌ لا يقبل‌ الوجود ، يعني‌ أنّ الموجود يستحيل‌ أن‌ يكون‌ معدوماً والمعدوم‌ يستحيل‌ أن‌ يكون‌ موجوداً ، وإلاّ لزم‌ أن‌ يقبل‌ الشي‌ء ضدّه‌ ونقيضه‌ وهو محال‌ بالبداهة‌ .

 المقدِّمة‌ الثانية‌ : أن‌ قلب‌ الحقائق‌ مستحيل‌ ، فحقيقة‌ ا لإنسان‌ يستحيل‌ أن‌ تكون‌ حجراً ، وحقيقة‌ الحجر تستحيل‌ أن‌ تكون‌ إنساناً ، وهذا لمن‌ تدبّره‌ من‌ أوضح‌ الواضحات‌ ، فالعدم‌ يستحيل‌ أن‌ يكون‌ وجوداً ، والوجود يستحيل‌ أن‌ يكون‌ عدماً .

الرجوع الي الفهرس

 في‌ وحدة‌ الموجود ، الموجود هو الحقّ الازلي‌ّ وجميع‌ الكائنات‌ أطواره‌

وبعد وضوح‌ هاتين‌ المقدّمتين‌ نقول‌ : لو كان‌ لهذه‌ الكائنات‌ المحسوسة‌ وجود بنفسها لاستحال‌ علیها العدم‌ ، لانّ الوجود لا يقبل‌ العدم‌ وهو منافر له‌ وضدّ له‌ بطبيعته‌ ، مع‌ أ نّنا نراها بالعيان‌ توجد وتعدم‌ وتظهر وتفني‌ فلا محيص‌ من‌ الالتزام‌ بأ نّها غير موجودة‌ .

 وليس‌ الموجود إلاّ وجود واجب‌ الوجود الازليّ الحقّ الذي‌ يستحيل‌ علیه‌ العدم‌ بطبيعة‌ ذاته‌ المقدّسة‌ وكلّ ما نراه‌ من‌ هذه‌ الكائنات‌ التي‌ نحسبها بالوهم‌ موجودة‌ هي‌ أطواره‌ ومظاهره‌ يفيضها ويقبضها ، يبقيها ويفنيها ويأخذها ويعطيها ، وهو المانع‌ والمعطي‌ والقابض‌ والباسط‌ ، وَهُوَ عَلَی‌' كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

 و كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ . [11]

 وكلّ الاشياء تجلّياته‌ وظهوراته‌ وإشراقاته‌ وأنواره‌ ، وكلّ الكائنات‌ والممكنات‌ مضافة‌ إلیه‌ با لإضافة‌ ا لإشراقيّة‌ لا المقوليّة‌ ، أطرافها اثنان‌ لا ثلاثة‌ وسواء .

 قلنا : بأنّ هذا البرهان‌ صخرة‌ صمّاء لا تمسّه‌ أظافر الخدشة‌ أو أنّ للمناقشة‌ فيه‌ مجال‌ ، فهو برهان‌ منطقيّ علی‌ أُصول‌ الحِكمة‌ والمنطق‌ ، هذا عدا ما يدعونه‌ من‌ الشهود والمكاشفة‌ والعيان‌ الذي‌ هو أسمي‌ من‌ الدليل‌ والبرهان‌ ، إذ يقولون‌ إنّ الدليل‌ عُكّازة‌ الاعمي‌ :

 پاي‌ استدلإلیان‌ چوبين‌ بود                        پاي‌ چوبين‌ سخت‌ بي‌تمكين‌ بود [12]

 * * *

 زهي‌ احمق‌ كه‌ او خورشيد تابان‌                 به‌ نور شمع‌ جويد در بيابان‌ [13]

 در آن‌ جائي‌ كه‌ نور حقّ دليل‌ است‌              چه‌ جاي‌ گفتگوي‌ جبرئيل‌ است‌ [14]

 * * *

 سُبْحَانَكَ أَيَكونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ مَا لَيْسَ لَكَ حَتَّي‌ يَكُونَ هُوَ المُظْهِرَ لَكَ ؟!

 مَتَي‌ غِبْتَ حَتَّي‌ تَحْتَاجَ إلَی‌ دَلِيلٍ يَدُلُّ عَلَیكَ ؟! وَمَتَي‌ بَعُدْتَ حَتَّي‌ تَحْتَاجَ إلَی‌ مَا يُوصِلُنَا إلَیكَ ؟! عَميَتْ عَيْنٌ لاَ تَرَاكَ وَلاَ تَزَالُ عَلَیهَا رَقِيباً ! [15]

 ومع‌ هذا كلّه‌ فإنّ علماء الظاهر وأُمناء الشرع‌ يقولون‌ إنّ سالك‌ هذا الطريق‌ كافر زنديق‌ وهذه‌ الطريقة‌ ـ أعني‌ وحدة‌ الوجود والموجود عندهم‌ زندقة‌ وإلحاد ، تضادّ عامّة‌ الشرائع‌ والاديان‌ مهما قام‌ علیها الدليل‌ والبرهان‌ ، إذ حينئذٍ اين‌ الربّ والمربوب‌ . أين‌ الخالق‌ والمخلوق‌ ، وما معني‌ الشرائع‌ والتكإلیف‌ ، وما هو الثواب‌ والعقاب‌ ، وما الجنّة‌ والنار ، ومَن‌ المؤمن‌ والكافر ، والشقيّ والسعيد ، إلی‌ آخر ما هنالك‌ من‌ المحاذير واللوازم‌ الفاسدة‌ .

 ولعلّ هذا هو مدرك‌ ما ذكره‌ السيّد الاُستاذ قدّس‌ سرّه‌ « في‌ العروة‌ الوثقي‌ » ما نصّه‌ [16] :

 «القَائِلُونَ بِوَحْدَةِ الوُجُودِ مِنَ الصُّوفِيَّةِ ، إذَا التَزَمُوا بِأَحْكَامِ ا لإسْلاَمِ فَالاَقْوَي‌ عَدَمُ نَجَاسَتِهِمْ» .

 وإذا أحطت‌ خبراً بما ذكرنا تعرف‌ ما في‌ هذا وأمثاله‌ من‌ كلمات‌ الفقهاء رضوان‌ الله‌ علیهم‌ .

 وأ نّي‌ لا أري‌ من‌ العدل‌ وا لإنصاف‌ ، ولا من‌ الورع‌ والسداد ، المبادرة‌ إلی‌ تكفير من‌ يُريد المبالغة‌ في‌ التوحيد وعدم‌ جعل‌ الشريك‌ للّه‌ تعإلی‌ في‌ كلّ كمال‌ .

 الكَمَالُ وَالوُجُودُ كُلُّهُ لِلَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ .

 ومع‌ ذلك‌ فهم‌ يؤمنون‌ بالشرائع‌ ، والنبوّات‌ ، والحساب‌ ، والعقاب‌ ، والثواب‌ ، والتكإلیف‌ ، بأجمعها علی‌ ظواهرها .

 فالحقيقة‌ لا تصحّ عندهم‌ ولا تنفع‌ بدون‌ الطريقة‌ ، والطريقة‌ لا تجدي‌ بدون‌ الشريعة‌ ، والشريعة‌ هي‌ الاساس‌ وبها يتوصّل‌ ملازم‌ العبادة‌ إلی‌ أقصي‌ منازل‌ السعادة‌ .

 وعندهم‌ في‌ هذه‌ المسائل‌ مراحل‌ ومنازل‌ وتحقيقات‌ أنيقة‌ وتطبيقات‌ رشيقة‌ ومعارج‌ يرتقي‌ السالك‌ بها إلی‌ أسمي‌ المناهج‌ ومؤلّفات‌ مختصرة‌ ومطوّلة‌ فوق‌ حدّ ا لإحصاء نظماً ونثراً وأذكار ، سرّاً وجهراً ، ورياضات‌ ومجاهدات‌ لتهذيب‌ النفس‌ وتصفيتها كي‌ تستعد للحوق‌ بالملا الاعلی‌ والمبدأ الاوّل‌ .

 وهناك‌ من‌ البهجة‌ والمسرّة‌ والجمال‌ والجلال‌ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَی‌ قَلْبِ بَشَرٍ . [17]

 وها هنا أسرار عميقة‌ ومباحث‌ دقيقة‌ لا تحيط‌ بها العبارة‌ ولا تدركها ا لإشارة‌ فلنتركها لاهلها ، و نسأله‌ تعإلی‌ أن‌ يفيض‌ علینا من‌ فضله‌ بفضلها .

الرجوع الي الفهرس

في‌ كلّ طائفة‌ من‌ أصحاب‌ العرفان‌ أفراد أقحموا أنفسهم‌ بدون‌ معرفة‌

 نعم‌ ، لا ريب‌ أنّ كلّ طائفة‌ اندسّ فيها مَن‌ ليس‌ من‌ أهلها من‌ الدخ لإ وأهل‌ الاهواء حتّي‌ يكاد أن‌ يغلبوا علی‌ أربابها الاصحاء فلا ينبغي‌ ضرب‌ الجميع‌ بسهم‌ واحد وأخذهم‌ أو نبذهم‌ علی‌ سواء .

 كما أنّ بعض‌ المتطرّفين‌ المتوغّلين‌ في‌ الغرام‌ والهيام‌ والشوق‌ إلی‌ ذلك‌ المقام‌ الاسمي‌ قد توقّدت‌ شعلة‌ المعرفة‌ في‌ قلوبهم‌ فلم‌ يستطيعوا ضبط‌ عقولهم‌ وألسنتهم‌ فصدرت‌ منهم‌ شطحات‌ لا تليق‌ بمقام‌ العبوديّة‌ ، مثل‌ قول‌ بعضهم‌ :

 أَنَا الحَقُّ و (مَا فِي‌ جُبَّتِي‌ إلاَّ الحَقُّ .)

 وأعظم‌ منها في‌ الجرأة‌ والغلط‌ والشطط‌ قول‌ بعضهم‌ : سُبْحَانِي‌ مَا أَعْظَمَ شَأْنِي‌ . [18] وهذه‌ الكلمات‌ قد حملها الثابتون‌ منهم‌ علی‌ أ نّها صدرت‌ من‌ البعض‌ حالة‌ المحو لا حالة‌ الصحو ، وفي‌ مقام‌ الفناء في‌ الذات‌ ، لا في‌ مقام‌ الاستقلال‌ والثبات‌ ، ولو صدرت‌ في‌ غير هذه‌ الحال‌ لكانت‌ كفراً .

 علی‌ أنّ المنقول‌ عن‌ الحلاّج‌ [19] قد قال‌ للذين‌ اجتمعوا علی‌ قتله‌ :

 (اقْتُلُونِي‌ ! فَإنَّ دَمِي‌ لَكُمْ مُبَاحٌ ! لاِ نِّي‌ قَدْ تَجَاوَزْتُ الحُدُودَ ؛ وَمَنْ تَجَاوَزَ الحُدُودَ (أُقِيمَتْ عَلَیهِ الحُدُودُ) .

 ولكنّ العارف‌ الشبستري‌ّ [20] التمس‌ العذر لهذه‌ الشطحات‌ وحملها علی‌ أحسن‌ وجه‌ ، حيث‌ قال‌ :

 أنَا الحَقّ كشفِ آن‌ اسرار مطلق‌                  بجز حقّ كيست‌ تا گويد أنا الحَقْ

 روا باشد أنَا الحَق‌ از درختي‌                       چرا نبود روا از نيك‌ بختي‌ ؟ [21]

 يقول‌ من‌ ذا يستطيع‌ غير الحقّ أن‌ يقول‌ أَنَا الحَقُّ ؟! وإذا صحّ وحسن‌ من‌ الشجرة‌ أن‌ تقول‌ أَنَا اللَهُ ، فلماذا لا يحسن‌ ذلك‌ من‌ العارف‌ الحسن‌ الحظ‌ ؟!

الرجوع الي الفهرس

كاشف‌ الغطاء برهن‌ علی‌ وحدة‌ الوجود والموجود وجعلها ملموسة‌

 وحقاً أقول‌ : إنّ مَن‌ أجال‌ فكره‌ و أمعن‌ النظر في‌ جملة‌ من‌ آيات‌ القرآن‌ العزيز وكلمات‌ النبيّ والائمّة‌ المعصومين‌ سلام‌ الله‌ علیهم‌ وأدعيتهم‌ وأورادهم‌ سيجد في‌ الكثير منها ا لإشارة‌ إلی‌ تلك‌ النظريّة‌ العبقريّة‌ .

 وقد شاعت‌ كلمة‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ وهي‌ قوله‌ : أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ قَوْلُ لَبِيدٍ : [22]

 * أَلاَ كُلُّ شَي‌ءٍ مَا خَلاَ اللَهَ بَاطِلُ * [23]

 وقد تضمّنت‌ هذه‌ الكلمة‌ في‌ طيّاتها كلّ ما قاله‌ العرفاء الشامخون‌ من‌ أنّ الاشياء أعدام‌ ، إذ ليس‌ الباطل‌ إلاّ العدم‌ وليس‌ الحقّ إلاّ الوجود ، فالاشياء كلّها باطلة‌ وأعدام‌ وليس‌ الحيّ والموجود إلاّ واجب‌ الوجود .

 وهذا كلّ ما يقوله‌ ويعتقده‌ أُولئك‌ القوم‌ أفاض‌ الله‌ سبحانه‌ هذه‌ الكلمة‌ علی‌ لسان‌ ذلك‌ الشاعر العربيّ الذي‌ عاش‌ أكثر عمره‌ في‌ الجاهليّة‌ وأدرك‌ في‌ أُخريات‌ حياته‌ شرف‌ ا لإسلام‌ فأسلم‌ .

 وقد صدّق‌ تلك‌ الجوهرة‌ الثمينة‌ الصادق‌ الامين‌ ومثلها كلمة‌ ولده‌ صادق‌ أهل‌ البيت‌ سلام‌ الله‌ علیه‌ : العُبُودِيَّةُ جَوْهَرَةٌ كُنْهُهَا الرُّبُوبِيَّةُ .[24]

 بل‌ لو أمعنت‌ النظر في‌ جملة‌ من‌ مفردات‌ القرآن‌ المجيد تجدها وافية‌ بذلك‌ الغرض‌ واضحة‌ جليّة‌ مثل‌ قوله‌ تعإلی‌ : كُلُّ مَنْ عَلَیهَا فَانٍ [25] و كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ . [26]

 فإنّ المشتقّ حقيقة‌ فيمن‌ تلبّس‌ بالمبدأ حالاً ، فكلّ شي‌ء فان‌ فعلاً وهالك‌ حالاً ، لا أ نّه‌ سوف‌ يهلك‌ ويفني‌ .

 ومهما أحاول‌ أن‌ أوضّح‌ الحقيقة‌ أجدها عنّي‌ أبعد من‌ الشمس‌ بَيدَ أ نّها أجلي‌ منها .

 وأ نّي‌ لهذا إلیراع‌ القصير والعقل‌ الصغير أن‌ يجرأ فيتناول‌ جرعة‌ من‌ ذلك‌ البحر الغزير .

 يَا مَنْ بَعُدَ فِي‌ دُنُوِّهِ ؛ وَدَنَا فِي‌ عُلُوِّهِ .

 رَبَّنا عَلَیكَ تَوَكَّلْنا وَإلَیكَ أَنَبْنَا وَإلَیكَ المَصِيرُ ! سُبْحَانَكَ لاَ أُحْصِي‌ ثَنَاءً عَلَیكَ ؛ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَی‌ نَفْسِكَ وَفَوْقَ مَا يَقُولُ القَائِلُونَ .

 وَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إلَیهِ رَ جِعُونَ» . [27]

الرجوع الي الفهرس

تعلیقة‌ آية‌ الله‌ الحكيم‌ علی‌ فتوي‌ المرحوم‌ السيّد في‌ «العروة‌»

 وكتب‌ المرحوم‌ آية‌ الله‌ الحاجّ السيّد محسن‌ الطباطبائيّ الحكيم‌ في‌ تعلیقه‌ علی‌ فتوي‌ المرحوم‌ السيّد محمّد كاظم‌ إلیزديّ قدّس‌ سرّه‌ هذه‌ قائلاً : « أمّا القائلون‌ بوحدة‌ الوجود من‌ الصوفيّة‌ فقد ذكرهم‌ جماعة‌ ، ومنهم‌ السبزواريّ في‌ تعلیقته‌ علی‌ « الاسفار » قال‌ :

 والقائل‌ بالتوحيد إمّا أن‌ يقول‌ بـ «بكثرة‌ الوجود والموجود» معاً ، مع‌ التكلّم‌ بكلمة‌ التوحيد لساناً ، واعتقاداً بها إجمالاً ، وأكثر الناس‌ في‌ هذا المقام‌ .

 وأمّا أن‌ يقول‌ بـ «وحدة‌ الوجود والموجود» جميعاً ، وهو مذهب‌ بعض‌ الصوفيّة‌ .

 وأمّا أن‌ يقول‌ بـ «وحدة‌ الوجود وكثرة‌ الموجود» ، وهو المنسوب‌ إلی‌ أذواق‌ المتأ لّهين‌ ، وعكسه‌ باطل‌ .

 وأمّا أن‌ يقول‌ بـ «وحدة‌ الوجود والموجود في‌ عين‌ كثرتيهما» ، وهو مذهب‌ المصنّف‌ ( الملاّ صدرا الشيرازي‌ّ ) . والعرفاء الشامخين‌ .

 والاوّل‌ : توحيد عامّيّ ؛ والثالث‌ : توحيد خاصّيّ . والثاني‌ : توحيد خاصّ الخاصّ ، والرابع‌ : توحيد أخصّ الخواصّ » .

 وهنا قال‌ المرحوم‌ المعلّق‌ : « حسن‌ الظنّ بهؤلاء القائلين‌ بالتوحيد الخاصّ والحمل‌ علی‌ الصحّة‌ المأمور به‌ شرعاً يوجبان‌ حمل‌ هذه‌ الاقوال‌ علی‌ خلاف‌ ظاهرها وإلاّ فكيف‌ يصحّ علی‌ هذه‌ الاقوال‌ وجود الخالق‌ والمخلوق‌ ، والا´مر والمأمور والراحم‌ والمرحوم‌ ؟ وَمَا تَوْفِيقِي‌ إِلاَّ بِاللَهِ عَلَیهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَیهِ أُنِيبُ . [28]

الرجوع الي الفهرس

الوحدة‌ الحقيقيّة‌ للوجود والموجود والكثرة‌ الاعتباريّة‌ لهما قمّة‌ التوحيد

 وهنا يجب‌ التذكير ببعض‌ النقاط‌ :

 النقطة‌ الاُولي‌ :

 إنّ كلام‌ السبزواريّ قدّس‌ سرّه‌ في‌ اعتباره‌ قول‌ « وحدة‌ الوجود ووحدة‌ الموجود في‌ عين‌ كثرتيهما » أفضل‌ الاقوال‌ الاربعة‌ وأحسنها ، وأنّ هذا التوحيد مختصّ بمن‌ سمّاهم‌ بأخصّ الخواصّ ؛ يُثير هنا سؤالاً وهو : هل‌ الكثرة‌ التي‌ ذكرها هنا هي‌ اعتباريّة‌ أم‌ حقيقيّة‌ ؟

 فإن‌ أجاب‌ : أ نّها اعتباريّة‌ ، فهذا يعني‌ القول‌ الثاني‌ ، وهو توحيد بعض‌ الصوفيّة‌ الذي‌ سمّاه‌ بتوحيد الخاصّ . وجميع‌ الصوفيّة‌ ، موضع‌ إشارته‌ ، يحاولون‌ جهد إمكانهم‌ إثبات‌ الكثرة‌ الاعتباريّة‌ هذه‌ ، لا إنكار أصل‌ الكثرة‌ ، و إن‌ كان‌ ذلك‌ بنحو الاعتبار . فهل‌ بإمكانكم‌ ا لإشارة‌ إلی‌ فرد من‌ أيّة‌ فرقة‌ كان‌ ينفي‌ حتّي‌ الكثرة‌ الاعتباريّة‌ للوجود والموجود ؟ ولو قال‌ أحد ما بهذا لطردوه‌ من‌ زمرة‌ العقلاء ولم‌ يُحسب‌ لقوله‌ أي‌ّ حساب‌ .

 وإذا أجاب‌ : أ نّها كثرة‌ حقيقيّة‌ ، كما هي‌ كذلك‌ بالفعل‌ وكما صرّح‌ بذلك‌ هو نفسه‌ ، وكما هو واضح‌ وجليّ من‌ خلال‌ المراسلات‌ بين‌ العلمين‌ الا´يتين‌ : المرحوم‌ آية‌ الحقّ وسند التوحيد والعرفان‌ الحاجّ السيّد أحمد الطهرانيّ الكربلائيّ والمحقّق‌ المدقّق‌ والحكيم‌ الفيلسوف‌ المرحوم‌ الحاجّ الشيخ‌ محمّد حسين‌ الكمبانيّ ا لإصفهانيّ قدّس‌ الله‌ أسرارهما ، بل‌ إنّ جلّ نزاعهما كان‌ حول‌ هذه‌ المسألة‌ ، حيث‌ يصرّ آية‌ الله‌ الكمبانيّ علی‌ إثبات‌ الوحدة‌ والكثرة‌ الحقيقيّتين‌ ، في‌ حين‌ يحاول‌ آية‌ الله‌ الكربلائيّ تفنيد ذلك‌ وذرّ رماد ادّعاءاته‌ في‌ رياح‌ الفَناء ويوضّح‌ قائلاً إنّه‌ مع‌ وجود الوحدة‌ الحقّة‌ الحقيقيّة‌ والوجود بالصرافة‌ ، فلا معني‌ أصلاً للتعدّد الحقيقي‌ّ ، ولا وجود للكثرة‌ الحقيقيّة‌ إلاّ في‌ غيابت‌ جهنّم‌ وزوايا نار الشرك‌ ، لا في‌ جنّة‌ التوحيد والمعرفة‌ حيث‌ لا وجود للكثرة‌ فيها ؛ وعلی‌ هذا فسيظهر أمامنا نفس‌ ا لإشكال‌ في‌ الحال‌ ، وهو : أنّ الوحدة‌ الواقعيّة‌ لا يمكن‌ لها أن‌ تجتمع‌ مع‌ الكثرة‌ الواقعيّة‌ . إنّ الوحدة‌ والكثرة‌ نقيضتان‌ متضادّتان‌ . بعبارة‌ أُخري‌ أنّ مفهوم‌ الوحدة‌ عكس‌ مفهوم‌ الكثرة‌ وهما نقيضان‌ متضادّان‌ ؛ وعلیه‌ ، كيف‌ يتسنّي‌ لنا ا لإقرار بكون‌ الكثرة‌ حقيقيّةً في‌ نفس‌ الوقت‌ الذي‌ فرضنا فيه‌ الوحدة‌ علی‌ أ نّها حقيقيّة‌ ؟

 وعلی‌ أساس‌ من‌ ذلك‌ ، نري‌ أ نّه‌ يتوجّب‌ علینا وضع‌ قول‌ ذوق‌ المتأ لّهين‌ بأنّ : وحدة‌ الوجود وكثرة‌ الموجود أمر حقيقي‌ّ ، وقول‌ صدر المتأ لّهين‌ بأنّ : وحدة‌ الوجود والموجود في‌ عين‌ كثرتيهما كلاهما حقيقيّان‌ ، جانباً ، وبعد رفضنا القسم‌ الاوّل‌ نشهد أنفسنا مضطرّين‌ إلی‌ قبول‌ ما نقله‌ بعض‌ الصوفيّة‌ واتّخذوه‌ توحيداً خاصّاً وهو : أنّ وحدة‌ الوجود ووحدة‌ الموجود الحقيقيّة‌ تكونان‌ بمعيّة‌ كثرة‌ الوجود وكثرة‌ الموجود الاعتباريّة‌ ؛ واعتباره‌ أعلی‌ أقسام‌ التوحيد والمعيار البارز في‌ ذلك‌ .

 النقطة‌ الثانية‌ :

 إنّ وجود الخالق‌ والمخلوق‌ ، والا´مر والمأمور ، والراحم‌ والمرحوم‌ في‌ هذه‌ الصورة‌ واضح‌ وجليّ جدّاً ، ولا مجال‌  لإنكار ذلك‌ أو التشكيك‌ فيه‌ علی‌ ا لإطلاق‌ .

 وأدلّ مثال‌ علی‌ ذلك‌ هو ا لإنسان‌ بقواه‌ الباطنيّة‌ والظاهريّة‌ . فالنفس‌ الناطقة‌ لايّ فرد من‌ أفراد البشر لها حسّ مشترك‌ وقوّة‌ مفكّرة‌ وخوف‌ وحافظة‌ ، وتمتلك‌ كذلك‌ حاسّة‌ البصر والسمع‌ والشمّ . وهذه‌ القوي‌ بمجموعها تمثّل‌ عين‌ النفس‌ الناطقة‌ وهما كيان‌ واحد ، من‌ جهة‌ الوحدة‌ ؛ إلاّ أ نّهما ، وباعتبار التعيُّنات‌ والظهورات‌ ، ظهرتا وتَعيَّنتا علی‌ هذه‌ الشاكلة‌ .

 والحقّ كلّ الحقّ أ نّنا لا نملك‌ إلاّ أن‌ نعترف‌ بوحدتنا ووحدانيّتنا ؛ وفي‌ نفس‌ الوقت‌ فإنّ التعدّد والتعيُّن‌ وتكاثر القوي‌ أمر لا يقبل‌ التفنيد أو ا لإنكار .

 إنّ النفس‌ الوحدانيّة‌ عندنا تأمر القوي‌ الباطنيّة‌ وبالتإلی‌ القوي‌ الظاهريّة‌ ، وهكذا ، وعن‌ طريق‌ ذلك‌ تصدر عنّا ما ندعوها بالافعال‌ والتي‌ تكتسب‌ طابع‌ الكثرات‌ وتسمّي‌ بها ؛ لكن‌ ، مع‌ ذلك‌ تبقي‌ وحدتنا في‌ هذه‌ الافعال‌ والقوي‌ محتفظة‌ بمنزلتها ومكانتها . وعلی‌ هذا فإنّ قوانا الباطنيّة‌ هي‌ نحن‌ لكن‌ بصورة‌ تلك‌ الظهورات‌ ؛ وقوانا الظاهريّة‌ كذلك‌ كالنظر والسمع‌ هي‌ نحن‌ لكن‌ بصورة‌ هذه‌ الظهورات‌ .

 إنّ التعدّد في‌ قوانا والتي‌ توجب‌ العزلة‌ مغلوط‌ . إنّها الوحدة‌ التي‌ تتجلّي‌ وتظهر في‌ مظاهرها وتجلّياتها ؛ وهكذا الامر بالنسبة‌ إلیه‌ سبحانه‌ : فهو نفسه‌ لا غيره‌ يظهر في‌ هذه‌ الا´يات‌ والمرايا والمظاهر والتجلّيات‌ . إنّ التعدّد الذي‌ يؤدّي‌ إلی‌ العزلة‌ مغلوط‌ وغير صحيح‌ ؛ إنّها الوحدة‌ في‌ ثوب‌ الكثرة‌ ؛ الوحدة‌ الحقيقيّة‌ في‌ الكثرة‌ الاعتباريّة‌ .

 فالحقّ سبحانه‌ وتعإلی‌ ، هو الخالق‌ في‌ المرتبة‌ العلیا ، وهو المخلوق‌ في‌ المرتبة‌ الدنيا . والا´مر في‌ المقام‌ الاعلی‌ ، والمأمور في‌ المقام‌ الادني‌ . وهو الراحم‌ في‌ الاُفق‌ المبين‌ والمرحوم‌ في‌ نشأة‌ أسفل‌ السافلين‌ .

الرجوع الي الفهرس

الابيات‌ الراقية‌ للميرزا محمّد رضا القمشئي‌ّ في‌ وحدة‌ الوجود

 وما أروع‌ وأبدع‌ وأبهي‌ ما قاله‌ عارفنا الواصل‌ :

 آنِ خداي‌ دان‌ همه‌ مقبول‌ وناقبول‌                مِنْ رَحْمَةٍ بَدا وَإلَی‌ رَحْمَةٍ يَؤُولْ

 از رحمت‌ آمدند و به‌ رحمت‌ روند خلق‌                      اينست‌ سرّ عشق‌ كه‌ حيران‌ كند عقول‌

 خَلقان‌ همه‌ به‌ فطرت‌ توحيد زاده‌اند                         اين‌ شرك‌ عارضي‌ بود و عارضي‌ يزول‌ [29]

 گويد خرد كه‌ سرِّ حقيقت‌ نهفته‌ دار              با عشقِ پرده‌در چه‌ كند عقل‌ بوالفضول‌

 يك‌ نقطه‌ دان‌ حكايت‌ ما كان‌ و ما يكون‌                     اين‌ نقطه‌ گه‌ صعود نمايد گهي‌ نزول‌

 جز من‌ كمر به‌ عهد امانت‌ نبست‌ كس‌                     گر خوانيَم‌ ظلوم‌ ، و گر خوانيم‌ جهول‌ [30]

الرجوع الي الفهرس

المتفقّهون‌ أضافوا إلی‌ النجاسات‌ «وحدة‌ الوجود» هرباً من‌ المسؤوليّة‌

 النقطة‌ الثالثة‌ :

 لقد كانت‌ هذه‌ المسألة‌ ، ومنذ أمد بعيد ، تشكلّ للحقير صعوبة‌ كبيرة‌ وهي‌ أ نّه‌ لماذا لا يقوم‌ بعض‌ فقهائنا بإصدار حكم‌ بتكفير المجسِّمة‌ والمعطِّلة‌ والمنزِّهة‌ والمجبِّرة‌ والمفوِّضة‌ واعتبارهم‌ نَجَس‌ لقولهم‌ ما يقولون‌ مع‌ قبولهم‌ أصل‌ التوحيد واعتقادهم‌ به‌ ؛ في‌ حين‌ يُطرقون‌ علی‌ رؤوس‌ مَن‌ يقولون‌ بوحدة‌ الوجود فوراً ، لا تأخذهم‌ في‌ المباشرة‌ في‌ ذلك‌ وا لإسراع‌ فيه‌ لومة‌ لائم‌ ؟

 ما الداعي‌ في‌ إضافتهم‌ قسماً يدعي‌ « الوحدة‌ الوجوديّة‌ » إلی‌ ما هو موجود من‌ أنواع‌ نَجَس‌ العَين‌ كالبول‌ والغائط‌ وغيرهما ؟ فلاَيّ شي‌ء أُضيف‌ هذا القسم‌ « نجس‌ العين‌ » إلی‌ النجاسات‌ ومنذ متي‌ عُمِل‌ به‌ ؟

 وهكذا ، وبعد الدراسات‌ والمشاهدات‌ وبعد التي‌ واللتيّا ، انتهي‌ الامر إلی‌ هذه‌ النقطة‌ ، و هي‌ أ نّه‌ وبسبب‌ دقّة‌ هذا النوع‌ من‌ التوحيد وصعوبة‌ فهمه‌ وإدراكه‌ والذي‌ هو توحيد المخلَصين‌ والمقرّبين‌ للحقّ جلّ شأنه‌ من‌ جهة‌ ، وبسبب‌ الصعوبة‌ والمشاقّ التي‌ تعترض‌ سالك‌ هذا السبيل‌ في‌ سيره‌ إلی‌ الله‌ ووصوله‌ إلی‌ تلك‌ الحال‌ ، وهو بالطبع‌ ما يتعارض‌ مع‌ مزاج‌ المُتَتَرَّفين‌ من‌ جهة‌ أُخري‌ ، فقد أراحَ القشريّون‌ والظاهريّون‌ ، ذوو المستوي‌ الفكريّ والعلميّ المُتَدنّي‌ والضحل‌ ، أنفسهم‌ بإشهارهم‌ سلاح‌ الكفر والخروج‌ علی‌ ا لإسلام‌ علی‌ هؤلاء ، لعدم‌ انسجام‌ هذه‌ المسألة‌ مع‌ أفكارهم‌ وآرائهم‌ ، وحتّي‌ لا يضطرّوا إلی‌ تقليد هذا الرجل‌ الحكيم‌ الواصل‌ والانقياد له‌ ، فقد قاموا بهدم‌ أساس‌ هذا البناء وتقويض‌ أركانه‌ ، واعتبروهم‌ زنادقة‌ وملحدين‌ وذلك‌ باتّهامهم‌ بالنجاسة‌ والتي‌ هي‌ انعكاس‌ للزندقة‌ وا لإلحاد .

 نعم‌ ، فمن‌ الواضح‌ أنّ التكفير والتفسيق‌ هما سلاح‌ الحمقي‌ ، وهو ما برهنت‌ علیه‌ التجارب‌ .

 وهؤلاء ، بشعار التكفير هذا الذي‌ رفعوه‌ ، قد دقّوا إسفيناً في‌ أساس‌ ا لإسلام‌ ، وإلاّ أفليس‌ ا لإسلام‌ هو شريعة‌ التوحيد ؟ والتوحيد هو الوحدة‌ نفسها ، والتوحيد علی‌ وزن‌ تفعيل‌ وهو فعل‌ متعدّ ، والوحدة‌ ثلاثيّ مجرّد وهو فعل‌ لازم‌ .

 فالتوحيد الذي‌ يعني‌ به‌ ا لإسلام‌ هو وحدة‌ الكثرات‌ وحصر الفعل‌ والقوّة‌ والعلم‌ والحياة‌ والقدرة‌ والوجود والذات‌ في‌ الحقّ سبحانه‌ وتعإلی‌ .

 والوحدة‌ هي‌ أن‌ تصير هذه‌ الافعال‌ والاسماء والذوات‌ وحدة‌ واحدة‌ فيه‌ جلّت‌ قدرته‌ .

 وفي‌ هذه‌ الحالة‌ فـ « وحدة‌ الوجود » تعني‌ نتيجة‌ التوحيد ومحصّلته‌ ، وثمرة‌ هذه‌ الشجرة‌ المثمرة‌ . فما التناقض‌ الموجود بين‌ التوحيد والوحدة‌ ؟ فالتوحيد الذي‌ ينادي‌ به‌ ا لإسلام‌ يتلاءم‌ تماماً معها ( أي‌ الوحدة‌ ) ، بل‌ هي‌ بعينه‌ . فـ « وحدة‌ الوجود » هي‌ الشراب‌ الحلو والسائغ‌ لـ « توحيد الحقّ » في‌ مراحل‌ الكثرات‌ .

 لكنّ العَجب‌ في‌ أنّ هؤلاء الجائرين‌ لم‌ يكونوا قادرين‌ ولم‌ يقدروا علی‌ اتّهام‌ أُولئك‌ بـ « التوحيد في‌ الوجود » ، وذلك‌ لانّ هذا الكلام‌ كان‌ من‌ الممكن‌ أن‌ يصبح‌ أداةً في‌ أيدي‌ كلّ مِن‌ الاعداء والاصدقاء علی‌ السواء ! فما ا لإشكال‌ في‌ ا لإنسان‌ الذي‌ دخل‌ ا لإسلام‌ وحصل‌ علی‌ نتائجه‌ الغائيّة‌ التي‌ تتلخّص‌ في‌ التوحيد في‌ الذات‌ والصفة‌ فيصبح‌ قائلاً بـ « التوحيد في‌ الوجود » ! استبدلوا لفظة‌ « التوحيد » بـ « الوحدة‌ » ؛ وبدأ العامّة‌ من‌ الناس‌ الذين‌ هم‌ كالانعام‌ غافلين‌ عن‌ أيّ عِلم‌ بضرب‌ رؤوس‌ الموحّدين‌ بهراوة‌ الوحدة‌ الوجوديّة‌ . و صبغوهم‌ بصبغة‌ نجس‌ العين‌ تحت‌ شعار الكافر الملحد الزنديق‌ الفاسق‌ حتّي‌ يمنعوا الناس‌ عنهم‌ .

 إنّ مخالفة‌ المعتقدين‌ بوحدة‌ الوجود هي‌ تعبير آخر لمخالفة‌ أهل‌ التوحيد ؛ أي‌ الموحّدين‌ .

 إنّ مشركي‌ العرب‌ وخاصّة‌ قريش‌ الذين‌ كانوا يناجزون‌ الرسول‌ الاعظم‌ صلّي‌ الله‌ علیه‌ وآله‌ إنّما كانوا يقومون‌ بذلك‌ علی‌ أساس‌ التوحيد ووحدانيّة‌ المبدأ والمعاد وجميع‌ الاُمور الاُخري‌ المشتركة‌ بينهما .

 كانوا يقولون‌ : إنّ هذا الرجل‌ زنديق‌ وملحد ، إنّه‌ ساحر ، إنّه‌ يدعو إلی‌ التوحيد ؛ وهذا خروج‌ علی‌ ديننا وعقيدتنا وسنّة‌ آبائنا . إنّه‌ رجل‌ نَجَس‌ والعياذ بالله‌ ! أو كانوا ينادون‌ بقتله‌ بجريرة‌ هذا الجُرم‌ أو ذاك‌ ، أو إخراجه‌ من‌ مدينتهم‌ وديارهم‌ ، أو تقويض‌ داره‌ علی‌ رأسه‌ ، أو عزله‌ وإقامة‌ الحصار علیه‌ !

 وَعَجِبُو´ا أَن‌ جَآءَهُم‌ مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَـ'فِرُونَ هَـ'ذَا سَـ'حِرٌ كَذَّابٌ * أَ جَعَلَ الاْلِهَةَ إِلَـ'هًا وَ حِدًا إِنَّ هَـ'ذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [31] * وَانطَلَقَ الْمَلاَ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَی‌'´ ءَالِهَتِكُمْ إِنَّ هَـ'ذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَـ'ذَا فِي‌ الْمِلَّةِ الاْخِرَةِ إِنْ هَـ'ذَا´ إِلاَّ اخْتِلَـ'قٌ * أَءُنزِلَ عَلَیهِ الذِّكْرُ مِن‌ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي‌ شَكٍّ مِّن‌ ذِكْرِي‌ بَل‌ لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ . [32]

 إنّ هذه‌ الا´يات‌ ونظيراتها التي‌ وردت‌ في‌ القرآن‌ ، تدلّ كلّها علی‌ أنّ إشكال‌ المشركين‌ والكافرين‌ علی‌ النبيّ وا لإسلام‌ والقرآن‌ كان‌ في‌ مسألة‌ التوحيد وحسب‌ .

 وعلی‌ هذا أفليس‌ إشكال‌ الدارسين‌ والعلماء الذين‌ يهاجمون‌ القائلين‌ بوحدة‌ الوجود ويتّهمونهم‌ ويؤنّبونهم‌ ويأخذون‌ علیهم‌ في‌ ذلك‌ يشبه‌ بل‌ هو عين‌ ا لإشكال‌ الذي‌ نادي‌ به‌ المشركون‌ والكافرون‌ ضدّ الموحّدين‌ ؟! فذاك‌ إشكال‌ علی‌ توحيد الوجود وهذا إشكال‌ علی‌ وحدة‌ الوجود .

 ذاك‌ برميه‌ بالزندقة‌ والخروج‌ عن‌ الدين‌ ؛ وهذا كذلك‌ بالرمي‌ بالزندقة‌ والخروج‌ عن‌ الدين‌ .

 ذاك‌ تحت‌ لواء انحراف‌ الناس‌ عن‌ العقيدة‌ ؛ وهذا كذلك‌ تحت‌ لواء فقدان‌ العقيدة‌ الساذجة‌ للسواد الاعظم‌ من‌ الناس‌ .

الرجوع الي الفهرس

موقف‌ أصحاب‌ الرسائل‌ بدون‌ الولاية‌ ا لإ لهيّة‌ خطر يوم‌ القيامة‌

 وطبعاً ، من‌ الضروريّ دائماً التكتّم‌ علی‌ الاسرار ، ولا يجب‌ البوح‌ بالمسائل‌ العرفانيّة‌ الراقية‌ والسامية‌ لايّ كان‌ ، وأ نّه‌ يُستحبّ دائماً ، بل‌ واجب‌ مأمور به‌ ، التحدّث‌ إلی‌ الناس‌ بمستوي‌ عقولهم‌ وقابليّاتهم‌ ؛ ولكنّ كلامنا هذا موجّه‌ إلی‌ الخواصّ وليس‌ العوامّ ، إلی‌ العلماء لا الجهلاء ، إلی‌ أهل‌ الفهم‌ والتجربة‌ والادب‌ والمطالعة‌ لا إلی‌ الرجل‌ العاميّ المجرّد من‌ أيٍّ من‌ هذه‌ المسائل‌ .

 فنحن‌ نقول‌ : إذا تقرّر أن‌ تكون‌ عقيدتنا توحيداً باللسان‌ وذلك‌ بعد مضي‌ ألف‌ وأربعمائة‌ عام‌ علی‌ شريعة‌ التوحيد المحمّديّة‌ ، وأن‌ نغفل‌ عن‌ أسرار ودرجات‌ التوحيد الفكريّ والعقليّ والقلبيّ الراقية‌ والقناعة‌ بإلیقين‌ الكلّي‌ّ ، وأن‌ نشنّ حملة‌ شعواء علی‌ أهل‌ الوحدة‌ ، وهم‌ الموحّدون‌ الحقيقيّون‌ والمسلمون‌ الخُلّص‌ ؛ فإذن‌ ما الفرق‌ بيننا وبين‌ مشركي‌ قريش‌ الذين‌ شَهَروا سيوفهم‌ بوجه‌ النبيّ وأمير المؤمنين‌ علیهما السلام‌ وجميع‌ الموحّدين‌ ، أي‌ القائلين‌ بالوحدة‌ ا لإلهيّة‌ ، في‌ معارك‌ بدر وأُحد والاحزاب‌ وحنين‌ ؟!

 أما كان‌ علینا ، علی‌ الاقلّ ، ونحن‌ الذين‌ ننادي‌ بالمرجعيّة‌ وولاية‌ الفقيه‌ ، أي‌ تحمّل‌ مسؤوليّة‌ الحفاظ‌ علی‌ أرواح‌ وأموال‌ وأعراض‌ المسلمين‌ ونعتقد بولائهم‌ الفكريّ والقلبيّ لنا ، أن‌ نقول‌ كلمتنا في‌ مسألة‌ التوحيد ؟ حتّي‌ لا تتسبّب‌ هذه‌ الفتاوي‌ ، لا سمح‌ الله‌ ، في‌ هتك‌ الانفس‌ والاموال‌ والاعراض‌ . ليس‌ لنا أن‌ نجعل‌ من‌ أنفسنا حماةً وحرّاساً ؛ ولكن‌ علی‌ الاقلّ علینا أن‌ لا نكون‌ كالعدوّ الذي‌ يُشهر سلاحه‌ لصالح‌ الخصم‌ المُشرك‌ ، وضدّ الفرد المسلم‌ الموحّد .

 «لاَ أَمَلَ لَنَا فِي‌ خَيْرِكَ ، فَكُفَّ أَذَاكَ عَنَّا» .

الرجوع الي الفهرس

فساد الاستدلال‌ بالا´يات‌  لإ ثبات‌ الثنائيّة‌ الحقيقيّة‌ بين‌ الخالق‌ والمخلوق‌

 النقطة‌ الرابعة‌ :

 والا´ن‌ وبعد أن‌ اتّضحت‌ صحّة‌ مقولة‌ الخالق‌ والمخلوق‌ ، والا´مر والمأمور ، والراحم‌ والمرحوم‌ ، وقد أُثبتتْ صحّتها ورُقيّها آراء روّاد الفلسفة‌ والعرفان‌ ا لإسلاميّين‌ من‌ أمثال‌ محيي‌ الدين‌ بن‌ عربي‌ وتلامذته‌ ومنهم‌ القونَويّ و القيصريّ ، والعالم‌ الفقيه‌ النبيل‌ والعارف‌ بلا بديل‌ الغائب‌ عن‌ الانظار والافكار منذ حوإلی‌ سبعة‌ قرون‌ ألا وهو : السيّد حيدر الا´ملي‌ّ وكذلك‌ الفقيه‌ والحكيم‌ الخبير البصير والعالم‌ المتبحّر المتأ لّه‌ : الملاّ صدر الدين‌ الشيرازيّ ، وغيرهم‌ الذين‌ يدين‌ لهم‌ ا لإسلام‌ والمسلمون‌ والمؤمنون‌ وشيعة‌ أمير المؤمنين‌ علیه‌ أفضل‌ الصلوات‌ وأكمل‌ تحيّات‌ المصلّين‌ بدَيْنٍ عظيم‌ ، والذين‌ استطاعوا بكتبهم‌ البرهانيّة‌ والشهوديّة‌ أن‌ ينفخوا الروح‌ في‌ ا لإسلام‌ من‌ جديد بعد أن‌ اصفرّ عُوده‌ من‌ جرّاء ظهور أفكار الحشويّين‌ والظاهريّين‌ والاخباريّين‌ الخاوين‌ من‌ العقل‌ والدراية‌ ، وأن‌ يسقوا شجرة‌ التوحيد ثانية‌ وأن‌ يُعيدوا إلی‌ الاذهان‌ خُطَب‌ « نهج‌ البلاغة‌ » ؛ بعد أن‌ اتّضح‌ كلّ ذلك‌ نقول‌ :

 إنّ العبارة‌ التي‌ كتبها آية‌ الله‌ الحكيم‌ قدّس‌ سرّه‌ في‌ نهاية‌ تعلیقه‌ وفتواه‌ هي‌ :

 وَمَا تَوْفِيقِي‌ إِلاَّ بِاللَهِ عَلَیهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَیهِ أُنِيبُ .

 وهذه‌ العبارة‌ تتضمّن‌ نقطتين‌ : الاُولي‌ :

 تحوي‌ هذا المعني‌ وهو أنّ طلب‌ هذه‌ الاُمور يكون‌ من‌ الله‌ . الثانية‌ : أنّ ما يريدون‌ بيانه‌ : هو أنّ الا´ية‌ تشير إلی‌ ثنائيّة‌ الا´مر والمأمور والراحم‌ والمرحوم‌ ؛ لا نّه‌ قد عبّر عن‌ إنّيّةٍ وتوفيق‌ إذاء الله‌ ، وكذلك‌ عن‌ توكّل‌ وإنابة‌ أمامه‌ ( أي‌ الله‌ ) .

 نعم‌ ، فإنّ الامر بهذه‌ الصورة‌ ، ولكن‌ ، هل‌ هذه‌ الاُمور ( أي‌ ا لإنّيّة‌ والتوفيق‌ والتوكّل‌ ) التي‌ يُعبَّر عنها هي‌ حقيقيّة‌ أم‌ اعتباريّة‌ ؟!

 إذا كان‌ الجواب‌ حقيقيّة‌ فهذا غير صحيح‌ ؛ لا نّه‌ ليس‌ هناك‌ أيّ استقلال‌ لايّة‌ ذرّة‌ من‌ الذرّات‌ في‌ مقابل‌ ذات‌ وصفة‌ الحقّ تعإلی‌ ، سواء أكان‌ استقلالاً في‌ الوجود أم‌ في‌ الصفة‌ .

 وإمّا إذا كانت‌ اعتباريّة‌ ، فلا يوجد أيّ تناقض‌ مع‌ ما يقوله‌ الصوفيّة‌ ، بل‌ هو عين‌ كلامهم‌ . وما جاء في‌ القرآن‌ الكريم‌ علی‌ لسان‌ النبيّ شُعيب‌ علی‌ نبيّنا وآله‌ وعلیه‌ الصلاة‌ والسلام‌ يُشير إلی‌ نفس‌ هذا المعني‌ :

 قَالَ يَـ'قَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِن‌ كُنتُ عَلَی‌' بَيِّنَةٍ مِّن‌ رَّبِّي‌ وَرَزَقَنِي‌ مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلَی‌' مَآ أَنْهَب'كُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ا لإصْلَـ'حَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي‌´ إِلاَّ بِاللَهِ عَلَیهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَیهِ أُنِيبُ .[33]

 نه‌ هر كه‌ چهره‌ برافروخت‌ دلبري‌ داند                        نه‌ هر كه‌ آينه‌ سازد سـكندري‌ دانــد

 نه‌ هر كه‌ طرف‌ كله‌ كج‌ نهاد و تند نشست‌                 كـلاه‌ داري‌ و آيـيـن‌ ســروري‌ دانــد

 تو بندگي‌ چو گدايان‌ به‌ شرط‌ مزد مكن‌                     كه‌ دوست‌ خود روش‌ بنده‌پروري‌ دانــد

 غلام‌ همّت‌ آن‌ رند عافيت‌ سوزم‌                 كه‌ در گداصـفتي‌ كيمياگري‌ دانـد [34]

 وفا و عهد نكو باشد ار بياموزي‌                   و گرنه‌ هر كه‌ تو بيني‌ ستمگري‌ دانــد

 بباختم‌ دل‌ ديوانه‌ و ندانستم‌                      كه‌ آدمي‌ بچه‌اي‌ شيوة‌ پـري‌ دانــد

 هزار نكتة‌ باريك‌تر ز مو اينجاست‌                 نه‌ هر كه‌ سر بتراشد قلندري‌ دانــد

 مدار نقطة‌ بينش‌ ز خال‌ تست‌ مرا               كه‌ قدر گوهر يكدانه‌ جوهري‌ دانــد

 به‌ قدّ و چهره‌ هر آن‌ كس‌ كه‌ شاه‌ خوبان‌ شد             جهان‌ بگيرد اگر دادگسـتـري‌ دانــد

 ز شعر دلكش‌ حافظ‌ كسي‌ بود آگاه‌

 كه‌ لطف‌ طبع‌ و سخن‌ گفتنِ دَري‌ داند [35]

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

ارجاعات


[1] ـ ا لآيتان‌ 26 و 27 ، من‌ السورة‌ 55 : الرحمن‌ . 

[2] ـ يقول‌ : «فلمّا تناثر إمكان‌ الممكن‌ لم‌ يبقَ هناك‌ شي‌ء غير الواجب‌»

[3] ـ يقول‌ : «أي‌ بحر عظيم‌ هي‌ الوحدة‌ لكنّ هذا البحر م لآن‌ دماً ومنه‌ تنبعث‌ آلاف‌ الامواج‌ الهائجة‌ .

أيّها الناس‌ ! مع‌ أنّ آلاف‌ الامواج‌ تنبعث‌ من‌ ذلك‌ اليَمّ ولكن‌ لم‌ تنقص‌ منه‌ قطرة‌» . 

[4] ـ يقول‌ : «إنّ الوجود قائم‌ من‌ خلال‌ كماله‌ ؛ وليست‌ التعيّناتَ إلاّ أموراً اعتباريّة‌ .

 والاُمور الاعتباريّة‌ (في‌ نفس‌ الامر) ليست‌ موجودة‌ ؛ كتعدّد الاعداد في‌ حين‌ أنّ المَعدود واحد ليس‌ إلاّ .

 لانّ الواحد أضحي‌ سارياً في‌ الاعداد» . 

[5] ـ يقول‌ : «الكلّ في‌ وهم‌ وظنٍّ حول‌ ماهيّتك‌ وصورتك‌ ؛ (فالحالة‌ هذه‌ تشبه‌) نقطة‌ (مرسومة‌ علي‌ ورقة‌) تدور بسرعة‌ حتّي‌ تصبح‌ كأ نّها دائرة‌» . 

[6] ـ أبو عبد الله‌ محمّد بن‌ عليّ الحاتميّ الطائيّ الاندلسيّ المكّيّ الشاميّ صاحب‌ كتاب‌ «الفتوحات‌ المكّيّة‌» المعروف‌ بين‌ العرفاء بالشيخ‌ الاكبر ، توفّي‌ سنة‌ 638 ـ (التعليقة‌) . 

[7] ـ هذا البيت‌ الذي‌ نسبه‌ سماحة‌ شيخنا ا لإمام‌ متّعنا الله‌ تعالي‌ بطول‌ بقائه‌ إلي‌ الشهرة‌ إنّما هو لابي‌ العتاهية‌ الشاعر المعروف‌ ، وهو أبو إسحاق‌ إسماعيل‌ بن‌ القاسم‌ بن‌ سويد بن‌ كيسان‌ العنزيّ بالولاء العينيّ ، المولود 130 ه والمتوفّي‌ 210 أو 211 أو 213 ه ، والمدفون‌ حيال‌ قنطرة‌ الزيّاتين‌ في‌ الجانب‌ الغربيّ ببغداد . ويعدّ من‌ مقدّمي‌ المولّدين‌ وفي‌ طبقة‌ بشار وأبي‌ نؤاس‌ وأمثالهما ، نشأ في‌ الكوفة‌ وسكن‌ بغداد . وعن‌ الصوليّ أ نّه‌ كان‌ يتشيّع‌ بمذهب‌ الزيديّة‌ التبريّة‌ . وروي‌ أ نّه‌ جلس‌ في‌ دكّان‌ ورّاق‌ فأخذ كتاباً فكتب‌ علي‌ ظهره‌ علي‌ البديهة‌ (من‌ المتقارب‌) :

 ألاَ إنَّــنَــا كُــلَّــنَـــا بَــائِــــدُ         وَأَي‌ُّ بَـــنِـــــي‌ آدَمَ خَـــالِـــدُ

 وَبَـدْؤُهُــمْ كَـانَ مِــنْ رَبِّــهِــمْ         وَكُــلٌّ إلَـــي‌ رَبِّــــهِ عَــائِـــدُ

 فَيَا عَجَبـاً كَـيْـفَ يُعْصَـي‌ ا لإ لَـ     ـهُ أَمْ كَـيْـفَ يَجْحَـدهُ الجَاحِـدُ

 وَلِـلَّـهِ فِـي‌ كُـلِّ تَـحْــرِيــكَــةٍ         وَفِـي‌ كُلِّ تَـسْـكِـيـنَـةٍ شَــاهِـدُ

 وَفِــي‌ كُــلِّ شَـــي‌ءٍ لَــهُ آيَـــةٌ     تَــدَلُّ عَــلَــي‌ أَ نَّــهُ الـوَاحِــدُ

 وفي‌ نسخة‌ : عَلَي‌ أَ نَّهُ وَاحِدُ .

 ولما انصرف‌ اجتاز أبو نؤاس‌ ـ الشاعر الشيعيّ الشهير ـ بالموضع‌ فرأي‌ الابيات‌ فقال‌ : لمن‌ هذا . فقيل‌ له‌ : لابي‌ العتاهية‌ . فقال‌ : لوددتها لي‌ بجميع‌ شعري‌ .

 وروي‌ صاحب‌ «الاغاني‌» أنّ أبا العتاهية‌ كان‌ يُرمي‌ بالزندقة‌ فجاء يوماً إلي‌ الخليل‌ بن‌ أسد النوجشانيّ فقال‌ : زعم‌ الناس‌ أ نّي‌ زنديق‌ ! والله‌ ما ديني‌ إلاّ التوحيد . فقال‌ له‌ الخليل‌ : فقل‌ شيئاً نتحدّث‌ به‌ عنك‌ . فقال‌ الابيات‌ السابقة‌ .

 أقول‌ : غير خفيّ علي‌ الباحث‌ المنقّب‌ أنّ الرمي‌ بالزندقة‌ والكفر أو الغلوّ وما أشبه‌ ذلك‌ ناشي‌ في‌ الاغلب‌ من‌ الحسد والحقد ومن‌ افتراءات‌ الخصوم‌ والمغرضين‌ والمخالفين‌ في‌ المذهب‌ والعقيدة‌ ولا سيّما في‌ حقّ الشاعر الشـيعيّ أو العالم‌ الدينيّ أو العارف‌ المتأ لّه‌ ... إلي‌ آخره‌ (التعليقة‌) . 

[8] ـ شرف‌ الدين‌ أبو القاسم‌ عمر بن‌ عليّ الحمويّ المصريّ ، العارف‌ المشهور صاحب‌ القصيدة‌ التائيّة‌ المعروفة‌ ، توفّي‌ سنة‌ ( 632 ) ه بالقاهرة‌ (التعليقة‌) . 

[9] ـ يقول‌ : «أيّها المسلم‌ إذا أردت‌ أن‌ تعرف‌ ماهيّة‌ الصنم‌ ؛ فاعلم‌ أ نّما الدِّين‌ يتلخّص‌ في‌ عبادة‌ الصنم‌» .

[10] ـ يقول‌ : «إذا سقط‌ نور الشمس‌ علي‌ الحَدَث‌ (أي‌ النجس‌) ، فإنّ النور يبقي‌ كما هو لا تشوبه‌ النجاسة‌» . 

[11] ـ ا لآية‌ 88 ، من‌ السورة‌ 28 : القصص‌ . وَلاَ تَدْعُ مَعَ اللَهِ إِلَـ'هًا ءَاخَرَ  لآ إِلَـ'هَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ و لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . 

[12] ـ يقول‌ : «لقد كانت‌ أقدام‌ الاستدلاليّين‌ من‌ الخشب‌ ؛ والاقدام‌ الخشبيّة‌ لا يمكنها أن‌ تقاوم‌ كثيراً» . 

[13] ـ يقول‌ : «مرحي‌ بمن‌ يبحث‌ عن‌ الشمس‌ الساطعة‌ في‌ الصحراء مستعيناً بضوء شمعة‌» . 

[14] ـ يقول‌ : «إنّ المكان‌ الذي‌ يتجلّي‌ فيه‌ نـور الحقّ وضّـاءً سـاطعاً فما الحاجـة‌ إلي‌ وحـي‌ من‌ جبرئيل‌» . 

[15] ـ هذه‌ الكلمات‌ النيّرة‌ بتغيير يسير من‌ عبارات‌ دعاء عرفة‌ لسيّد الشهداء سلام‌ الله‌ عليه‌ نقله‌ السيّد رضي‌ الدين‌ بن‌ طاووس‌ قدّس‌ سرّه‌ في‌ كتابه‌ «ا لإقبال‌» . القاضي‌ الطباطبائي‌ّ .

 وقد بحث‌ الحقير حول‌ هذا الدعاء بحثاً مفصّلاً في‌ الجزء الاوّل‌ من‌ «معرفة‌ الله‌» ، واتّضح‌ أنّ هذا الدعاء من‌ أدعية‌ ابن‌ عطاء ا لإسكندريّ المتوفّي‌ سنة‌ 709 . وحاصل‌ الكلام‌ أنّ هذا الدعاء دعاء جيّد ذو مضمون‌ عالٍ جميل‌ ، وقراءته‌ في‌ كلّ وقت‌ تقتضيه‌ الحال‌ من‌ الاُمور المفيدة‌ التي‌ يجب‌ اغتنامها . أمّا إسناده‌ إلي‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ فغير جائز . والحمد للّه‌ أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً . 

[16] ـ في‌ فصل‌ النجاسات‌ وأنّ منها الكافر بأقسامه‌ مسألة‌ : 2 . 

[17] ـ حديث‌ قدسيّ : أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي‌َ الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَي‌ قَلْبِ بَشَرٍ .

 وجاء في‌ كتاب‌ «كلمة‌ الله‌» ص‌ 134 ، الرقم‌ 140 ، بعد ذكر هذا الحديث‌ تتمّة‌ علي‌ النحو التالي‌ : فَلَهُ مَا أَطْلَعْتُكُمْ عَلَيْهِ ، اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ : فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِي‌َ لَهُم‌ مِّن‌ قُرَّةِ أَعْيُنٍ .

 وذكر في‌ ص‌ 534 سندين‌ لهذا أ : «التفسير الصغير» للفضل‌ بن‌ الحسن‌ الطبرسي‌ّ . قال‌ في‌ الحديث‌ ... ب‌ : «أسرار الصلاة‌» للشهيد الثاني‌ عليّ بن‌ أحمد بن‌ محمّد ... 

[18] ـ عبارة‌ : أَنَا الحَقُّ ، للحلاّج‌ .

 وعبارة‌ : سُبْحَانِي‌ مَا أَعْظَمَ شَأْنِي‌ ، لبايزيد البسطامي‌ .

 وعبارة‌ : لَيْسَ فِي‌ جُبَّتِي‌ إلاَّ الحَقُّ ، لبعض‌ من‌ بلغ‌ مقام‌ الشهود حسب‌ نقل‌ الفرغانيّ في‌ «مشارق‌ الدراري‌» . وقد أوردنا بعض‌ المطالب‌ باختصار حول‌ أسناد هذه‌ الكلمات‌ في‌ الجزء الاوّل‌ من‌ «معرفة‌ الله‌» . 

[19] ـ أبو معتب‌ الحسين‌ بن‌ منصور الحلاّج‌ الصوفيّ الشهير ، قتل‌ في‌ سنة‌ 309 ه ببغداد ، اختلف‌ الناس‌ حتّي‌ الصوفيّة‌ في‌ حقّه‌ ـ (التعليقة‌) . 

[20] ـ سعد الدين‌ محمود بن‌ أمين‌ الدين‌ التبريزيّ الشبستريّ ، من‌ أكابر العرفاء والحكماء صاحب‌ كتاب‌ «گلشن‌ راز» الذي‌ ناهز شروحه‌ عن‌ أحد عشر شرحاً ، توفّي‌ سنة‌ 720 ه ولم‌ يتجاوز عمره‌ عن‌ 33 سنة‌ ، وقد عدّ في‌ «كشف‌ الظنون‌» بعض‌ مؤلّفاته‌ من‌ كتب‌ الشيعة‌ وكذا شيخنا البحّاثة‌ المحقّق‌ في‌ «الذريعة‌» انظر ، ج‌ 4 ، ص‌ 158 ؛ وج‌ 7 ص‌ 42 ، طبعة‌ طهران‌ (التعليقة‌) . 

[21] ـ يقول‌ : «مقولة‌ أنا الحقّ هي‌ كشف‌ تلك‌ الاسرار المطلقة‌ ؛ ومن‌ ذا الذي‌ له‌ أن‌ يقول‌ أنا الحقّ غير الحقّ .

إذا جاز لشجرة‌ أن‌ تقول‌ أنا الحقّ ؛ فكيف‌ لا يجوز ذلك‌ من‌ محظوظ‌» . 

[22] ـ لبيد بن‌ ربيعة‌ العامريّ الانصاريّ من‌ الشعراء المخضرمين‌ ، يقال‌ إنّه‌ مات‌ في‌ زمن‌ معاوية‌ وهو ابن‌ مائة‌ وسبع‌ وخمسين‌ سنة‌ ولم‌ يقل‌ شعراً في‌ ا لإسلام‌ إلاّ بيتاً واحداً وهو قوله‌ :

 الحَمْـدُ لِلَّهِ إذْ لَـمْ يَأْتِنِـي‌ أَجَلِي‌ حَتَّي‌ كَسَانِي‌ مِنَ ا لإسْلاَمِ سِرْبَالاَ

 وقال‌ له‌ عمر أنشدني‌ من‌ شعرك‌ فقرأ سورة‌ البقرة‌ وقال‌ : ما كنت‌ لاقول‌ شعراً بعد إذ علّمني‌ الله‌ سورة‌ البقرة‌ . «الشعر والشعراء» لابن‌ قتيبة‌ ، ص‌ 50 ، ط‌ 1 ، مصر سنة‌ 322 ه (التعليقة‌) . 

[23] ـ وعجزه‌ : * وَكُلُّ نَعِيمٍ لاَ مَحَالَةَ زَائِلُ * وبعد هذا البيت‌ :

 سِـوَي‌ جَنَّةِ الفِرْدُوسِ إنَّ نَعِيمَهَا يَـدُومُ وَإنَّ المَــوْتَ لاَبُـدَّ نَـازِلُ

 (التعليقة‌). 

[24] ـ الباب‌ 100 من‌ كتاب‌ «مصباح‌ الشريعة‌» ، والعبارة‌ أسفله‌ من‌ نسخة‌ سماحة‌ حجّة‌ ا لإوالمسلمين‌ فخر العلماء الاعلام‌ الحاجّ الشيخ‌ حسن‌ المصطفويّ دام‌ بقاؤه‌ (ص‌ 66 ) :

 قَالَ الصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : العُبُودِيَّةُ جَوْهَرَةٌ كُنْهُهَا الرُّبُوبِيَّةُ ؛ فَمَا فُقِدَ مِنَ العُبُودِيَّةِ وُجِدَ فِي‌ الرُّبُوبِيَّةِ ، وَمَا خَفي‌َ عَنِ الرُّبُوبِيَّةِ أُصِيبَ فِي‌ العُبُودِيَّةِ . قَالَ اللَهُ تَعَالَي‌ : «سَنُرِيهِمْ ءَايَـ'تِنَا فِي‌ الاْفَاقِ وَفِي‌´ أَنفُسِهِمْ حَتَّي‌' يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَ نَّهُ الْحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَ نَّهُ و عَلَي‌' كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» . أَي‌ْ مَوجُودٌ فِي‌ غَيْبَتِكَ وَفِي‌ حَضْرَتِكَ . 

[25] ـ ا لآية‌ 26 ، من‌ السورة‌ 55 : الرحمن‌ . 

[26] ـ ا لآية‌ 88 ، من‌ السورة‌ 28 : القصص‌ . 

[27] ـ كتاب‌ «الفردوس‌ الاعلي‌» تعليق‌ الشهيد آية‌ الله‌ القاضي‌ ص‌ 198 إلي‌ 221 ، رحمه‌ الله‌ ، الطبعة‌ الثانية‌ ، منشورات‌ مكتبة‌ الفيروزآبادي‌ّ . 

[28] ـ «مستمسك‌ العروة‌ الوثقي‌» ج‌ 1 ، ص‌ 329 ، الطبعة‌ الثانية‌ ، سنة‌ 1376 ه . 

[29] ـ يقول‌ : «اقْبَل‌ الله‌ كما هو ؛ فهو الذي‌ بدأَ (الخلق‌) من‌ رحمة‌ وإلي‌ رحمة‌ يُرجِعه‌ .

 لقد بدأ الخلق‌ من‌ رحمة‌ والي‌ رحمة‌ يؤول‌ ؛ وهذا هو سرّ العشق‌ الذي‌ حيّر العقول‌ .

 وإنّ الخلق‌ جميعاً وُلِدوا علي‌ فطرة‌ التوحيد ؛ وأمّا الشرك‌ فهو عارض‌ ، والعارض‌ يزول‌» . 

[30] ـ يقول‌ : «يقول‌ العاقل‌ إنّ سرّ الحقيقة‌ محجوب‌ ؛ وماذا يستطيع‌ فعله‌ الفضول‌ مع‌ العشق‌ المحجوب‌ ؟

 واعلَم‌ أنّ كلّ ما كان‌ وما يكون‌ هي‌ عبارة‌ عن‌ نقطة‌ واحدة‌ ؛ وهذه‌ النقطة‌ قد ترتفع‌ أحياناً وقد تهبط‌ .

 لم‌ يَصُن‌ العهد غيري‌ من‌ الناس‌ ؛ سواء سَمّيتموني‌ ظَلوماً أو جَهولاً» .

 كتاب‌ «العدل‌ ا لإلهي‌ّ» ص‌ 260 ، الطبعة‌ الاُولي‌ ؛ وقيل‌ : ربّما كان‌ ذلك‌ للمرحوم‌ ا لآقا محمّد رضا القمشئي‌ّ . 

[31] ـ جاء في‌ «أقرب‌ الموارد» : «العُجاب‌ بالضمِّ : ما جاوَز حَدَّ العَجَب‌ . أمرٌ عَجَبٌ وعُجابٌ وعُجَّابٌ ، بِتَخفيف‌ الجيمِ وتَشْديدِها للمبالغة‌ : أي‌ يُتَعجَّب‌ منه‌ . وعَجَبٌ عُجابٌ : مُبالغةٌ». 

[32] ـ ا لآيات‌ 4 إلي‌ 8 ، من‌ السورة‌ 38 : ص‌ . 

[33] ـ ا لآية‌ 88 ، من‌ السورة‌ 11 : هود . 

[34] ـ يقول‌ : «ليس‌ باستطاعة‌ كلّ جميل‌ الصورة‌ سلب‌ قلب‌ العاشق‌ ؛ وليس‌ كلّ من‌ يصنع‌ المرايا مثل‌ ا لإسكندر سيكون‌ مثله‌ في‌ فتوحاته‌ .

 وليس‌ كلّ من‌ أمال‌ قبّعته‌ علي‌ جانب‌ رأسه‌ وجلس‌ بتكبّر ؛ يجيد فنّ الحكم‌ والسلطان‌ .

 لا تكن‌ مثل‌ الفقراء والعمّال‌ الذين‌ لا يؤدّون‌ عملاً ولا يطيعون‌ أمراً ما لم‌ يأخذوا أُجرتهم‌ ؛ لانّ محبوبك‌ يعلم‌ جيّداً كيف‌ يُعامل‌ خدمه‌ ويشفق‌ عليهم‌ .

 إنّ الخادم‌ العفيف‌ والتقيّ الذي‌ يُحرق‌ عافيته‌ وسلامته‌ في‌ نار الحبّ باستطاعته‌ أن‌ يحوّل‌ بإكسير معرفته‌ الوجود الناقص‌ إلي‌ تِبر أو الاستغناء عن‌ كلّ شي‌ء في‌ حين‌ أ نّه‌ يرزح‌ تحت‌ نير الفقر والعوز» . 

[35] ـ يقول‌ : «فلو تعلّمتَ ذلك‌ واتّخذته‌ سلوكاً لك‌ لكان‌ ذلك‌ من‌ الوفاء وا لإخلاص‌ ؛ وإلاّ فإنّك‌ ستعتبر كلّ من‌ تراه‌ ظالماً وطاغياً .

 لقد خسرت‌ قلبي‌ في‌ مقامرة‌ في‌ الحبّ ؛ ولم‌ أتصوّر أنّ أحداً من‌ البشر يعرف‌ طريق‌ سلب‌ القلوب‌ كما تفعل‌ الملائكة‌ .

 إنّ ها هنا تكمن‌ ألف‌ لطيفة‌ ولطيفة‌ هي‌ أدقّ من‌ الشعرة‌ ؛ وليس‌ كلّ من‌ حلق‌ رأسه‌ صار يعرف‌ سيرة‌ وسلوك‌ الدراويش‌ .

 إنّ مجال‌ رؤيتي‌ هي‌ دائرة‌ خالك‌ ؛ لانّ الخبير بالجواهر وحده‌ القادر علي‌ تمييز الجوهرة‌ الثمينة‌ .

 إنّ باستطاعة‌ الملك‌ تسخير القلوب‌ شريطة‌ أن‌ يتعامل‌ مع‌ العشّاق‌ بالعدل‌ وا لإحسان‌ .

 لن‌ يفهم‌ شعر (حافظ‌) ويستوعبه‌ إلاّ من‌ كان‌ ذا طبع‌ رقيق‌ وكلامٍ عذب‌» .

 «ديوان‌ حافظ‌ الشيرازي‌ّ» ص‌ 120 ، طبعة‌ محمّد القزوينيّ والدكتور قاسم‌ غني‌ .

تتمة النص

الصفحة الاولي للموقع فهرس الكتب الفهرس الموضوعي الفحص

 

.

معرفي و راهنما

كليه حقوق، محفوظ و متعلق به موسسه ترجمه و نشر دوره علوم و معارف اسلام است.
info@maarefislam.com